الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحسين زينُ العابدين، وأبو جعفر محمد بن علي الباقر، وابنه جعفر الصادق ــ رضوان اللَّه عليهم أجمعين ــ، وعليهم قبةٌ عاليةٌ في الهواء، قديمةُ البناء
(1)
في أول البقيع.
= الطاهرين، ورحمة اللَّه وبركاته).
وقبلَه الفيروزابادي (ت 817 هـ) فذكر نحوه في «المغانم المستطابة» (2/ 621).
قلت: و
لا دليل على تخصيص صيغة معينة للسلام على فاطمة
، ولا غيرها، فيسلِّم المرء على سائر القبور، ويأتي بالذكر الوارد في الحديث الصحيح، ويدعو لهم.
أخرج الإمام مسلم في «صحيحه» حديث رقم (974) من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع، فيقول:«السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون غداً مؤجَلَّون، وإنا إن شاء اللَّه بكم لاحقون، اللَّهم اغفر لأهل بقيع الغرقد» .
وفي رواية علَّمها هذا الدعاء: «السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين،
…
ويرحم اللَّه المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء اللَّه بكم للاحقون».
وأخرج مسلم أيضاً رقم (975) من حديث سليمان بن بُريدة، عن أبيه رضي الله عنه قال: كان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يُعلِّمُهم إذا خَرَجُوا إلى المقابر: «السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنَّا، إنْ شاء اللَّه للاحقون، أسأل اللَّه لنا ولكم العافية» .
(1)
سيأتي ـ بعد صفحات ـ تعليق حول البناء على هذه القبور.
وقد ذكر محمد المطري (ت 741 هـ) في «التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة» (ص 119)، وعنه:[عفيف المرجاني (ت بعد 770 هـ) في «بهجة النفوس والأسرار» (2/ 1001)]، والحسين بن عمر العثماني المراغي الشافعي (ت 816 هـ) في كتابه: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= «تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة» (ص 206) أن الخليفة العباسي الناصر
…
أبو العباس أحمد بن المستضئ، هو الذي بنى عليهم قبة عالية.
نقل السمهودي (ت 911 هـ) قول المطري وتعقَّبه، فقال كما في «وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى» (3/ 916): (قلت: وفيه نظر؛ لأن الناصر هذا كان معاصراً لابن النجار؛ لأنه توفي سنة اثنتين وعشرين وستمئة، ووفاة ابن النجار سنة ثلاث وأربعين وستمئة، وقد قال ابن النجار: إن هذه القبة قديمة البناء، ووصفها بما هي عليه اليوم.
ورأيتُ في أعلى محراب هذا المشهد: أمر بعمله المنصور المستنصر باللَّه، ولم يذكر اسمه ولا تاريخ العمارة، فلعله المنصور الذي هو ثاني خلفاء بني العباس، لكنه لا يلقب بالمستنصر باللَّه، ولم أرَ مَن جمع بين هذين اللقبين، وعلى ساح قبر العباس أنَّ الآمر بعمله المسترشد باللَّه سنة تسع عشرة وخمسمئة، ولعل عمارة القبة قبله، وقبر العباس وقبر الحسن مرتفعان من الأرض متسعان مُغَشَّيان بألواح ملصقة أبدع إلصاق، مصفَّحة بصفائح الصُّفر، مكوكبة بمسامير على أبدع صفة وأجمل منظر). انتهى.
وذكر الذهبي (ت 748 هـ) في «سير أعلام النبلاء» (2/ 97) أنَّ عَلى قبر العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه اليومَ قُبَّةً عظيمةً من بناء خلفاء آل العباس.
وذكر ابن ظهيرة القرشي المكي الشافعي (ت 889 هـ) في «شفاء الغليل ودواء العليل»
…
(2/ 1083) أن على قبر العباس بن عبدالمطلب، والحسن بن علي قبة عالية في أول البقيع.
وكذا ذكر يحيى الحرضي العامري اليمني (ت 893 هـ) في «الرياض المستطابة»
…
(ص 318) نقلاً عن المطري. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وذكر المطري (ت 741 هـ) في «التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة»
…
(ص 120) أن أسامة بن سنان الصلاحي ــ أحد أمراء صلاح الدين يوسف بن أيوب ـ بنَى على قبر الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه قبَّة عالية، وكان ذلك سنة (601 هـ).
