الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل العين والنون
ع ن ب:
قوله تعالى: {فأنبتنا فيها حبًا وعنبًا} [عبس:27 - 28]. العنب: معروف، وهو غير الكرم ويطلق على الكرم نفسه لقوله تعالى:{وجناتٍ من أعنابٍ} [الأنعام:99] والعنبة أيضًا بثرة تشبيهًا بالثمرة في الهيئة. وفي حديث الدجال: «كأنها عنبة طافية» .
ع ن ت:
قوله تعالى: {ولو شاء الله لأعنتكم} [البقرة:220] أي لشق عليكم. قوله تعالى: {ذلك لمن خشي العنت منكم} [النساء:25] أي المشقة في ترك اللواط والوقوع في الزنا. وأصله من: عنت الدابة تعنت عنوتًا وعنتًا: إذا حدث في قوائمها كسر بعد جبرٍ لا يمكنها معه الجري، منه: أكمه عنوت: شاقة المصعد. ويقال: أعنت البيطار الدابةً: إذا فعل بها فعلًا يغمز فيه. قال ابن الأنباري: أصل العنت: التشديد. فإذا قالت العرب: فلان يتعنت فلانًا ويعنته، فأصله يشدد ويلزمه بما يصعب عليه أداؤه. ثم يقلب إلى معنى الهلاك. وقوله:{ذلك لمن خشي العنت} يريد الهلاك في الزنا، وأن يحمله الشبق على الفجور. ومثله:{لعنتم} [الحجرات:7] أي لهلكتم ووقعتم في العنت.
وقوله تعالى: {ودوا ما عنتم} [آل عمران:118] أي تمنوا ما أعنتكم وأوقعكم في الهلكة. والتقدير: ودوا عنتكم. وفي الحديث: «فيعنتوا عليكم دينكم» أي يدخلون الضرر عليكم في دينكم. وقال بعضهم: المعانتة كالمعاندة، لكن المعانتة أبلغ لأنها معاندة فيها خوف وهلاك، ولهذا يقال: عنت فلان: إذا وقع في أمرٍ يخاف منه التلف، يعنت عنتًا، ويقال للعظم المجلور إذا أصابه ألم فهاضه.
ع ن د:
قوله تعالى: {عند ربهم} [البقرة:62] هذا إشارة إلى رفعة رتبهم وليس ثم عندية حقيقة إذ الباري لا يتحيز، كما تقول: فلان عزيز عن الملك، وإن كان غائبًا عن حضرته. وعند: ظرف مكانٍ لا يتصرف بأكثر من جره بمن. ويقل فتح عبنه وضمها. وقال بعضهم: عند: لفظ موضوع للقرب؛ فتارةً يستعمل في المكان وتارةً في الاعتقاد، نحو: عندي كذا. وتارةً في الزلفى والمنزلة. قال تعالى: {وإنهم عندنا لمن المصطفين} [ص:47]{إن الذين عند ربك} [الأعراف:206]. ومن ثم قيل للملائكة: المقربون، لا يراد بذلك منزلةً مكانيةً.
قوله: {وخاب كل جبارٍ عنيدٍ} [إبراهيم:15] أي حائدٍ عن القصد والسواء؛ يقال: رجل عنيد وعنود وعاند. وينبغي أن يكون عنيد وعنود أبلغ من عاندٍ. قال الليث: العنود من الإبل
الذي لا يخالطها إنما هو في ناحيةٍ أبدًا؛ أراد من هم بالخلاف أو بمفارقة الجماعة. وفرق بعضهم بين الثلاثة بفرقٍ آخر فقال: العنيد: المعجب بما عنده، والمعاند: المباهي، والعنود: قيل: مثل العنيد. وقال: لكن بينهما فرق لأن العنيد الذي يعاند ويخالف. والعنود: الذي يعند عن القصد. ويقال: بعير عنيد ولا يقال عنود: والعند جمع عاند وجمع العنود عندة، وجمع العنيد عند، وقال بعضهم: هو العدول عن الطريق، لكن خص العنود بالعادل عن الطريق في المحسوسات، والعنيد بالعادل عن الطريق في الحكم. وعند عن الطريق: عدل عنه. ويقال: عاند: لازم، وعاند: فارق. قال الراغب: كلاهما من عند لكن باعتبارين مختلفين كقولهم: البين في الوصل والهجر باعتبارين مختلفين.
ع ن ق:
قوله تعالى: {فاضربوا فوق الأعناق} [الأنفال:12] الأعناق: جمع عنقٍ وهو الجارحة المعروفة. والمراد: اضربوا فوق رؤوسهم. وقيل: فوق مزيدة، ولا يحتاج إلى مثل ذلك لصحة المعنى بدون الحذف. ورجل أعنق وامرأة عنقاء، أي طويلة العنق.
