الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل القاف والصاد
ق ص د:
قوله تعالى: {فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد} [فاطر:32]. المقتصد: المستوي الحال بين الحالين، ولذلك قال تعالى:{فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات} ؛ فالمقتصد بين الظالم والسابق. وأصل القصد استقامة الطريق، وقصدت قصده: نحوت نحوه، زمنه الاقتصاد وهو على نوعين: الأول محمود مطلقًا وذلك فيما له طرفان: إفراط وتفريط، كالجود فإنه بين الإسراف والتقتير، وكالشجاعة فإنها بين الجبن والتهور وإلى هذا النحو من الاقتصاد أشار بقوله تعالى:{والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا} [الفرقان:67]. والثاني يكنى عما يتردد بين المحمود والمذموم، وهو فيما يقع بين محمود ومذموم كالواقع بين الجور والعدل، والبعيد والقريب، وإليه أشار بقوله تعالى:{فمنهم ظالم لنفسه} .
قوله: {لو كان عرضًا قريبًا وسفرًا قاصدًا} [التوبة:42] أي متوسطًا بين القرب والبعد، فهو غير متناهي الطرفين طولًا وقصرًا. وهذا مراد من فسره بقوله سفرًا قريبًا، والتحقيق ما قدمته، وقيل: معناه غير شاق.
قوله تعالى: {وعلى الله قصد السبيل} [النحل:9] أي تبين الطريق الواضح المستقيم بالدلائل والبراهين. وفي الحديث في صفته عليه الصلاة والسلام: ((كان أبيض مقصدًا)) أي ليس بجسيم ولا قصير. وقال شمر: هو القصد من الرجال نحو الربعة. وقولهم: أقصد السهم أي أصاب، وقتل مكانه كأنه وجد قصده، على المجاز. وأنشد:[من الكامل]
1266 -
فأصاب قلبك غير أن لم تقصد
وانقصد الرمح: انكسر، وتقصد: تكسر. وقصد الرماح: قطعها، وفي الحديث:((كانت المداعسة بالرماح حتى تقصدت)) أي تكسرت وصارت قصدًا. وناقة قصيد:
مكتنزة اللحم. والقصيد من الشعر: ما تم سبعة أبيات.
ق ص ر:
قوله تعالى: {لا يقصرون} [الأعراف:202] أي لا يكفون. يقال: قصر وأقصر: إذا كف، قاله الهروي، وقال الراغب: قصر في كذا: توانى، وقصر عنه لم ينله، وأقصر عنه: إذا كف مع القدرة عليه.
قوله تعالى: {حور مقصورات} [الرحمن:72] قيل: معناه مجعولات في القصور؛ يقال: قصرته: إذا جعلته في القصر، وقيل: معناه محبوسات. وأصل القصر: الحبس فهو في الأصل مصدر سمي به المكان المقصور فيه. ويبعد الأول قوله {في الخيام} [الرحمن:72] إلا أن يؤول بأن القصور في داخل الخيام.
والقصر ضد الطول فهما متقابلان، قال كعب بن زهير رضي الله عنه:[من البسيط]
1267 -
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة
…
لا يشتكى قصر منها ولا طول
وقصرت كذا: جعلته قصيرًا. والتقصير: اسم للتضييع. وقصرت كذا: ضممت بعضه إلى بعض. قيل ومنه القصر والجمع قصور.
قوله: {إنها ترمي بشرر كالقصر} [المرسلات:32] قيل: هو القصر المعهود شبهها بالقصر المبني تهويلًا. وإذا كانت الشررة التي تتعارف في الدنيا بهذا القدر فكيف بنارها؟ أعاذنا الله منها بمحمد وآله. وقيل: القصر اسم جنس لقصرة، كقمح وقمحة. والقصرة: أصل الشجر مثل جمرة وجمر كذا نقل الراغب. والمعروف أن ذلك قصر- بفتح الصاد- جمع قصرة. ثم اختلف في تفسيرها فقيل: هي أعناق الإبل وقيل: أصول الشجر. وقيل: كأعناق البخت. ويؤيده الحديث: ((من كان له بالمدينة أصل فليتمسك
به ومن لم يكن فليجعل له بها أصلًا ولو قصرة)) الرواية بفتح العين. وقرأ ابن عباس ((كالقصر)) بالفتح، وفسر بجميع ما تقدم.
