الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث:
تجهيزها رضي الله عنها
-.
38.
[1] قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا أبو أسامة، قال: أخبرنا زائدة، قال: حدثنا عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه، قال:
…
[«المسند» للإمام أحمد (2/ 73) رقم (643)]
دراسة الإسناد:
ــ حماد بن أسامة بن زيد بن سليمان بن زياد القرشي مولاهم،
…
أبو أسامة الكوفي.
ثِقَةٌ، ثَبْتٌ.
قال ابن سعد: كان ثقة، مأموناً، كثيرَ الحديث، يُدلِّس، ويُبَيِّن
(1)
تدليسَه، وكان صاحبَ سُنَّةٍ وجماعَة.
قال الإمام أحمد: كان ثبتاً، ما كان أثبته، لا يكاد يُخطئ.
وقال: كان صحيح الكتاب، ضابطاً للحديث، كيساً صدوقاً.
ووثَّقَه ابن معين، والعجلي، والدارقطني، وغيرهم.
وقد ذُكر فيه أمران:
الأول: التدليس.
وصفه بذلك ابن سعد ـ كما سبق ـ وذكر أنه كان يبيِّنُ تدليسَه، ووصفه أيضاً المعيطي فيما قاله عنه الأزدي.
قال المعيطي: كان كثير التدليس، ثم رجعَ عنه.
ووَصْفُهُ بكثرة التدليس، إنما هو عن المعيطي فقط، والناقل عنه
…
«الأزدي» ضعيف.
وقد ذكره ابن حجر في «المرتبة الثانية» من مراتب المدلِّسين، وهم: مَنْ احتمل الأئمة تدليسه، وأخرجوا له في الصحيح؛ لإمامته، وقِلَّةِ تدليسه في جنب ما روى. أو كان لا يُدلِّسُ إلا عن ثقة.
والذي يظهر أن تدليسه قليل، لذا يبُيِّنُه، ويحتمل أنه رجع عنه على قول المعيطي.
الثاني: سرقة الحديث.
قال ابن حجر في «التهذيب» : حكى الأزدي في «الضعفاء» عن سفيان بن وكيع، قال: كان أبو أسامة يتتبع كتب الرواة، فيأخذها، وينسخها
…
،
…
قال سفيان بن وكيع: إني لأعجب كيف جاز حديث أبي أسامة، كان أمره بيناً،
وكان مِن أسرق الناس لحديثٍ جيِّد».
وهذا القول باطل، الأزدي، وسفيان بن وكيع، ضعيفان.
قال الذهبي في «الميزان» : أبو أسامة لم أورده لشيء فيه، ولكن ليُعرَف أن هذا القولَ باطلٌ.
قال ابن حجر في «هدي الساري» : سفيان بن وكيع هذا ضعيف، لا يُعْتَدُّ بهِ، كما لا يعتد بالناقل عنه، وهو أبو الفتح الأزدي.
وقال في «تقريب التهذيب» : ثقةٌ، ثبتٌ، ربَّما دلَّس، وكان بأَخَره يحدِّث من كتب غيره.
قول ابن حجر: في الحكم عليه: (ربما دلَّس). ليس بجيِّد؛ لأنه يُبين تدليسَه، كما قاله ابن سعد.
وقوله: (وكان بأخره يُحدِّث من كتب غيره)، ليس بصحيح، العمدة في الخبر على كلام الأزدي عن سفيان بن وكيع، وكلاهما ضعيف لا يعتد به. كما قاله ابن حجر رحمه الله في «التهذيب» وقد سبق نقل كلامه.
الخلاصة: أنه ثقة ثبت. كما قال ابن حجر في «هدي الساري» : أحد الأئمة الأثبات، اتَّفَقُوا على توثيقِه، وشذَّ الأزدي فذكره في «الضعفاء» .
(ت 201 هـ).
(1)
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (6/ 394)، «العلل» للإمام أحمد» رواية عبداللَّه
…
(1/ 383، 390) رقم (745) و (772)، و (3/ 464) رقم (5980) و (5981)،
…
«التاريخ الكبير» للبخاري (3/ 28)، «الجرح والتعديل» (3/ 132)، «الثقات» لابن حبان (6/ 222)، «تهذيب الكمال» (7/ 217)، «ميزان الاعتدال» (1/ 540)، «نهاية السول» لبسط ابن العجمي (3/ 490)، «تهذيب التهذيب» (3/ 2)، «تقريب التهذيب» (ص 214)، «هدي الساري» (ص 399)، «تعريف أهل التقديس» رقم
…
(44).
