المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الخامس:خدمتها لزوجها، وصبرها على ضيق العيش رضي الله عنهما - فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - - جـ ٣

[إبراهيم بن عبد الله المديهش]

فهرس الكتاب

- ‌ أفرد عددٌ من المحدِّثين والمؤرِّخين باباً خاصاً في تزويج فاطمة

- ‌ صفة علي رضي الله عنه الخَلْقِيَّة:

- ‌المبحث الثاني:مهرها رضي الله عنها

- ‌لابن تيمية رحمه الله فتوى طويلة محررة عن الصداق

- ‌المبحث الثالث:تجهيزها رضي الله عنها

- ‌المبحث الرابع:البناء بها رضي الله عنها

- ‌ لباسها حين البناء بها

- ‌وقت البناء:

- ‌البيت الذي ابتنى به عليُّ فاطمة رضي الله عنهما

- ‌المبحث الخامس:وليمة عرسها رضي الله عنها

- ‌الفصل الثالث: حالها مع زوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفيه خمسة مباحث:

- ‌المبحث الأول:غبطة(1)الصحابة علي بن أبي طالب؛ لزواجه بفاطمة رضي الله عنهم

- ‌المبحث الثاني:افتخاره بها رضي الله عنهما

- ‌ لم يثبت شئٌ في أنَّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه فاخَر بزوجه

- ‌المبحث الثالث:أنها أحد ركنيه رضي الله عنهما

- ‌المبحث الرابع:وقوع المغاضبة بينها وبين زوجها أحيانا رضي الله عنهما

- ‌المبحث الخامس:خدمتها لزوجها، وصبرها على ضيق العيش رضي الله عنهما

- ‌عملُ علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند اليهودي

- ‌ لماذا لم يُعطِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ابنتَه فاطمةَ خادِماً

- ‌الفصل الرابع: حالها مع ابنيها: الحسن والحسين رضي الله عنهم وفيه أربعة مباحث:

- ‌المبحث الأول:ولادتهما رضي الله عنهم

- ‌فائدة: الولادة بلا دم، والحيض بدم يسير جداً دون اليوم والليلة

- ‌قبل الولادة:

- ‌تاريخ الولادة:

- ‌ جعلت الرافضة لِـ السِّقْطِ: «محسِّن» شهادات! وأحاديث وعبر! ، وهو آية من آيات اللَّه…إلخ

- ‌أثناء الولادة:

- ‌ مكان الولادة

- ‌بعد الولادة:

- ‌المبحث الثاني:العقيقة والصدقة عنهما رضي الله عنهم

- ‌المبحث الثالث:ملاطفتها لهما رضي الله عنهم

- ‌المبحث الرابع:طلبها من أبيها صلى الله عليه وسلم أن يورثهما

- ‌لم يصح في المبحث حديث

- ‌الفصل الخامس: وفاتها رضي الله عنها وفيه ثلاثة مباحث:

- ‌المبحث الأول:وقت وفاتها رضي الله عنها

- ‌المبحث الثاني:وصيتها رضي الله عنها

- ‌يُلحظ أنَّ لأسماءَ بنتِ عُميس مع فاطمة رضي الله عنهما وروداً في موضِعَين مُشكَلَين:

- ‌المبحث الثالث:الصلاة عليها ودفنها رضي الله عنها

- ‌لا يصح في الباب أثر أنَّ أبا بكر صلَّى على فاطمة رضي الله عنهما

- ‌أولاً: قبل وفاتها1.الإخبار بأنها أول أهله لحوقاً:

- ‌ مُدَّةُ مَرَضِهَا، ومَن مَرَّضَهَا:

- ‌ نوع مرضها:

- ‌ وصيَّتُهَا، ومَن غَسَّلهَا

- ‌ أوصَتْ أن تُدفن ليلاً

- ‌ثانيا: وفاتها

- ‌ عمرها عند وفاتها

- ‌ثالثاً: بعد وفاتها وتغسيلها

- ‌ مَن صلَّى عليها

- ‌ أول من غُطِّي نعشُها

- ‌ دُفنت ليلاً

- ‌ مَنْ نزَلَ قبرَها

- ‌ مكان قبرها

- ‌لا دليل على تخصيص صيغة معينة للسلام على فاطمة

- ‌نحنُ مُتعبَّدُون بطاعة اللَّهِ ورسولِه صلى الله عليه وسلم بفَهمِ سلف هذه الأمة في القرون المفضلة

- ‌الكتابة على قبر فاطمة رضي الله عنها

- ‌ لا يدخل شيعي قبة أهل البيت بالبقيع إلا إذا دفع خمسة قروش

- ‌ مكحلة فاطمة، ورحى فاطمة

- ‌«بستان فاطمة»

- ‌والراجح ـ واللَّه أعلم ـ أنه لا يمكن لأحدٍ ـ الآن ـ أن يَعرِف قبراً معيناً من قبور آل البيت والصحابة والتابعين، لأنه لم يكن السلف الصالح يعتنون بها ويشيدون المعالم عليها

- ‌تعليق ختامي مهم حول القباب التي أُحدثت على قبور…آل البيت وغيرهم، ومن ذلك قبر فاطمة رضي الله عنها

- ‌قال الإمام الشافعي (ت 204 هـ) رحمه الله: (ولَمْ أرَ قبورَ المهاجرين والأنصار مجصَّصَة

- ‌هدم القباب المحدثة على القبور في بقيع الغرقد وغيره

- ‌ هُدمت القباب في البقيع مرتين في عهد الدولة السعودية الأولى والثالثة

- ‌ هدم القباب في مكة

- ‌صور القباب في البقيع

الفصل: ‌المبحث الخامس:خدمتها لزوجها، وصبرها على ضيق العيش رضي الله عنهما

‌المبحث الخامس:

خدمتها لزوجها، وصبرها على ضيق العيش رضي الله عنهما

-.

56.

[1] قال الإمام البخاري رحمه الله: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الحَكَمُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَنَّ فَاطِمَةَ عليهما السلام

(1)

أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَشْكُو إِلَيْهِ مَا تَلْقَى فِي يَدِهَا مِنَ الرَّحَى، وَبَلَغَهَا أَنَّهُ جَاءَهُ رَقِيقٌ، فَلَمْ تُصَادِفْهُ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ، فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ، قَالَ: فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا نَقُومُ، فَقَالَ:«عَلَى مَكَانِكُمَا» ، فَجَاءَ فَقَعَدَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى بَطْنِي، فَقَالَ:«أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَا؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا ــ أَوْ أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا ـ فَسَبِّحَا ثَلاثَاً وَثَلاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلاثَاً وَثَلاثِينَ، وَكَبِّرَا أَرْبَعَاً وَثَلاثِينَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ» .

[«الجامع الصحيح» للبخاري، (ص 1061)، كتاب النفقات، باب عمل المرأة في بيت زوجها، حديث (5361)]

(1)

كذا في المطبوعة، وفي الطبعة الأميرية عن النسخة اليونينية (7/ 65)، و «إرشاد الساري» للقسطلاني (8/ 203)، وط. الرسالة (4/ 153) رقم (5361)، وانظر: التمهيد: المبحث الثالث.

ص: 303

تخريج الحديث:

ــ أخرجه: البخاري في «صحيحه» (1061) ـ كما سبق ـ.

وفي (ص 595)، كتاب فرض الخُمُس، باب الدليل على أن الخُمُس لنوائب رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والمساكين، وإيثار النبيِّ صلى الله عليه وسلم أهلَ الصُّفَّةِ والأرامل حين سألته فاطمة وشكَتْ إليه الطحن والرحى أن يخدمها من السبي، فوكلَها إلى اللَّهِ، حديث (3113).

وفي (ص 709)، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبي الحسن رضي الله عنه، حديث (3705).

وفي (ص 1061)، كتاب النفقات، باب خادم المرأة، حديث

(5362).

وفي (ص 1216)، كتاب الدعوات، باب التكبير والتسبيح عند المنام، حديث (6318).