وقصرت الصلاة: جعلتها قصيرة بترك بعض أركانها ترخيصًا. وقصرت اللقحة على فرسي: قصرت درها عليه. وقصر السهم عن الهدف: أي لم يبلغه.
قوله: {فيهن قاصرات الطرف} [الرحمن:56] معناه أنهن يقصرن أبصارهن على أزواجهن فلا ينظرن إلى غيرهم رضى بأزواجهن. وقيل: معناه لا يمددن أعينهن إلى ما لا يجوز. وهذا المعنى مقول في حقه {حور مقصورات} [الرحمن:72] أي مخدرات.
والقصارة: ما بقي في السنبل بعد دوسه والشاميون يعدونه القصري. والقصري بزنة فعلي. والاقتصار على الشيء: الاكتفاء به وكأنه قنع بالقصير منه أي القليل. وأقصرت الشاة: أسنت من قصر أطراف أسنانها.
وأقصرت المرأة: ولدت أولادًا قصارًا. والتقصار: قلادة قصيرة. والقوصرة: الوعاء المعروف يجعل فيه التمر ونحوه؛ جعله الراغب من هذه المادة، والظاهر أنه معرب لا عربي.
ق ص ص:
قوله تعالى: {نحن نقص عليك أحسن القصص} [يوسف:3] أي نبين لك أحسن البيان، من قولهم: قص فلان الخبر أي أتى بقصته من قصها، وأصله من قص الأثر أي تتبعه حتى عرف صاحبه أين سلك. والقصص: الأثر نفسه؛ قال تعالى: {فارتدا على آثارهما قصصًا} [الكهف:64] ومنه القصيص: وهو ما يبقى من الكلأ بعد تتبعه بالرعي والجز.
والقصص: الأخبار المتتبعة، ثم جعل الاستقصاء عبارة عن تتبع كل شيء. والقصاص المشروع لأنه يتبع الدم بالقود. وأقص فلان فلانًا، واقتص منه، وضربه
فأقصه أي أدناه من الموت.
والقص: الجص، ومنه الحديث:"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تقصيص القبور". قال أبو عبيدة: وذلك أن الجص يقال له القصة. والجصاص والقصاص واحد، قال ابن الأعرابي: فإذا خلطه بالنورة أو الرماد فهو الجيار.
قوله تعالى: {وقالت لأخته قصيه} [القصص: 11] أي تتبعي أثره. ويجوز بالسين قسست قسًا. وقوله: {فارتدا على آثارهما قصصًا} [الكهف: 64] أي رجعا من الطريق الذي سلكاه يقصان الأثر. وفي الحديث: "ورأيته مقصصًا" قال ابن قتيبة: المقصص: الذي له جمة، وكل خصلةٍ من الشعر قصة.
قوله تعالى: {كتب عليكم القصاص} [البقرة: 178] أي القود لأنه يتبع الدم، وقيل: لأنه مأخوذ من القطع، ومنه قصصت أظفاري، فالمقتص يجرحه مثل جرحه أو يقتله مثل قتله به. وفي حديث عائشة:"لا تغتسلن من المحيض حتى ترين القصة البيضاء" قيل: معناه أن تخرج القطنة أو الخرقة التي تحتشي بها نقيةً كالقصة من غير أن يخالطها صفرة ولا ترية؛ الترية: الخفي اليسير، وهي أقل من الصفرة، وقيل: القصة كالخيط الأبيض تخرج بعد انقطاع الدم.
ق ص ف:
قوله تعالى: {قاصفًا من الريح} [الإسراء: 69] هو الذي إذا مر على شيءٍ قصفه وكسره من بناءٍ وشجرٍ وغير ذلك. ورعد قاصف: في صوته تكسر. وسمي صوت المعازف قصفًا لذلك، ثم تجوز به عن كل لهوٍ؛ فقيل: فلان يقصف قصفًا. وروي عن ابن عمر: "الرياح ثمانٍ: أربع عذاب وأربع رحمة؛ فأما الرحمة فالناشرات والذاريات والمرسلات والمبشرات. وأما العذاب فالعاصف والقاصف وهما في البحر والصرصر