الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طائفتان منكم أن تفشلا {] آل عمران:122 [. وقيل: الفشل ضعف مع جبن. وتفشل الماء: إذا سال، وتفاشل مثله.
فصل الفاء والصاد
ف ص ح:
قوله تعالى:} هو أفصح مني لسانًا {] القصص:34 [. الفصاحة: خلوص الكلام وبيانه بحيث لا يلتبس على سامعه. وفصح الرجل: جادت لغته، وأفصح: تكلم بالعربية، وقيل بالعكس، قال الراغب: والأول اصح. والفصيح: من ينطق والأعجم من لا ينطق، ومنه استعير فصح الصبح: بدا ضوؤه.
وأصل الفصاحة من فصح اللبن يفصح فهو فصيح، وأفصح يفصح فهو مفصح إذا خلص من الرغوة وتعري عنها. فالفصح: خلوص الشيء مما يشوبه، وفي المثل:
1208 -
"تحت الرغوة اللبن الفصيح"
فأتبعته ذلك للفصاحة في الكلام.
والفصاحة في اصطلاح أهل البيان تتعلق بالكلمة والكلام والمتكلم، والبلاغة يوصف بها الأخيران فقط. وقد حققنا ذلك في غير هذا الموضوع. فأما قولهم. كلمة بليغة، فلأن الكلمة في هذا المقام بمعنى الكلام.
ف ص ل:
قوله تعالى:} فلما فصل طالوت بالجنود {] البقرة:249 [أي فارق مكانه
ومركزه الذي كان فيه، وكذا قوله تعالى:{ولما فصلت العير} [يوسف:94]. وأصل الفصل: إبانة الشيء من الشيء وقطعه حتى يكون بينهما فرجة. ومنه مفاصل الإنسان، الواحد مفصل. وفصلت الشاة: قطعت مفاصلها.
قوله تعالى: {هذا يوم الفصل} [الصافات:21] أي يوم يفصل فيه بين الحق والباطل، والظالم والمظلوم؛ بأن يحكم الله بين عباده، فيفصل بينهم بعلمه فيهم.
قوله تعالى: {إنه لقول فصل} [الطارق:13] أي بين ظاهر، يفصل به بين الأشياء لا التباس ولا لبس فيه {قرآنًا عربيًا ذي عوج} [الزمر:28].
قوله تعالى: {وأتيناه الحكمة وفصل الخطاب} [ص:20] أي قطع الحكم وبيانه، والفصل بين الخصوم. وقيل: هي كلمة أما بعد. وقيل: هو قوله: البينة على المدعي واليمين على المدعي عليه. وقيل: الفصل بين الحق والباطل.
قوله: {آيات مفصلات} [الأعراف: 133] أي مبينات. وقيل: تفصيلها: فصلها وتمييزها بعضها من بعضٍ، أي بين كل آيتين فصل؛ تمضي هذه وتأتي هذه. وقيل: من تفصيل القلائد بالشذر لأن آيات القرآن مفصلة بالأحكام كما تفصل القلائد بالشذر والخرز، وهذا القول مقول في قوله تعالى:{ثم فصلت من لدن حكيمٍ خبيرٍ} [هود:1]. وقيل: بين فيها الحلال والحرام. وقيل: جاءت شيئٍا بعد شيءٍ.
قوله تعالى: {ولولا كلمة الفصل} [الشورى:21] أي ما سبق من أن الله تعالى يؤخر الحكم بينهم إلى يوم القيامة، أي لولا ما تقدم من وعد الله أنه يفصل بينهم يوم القيامة لفصل الآن. وقيل: قوله تعالى: {ثم فصلت} إشارة إلى قوله: {تبيانً لكل شيء} [النحل:89].
قوله: {وفصيلته التي تؤويه} [المعارج:13]. فصيلة الرجل: عشيرته المنفصل هو عنها. وقيل: الفصيلة أقرب القبيلة. وأصل الفصيلة: القطعة من لحم الفخذ، وسيأتي إن شاء الله تعالى الكلام على القبيلة وما بعدها من المعمرة والفخذ والبطن ونحوها.
وكان يقال: العباس رضي الله عنه فضيلة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله: {وحمله وفصاله} [الأحقاف:15] أي فطامه، وذلك لانفصال الولد عن أمه التي ترضعه. وكذا قوله:{فإن أرادا فصالا} [البقرة:233] أي فطم وادهما.
وفي وصف كلامه عليه الصلاة والسلام: "فصل لا نزر ولا هذر" فالفصل للفاصل بين الحق والباطل والقاطع بين الخصوم. والنزر: القليل، والهذر: الكثير. والمفصل من القرآن: السبع الأخير، وذلك للفصل بين القصص بالسور القصار. وقيل: سمي مفصلًا لقصر أعداد سوره من الآي. واختلف الناس في المفصل؛ فقيل: السبع الأخير كما تقدم نقله عن الراغب، وقيل: من الحجرات، وقيل: من سورة ق إلى آخر القرآن. والفواصل: أواخر الآي. وفواصل القلادة: شذر يفصل به بينها. وفي الحديث: "من أتفق فاصلة من الأجر كذا" أي يفصل بين الإيمان والكفر.
والفيصل: الكثير الفصل. وفي الحديث: "لو علم بها لكانت الفيصل بيني وبينه" أي القطيعة. والفيصل أيضًا: الحوار لانفصاله عن أمه، وهو مختص به خصصه الاستعمال العرفي. والفصيل أيضًا، حائط دون سور المدينة.
ف ص م:
قوله تعالى: {لا انفصام لها} [البقرة:256] أي لا انقطاع. يقال: فصمت الشيء: إذا كسرته أو قطعته من غير بينونة فيه بعضه من بعضٍ. فإذا فصلته منه قيل له قصم- بالقاف- ولذلك كان نفي الانفصام في الآية أبلغ من نفي الانفصام، لأنه إذا انتقى القصم مع قلته فلنتف القصم بطريق الأولى وهذا كما قالوا في الخصم والقصم والقبض والقنص والوكز واللكز. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: "فيقصم عنه الوحي وإن