ــ زائدة بن قُدامة الثقفي، أبو الصلت الكوفي.
ثقة، ثبت. متفَّقٌ على توثيقه.
قال الذهي في «الكاشف» : ثقة، حجة، صاحب سنة.
وقال ابن حجر في «التقريب» : ثقة، ثبت، صاحب سُنَّة.
(ت 161 هـ)، أخرج له الجماعة.
(1)
ــ عطاء بن السائب بن مالك، ويقال: ابن زيد، ويقال: ابن يزيد الثقفي، أبو السائب، ويقال: أبو زيد، ويقال: أبو يزيد، ويقال: أبو محمد، الكوفي.
ثِقَةٌ، إلا أنَّه اخْتَلَط، فحَدِيثُهُ بعْدَ اخْتِلاطِهِ، ضَعِيْفٌ. وزائد بن قدامة
…
ـ
(1)
ينظر: «الجرح والتعديل» (3/ 613)، «تهذيب الكمال» (9/ 273)، «الكاشف»
…
(2/ 410)، «سير أعلام النبلاء» (7/ 375)، «إكمال تهذيب الكمال» (5/ 28)،
…
«تهذيب التهذيب» (3/ 306)، «تقريب التهذيب» (ص 248).
الراوي عنه هنا ـ ممن روى عنه قبل الاختلاط.
وثَّقَهُ جمعٌ كثيرٌ من الأئمة قبل اختلاطه، منهم: شعبة، وابن سعد، وأحمد، العجلي، والبسوي، والساجي، وغيرهم.
قال يحيى بن سعيد: ما سمعت أحداً من الناس يقول في حديثه القديم شيئاً، وما حدَّث سفيان، وشعبة، عنه صحيح، إلا حديثين، كان شعبة يقول: سمعتهما بأخرة عن زاذان.
وقال ابن سعد: كان ثقةً، وقد روى عنه المتقدمون، وقد كان تغيّر حفظه بأخرة، واختلط في آخر عمره.
وقال الإمام أحمد: (ثقةٌ، ثقةٌ، رجلٌ صالحٌ). وقال: (مَن سمع منه قديماً، كان صحيحاً، ومن سمع منه حديثاً، لم يكن بشئ). وبمثله قال العجلي.
قال ابن معين: عطاء بن السائب اختلط، فمن سمع منه قديماً فهو صحيح، وما سمع منه جرير وذووه ليس من صحيح حديثه.
وقال في رواية الدوري عنه: لايحتج بحديثه.
وقال أبو حاتم: (كان محله الصدق قديماً، قبل أن يختلط، صالحٌ، مستقيم الحديث، ثم بأخره تغيَّرحفظُه، في حديثه تخاليط كثيرة، وقديم السماع من عطاء: سفيان، وشعبة، وحديث البصريين الذين يحدثون عنه تخاليط كثيرة؛ لأنه قَدِم عليهم في آخر عُمُرِه، وما رَوى عنه ابن فُضيل، ففيه غلط واضطراب، رفعَ
أشياءَ كان يرويه عن التابعين، فرفعه إلى الصحابة).
وقال يعقوب بن سفيان البسوي: (عطاء ثقة، حديثه حجة، ما روى عنه سفيان، وشعبة، وحماد بن سلمة، وسماع هؤلاء سماع قديم، وكان عطاء تغير بأخرة؛ فرواية جرير، وابن فضيل، وطبقتهم، ضعيفة).
وقال النسائي: (ثقةٌ في حديثه القديم، إلا أنَّه تغيّر، ورواية حمَّاد بن زيد، وشعبة، وسفيان، عنه جَيِّدة).
وقال الدارقطني كما في «سؤالات السلمي له» : (دخل عطاء بن السائب البصرة وجلس، فسماع أيوب، وحماد بن سلمة، في الرحلة الأولى صحيح، والرحلة الثانية فيه اختلاط).
وقال أيضاً كما في «سؤالات الحاكم له» : تركوه.