ــ ومسلم في «صحيحه» (ص 1091)، كتاب الذكر والدعاء، حديث (2727).

كلاهما من طُرُق عن شعبة، عن الحكم.

ورواه مسلم أيضاً (في الموضوع السابق) من طريق مجاهد.

كلاهما: (الحكم، ومجاهد)، عن ابن أبي ليلى، عن علي رضي الله عنه.

ص: 304

ــ وفي البخاري في «النفقات» ، وفي مسلم من حديث مجاهد، زيادة: قال عليٌّ: ماتركتُه منذ سمعتُه من النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قيل له: ولا ليلة صِفِّين

(1)

؟ قال: ولا ليلةَ صِفِّين.

وقد رواه عن علي: أربعة عشر راوياً

(2)

، أخرجها: الحاكم في «فضائل فاطمة» رقم (73) و (93 إلى رقم 114)، وغيره.

أصحُّها: ما في الصحيحين ـ كما سبق ـ.

وأضعفُها: كما قال السخاوي في «الأجوبة المرضية» (3/ 978) رقم

(276) ما رواه أبو الورد، عن ابن أعبد، عن علي رضي الله عنه. وفيه زيادات:

عن ابن أعبد، قال: قال لي علي رضي الله عنه: ألا أحدثك عنِّي، وعن فاطمة بنت رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وكانت مِن أحبِّ أهلِه إليه؟

(1)

الوقعة الشهيرة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، وكانت سنة 36 هـ، وقيل: ربيع الأول 37 هـ في صفين، وهي على شاطئ الفرات من الجانب الغربي. ينظر:«دول الإسلام» للذهبي

(1/ 28)، «البداية والنهاية» (10/ 490)، «معجم البلدان» (3/ 414).

(2)

انظر: «العلل» للدارقطني (3/ 278) رقم (404)، و «فتح الباري» لابن حجر

(11/ 119 ـ 125) وقد أجاد رحمه الله في بيان زوائد الحديث من كتب السنة.

وانظر أيضاً: «الأجوبة المرضية» للسخاوي (3/ 977)، «الثغور الباسمة» للسيوطي

(ص 41)، «المسند المصنف المعلل» (21/ 440، 447، 451، 452).

وسبق ذكر حديث أبي أمامة، عن علي ـ وهو ضعيف ـ ضمن شواهد حديث رقم

(15).

ص: 305

قلت: بلى، قال: إنها جرت بالرَّحى

(1)

حتى أثر في يدها، واستقت بالقِرْبة حتى أثَّر في نحرها، وكنَسَت البيت حتى اغبرَّتْ ثيابها، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم خدَمٌ، فقلت: لو أتيت أباك فسألتيه خادماً، فأتته فوجدت عنده حُدَّاثَاً

(2)

فرجَعَتْ، فأتاها من الغد، فقال:«ما كان حاجتك» ؟ فسكتت، فقلتُ: أنا أحدثكَ يا رسول اللَّه، جرت بالرحى حتى أثَّرت في يدها، وحملت بالقربة حتى أثرت في نحرها، فلما أن جاءك الخدم أمرتُها أن تأتيك فتستخدمك خادماً يَقِيها حرَّ ما هي فيه، قال:«اتَّقِي اللَّه يا فاطمة، وأدِّي فريضة ربك، واعملي عمل أهلك، فإذا أخذت مضجعك فسبِّحي ثلاثاً وثلاثين، واحمدي ثلاثاً وثلاثين، وكبِّري أربعاً وثلاثين، فتلك مئة، فهي خير لك من خادم» . قالت: رضيتُ عن اللَّه عز وجل، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم. لفظ أبي داوود.

في بعض طُرق الحديث: تردَّدَت عليه ثلاثة أيام.

(1)

في المعاجم: يقولون: الرحى معروفة. «الصحاح» (6/ 2353).

وجاء في «المعجم الوسيط» (1/ 335): (الأداة الَّتِي يطحن بهَا وَهِي حجران مستديران يوضع أَحدهمَا على الآخر ويدار الْأَعْلَى على قطب).

وقال ابن الأثير في «النهاية» (4/ 79): (وفي حديث فاطمة «وفي يدها أثر قطب الرحى» هي: الحديدة المركبة في وسط حجر الرحى السفلى التي تدور حولها العليا).

(2)

أي: جماعة يتحدثون. «النهاية» (1/ 350).

ص: 306

أخرجه: أبو داوود في «سننه» (ص 339)، كتاب الخراج، باب بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى، حديث (2988)، وعبداللَّه بن أحمد في «زوائد المسند» (2/ 435) رقم (1313)، وفي «زوائد على فضائل الصحابة لأبيه» (2/ 705) رقم (1207)، ومن طريقه: [أبو نعيم في

«الحلية» (1/ 70)، و (2/ 41)]، والطبراني في «الدعاء» (2/ 841) رقم

(235)، والحاكم في «المستدرك» (3/ 116) رقم (4574)، وفي «فضائل فاطمة» (ص 91) رقم (144)، وغيرهم

(1)

، من طريق سعيد الجُريري، عن أبي الورد

(2)

، عن ابن أعبد

(3)

، عن علي رضي الله عنه.

قال علي بن المديني: (وهذا حديث بصري، وإسناد بصري، وهو معروف الإسناد إلا رجلاً واحداً، ابن أعبد لا أعرف له حديثاً غير هذا).

(4)

فالحديث ضعيف، لم يتابَع أبو الورد، وابن أعبد مجهول.

وقد ضعَّفَه أيضاً الألباني في «سلسلة الأحاديث الضعيفة» (4/ 271) رقم (1787).

(5)

(1)

انظر: «المسند المصنف المعلل» (21/ 447) رقم (9722).

(2)

أبو الورد بن ثمامة بن حزن القشيري، مقبول. «تقريب التهذيب» (ص 705).

(3)

علي بن أعبد، وقد لا يُسمَّى في الإسناد. مجهول. «تقريب التهذيب» (ص 429).

(4)

«علل الحديث» لابن المديني (ص 693) رقم (191).

(5)

وانظر: «عجالة الإملاء» للناجي (2/ 573) رقم (310)، وقد نقد متنَه السخاويُّ في

«الأجوبة المرضية» (3/ 977) بما خلاصته أنها ذكرت السقاء بالقربة حتى أثَّر في نحرها، وذكر أن هذا من عمَلِ علي ـ كما في بعض طُرق الحديث ـ وأنه في الغالب من عمَلِ الرجل ـ وإن كان يرد أحياناً من النساء ـ لمبالغتهن في مرضاة أزواجهن، وعليٌّ أشرف من أن يكلِّف زوجه بهذا

إلخ.

ص: 307

ومن الزيادات:

ما أخرجه: الطبراني في «الدعاء» (2/ 840) رقم (231)، عن بشر بن موسى

(1)

، عن الحُميديِّ وإبراهيم بنِ بشار الرمادي.

وأبو نعيم في «الحلية» (2/ 41) من طريق إبراهيم بن بشار الرمادي.

(2)

كلاهما: (الحميدي، والرمادي)، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه أن فاطمة رضي الله عنها كانت حاملاً، فكانت إذا خبزت أصاب حرق التنورة بطنها، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً، فقال: «لا أعطيك خادماً وأدع أهل الصُّفَّة

(3)

تطوى بطونهم من الجوع .... الحديث.

عطاء بن السائب، ثقة اختلط، وابن عيينة ممن لم يرو عنه بعد اختلاطه،

(1)

ثقة، نبيل. «إرشاد القاصي والداني» (ص 223) رقم (299).

(2)

حافظ له أوهام. «تقريب التقريب» (ص 126)، وانظر:«ميزان الاعتدال» (1/ 64).

(3)

قال ابن الأثير في «النهاية» (3/ 37): (أهل الصُّفَّة: هم فقراء المهاجرين، ومَنْ لم يكن له منهم منزل يسكنه، فكانوا يأوون إلى موضع مظلل في مسجد المدينة يسكنونه).

ص: 308

سبقت ترجمته في الحديث رقم (38).

وقد أخرج الحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 79) رقم (94) عن الإمام أبي بكر أحمد بن إسحاق

(1)

، قال: أخبرنا بشر بن موسى

(2)

، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان، عن عبيداللَّه بن أبي يزيد

(3)

، عن مجاهد، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن علي

وفيه: أنها اشتكت التَّنُّور

(4)

يصيب بطنها، فسألته خادماً

الحديث.

وهذه الزيادة لم أجدها عند غير الحاكم، وقد أخرج الحديث:

ابن راهويه في «مسنده» (5/ 12) رقم (2108) ومن طريقه: [ابن حبان في «صحيحه» (12/ 339) رقم (5529)]، وأحمد في «مسنده»

(2/ 41) رقم (64)، ومن طريقه:[أبو نعيم في «الحلية» (4/ 355)].

والنسائي في «السنن الكبرى» (9/ 299) رقم (10581) وعنه:

[ابن السني في «عمل اليوم والليلة» (ص 67)] عن قتيبة.

وأبو يعلى في «مسنده» (1/ 436) رقم (578) عن أبي خيثمة.

أربعتهم: (ابن راهوية، وأحمد بن حنبل، وقتيبة، وأبو خيثمة) عن ابن

(1)

الصِّبَغي النيسابوري الفقيه الشافعي. ثقة. «الروض الباسم» (1/ 185) رقم (43).

(2)

ثقة. سبق قبل قليل.

(3)

المكي مولى قارظ بن شيبة. ثقة، كثير الحديث. «تقريب التقريب» (ص 407).

(4)

الذي يخبز فيه. «النهاية» (1/ 199).

ص: 309

عيينة، عن عبيداللَّه بن أبي يزيد، به.

ولم يذكروا الحرف الذي تفرد به الحاكم.

والزيادة الأولى: (كانت حاملاً، ويصيب بطنها حرق التنور)، لم أجدها في غير هذا الطريق ـ واللَّهُ أعلم بصحتها ـ.

وقد روى الحديثَ الحميدي في «مسنده» (1/ 174) رقم (44) عن ابن عيينة، به. ولم يذكر الزيادة.

وربما علة الحديث الإرسال كما في قول ابن حجر بعد الطريق الآتية.

ولعطاء بن السائب زيادة أخرى:

أخرج: ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (8/ 25)، وأحمد في «المسند» (2/ 202) رقم (838)، ومن طريقه: [السيوطي في «الثغور الباسمة»

(ص 39)]، والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (10/ 293) رقم

(4099)، والطبراني في «الدعاء» (2/ 839) رقم (230)، من طريق حماد بن سلمة.

وابن أبي شيبة في «المصنف» (15/ 132) رقم (29873)، والبزار في «البحر الزخار» (3/ 7) من طريق محمد بن فضيل.

كلاهما: (حماد بن سلمة، وابن فضيل) عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه.

ص: 310

حديث حماد: فيه ذكر جهاز فاطمة، وقولُ عليٍّ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: واللَّه يا رسولَ اللَّهِ لقد سنَوتُ

(1)

حتى اشتكيتُ صدري، وقالت فاطمة: قد طحنتُ حتى مجلَت

(2)

يداي، وقد أتى اللَّهُ بسَبي وسَعَةٍ فاخْدِمْنَا،

(1)

أي سقيتُ. «النهاية» (2/ 415).

(2)

وقد جاء المجل في حديث ابن عون، عن ابن سيرين، عن عبيدة، عن علي، عند الترمذي في «جامعه» رقم (3408)، وعبداللَّه بن أحمد في «زوائد المسند» (2/ 288) رقم

(966)، والنسائي في «الكبرى» (8/ 266) رقم (9127)، وابن حبان رقم

(15/ 364) رقم (6922)، والبزار (2/ 174) رقم (548)، وغيرهم.

قال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب من حديث ابن عون، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن علي).

وسأل الترمذيُّ البخاريَّ عن هذا الحديث؟ فقال: (يقولون هو في كتاب أزهر، عن ابن عون، عن عبيدة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل). «علل الترمذي الكبير» (2/ 909) رقم (406). وقد رجح الدارقطني المرسل. «علل الدراقطني» (4/ 29) رقم (417).

ومعنى المجل: قال أبو عبيد: (أثر العمل في الكف يعالج بها الإنسان الشيء حتى يغلظ جلدها).

وقال الجوهري: (أي تَنَفَّطَتْ من العمل). وقال ابن الأثير: (يقال: مجلت يده تمجل مجلا، ومجلت تمجل مجلا، إذا ثخن جلدها وتعجر، وظهر فيها ما يشبه البثر، من العمل بالأشياء الصلبة الخشنة).

ينظر: «غريب الحديث» لأبي عبيد (4/ 119)، «الصحاح» (5/ 1816)، «النهاية»

(4/ 300).

ص: 311

قال صلى الله عليه وسلم: «واللَّه لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم

الحديث.

ولفظ ابن أبي شيبة: عن أبيه، قال: أتى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فاطمة رضي الله عنها فقال: إني أشتكي صدري مما أمُدُّ بالغَرْب

(1)

، قالت: وأنا واللَّه إني لأشتكي يدي مما أطحن الرَّحَا، فقال لها: ائتي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أتاه سبي

الحديث.

عند الجميع أن التسبيح دبر كل صلاة، وعند النوم.

قال البزار: ولا نعلم يروى بهذا اللفظ إلا عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي.

والحديث عند ابن أبي شيبة مرسل (السائب أن علياً). السائب لم يدرك القصة، وعند البزار (السائب، عن علي أنَّه أتى .. )

محمد بن فضيل ممن روى عن عطاء بعد الاختلاط، وحماد بن سلمة مختلف في سماعه منه بعد الاختلاط. ـ سبقت ترجمة عطاء في الحديث رقم

(38).

والعلة فيما يظهر: أن الحديث من رواية السائب مرسلاً، فقد قال ابن حجر في «فتح الباري» (11/ 122): (

وأن رواية السائب إنما هي عن

(1)

الغرْب بسكون الراء: الدلو العظيمة التي تتخذ من جلد ثور. «النهاية» (3/ 349).

ص: 312

عبد اللَّه بن عمرو، وأن قول من قال فيه: عن علي. لم يرد الرواية عن علي، وإنما معناه عن قصة علي وفاطمة، كما في نظائره

).

ومن الزيادات في حديث علي رضي الله عنه.

ما رواه الحارث، عن علي أنه قال لفاطمة ـ حيث رآها قد شقَّ عليها الخِدْمَة ـ: لو أتيتِ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فسألتيه خادماً

الحديث.

فالزيادة أن علياً هو الذي بادر وعرَض على فاطمة رِفقاً بها لما رأى من مشقة العمل عليها.

ــ الحارث بن عبداللَّه الأعور، قال ابن حجر: كذَّبَه الشعبي في رأيه، ورُمي بالرفض، وفي حديثِه ضعف.

(1)

ومن الزيادات في حديث علي رضي الله عنه.

ما رواه محمد بن كعب القَرَظي، عن شَبَث بن رِبْعِي التميمي، عن علي رضي الله عنه .. وفيه أن علياً عرض على فاطمة أن تطلب خادماً تتَّقي به العمل

وأنها ترددت على أبيها ثلاث ليال، تستحي من السؤال، وفي الثالثة ذهب علي معها

وفيه: «تكبران وتسبحان وتحمدان، فإنه حين تريدان أن تناما: ألف حسنة، وحين تسبحان فتقومان على ألف حسنة» . لفظ الحاكم.

أخرجه: أبو داوود في «سننه» (ص 546)، كتاب الأدب، باب

(1)

«تقريب التهذيب» (ص 185).

ص: 313

التسبيح عند النوم، حديث (5064)، والبزار في «البحر الزخار»

(3/ 107) رقم (892)، والنسائي في «السنن الكبرى» (9/ 300) رقم

(10583)، وأبو نعيم في «الحلية» (1/ 70)، والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 87) رقم (107)، والمزي في «تهذيب الكمال» (12/ 352).

قال البزار عقبه: (وشبث بن ربعي، هذا لا نعلمه يروي عن علي، إلا هذا الحديث، ولا نعلم له طريقاً عن علي إلا هذا الطريق).

ــ لم يذكر أبو داوود متنه، وإنما ذكر بنحو خبر ابن أعبد، عن علي. واقتصر على آخر الحديث: أن علي لم يتركه إلا ليلة صفين ذكرتها من آخر الليل.

ــ شَبَث بن رِبْعي، أورده البخاري في «الضعفاء» ، وذكر حديثه هذا وقال:(روى عنه محمد بن كعب، لا يصح، ولا نعلمه سمع من شبث).

وذكره أيضاً أبو زرعة في «الضعفاء» ، وقال أبو حاتم:(حديثه مستقيم، لاأعلم به بأساً). وكان حرورياً خارجياً فتاب.

(1)

وقد تفرَّد شبَثُ بهذه الزيادة.

(1)

ينظر: «الضعفاء» للبخاري رقم (166)، وليس في المطبوعة النص أعلاه، وإنما ذكره الذهبي في «ميزان الاعتدال» (2/ 242) من «الضعفاء» للبخاري، وهو في «التاريخ الكبير» (4/ 266)، وانظر:«الجرح والتعديل» (4/ 388)، «تهذيب الكمال»

(12/ 351)، و «موقف الإمامين» للدريس (ص 245).

ص: 314

وضعَّفَ الحديثَ الألبانيُّ في «السلسلة الضعيفة» (11/ 507) رقم

(5321).

ومن الزيادات في حديث علي رضي الله عنه.

ما رواه نعيم بن حكيم

(1)

، عن أبي مريم إياس بن صبيح الحنفي

(2)

، عن علي قال: كانت فاطمة تدقُّ الدَّرْمَك

(3)

بين حجرين حتى مجلت يداها، فقلت لها: ائتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فسليه خادماً

الحديث.

أخرجه: الحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 88) رقم (109).

وعزاه للطبريِّ في «تهذيبه» : ابنُ حجر في «فتح الباري»

(11/ 124)، والمتقي الهندي في «كنز العمال» (15/ 499).

وأوردَه البلاذريُّ في «أنساب الأشراف» (2/ 155) رقم (165) معلقاً عن المدائني، عن نعيم بن حكيم، به.

(1)

المدائني، صدوق له أوهام. «تقريب التهذيب» (ص 593).

(2)

مقبول. «تقريب التهذيب» (ص 695).

(3)

الدَّرْمَك والدرمَق: الدقيق المحور، وبقال: الدقيق الحوارى. وفي «المعجم الوسيط» :

(دقاق كل شَيْء، وَالتُّرَاب الناعم، والدقيق الْأَبْيَض).

ينظر: «تهذيب اللغة» (9/ 307)، «الصحاح» (4/ 1583)، «النهاية» (2/ 114)،

«المعجم الوسيط» (1/ 282).

ص: 315

هذا وقد رَوَى حديثَ طلبِ فاطمةَ رضي الله عنها الخادِمَ من النبي صلى الله عليه وسلم:

1.

عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه في «الصحيحين» ــ وقد سبق ـ.

2.

أبو هريرة رضي الله عنه.

3.

أمُّ سلمة رضي الله عنهما.

4.

أمُّ الحكم أو ضباعةُ ابنتا الزبير بن عبدالمطلب ــ على الشك من الراوي وأوَّلُها أصحُّها قالَه السخاويُّ في «الأجوبة المرضية» (3/ 977) ــ.

5.

أنس بن مالك رضي الله عنه. ـ وهو ضعيف، سبق تخريجه ضمن شواهد حديث رقم (15) ـ.

أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه

فأخرجه: مسلم في «صحيحه» (ص 1092)، كتاب الذكر والدعاء، حديث (2728) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه بنحو حديث علي.

ورواه مسلم أيضاً (ص 1088)، كتاب الذكر والدعاء، حديث

(2713) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتت فاطمةُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً، فقال لها: «قولي: اللَّهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق

ص: 316

الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللَّهم أنتَ الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنَّا الدين، وأغننا من الفقر».

(1)

وقد روي حديث أبي هريرة رضي الله عنه وفيه زيادات موضوعة ـ سبق تخريجه في الحديث رقم (15) ـ.

وأما حديث أم سلمة رضي الله عنها:

فأخرجه: أحمد في «المسند» (44/ 175) رقم (26551)، والدولابي في «الذرية الطاهرة» (ص 103) رقم (192)، والطبراني في «المعجم الكبير» (23/ 339) رقم (787)، وقوام السنة الأصبهاني في «الترغيب والترهيب» (1/ 422) رقم (738) من طريق عبدالحميد بن بهرام

(2)

، عن شهر بن حوشب

(3)

، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: جاءت فاطمة فقالت: يا رسول اللَّه، واللَّه لقد مجلت يداي من الرحى

(4)

، أطحن مرة، وأعجن

(1)

ينظر للفائدة: «المسند المصنف المعلل» (33/ 352 ـ 354).

(2)

صدوق. «تقريب التهذيب» (ص 366).

(3)

صدوق، كثير الأوهام والإرسال. «تقريب التهذيب» (ص 303). وفي «تحرير التقريب» (2/ 122): ضعيف يعتبر به.

(4)

من المكذوبات المضحكات: جاء في بعض كتب الرافضة، مثل «الثاقب في المناقب»

(290)، و «دلائل الإمامة» (ص) حديث فيه: أن سلمان الفارسي رضي الله عنه رأى فاطمة رضي الله عنها تطحن بالرحى وهي تقرأ القرآن

وفيه: أخبره أنَّ اللَّه بعثَ لها مَلَكاً اسمُه «روفائيل» لِيُدير لها الرَّحَى! !

كما في تحقيق «مسند الجواد» لفريد البديعي (ص 148).

ص: 317

مرة

الحديث بنحو حديث علي، وفي آخره: وإذا صليت صلاة الصبح، فقولي: لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير. عشر مرات بعد صلاة الصبح، وعشر مرات بعد صلاة المغرب، فإن كل واحدة منهن تكتب عشر حسنات، وتحط عشر سيئات، وكل واحدة منهن كعتق رقبة من ولد إسماعيل، ولا يحل لذنب كسب ذلك اليوم أن يدركه إلا أن يكون الشرك، لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وهو حرسك، ما بين أن تقوليه غدوة إلى أن تقوليه عشية، من كل شيطان، ومن كل سوء». لفظ أحمد.

وأما حديث أم الحكم أو ضباعة ابنة الزبير بن عبدالمطلب رضي الله عنها:

فأخرجه: أبو داوود في «سننه» (ص 546)، كتاب الأدب، باب التسبيح عند النوم، رقم (5066)، والطحاوي في «شرح معاني الآثار»

(3/ 299) رقم (5417)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (6/ 3482) رقم (7898) والمزي في «تهذيب الكمال» (23/ 195) من طريق عياش بن

ص: 318

عقبة الحضرمي، عن الفضل بن حسن الضمري، أنَّ ابنَ أمِّ الحكم

(1)

،

أو

(2)

ضباعةَ ابنة الزبير حدثه، عن إحداهما أنها قالت: أصابَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم سبياً، فذهبتُ أنا وأختي فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم

وعند أبي داوود في آخره: (قال: على أثر كل صلاة، لم يذكر النوم).

(3)

* * *

(1)

لا يُعرف. «تقريب التهذيب» (ص 726). وفي «الميزان» (5/ 313): (عن فاطمة أو غيرها، لايتحرَّر أمره، وعنه: الفضل بن الحسن وحده).

(2)

رجَّح السخاوي الأول. «الأجوبة المرضية» (3/ 977).

(3)

ينظر: «أنيس الساري في تخريج أحاديث فتح الباري» للبصارة (5/ 3284) رقم

(2220).

ص: 319

57.

[2] قال أبو بكر ابن أبي شيبة رحمه الله: حدثنا عيسى بن يونس، عن أبي بكر بن عبداللهِ بن أبي مريم، عن ضَمْرةَ بن حَبْيب، قال:«قضى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على ابنته فاطمة بخدمة البيت، وقضى على عليٍّ بما كان خارجاً من البيت من الخدمة» .

[«المصنف» لابن أبي شيبة (15/ 36) رقم (29677)،

و (19/ 157) رقم (35649)]

دراسة الإسناد:

ــ عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي، أبو عمرو ويقال: أبومحمد، الكوفي.

ثقة.

(1)

ــ أبو بكر بن عبداللَّه بن أبي مريم الغسَّاني الشامي، وقد يُنسب إلى جده.

ضعيف.

(2)

ــ ضَمرة بن حبيب بن صهيب الزُّبيدي، أبو عتبة الحمصي.

تابعي، ثقة. (ت 130 هـ).

(3)

(1)

سبقت ترجمته في الحديث رقم (31).

(2)

سبقت ترجمته في الحديث رقم (31).

(3)

«تقريب التهذيب» (ص 315).

ص: 320

تخريج الحديث:

أخرجه: ابن أبي شيبة في «مصنفه» ـ كما سبق ـ.

ومسدد في «مسنده» ــ كما في «المطالب العالية» (8/ 295) رقم

(1649)، و «إتحاف الخيرة المهرة» للبوصيري (4/ 123) رقم (3274) ــ وعن مسدد: [الكرماني كما في «مسائله» ـ ط. جامعة أم القرى ـ

(2/ 643) رقم (100)].

وهناد بن السري في «الزهد» (2/ 386) رقم (750)، ومن طريقه:

[أبو نعيم في «حلية الأولياء» (6/ 104)].

ثلاثتهم: (ابن أبي شيبة، ومسدد، وهناد) عن أبي بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، به.

وهذا مرسل ضعيف، لضعف ابن أبي مريم، وإرساله.

وقد ورد من قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه، مخالفاً لما سبق:

أخرج ابن أبي شيبة في «مصنفه» (19/ 156) رقم (35643)، والبلاذري في «أنساب الأشراف» (2/ 37) رقم (36) عن أبي معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مُرَّة

(1)

، عن أبي البَخْتَري

(2)

، قال: قال

(1)

الجَمَلي المرادي، ثقة، عابد، كان لا يدلس، ورمي بالإرجاء. «تقريب التهذيب»

(ص 456).

(2)

هو سعيد بن فيروز بن أبي عمران الطائي مولاهم الكوفي، قال في «التقريب»

(ص 274): (ثقة، ثبت، فيه تشيع قليل، كثير الإرسال، مات سنة 83 هـ).

ولم يدرك علياً. قاله شعبة، وأبو حاتم، وابن معين.

ينظر: «المراسيل» لابن أبي حاتم (ص 74) ترجمة (117)، «تهذيب الكمال» (11/ 32).

ص: 321

عليٌّ لأمِّه فاطمة بنت أسد: (اكفي فاطمةَ بنتَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم الخدمةَ خارجَاً: سقايةَ الماء، والحاجةَ؛ وتكفيكِ العملَ في البيت: العجنَ، والخَبزَ، والطَّحْنَ». لفظ ابن أبي شيبة.

وهذا ضعيف، لانقطاعه. البختري لم يدرك علياً.

وفيه غرابة: كيف يرضى عليٌّ بأنه تخدمه أمُّه خارج البيت؟ !

وماذا سيعمل هو إن خُدِم داخل المنزل وخارجه؟ ! هوأشرف من أن يدع أمه تعمل دوماً خارج المنزل!

وفي بعض طُرُق الحديث السابق ـ وإن كان فيها ضعف ـ ذكَر عليٌّ أنه تعِبَ من السقاية.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف، لإرساله، وضعف ابن أبي مريم.

* * *

ص: 322

58.

[3] قال ابن سعد رحمه الله: أخبرنا أبو أسامة، عن مجالد، عن عامر قال: قال علي رضي الله عنه: «لقد تزوَّجْتُ فاطمةَ ومَا لي ولهَا فِراشٌ غَيرَ جِلْدِ كَبْشٍ، ننَامُ عَليهِ بِالليلِ ونعْلِفُ عليه النَّاضِحَ بالنَّهَارِ، ومَا لي ولها خَادِمٌ غيْرُها» .

[«الطبقات الكبرى» لابن سعد (8/ 22)]

دراسة الإسناد:

ــ حماد بن أسامة بن زيد بن سليمان بن زياد القرشي مولاهم، أبو أسامة الكوفي.

ثِقَةٌ، ثَبْتٌ.

(1)

ــ مُجالِد بن سعيد بن عمير الهمْداني، أبو عمرو، ويقال: أبو عمير، ويقال: أبو سعيد، الكوفي.

ضعيف خاصةً في الشعبي، وفيما ما حدث به في آخر عمره. ورواية أبي أسامة عنه ضعيفة.

وثَّقَهُ: ابن معين في رواية، والنسائي في رواية. وقال البخاري: صدوق. وقال محمد بن المثنى: يحتمل حديثه لصدقه. وقال العجلي: حسن الحديث،

(1)

سبقت ترجمته في الحديث رقم (38).

ص: 323

جائز الحديث.

وضَعَّفَهُ: ابن سعد، ويحيى بن سعيد، والإمام أحمد، وابن معين في رواية، والجوزجاني، وأبو حاتم، والنسائي في رواية، وابن حبان، والدارقطني.

قال يحيى بن سعيد: كان مجالد يلْقَن الحديث إذا لُقِّن.

قال البخاري: كان يحيى بن سعيد يضعفه، وكان عبدالرحمن بن مهدي لايروي عنه شيئاً، وكان ابن حنبل لايراه شيئاً، يقول: ليس بشئ.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سنان قال: سمعت عبدالرحمن بن مهدي يقول: حديث مجالد عند الأحداث: يحيى بن سعيد، وأبي أسامة، ليس بشيء.

ولكن حديث شعبة، وحماد بن زيد، وهشيم، وهؤلاء القدماء. قال ابن أبي حاتم: يعني أنه تغير حفظه في آخر عمره.

قال المروذي: ذكروا لأحمد أشياء عن مجالد، عن الشعبي؟ فقال: كم من أعجوبة لمجالد.

ولما سئل عن أصحاب الشعبي؟ قال عن مجالد: كان يكثر ويضطرب.

وقال مرة: مجالد حديثه عن أصحابه كأنه حُلم.

وقال مرة: مجالد عن الشعبي وغيره ضعيف.

وقال مرة: «ليس بشيء، يرفعُ حديثاً كثيراً لا يرفعه الناس، وقد احتمله الناس» .

ص: 324

قال ابن حبان: كان رديء الحفظ، يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به.

وقال ابن عدي: له عن الشعبي عن جابر أحاديث صالحة، وعن غير جابر من الصحابة أحاديث صالحة، وعامة ما يرويه غير محفوظ.

قال الذهبي في «الميزان» : مشهور، صاحب حديث، على لين فيه.

وفي «المغني» : مشهور، صالح الحديث.

قال في «تقريب التهذيب» : ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره.

(ت 144 هـ).

والراجح من حاله أنه ضعيف خاصةً في الشعبي، وفيما ما حدَّثَ به في آخر عمره، كما سبق في قول ابن مهدي، ومن وثَّقَه فلعله لأجل صدقه كما في عبارة ابن المثنى، ومَن ضعَفَه فلعلَّه لأجل ضعف حفظه وضبطه.

(1)

(1)

ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (6/ 349)، «تاريخ ابن معين» رواية الدوري

(2/ 549)، رواية الدارمي رقم (811)، «العلل لأحمد» رواية المروزي (ص 238)، ورواية عبداللَّه رقم (880)«التاريخ الكبير» للبخاري (8/ 9)، «الضعفاء» للبخاري رقم (378)، «أحوال الرجال» للجوزجاني (126)، «الثقات» للعجلي (2/ 264)،

«الضعفاء والمتروكون» للنسائي رقم (552)، «الضعفاء» للعقيلي (4/ 1376)،

«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (8/ 361)، «المجروحون» لابن حبان (2/ 343)،

«الكامل» لابن عدي (6/ 420)، «الضعفاء والمتروكون» للدارقطني (532)، «تهذيب الكمال» (27/ 219)، «ميزان الاعتدال» (4/ 18)، «المغني في الضعفاء» (2/ 247)،

«تهذيب التهذيب» (10/ 39)، «تقريب التهذيب» (ص 549).

ص: 325

ـ عامر بن شراحيل بن عبد، وقيل: عامر بن عبداللَّه بن شراحيل الشعبي الحِمْيَري، أبو عمرو الكوفي، من شعب همدان.

تَابِعِيٌّ، فَقِيهٌ، مَشْهُورٌ، ثِقَةٌ، مُجْمَعٌ عَلى فَضْلِهِ وَإِمَامَتِهِ.

قال مكحول: ما رأيت أفقه من الشعبي.

قال سفيان بن عيينة، كان الناس بعد أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه.

قال ابن حجر في «التقريب» : ثقة، مشهور، فقيه، فاضل.

ولم يسمع الشعبيُّ من عليِّ بنِ أبي طالب رضي الله عنه.

قال الدارقطني: سمع منه حرفاً ما سمع غير هذا.

(1)

وقال الحاكم: لم يسمع منه إنما رآه رؤية. ونفى السماع أيضاً: ابن حزم، وابن الجوزي، وغيرهم.

(2)

وُلِدَ لسِتِّ سنين خلت من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

(1)

يعني حديث الرجم في «صحيح البخاري» رقم (6812).

(2)

ينظر في مسألة سماعِه من علي: «العلل» للدارقطني (4/ 97) رقم (449)، «معرفة علوم الحديث» للحاكم ـ ط. دار ابن حزم ـ (ص 354)، «فضائل فاطمة» للحاكم

(ص 30)، «المحلى» لابن حزم (9/ 92)، «التحقيق» لابن الجوزي = «تنقيح التحقيق» لابن عبد الهادي (4/ 379) رقم (2779)، «تهذيب التهذيب» (5/ 68).

ص: 326

وتوفي (103 هـ) أو (104 هـ).

(1)

تخريج الحديث:

أخرجه: ابن سعد في «الطبقات» ـ كما سبق ـ.

وهناد بن السري في «الزهد» (2/ 387) رقم (753).

والدينوري في «المجالسة» (4/ 206) رقم (1361)، و (8/ 56) رقم (3364)، ومن طريقه:[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (42/ 376)] من طريق إسحاق بن إسماعيل.

ثلاثتهم: (ابن سعد، وهناد، وإسحاق) عن أبي أسامة

(2)

، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن علي رضي الله عنه.

تابع أبا أسامة يحيى بنُ يمان

(3)

ـ كما في «العلل» للدارقطني (3/ 166) رقم (333).

وخالَفَه: محمدُ بنُ فضيل، فزاد الحارث بين الشعبيِّ وعلي.

(1)

ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (6/ 246)، «التاريخ الكبير» (6/ 450)،

«تهذيب الكمال» (14/ 28)، «سير أعلام النبلاء» (4/ 294)، «تهذيب التهذيب»

(5/ 65)، «تقريب التهذيب» (ص 323).

(2)

حماد بن أسامة، أبو أسامة الكوفي، ثقة، ثبت. سبقت ترجمته في الحديث رقم (38).

(3)

العجلي الكوفي، صدوق، عابد، يخطئ كثيراً، وقد تغيَّر. «تقريب التهذيب» (ص 630).

ص: 327

أخرجه: ابن أبي شيبة في «المصنف» (19/ 156) رقم (35644)، وابن ماجه في «سننه» رقم (4154)، وأبو يعلى في «مسنده» (1/ 363)(471)، والبزار في «البحر الزخار» (3/ 68) رقم (832)، والدينوري في «المجالسة» (8/ 56) رقم (3363)، ومن طريقه:[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (42/ 376)] من طريق محمد بن فضيل

(1)

، عن مجالد بن سعيد، عن عامر الشعبي، عن الحارث

(2)

، عن علي رضي الله عنه قال:«ما كان لنا ليلة أهدى إلي فاطمة شيء ننام عليه إلا جلد كبش» .

وفي رواية: مسك كبش. ولم يذكر الجزء الثاني: «ونعلف عليه الناضح بالنهار، وما لي ولها خادمٌ غيرها» .

وقد زاد ابن فضيل: الحارث بين الشعبي وعلي.

وأخرج: وكيع في «الزهد» (1/ 339) رقم (114) وعنه: [أحمد في

«الزهد» (ص 26) رقم (149)]، ومن طريق وكيع أيضاً: [الحاكم في

«فضائل فاطمة» (ص 92) رقم (117)، وابن عساكر:(42/ 376)] قال:

(1)

ثقة، شيعي، سبقت ترجمته في الحديث رقم (29).

(2)

الحارث بن عبداللَّه الأعور الهمداني، قال ابن حجر في «التقريب» (ص 185):(كذَّبه الشعبي في رأيه، ورُمي بالرفض، وفي حديثه ضَعفٌ، وليس له عند النسائي سوى حديثين).

ص: 328

حدثنا ابن أبي خالد

(1)

، عن الشعبي، قال: قال علي رضي الله عنه: ماكان لنا إلا إهاب كَبشٍ، ننام على ناحيته، وتعجن فاطمة على ناحيته».

سئل الدراقطني كما في «العلل» (3/ 166) رقم (333)، عن حديث الحارث، عن علي، فقال:

(رواه ابن فُضيل، عن مجالد، عن الشعبي، عن الحارث، عن علي.

وخالفه: يحيى بن يمان، فرواه عن مجالد، عن الشعبي، عن علي، ولم يذكر الحارث.

وقول يحيى بن يمان أشبه بالصواب، يعني المرسل؛ ويُشْبِه أن يكون هذا من مجالد). انتهى.

الوجه الراجح فيه ـ كما قال الإمام الدارقطني ـ: مجالد، عن الشعبي، عن علي.

وقد روي ــ أيضاً ــ من وجه آخر:

روى ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (8/ 23) من طريق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه: «أن علياً حين دخل بفاطمة كان فراشهما إهاب كبش، إذا أرادا أن يناما قلباه على صوفة،

(1)

. إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مولاهم البجلي، ثقة، ثبت. «تقريب التهذيب»

(ص 146).

ص: 329

ووسادتهما من أدم حشوها ليف».

وهذا منقطع، محمد بن علي لم يدرك جده.

(1)

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف من وجهه الراجح، فيه علتان:

ضعفُ مجالد، وانقطاعه، فالشعبيُّ لم يسمَعْهُ من علي.

غريب الحديث:

ــ (الناضِح): قال أبو عُبيد: (الناضح: البعير الذي يُسنى عليه، فيُسقى به الأرضون؛ والأنثى: ناضحة، قالها الكسائي، وهي السانية أيضاً، وجمعها سواني، وقد سنَتْ تَسْنُو، ولا يقال ناضحٌ لغير المستقي).

وقال الحربي: (الناضح: الجمل يُستقى عليه؛ لسقي أرض، أو شرب).

(2)

* * *

(1)

ينظر: الحديث رقم (37).

(2)

ينظر: «غريب الحديث» لأبي عبيد القاسم بن سلَّام (3/ 257)، «غريب الحديث» للحربي (2/ 897)، «النهاية» (5/ 69).

ص: 330

59.

[4] قال الإمام: أبو داوود السجستاني رحمه الله: حدَّثنا جعفرُ بنُ مسافر التِّنِّيسي، قال: حدَّثنا ابنُ أبي فُدَيكٍ، قال: حدَّثنا موسى بن يعقوب الزَّمَعي، عن أبي حازم، عن سهل بن سعدٍ، أخبره: أن عليَّ بن أبي طالب دَخَلَ على فاطمةَ، وحسنٌ وحسينٌ يبكيان، فقال: ما يُبْكيهما؟

قالت: الجوعُ.

فخرج عليٌّ، فوجد ديناراً بالسُّوق، فجاء إلى فاطمة فأخبرها، فقالت: اذهبْ إلى فلان اليهوديِّ فخذ لنا دقيقاً، فجاء اليهوديَّ فاشترى به دقيقاً، فقال اليهوديُّ: انتَ خَتَنُ هذا الذي يَزعُمُ أنه

رسولُ اللهِ؟ قال: نعم، قال: فخذ دينارَك ولكَ الدقيقُ.

فخرج عليٌّ حتى جاء به فاطمةَ، فأخبرها، فقَالت: اذهب إلى فلانٍ الجزار فخذ لنا بدرهم لحماً، فذهب فرَهَن الدينارَ بدرهم لحمٍ، فجاء به، فعَجَنَتْ، ونَصَبَتْ، وخبَزَت، وأرسلَتْ إلى أبيها، فجاءهم، فقالت: يا رسول اللهِ، أذكر لك، فإن رأيتَه لنا حلالاً أكلناه وأكلتَ معنا، مِن شأنه كذا وكذا، فقال:«كلوا باسم اللهِ» فأكلوا.

فبينا هم مكانهم إذا غلامٌ يَنشُد اللهَ والإسلامَ الدينار، فأمر رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فدُعي له، فسأله، فقال: سَقَطَ مني في السوق،

ص: 331

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا عليُّ، اذهبْ إلى الجزَّار فقل له: إنَّ

رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول لك: أرْسِلْ إليَّ بالدينار، ودِرهَمُكَ عليَّ».

فأرسل به، فدفعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إليه.

[«السنن» لأبي داوود (ص 201)، كتاب اللقطة، باب 16، حديث (1716)]

دراسة الإسناد:

ــ جعفر بن مُسَافِر بن إبراهيم بن راشد التِّنِّيسي، أبو صالح الهُذلي مولاهم.

صَدوقٌ.

وثَّقه: مَسلمة بن قاسم، وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: ربَّما أخطأ. وأخرج له في «صحيحه» .

وقال أبو حاتم: شيخ. وقال النسائي: صالح.

قال الذهبي في «الكاشف» : صدوق.

وقال ابن حجر في «التقريب» : صدوق، ربما أخطأ. (ت 254 هـ).

أخرج حديثه: النسائي، وأبو داوود، وابن ماجه.

والراجح أنه صدوق كما قال الذهبي، وهو دلالة قول النسائي، وأما قول ابن حجر فلعله أراد الجمع بين قول الذهبي وابن حبان، وقوله: ربما

ص: 332

أخطأ لايعارض قوله: صدوق، لأن الثقات الكبار ربما يخطئون فكيف بمن دونهم، وأما توثيق مسلمة فلما عرف من تساهله، وعكسه قول أبي حاتم.

(1)

ــ محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فُدَيك الدِّيلي مولاهم،

أبو إسماعيل المدني، وقد يُنْسَبْ إلى جَدِّ أبيه.

صَدُوقٌ.

وثَّقَه: ابنُ معين في رواية الدوريِّ والدارميِّ، وذكره ابن حبَّان في «الثقات» وقال: ربما أخطأ.

وقال ابن معين في «رواية ابن محرز» ، والنسائيُّ: ليس به بأس. وقال أحمد بن حنبل: لا بأس به.

وقال الإمام أحمد كما في «سؤالات أبي داود له» : لايبالي أيُّ شَئٍ روى.

وقال ابن سعد: (كان كثير الحديث وليس بحُجَّة).

وضعَّفه: يعقوب بن سفيان.

(1)

ينظر: «الجرح والتعديل» (2/ 491)، «الثقات» لابن حبان (8/ 161)، «صحيح ابن حبان» رقم (3541) و (4660)، «تسمية الشيوخ» للنسائي (ص 84) رقم (55)،

«تهذيب الكمال» (5/ 108)، «الكاشف» (2/ 212)، «إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (3/ 232)، «نهاية السول» (2/ 549)«تهذيب التهذيب» (2/ 106)، «تقريب التهذيب» (ص 180)، «منهج أبي عبدالرحمن النسائي في الجرح والتعديل» لقاسم سعد (1/ 492).

ص: 333

قال الذهبي في «الميزان» : صدوقٌ، مشهورٌ، مُحتَجُّ به في الكتب الستة.

وقال في «الكاشف» ، وابن حجر في «التقريب»: صدوق.

أخرج حديثه الجماعة (ت 200 هـ)

والراجح أنه صدوق، وقول ابن سعد ويعقوب معارض بقول الأئمة الذين حسَّنوا أمره، خاصةً وأنه قد أخرجَ حديثَه الجماعةُ، وقول أحمد، وابن معين في رواية ابن محرز، والنسائي وابن حبان، مشعر بانتفاء تمام الضبط عنه

ـ واللَّهُ تعالى أعلم ـ.

(1)

ــ موسى بن يعقوب بن عبد اللَّه بن وهب المطلبي القرشي الزَّمْعي، أبو محمد المدني.

صَدوقٌ، سئُ الحِفْظِ.

وثَّقَه: ابن معين، والقطان، وابن شاهين، وذكره ابن حبان في «الثقات» .

وقال أبو داود: (صالح، قد روى عنه ابنُ مهدي، وله مشايخ

(1)

ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (5/ 437)، «تاريخ ابن معين» رواية الدوري

(2/ 505)، ورواية الدارمي (819)، وابن محرز (1/ 80)، «سؤالات أبي داود للإمام أحمد» (210)، «الجرح والتعديل» (7/ 188)، «المعرفة والتاريخ» (2/ 165)

و (3/ 53)، «الثقات» لابن حبان (9/ 42)، «تهذيب الكمال» (24/ 485)، «ميزان الاعتدال» (4/ 59)، «الكاشف» (4/ 85)، «تهذيب التهذيب» (9/ 61)، «تقريب التهذيب» (ص 499).

ص: 334

مجهولون).

قال ابن عدي: وهو عندي لا بأس به وبرواياته.

وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال الأثرم: سألت أحمد عنه؟ فكأنه لم يعجبه حديثه.

وقال الساجي: (اختلف أحمد، ويحيى فيه، قال أحمد: لا يعجبني حديثه، وقال ابن القطان: ثقة).

وقال ابن المديني: ضعيف الحديث، منكر الحديث. قال الدارقطني: لايحتج به.

وقال الذهبي في «الكاشف» : فيه لين. وقال في «مَن تُكُلِّم فيه وهو موثَّق أو صالح الحديث» : صالح الحديث.

وقال ابن حجر في «تقريب التهذيب» : صَدوقٌ سيئُ الحِفظ.

والراجح كما قال ابن حجر: صدوق، سئ الحفظ، وهو قول وسط بين من ضعَّفه كابن المديني والدارقطني، ومن وثقه كابن معين وابن حبان وابن شاهين.

وهو مُؤَدَّى قول أبي داود، وابن عدي، وربما يكون مراد ابن معين من قول (ثقة) هنا أي: أنه لا يتعمد الكذب.

(1)

، واللَّه أعلم.

(2)

(1)

فقد يريد أحياناً بهذه اللفظة هذا المعنى، ينظر:«التنكيل» للمعلِّمي (1/ 69).

(2)

. ينظر: «تاريخ ابن معين رواية الدوري» (2/ 597)، «الجرح والتعديل» (8/ 167)،

«الضعفاء والمتروكون» للنسائي رقم (553)، «الثقات» لابن حبان (7/ 458)،

«الكامل» لابن عدي (6/ 342)، «العلل» للدارقطني (5/ 113)، «أسماء الثقات» لابن شاهين رقم (1349)، «تهذيب الكمال» (29/ 171)، «ميزان الإعتدال»

(4/ 416)، «الكاشف» (4/ 373)، «مَن تكلم فيه وهو موثق» (ص 513)، «تهذيب التهذيب» (10/ 378)، «تقريب التهذيب» (ص 583).

ص: 335

ــ سلَمة بن دينار، أبو حازم المدني الأعرج المخزومي مولاهم.

ثقة.

وثقه: الإمام أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، والنسائي، والعجلي، وابن خزيمة وزاد: لم يكن في زمانه مثله.

قال ابن حجر: ثقة، عابد.

(1)

ــ سهل بن سعد بن مالك، أبو العباس الخزرجي، الأنصاري، الساعدي.

صحابي ابن صحابي رضي الله عنهما.

كان اسمه حَزنا، فغيَّره النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وكان عمره لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة سنة.

وهو آخر من مات بالمدينة النبوية من الصحابة، وكان من أبناء المئة.

(1)

ينظر: «الثقات» للعجلي (1/ 420) رقم (641)، «الجرح والتعديل» (4/ 159)،

«تاريخ دمشق» لابن عساكر (22/ 16)، «تهذيب الكمال» (11/ 272)، «سير أعلام النبلاء» (6/ 96)، «تهذيب التهذيب» (4/ 143)، «تقريب التهذيب» (ص 281).

ص: 336

(ت 88 هـ)، وقيل:(91 هـ)، وقيل:(96 هـ).

(1)

تخريج الحديث:

ـ أخرجه: أبو داوود في «سننه» ـ كما سبق ـ، ومن طريقه:

[الجصاص في «شرح مختصر الطحاوي» (4/ 60)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (6/ 194)].

ــ والطبراني في «المعجم الكبير» (6/ 136) رقم (5759) عن عبدان بن أحمد.

كلاهما: (أبو داوود، وعبدان) عن جعفر بن مسافر التنيسي.

ــ وابن المخلِّص كما في «المخلصيات» (1/ 451) رقم (813)،

و (4/ 67) رقم (3013) من محمد بن إسماعيل البخاري، عن عبدالرحمن بن شيبة.

كلاهما: (جعفر بن مسافر، وعبدالرحمن بن شيبة) عن ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب الزَّمَعي، عن أبي حازم، عن سهل بن سعدٍ، به.

طريق أخرى:

ــ أخرجها: أبو داوود في «سننه» ، (ص 201)، كتاب اللقطة، باب التعريف باللقطة، حديث رقم (1714)، والبيهقي في «السنن الكبرى»

(1)

ينظر: «معجم الصحابة» للبغوي (3/ 87)، «معرفة الصحابة» لأبي نعيم

(3/ 1312)، «أسد الغابة» (2/ 320)، «سير أعلام النبلاء» (3/ 422)، «الإصابة» (3/ 167).

ص: 337

(6/ 194) من طريق بكير بن الأشج، عن عبيد اللَّه بن مقسم، حدثه عن رجل، عن أبي سعيد الخدري، أن علي بن أبي طالب وجد ديناراً

فذكره مختصراً عند أبي داوود، وعند البيهقي زيادة يسيرة.

وفيه أن الذي نشد الدينار امرأة.

وفي الإسناد جهالة.

طريق أخرى:

أخرجها: أبو داوود في «سننه» (ص 201)، كتاب اللقطة، باب التعريف باللقطة، حديث رقم (1715)، ومن طريقه:[البيهقي في «السنن الكبرى» (6/ 194)، والمزي في «تهذيب الكمال» (10/ 257)] عن الهيثم بن خالد الجهني، عن وكيع، عن سعد بن أوس، عن بلال بن يحيى العَبْسي، عن عليٍّ رضي الله عنه: بنحوه مختصراً.

وقد حسَّن إسنادَه ابنُ حجر في «التلخيص الحبير» (4/ 2002) رقم

(1704) وردَّ على المنذري قولَه في سماع بلال من علي: نظر.

وقد رواه ابن أبي شيبة في «مسنده» كما في «المطالب العالية» (7/ 420) رقم (1478) و «إتحاف الخيرة المهرة» (3/ 403) رقم (2988) عن وكيع، عن سعد بن أوس، عن بلال بن يحيى العبسي، عن علي رضي الله عنه: أنه التقط ديناراً فاشترى به دقيقاً، فصَرَفَه صاحب الدقيق

وذكره بنحوه.

قال البيهقي عقب الحديث: (في متن هذا الحديث اختلاف، وفى

ص: 338

أسانيده ضعف، واللَّه أعلم).

قال ابن حجر في «المطالب العالية» : (هذا حديث حسن، أخرج

أبو داوود منه طرفاً قصيراً).

طريق أخرى:

أخرجها: عبدالرزاق في «مصنفه» (10/ 142) رقم (18637)، وأبو يعلى في «مسنده» (2/ 332) رقم (1073)، والبزار في «مسنده» كما في

«كشف الأستار عن زوائد البزار» (2/ 131) رقم (1368) من طريق أبي بكر بن عبداللَّه بن محمد بن أبي سبرة، أن شريك بن عبد اللَّه بن أبي نمر حدَّثه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أن علياً أتاه بدينار وجدَه في السوق

فذكره مطولاً

وفيه: أنه عرَّفه ثلاثة أيام.

وفيه: فصرفه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، باثني عشر درهماً، فابتاع منه بثلاثة شعيراً، وبثلاثة تمراً، وبدرهم زيتاً، وفضل عنده ثلاثة، حتى إذا أكل بعض ما عنده جاء صاحبه

وفيه أن الرجل طلبه ولم يكن عند عليٍّ شيئاً، فوعدَه الرسولُ صلى الله عليه وسلم بالسداد إذا جاءه شيءٌ.

وعند عبدالرزاق في آخره: (فجعل أجلَ الدينار وأشباهَه ثلاثة، يعني

ص: 339

ثلاثة أيام، لهذا الحديث).

ــ أبو بكر بن عبداللَّه بن محمد بن أبي سَبْرة: رُمي بالوضع.

(1)

ــ وشريك بن عبداللَّه بن أبي نَمِر: صدوق يخطئ.

(2)

قال ابن حجر في «المطالب العالية» (7/ 421) رقم (1479/ 2) عن أبي بكر بن أبي سبرة: (وقد ظنَّ الحافظ الضياء أنه غيره، فأخرج هذا الحديث في المختارة). انتهى.

هذا، وقد رواه الشافعي في «الأم» (5/ 140) رقم (1741)، ومن طريقه:[البيهقي في «معرفة السنن والآثار» (9/ 79) رقم (12414)] فقال: أخبرنا الدراوردي، عن شريك بن عبد اللَّه بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن علي:«أنه وجد ديناراً على عهد رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم فأمرَهُ أن يعرِّفَهُ فلم يُعرف، فأمره أن يأكلَه، ثم جاء صاحبه، فأمره أن يغرمَه» .

طريق أخرى:

أخرجها: عبدالرزاق في «مصنفه» (10/ 140) رقم (18636) عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: «كان لعليٍّ من النبي صلى الله عليه وسلم دخلة ليست لأحد

فذكره مطولاً

(1)

«تقريب التهذيب» (ص 653).

(2)

«تقريب التهذيب» (ص 300).

ص: 340

وفيه: أن علياً عرَّف الدينار، وفيه زيادات.

ــ أبو هارون العبدي البصري واسمه عمارة بن جوين: (متروك، ومنهم من كذَّبه، شيعي).

(1)

طريق أخرى:

أخرجها: ابن أبي عمر في «مسنده» ـ كما في «المطالب العالية»

(13/ 244) رقم (3157) ــ، عن هشام بن سليمان، عن أبي رافع، عن محمد بن كعب القرظي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه خطب أهل العراق لما أصابتهم مجاعة

فذكره مطوَّلاً، وفيه ذكر ما مسَّه وزوجَه من الجوع، وعمله عند اليهودي، والدينار اللقطة، وأن ناشد اللقطة أعرابية

إلخ.

وهو ضعيف، لضعف إسماعيل بن رافع، أبي رافع الأنصاري المدني نزيل البصرة.

(2)

وفي سماع محمد بن كعب القرظي من علي بن أبي طالب كلام.

(3)

وقد أخرجه: الترمذي في «جامعه» رقم (2473) و (2476)،

(1)

«تقريب التهذيب» (ص 439).

(2)

«تقريب التهذيب» (ص 146).

(3)

ينظر: «تحفة التحصيل» (ص 463).

ص: 341