والأعناق: الأشراف، وعليه قوله تعالى:{فظلت أعناقهم لها خاضعين} [الشعراء:4]. قوله تعالى: {وكل إنسانٍ ألزمناه طائره في عنقه} [الإسراء:13] أي قلدناه كسبه من خيرٍ وشر تقليد الإنسان بما لا انفكاك له منه نحو قولهم: ألزمته به طوق الحمامة، وطوقته به وجعلته في عنقه، تصويرًا للمعاني بصورة أجرامٍ تحتوي على أعزما في الإنسان وأمكنه مبالغة في ذلك. ويروى أن ذلك يكون حقيقة، وأن كل أحدٍ يكتب عمله في سجل يطوق به. وفي الحديث:«المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة» قال ابن الأعرابي: أكثر الناس أعمالًا. ومنه: لفلانٍ عنق من الخير. وقال بعضهم: هو على حقيقته، وذلك أن الناس في الكرب يوميذٍ وهم في الروح مشرئبون لأن يؤذن لهم في دخول الجنة. وقيل: إن ذلك كناية عن شرفهم وفضلهم، وذلك أن المستبشر بخيرٍ لا يطاطئ برأسه ولا يخفض رأسه ولا يغض طرفه بخلاف من هو في خشيةٍ، فإنه يطرق رأسه، فبشروا بأنهم بهذه الصفة. وقيل: ذلك يدل على كونهم رؤساء فضلاء من قولهم: عندي أعناق الناس كما تقدم في الآية الكريمة. ويقال: العرب تصف السادات والأكابر بطول العنق وأنشد: [من البسيط]
1096 -
يشبهون سيوفًا في صرامتهم
…
طوال أنصية الأعناق والأمم
وروى بعضهم «إعناقًا» بكسر الهمزة على أنه مصدر من أعنق، مأخوذ من سير العنق وهو الإسراع. وفي الحديث:«كان يسير العنق» . وفي حديث آخر: «لا يزال الرجل معنقًا ما لم يصب دمًا» أي منبسط في سيره. وفي حديث آخر: «أنه بعث رجلًا في سرية فانتحى له عامر بن الطفيل فقتله فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعنق ليموت» . وهذا مثل مشهور تفسيره أن المنية أسرعت به وساقته إلى مصرعه. وقال أبو موسى: «فانطلقنا
إلى الناس معانيق» أي مسرعين. ويقال: أعنقته كذا أي جعلته في عنقه، وعنه استعير أعنق الأمر، وتعنق الأرنب: رفع عنقه. والعناق: الأنثى من المعز، وهو علم لامرأةٍ أيضًا.
والعنقاء: طائر عجيب الخلق يتوهم العرب وجوده كالغول. وزعم بعضهم أنها كانت تختطف صبيان قوم نبي من الأنبياء يقال له حنظلة لن صفوان، وأنه دعا عليها فهلكت. ويقال: عنقاء مغربٍ. وعن الخليل: لم يبق من رسمها غير اسمها. وقال الكميت: [من الطويل]
1097 -
محاسن من دينٍ ودنيا كأنها
…
بها خلقت في الجو عنقاء مغرب
وقال عنترة بن أحرش الطائي: [من الطويل]
1098 -
لقد خلقت بالجو فتخاء كاسرٍ
…
كفتخاء دمجٍ خلقت بالحزور
وقال أبو نواس: [من الطويل]
1099 -
وما خبزه إلا كعنقاء مغربٍ
…
تصور في بسط الملوك وفي المثل
وقال بعض الشعراء: [من البسيط]
1100 -
الجود والغول والعنقا ثلاثتها
…
أسماء أشياء لم تخلق ولم تكن
وقد كذب في الجود فإنه موجود. ودمج: جبل تزعم العرب أنها كانت تأويه وأنها كانت أحسن الطير فيها من كل لونٍ، وأنها كانت تأكل الطير فأعوزها الطير يومًا، فاختطفت صبيًا وهو الحزور في شعر عنترة ثم حلقت بجاريةٍ فشكا أهل الرس ذلك لحنظلة فدعا عليها فهلكت. وقيل: بل النبي خالد بن سنانٍ في الفترة، وأنها كانت في زمن موسى إلى زمن خالد، وسميت مغربًا لأنها تغرب بكل من تأخذه.
ع ن و:
قوله تعالى: {وعنت الوجوه} [طه:111] أي خضعت مستأسرةً بعناء. ومنه: