الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يضرب به، ومن ذلك قمعته فانقمع نحو: كففته فانكف.
والقمع والقمع: ما يصب به الشيء فيمنع من أن يسيل. وفي الحديث: "ويل لأقماع القول" قال الراغب: أي الذين يجعلون آذانهم كالأقماع فيتبعون أحاديث الناس. ورواية الهروي: "ويل لأقماع الآذان" قال: يعني الذي يستمعون القول ولا يعونه ولا يعملون بما فيه. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: "فإذا رأين رسول الله صلى الله عليه وسلم انقعمن" يعني جواري كن يلاعبنها. ومعنى انقمعن: تغيبن عنه توقيرًا له صلى الله عليه وسلم.
والقمع: الذباب الأزرق لكونه مقموعًا. وتقمع الحمار: إذا ذب القمعة عن نفسه.
ق م ل:
قوله تعالى: {فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل} [الأعراف: 133] قيل: هي صغار الذباب، وقيل: كبار القردان، وقيل: هي القمل المعروف، وقيل: دواب أصغر منه، ورجل قمل، أي فيه قمل، وامرأة قملة: صغيرة قبيحة كأنها قملة.
فصل القاف والنون
ق ن ت:
قوله تعالى: {وقوموا لله قانتين} [البقرة: 238]. القنوت: قيل السكوت. وفي الحديث: "كان الرجل منا يكلم صاحبه في الصلاة حتى نزلت {وقوموا لله قانتين} فنهينا عن الكلام وأمرنا بالسكوت". وقيل: هو الطاعة، ومنه قوله تعالى:{كل له قانتون} [البقرة: 116] أي مطيعون. قال الهروي: معنى الطاعة أن كل من في السماوات والأرض مخلوقون كما أراد الله عز وجل؛ لا يقدر واحد على تغيير الصورة.
وآثار الصنعة دالة على أن الطاعة هي طاعة الإرادة والمشيئة، وليست طاعة العبادة. قلت: مراده بذلك الجواب عن اعتراضٍ مقدر وهو أنا نجد كثيرًا من الخلق عاصين غير مطيعين. والخبر من الله صدق قطعًا، وقيل: القنوت لزوم الطاعة مع الخضوع. قال الراغب: وبكل واحدٍ منهما فسر قوله تعالى: {كل له قانتون} قيل: خاضعون، وقيل: طائعون، وقيل: ساكتون. ولم يعن به كل السكوت، وإنما عني به ما قال عليه السلام:"إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الآدميين إنما هو قرآن وتسبيح" وعلى هذا قيل: "أي الصلاة أفضل؟ فقال: طول القنوت" أي الاشتغال بالعبادة ورفض كل ما سواه. قال تعالى: {إن إبراهيم كان أمة قانتًا} [النحل: 120] قلت: ومنه القنوت المشروع في الصبح، والتراويح إنما هو الدعاء المعروف وما يقوم مقامه.
قوله: {يا مريم اقنتي لربك} [آل عمران: 43] أي أطيعيه أو اعبديه أو اخضعي له، وكلها معانٍ متقاربة، والمادة تدل على الإخبات والطاعة والاستكانة. قوله:{ومن يقنت منكن} [الأحزاب: 31] أي يطيع ويخضع.
قوله: {فالصالحات قانتات} [النساء: 34] أي قائمات بحقوق الأزاواج، قيل: مصليات. وفي الحديث: "كمثل الصائم القانت" أي المصلي. قوله: {أمن هو قانت} [الزمر: 9] ولذلك قال: {ساجدًا وقائمًا} . وقال ابن الأنباري: القنوت في اللغة ينقسم إلى أربعة أقسام: الصلاة، وطول القيام، وإقامة الطاعة، والسكوت. وفي الحديث:"أنه قنت شهرًا" أي يدعو على أحياءٍ من العرب.
ق ن ط:
قوله تعالى: {وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا} [الشورى: 28] أي
يئسوا. والقنوط: اليأس من الخير؛ يقال: قنط بالفتح وقنط بالكسر ولم يقرأ إلا بالأول. وقرئ المضارع بالوجهين في المتواتر.
ق ن ع:
قوله تعالى: {مقنعي رؤوسهم} [إبراهيم: 43] أي رافعيها ينظرون من الذل. قال ابن عرفة: اقنع رأسه: غذ نصبه لا يلتفت يمينًا ولا شمالاً ولا جعل طرفه موازيًا لما بين يديه، وكذلك الإقناع في الصلاة.
والقنع: الاجتزاء بالشيء اليسير، ومنه قوله تعالى:{وأطعموا القانع والمعتر} [الحج: 36] يقال: قنع بالكسر ينقع قنعًا وقناعةً: إذا رضي واجتزأ باليسير. وقنع بالفتح يقنع قنوعًا: إذا سأل، قال بعضهم: القانع هو السائل الذي لا يلح، ويرضى بما يأتيه عفوًا، وأنشد:[من الوافر]
1291 -
لمال المرء يصلحه فيغني
…
مفاقره أعف من القنوع
فصار قنع مشتركًا بين الرضا والاجتزاء وبين السؤال، ولكن وقع الفرق بينهما بالمصدر كما تقدم. قال بعضهم: أصل هذه الكلمة من القناع وهو ما يغطى به الرأس، فقنع: لبس القناع ساترًا لفقره كقولهم: خفي: إذا لبس الخفاء. وقنع: إذا رفع قناعه كاشفًا رأسه بالسؤال، نحو: خفي إذا رفع الخفاء. ومن القناعة: رجل مقنع: يقنع به، قال الشاعر:[من الطويل]
1292 -
شهودي علي ليلى رجال مقانع
وتقنع بالمغفر على التشبيه بقناع المرأة، وقنعت رأسه على التشبيه بذلك. وفي الحديث: تقنع يديك في الدعاء" أي ترفعهما، وفيه أيضًا: "كان إذا ركع لا يصوب
رأسه ولا يقنعه" أي لا يرفعه حتى يكون أعلى من جسده.
قوله: {وأطعموا القانع والمعتر} القانع: الذي لا يسأل، والمعتر: الذي لا يعترض. يقال: قنع بالفتح يقنع قنوعًا: إذا سأل، وقنع بالكسر قناعةً: إذا لم يسأل وعف عما في أيدي الناس، وقد تقدم ذلك. وفي الحديث:"لا تجوز شهادة القانع لأهل البيت لأنه لهم كالتابع" القانع هنا كالسائل. وفي الحديث: "أنه اهتم للصلاة كيف يجمع لها الناس فذكر له القنع". قيل: هو الشبور. ورواه بعضهم عن أبي عمر الزاهد بالثاء المثلثة بدل النون وهو البرق. قال الهروي: عرضته على الأززهري فقال: هذا باطل.
وفي الحديث: "أتيته بقناعٍ من رطبٍ" القناع والقنع والقنع: الطبق الذي يؤكل عليه، فقنع وقنع يجمعان على أقناعٍ نحو حمل وأحمال، وقفل وأقفال. قال الهروي: ويجوز جمع القنع على قناعٍ كعس وعساس. وجمع القناع أقناع. قلت: فيستوي في القناع لفظ الواحد والجمع إلا أن قوله: وجمع القناع أقناع لا يصح، إذ فعال لا يجمع على أفعال.
ق ن و:
قوله تعالى: {قنوان دانية} [الأنعام: 99] القنوان جمع قنوٍ وهو العذق الذي فيه الشماريخ وتثنيته قنوان وجمعه قنوان، ففي الوقف يستوي لفظ تثنيته وجمعه، حالة رفع تثنيته. وفي الوصل يظهر الفرق بكسر نون التثنية وتنوين لام الكلمة وحلول الحركات عليها. ومثله في ذلك صنو وصنوان للجذوع التي أصلها واحد.
والقناة تشبه القنو في كونهما غصنين. وأما القناة التي يرجي فيها الماء فقيل لها