وذكر المطري ـ أيضاً ـ: (ص 121) مشهداً كبيراً مُبيَّضَاً على قبر إسماعيل بن جعفر الصادق، بناه بعض ملوك مصر العبييدين. وانظر:«المغانم المستطابة» (2/ 622).
وذكَرَ عفيفُ المرجاني (ت بعد 770 هـ) في «بهجة النفوس والأسرار» (2/ 1038)، والفيروزابادي (ت 817 هـ) في «المغانم المستطابة» (2/ 622)، وابنُ ظهيرة القرشي
…
(ت 889 هـ) في «شفاء الغليل» (2/ 1082) أن على قبر عثمان بن عفان قبةً عاليةً شرق البقيع.
وذكر الهيتمي (ت 974 هـ) في «حاشيته على شرح الإيضاح» (ص 504) أن على قبر عثمان بن عفان قبةً، وبناءً مربعَاً حدَثَ ذلك من قريب.
وذكر ابن ظهيرة القرشي ــ أيضاً ــ في «شفاء الغليل .. » : أن على قبر إبراهيم بن نبينا صلى الله عليه وسلم قبة، ومعه: عثمان بن مظعون، وعبدالرحمن بن عوف. وذكر المرجاني
…
ـ أيضاً ـ (2/ 1012) قبة على قبر إبراهيم
وذكر ابن النجار (ت 643 هـ) في «الدرة الثمينة» (ص 212) رقم (117)، وعنه: السمهودي (ت 911 هـ) في «وفاء الوفاء» (3/ 921 ـ 923 و 939) ــ مع زيادات ـ، وعفيف المرجاني (ت بعد 770 هـ)«بهجة النفوس والأسرار» (1/ 408)، وابن حجر الهيتمي (ت 974 هـ) في «حاشيته على شرح الإيضاح في المناسك للنووي»
…
(ص 504) أنَّ قبور شهداء أُحُد اليوم لا يُعرف منها إلا قبر حمزة رضي الله عنه، وهو مشهد كبير، بنته أم الناصر لدين اللَّه أبي العباس أحمد بن المستضئ، وذلك سنة 590 هـ. وقد جعلَتْ عليه ملبناً من ساج منقوش، وحولَه حصناً، وعلى المشهد بابٌ من حديد، يفتح في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= كل يوم خميس، وقريبٌ منه مَسجد يذكُر أهلُ المدينة أنه مَوضع قَتلِه، واللَّهُ أعلم بصحة
…
ذلك، وأما بقية الشهداء فهناك حجارة مَرصوصة، يُذكر أنها قبورهم.
ووصف السمهودي البناءَ وما حوله، وما استجدَّ إلى زمنه، وبناءَ السلطان الأشرف قايتباي في سنة 890 هـ، فليُرجع إليه.
وذكر الفيروزابادي (ت 817 هـ) في «المغانم المستطابة» (2/ 628)، وابن ظهيرة القرشي المكي الشافعي (ت 889 هـ) في «شفاء الغليل ودواء العليل» (2/ 1090) أنَّ على قبر حمزة قبة عظيمة، ومشهد كبير. وكذا ذكر المرجاني (1/ 408) أنها قبة عالية.
وذكر السمهودي أيضاً في «وفاء الوفاء» (3/ 919): (ومنها: مشهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وعليه قبة عالية ابتناها أسامة بن سنان الصالحي أحد أمراء السلطان السعيد صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة إحدى وستمئة، قاله المطري. قال الزين المراغي: ونقل أبو شامة أن الباني لها عز الدين سلمة.
قلت ـ السمهودي ـ: ولم يذكر ابن النجار هذه القبة، مع ذكره لِقُبة الحسن والعباس وسيدنا إبراهيم وغيرهما مما كان في زمنه، وقد أدرك التاريخ الذي ذكره المطري وبعده بكثير.
وبمشهد سيدنا عثمان قبرٌ خلفَ قبرِه يُقال: إنه قبر مُتولِّي عمارة القُبَّة.
وقد حدَثَ في زماننا أمام المشهد في المغرب بناء مربع عليه قبو فيه امرأةٌ كانت أم ولد لبعض بني الجيعان، توفيت بالمدينة الشريفة، وإلى جانبه حظيرة فيها امرأة لبعض الأتراك، وبين هذا البناء وبين المشهد أيضاً حظيرة أخرى بها أخت صاحبنا قاضي الحرمين العلامة محيي الدين الحنبلي متَّعَ اللَّهُ به). انتهى =