وقال في «العلل» : (اختلط، ولم يخرجوا عن عطاء، ولا يحتج من حديثه إلا بما رواه الأكابر: شعبة، والثوري، ووهيب، ونُظراؤهم، وأما ابنُ عُلَيَّة، والمتأخرون، ففي حديثهم عنه نظر).
قال ابن حجر في «هدي الساري» : (عطاء
…
من مشاهير الرواة الثقات؛ إلا أنه اختلط فضعَّفوه بسبب ذلك، وتحصَّل لي من مجموع كلام الأئمة أنَّ رواية: شعبة، وسفيان الثوري، وزهير بن معاوية، وزائدة، وأيوب، وحماد بن زيد، عنه قبل الاختلاط.
وأنَّ جميعَ مَن روَى عنه غيرُ هؤلاء، فحديثُه ضعيفٌ؛ لأنه بعد اختلاطه؛ إلا حماد بن سلمة فاختَلَف قولهم فيه).
وقال في «تهذيب التهذيب» : (والظاهر أنه سمع منه مرتين، مرةً مع أيوب ـ كما يومي إليه كلام الدارقطني ـ ومرةً بعد ذلك، لما دخل إليهم البصرة، وسمع منه مع جرير، وذويه).
وقد نصَّ الإمامُ أحمد على أنَّ حماد بنَ سلمة لم يسمع من عطاء في قدمته الثانية، كما في «التقييد والإيضاح» .
قال أبو داوود: (سمعت أحمد قال: سما ع ابن عيينة عنه مقارب ـ يعني من عطاء بن السائب سمع بالكوفة ـ).
قال العقيلي: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا الحميدي، قال حدثنا سفيان قال:(كنتُ سمعتُ من عطاء بن السائب قديماً، ثم قدم علينا قدمةً فسمعته يحدِّث بعض ما كنت سمعتُ، فخلَّط فيه، فاتقيته، واعتزلتُه).
علَّق العراقيُّ بقوله: (فأخبر ابن عيينة أنه اتَّقَاهُ بعد اختلاطه، واعتزله، فينبغي أن تكون روايته عنه صحيحه).
وقد سمع منه أبو عوانة الوضَّاحُ اليشكري قبل الاختلاط وبعده، قال ابن معين: سمع أبو عوانة من عطاء في الصحة، وفي الاختلاط جميعاً، ولا يحتج بحديثه.
قال الذهبي في «الكاشف» : أحدُ الأعلام، على لِينٍ فيه
…
ثِقَةٌ، ساءَ حِفظُهُ بأَخَرَة.
وقال في «مَن تُكُلِّم فيه وهو مُوثَّق أو صالح الحديث» : صَدوقٌ تغَيَّر.
قال ابن حجر في «تقريب التهذيب» : صَدُوقٌ، اختَلَط.
(ت 136 هـ).
(1)
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (6/ 338)، «تاريخ ابن معين» رواية الدوري
…
(2/ 403)، ورواية الدارمي (249)، «سؤالات ابن طهمان» (13) و (15)
…
و (329)، «سؤالات ابن الجنيد» (882)، «العلل لأحمد» رواية عبداللَّه رقم (882) و (4014) و (5374)، «التاريخ الكبير» (6/ 465)، «الضعفاء الصغير» للبخاري
…
(284)، «الثقات» العجلي (2/ 135)، «مسائل الإمام أحمد رواية أبي داوود»
…
ـ الفقهية ـ (ص 382، 383) رقم (1847 ـ 1853)، «المعرفة والتاريخ» للبسوي
…
(3/ 84)، «الضعفاء» للعقيلي (3/ 1094)، «الجرح والتعديل» (6/ 332)،
…
«الثقات» لابن حبان (7/ 251)، «الكامل» (5/ 361)، «سؤالات الحاكم للدارقطني» (452)، «سؤالات السلمي للدارقطني» (518)، «العلل» الدارقطني
…
(11/ 143)، «تهذيب الكمال» (20/ 86)، «سير أعلام النبلاء» (6/ 110)، «ميزان الاعتدال» (3/ 78)، «الكاشف» (3/ 412)، «المغني في الضعفاء» (2/ 59)، «مَن تُكلم فيه وهو موثَّق أوصالح الحديث» (ص 375)، «كتاب المختلطين» للعلائي
…
(ص 82)، «شرح علل الترمذي» لابن رجب (2/ 555)، «التقييد والإيضاح» للعراقي (2/ 1395 ـ 1402)، «تهذيب التهذيب» (7/ 203)، «تقريب التهذيب»
…
(ص 422)، «هدي الساري» (ص 425)، «الكواكب النيرات» (ص 319)، «نهاية الاغتباط» (ص 241)، «معجم المختلطين» لمحمد بن طلعت (ص 226 ـ 240).
ــ السائب بن مالك، ويقال: ابن يزيد، ويقال: ابن زيد الثقفي،
…
أبو يحيى، وقيل: أبو كثير الكوفي، والد عطاء بن السائب.
ثِقَةٌ.
وَثَّقَهُ: ابن معين، والعجلي، والبسوي، وذكره ابن حبان في «الثقات» .
قال ابن حجر في «تقريب التهذيب» : ثقة.
(1)
تخريج الحديث:
ــ أخرجه: الإمام أحمد في «مسنده» (2/ 73) رقم (643)، ومن طريقه:[الضياء المقدسي في «الأحاديث المختارة» (2/ 88) رقم (466)].
ــ والنسائي في «المجتبى» (ص 357)، كتاب النكاح، باب جهاز الرجل ابنتَه، حديث (3384)، وفي «السنن الكبرى» (5/ 243) رقم
…
(5546)، عن نصير بن الفرج الطرسوسي.
ــ وابن حبان في «صحيحه» (15/ 398) رقم (6947) من طريق
(1)
. ينظر: «تاريخ ابن معين» رواية الدارمي (352)، «التاريخ الكبير» للبخاري
…
(4/ 154)، «الثقات» للعجلي (1/ 387)، «المعرفة والتاريخ» (2/ 473)، «الثقات» لابن حبان (4/ 327)، «تهذيب الكمال» (10/ 192)، «تاريخ الإسلام» (6/ 363)، «تهذيب التهذيب» (3/ 450)، «تقريب التهذيب» (ص 263).
شعيب بن أيوب الصريفيني.
ــ وأحمد بن الفرات الضبي في حديثه «جزء فيه أحاديث منتقاة من جزء أبي مسعود أحمد بن الفرات» انتقاء العلائي (ص 19) رقم (2).
أربعتهم: (أحمد بن حنبل، ونصير، وشعيب، وابن الفرات) عن أبي أسامة حماد بن أسامة.
ــ وأخرجه الإمام أحمد ـ أيضاً ـ في «مسنده» (2/ 121، 211) رقم
…
(715 و 853)، وفي «فضائل الصحابة» (2/ 699) رقم (1194) عن معاوية بن عمرو الأزدي، وأبي سعيد عبدالله بن عبدالله البصري ـ جميعاً ـ، وفي «الزهد» له (71) عن أبي سعيد.
والبلاذري في «أنساب الأشراف» (1/ 403)، والحاكم في
…
«المستدرك» (2/ 202) رقم (2755)، والبيهقي في «دلائل النبوة»
…
(3/ 161)، والبغوي في «شرح السنة» (14/ 251) رقم (4050)، والضياء المقدسي في «المنتقى من مسموعاته بمرو» (120) ــ مخطوط ـ
(1)
من طريق معاوية بن عمرو الأزدي.
ــ والبيهقي في «شعب الإيمان» (13/ 62) رقم (9954) من طريق عمرو بن مرزوق الباهلي.
(1)
في «المكتبة الشاملة» ـ التقنية ـ.
أربعتهم: (أبو أسامة حماد، ومعاوية بن عمرو، وأبو سعيد البصري، وعمرو الباهلي) عن زائد بن قدامة.
ــ وأخرجه: ابن ماجه في «سننه» (ص 449)، كتاب الزهد، باب ضجاع آل محمد صلى الله عليه وسلم، حديث (4152)، والبزار في «البحر الزخار» (3/ 7) رقم (757)، والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 83) رقم
…
(103) من طريق محمد بن فضيل.
ـ والإمام أحمد في «مسنده» (2/ 191، 202) رقم (819
…
و 838)، ومن طريقه:[السيوطي في «الثغور الباسمة» (ص 39)]، وابن سعد في «الطبقات الكبرى» (8/ 25)، وأبو القفال الشاشي في «شمائل النبوة» (ص 289) رقم (365)، والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 85) رقم (104) عن عفان الصفار.
والطبراني في «الدعاء» (2/ 896) رقم (230) من طريق الحجاج بن منهال. كلاهما: (عفان، والحجاج) عن حماد بن سلمة.
ثلاثتهم: (زائدة بن قدامة، ومحمد بن فضيل، وحماد بن سلمة)
(1)
عن عطاء بن السائب، عن أبيه السائب، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(1)
زائدة بن قدامة، وحماد بن سلمة رويا عن عطاء قبل اختلاطه، ومحمد بن فضيل روى عنه بعد الاختلاط.
ــ حديث محمد بن فضيل عند ابن ماجه: أنَّ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أتى علياً وفاطمة، وهما في خميل لهما ــ والخميل: القطيفة البيضاء من الصوف ــ قد كان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم جهَّزهما بها، ووسادة محشوة إذخراً، وقِربة.
وعند البزار، والحاكم: زيادة طلب فاطمة خادماً من النبي صلى الله عليه وسلم.
ــ وحديث حماد بن سلمة: فيه زيادة: (ورحيين
(1)
، وسقاء
(2)
، وجرَّتين
(3)
).
وفي الموضع الثاني عند أحمد، وابن سعد، والحاكم: زيادة طلب الخادم.
قال الحاكم في «المستدرك» : صحيح الإسناد.
ورواه عطاء بن السائب ـ أيضاً ـ فجعله من حديث عبداللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
أخرجه: الطبراني في «المعجم الكبير» (13/ 565) رقم (14463)، ومن طريقه: [أبو موسى المديني في «اللطائف من دقائق المعارف»
…
(1)
تثنية رحى، وهي التي يُطحن بها. «النهاية» (2/ 211)، «لسان العرب» (14/ 312).
(2)
السقاء: ظرف الماء من الجلد، ويجمع على أسقية. «النهاية» (2/ 381).
(3)
تثنية جرة، وهو الإناء المعروف من الفخار. «النهاية» (1/ 260).
(ص 430) رقم (850)] من طريق عبدالسلام بن حرب، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبداللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ولفظه:
(لمَّا جهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فاطمةَ إلى عليٍّ؛ بعَثَ معها بخَميلٍ ــ فقال عَطاء: ما الخَميلُ؟ قال: قَطيفَةٌ ـ ووِسادَةٍ من أَدَم حَشوُها لِيْفٌ أو إذْخِرٌ، وقِرْبَةٍ؛ كانا يفتَرِشان نصفَ الخَميل، ويَلتَحِفان بنِصْفِه).
وهذا ضعيف، عبدالسلام بن حرب
(1)
ممن روى عن عطاء بعد الاختلاط، والصواب أنه من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وروى ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (8/ 23) من طريق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه:«أن علياً حين دخل بفاطمة كان فراشهما إهاب كبش، إذا أرادا أن يناما قلباه على صوفة، ووسادتهما من أدم حشوها ليف» .
وهذا منقطع، علي بن الحسين لم يدرك جدَّه.
(2)
الحكم على الحديث:
الحديث صحيح.
(1)
النهدي، أبو بكر الكوفي، ثقة، حافظ، له مناكير. «تقريب التهذيب» (ص 387).
(2)
ينظر الحديث رقم (4) في الباب الثالث ـ مسند فاطمة ـ.
غريب الحديث:
ــ (جهَّز فاطمةَ): جهَّزَ العروسَ تجهيزاً، وجَهازاً: أعدَّ لها ما تحتاج إليه.
قال الأزهري: (قال الليث: وسمعت أهل البصرة يخطِّئون الجِهاز بالكسر.
قلتُ: والقرَّاءُ كلُّهم على فتح الجيم في قولِ اللَّهِ جَلَّ وعَزَّ: {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ} (يوسف: 59) وجِهاز بالكسر لغةٌ ليست بجيدة).
قال الصفدي: (ويقولون ـ أي العوام ـ: الجُهاز بالضم. والصواب: جَهاز وجِهاز، بالفتح والكسر).
(1)
ــ (خَمِيل): قال الإمام أحمد عقب حديث (2/ 211): الخميل: القطيفة المخملة.
وقال ابن حبان عقب الحديث أيضاً: الخميلة: قطيفة بيضاء من الصوف.
قال أبو عبداللَّه الحُميدي: (الخميلة: أكسية فِيها لين، وَرُبمَا كان لها
(1)
. ينظر: «تهذيب اللغة» (6/ 25)، «النهاية» (1/ 321)، «لسان العرب» (5/ 325)،
…
«تصحيح التصحيف وتحرير التحريف» للصفدي (ص 217).
خمل، وهو: الهدب المتعَلِّق بهَا، وجمعها: خمائل).
قال القاضي عياض: (الخميلة: هي كساء ذات خمل، وهي كالقطيفة، وقيل: القطيفة نفسها).
وقال ابن الأثير: (الخميل والخميلة: القطيفة، وهي كل ثوب له خمَل من أي شيء كان.
وقيل: الخميل الأسود من الثياب).
(1)
ــ (قِرْبَة): معروفة وهي من الأسقية.
(2)
ــ (وسادة أَدَم): أي من جلد.
(3)
ــ (الإِذْخِر): حشيشة طيبة الرائحة، تُسقف بها البيوت، بمنزلة القصب فوق الخشب، وتجعل في القبور.
(4)
* * *
(1)
ينظر: «تفسير غريب ما في الصحيحين» لأبي عبداللَّه الحميدي (ص 559)، «المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث» لأبي موسى المديني (1/ 619)، «مشارق الأنوار» للقاضي عياض (1/ 240)، «النهاية» (2/ 81).
(2)
ينظر: «المحكم» لابن سيده (6/ 390)، «تاج العروس» (4/ 17).
(3)
ينظر: «تفسير غريب ما في الصحيحين» (ص 537)، «مشارق الأنوار» (1/ 24)،
…
«تاج العروس» (31/ 192).
(4)
ينظر: «المجموع المغيث» (1/ 695)، «النهاية» (1/ 33).
39.
[2] قال ابن سعد رحمه الله: أخبرنا عبدُالوهاب بن عطاء، عن سعيد بن أبي عَروبة، عن أبي يَزيد المديني، وأظنُّه ذكرَهُ عن عِكْرمة
(1)
قال: لما زوَّج رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عليَّاً فاطمةَ، كان فِيما جُهِّزَتْ بِهِ سَرِيرٌ مَشْرُوطٌ، وَوِسَادَةٌ مِن أَدَمْ حَشْوُهَا لِيْفٌ، وَتَوْرٌ مِنْ أدَم، وَقِرْبَةٌ.
قال: وجاءُوا بِبَطحَاءَ فطَرَحُوهَا في البيت.
قال: وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم قال لعلي: «إذا أتيتَ بها فلا تقرَبَنَّهَا حتى آتِيك» .
قال: وكانَت اليهود يُؤخِّرُونَ الرجُلَ عن امْرأتِه قال: فلمَّا أُتِيَ بِهَا، قَعَدَا حِينَا في ناحية البَيت.
قال: فجاء رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فاستفْتَحَ، فخَرجَتْ إليهِ أمُّ أيْمَنَ، فقال:«أثَمَّ أخي» ؟ قالتْ: وكيفَ يكُونُ أخوكَ وقدْ أنكَحْتَهُ ابْنَتَكَ؟ قال: «فإنَّه كذلك» .
ثُمَّ قال: «أَأَسمَاءُ بنتُ عُمَيْس» ؟ قالت: نعم، قال:«جِئْتِ تُكْرِمِيْنَ بِنتَ رَسُولِ اللهِ» ؟ قالت: نعم، فقال لها خيراً ودعَا لهَا.
ودعَا رسولُ اللهِ بمَاءٍ فأُتي بِهِ، إمَّا فِي تَوْرٍ وَإمَّا فِي سِوَاهُ. قال: فمَجَّ فِيهِ رسُولُ اللهِ ومَسَكَ بيدِهِ، ثُمَّ دعَا عَلِيَّاً، فَنَضَحَ مِنْ ذَلِكَ الماءِ عَلى كَتِفَيْهِ
(1)
كذا في «طبقات ابن سعد» ـ ط. دار صادر ـ (8/ 23)، وـ ط. الخانجي ـ (10/ 24). فكأنَّ أبا يزيد المدني رواه عن عكرمة ــ وهو ممن يروي عنه ـ، وفي مصادر التخريج الآتية: رواه أبو يزيد وعكرمة جميعاً.
وصَدْرِهِ وَذِرَاعَيْهِ.
ثُمَّ دَعَا فَاطِمَةَ، فَأقْبلَتْ تَعْثُرُ فِي ثَوْبِهَا؛ حَيَاءً مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ فَعَلَ بِهَا مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَال لها:«يَا فَاطِمَةُ، أمَا إنِّي مَا أَلَيْتُ أَنْ أَنْكَحْتُكِ خَيْرَ أَهْلِي» .
[«الطبقات الكبرى» لابن سعد (8/ 23)]
دراسة الإسناد:
ــ عبدالوهاب بن عطاء الخفَّاف، أبو نَصْر البصري العِجلي مولاهم، نزيل بغداد.
صَدُوقٌ، وحديثُه عن سعيد بنِ أبي عروبة، وهشامِ الدَّسْتَوائي أقوى من غيره، وهو مُدلِّس لا يُقبل من حديثه إلا ما صَرَّح بالسماع.
وثَّقَه: ابن معين في رواية، والحسن بن سفيان، والدارقطني، وابن شاهين، وذكره ابن حبان في «الثقات» .
قال أحمد بن حنبل: كان يحيى بن سعيد حسن الرأي فيه، كان يعرفه معرفةً قديمةً.
وقال عبداللَّه بن أحمد: سألت أبي عن الخفاف؟ فقال: أما أنا فأروي عنه.
قال ابن سعد: كان كثيرَ الحديث، معروفاً، صدوقاً.
قال ابن معين، والنسائي، وابن نمير، وابن عدي: ليس به بأس. زاد ابن نُمير: قد حدث عنه أصحابنا، وكان أصحاب الحديث يقولون: إنه سمع من سعيد بأَخَرَةٍ، وكان شبه المتروك.
قال البخاري: يكتب حديثه. قيل له: يُحتج به؟ قال: أرجو، إلا أنه كان يُدلِّس عن ثور، وأقوام، أحاديث مناكير.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه؟ فقال: يكتب حديثه، محله الصدق. قلت: هو أحب إليك أو أبو زيد النحوي في ابن أبي عروبة؟ فقال: عبدالوهاب، وليس عندهم بقوي في الحديث.
وقال البخاري أيضاً، والنسائي، والبزار: ليس بقوي، زاد البخاري: وهو يحتمل، زاد البزار: وقد احتمل أهل العلم حديثه.
قال الدارقطني: إذا حدَّث عن الثقات، ليس عندي به بأس.
قال الساجي: صدوق، ليس بالقوي عندهم.
قال أحمد في رواية: ضعيف الحديث، مضطرب، وذكره أبو زرعة في أسماء الضعفاء.
وقال الخليلي: يكتب حديثه، ولا يحتج به.
قال أحمد بن حنبل: لما أراد الخفاف أن يحدثهم بحديث هشام الدستوائي، أعطاني كتابه، فقال لي: انظر فيه، فنظرتُ فيه، فضَرَبتُ على أحاديث منها، فحدثهم، فكان صحيح الحديث.
وقال أحمد أيضاً: كان عبدالوهاب بن عطاء من أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروبة، وقال أيضاً: كان عالماً بسعيد.
وقال ابن سعد: لزم سعيد بن أبي عروبة، وعُرف بصحبته، وكتَبَ كُتُبَه.
وقال صالح جزرة: (أنكروا على الخفاف حديثاً رواه لثور، عن مكحول، عن كُريب، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، حديثاً في فضل العباس، وما أنكروا عليه غيره، فكان يحيى بن معين يقول: هذا موضوع، وعبدالوهاب لم يقل فيه: حدثنا ثور، ولعله دلَّس فيه، وهو ثقة).
قال الذهبي في «الميزان» : (راوية سعيد بن أبي عروبة
…
صدوق).
وفي «السير» : الإمام، الصدوق، العابد، المحدث
…
وقال أيضاً: حديثه في درجة الحسن.
وقال في «من تُكُلِّم فيه وهو موثق أو صالح الحديث» : (صدوق، وُثِّق، وضعَّفَه أحمد، ومشَّاه الدارقطني).
وهو مدلِّس كما سبق في قول ابن معين، والبخاري، وقد ذكره ابن حجر في «تعريف أهل التقديس» في «المرتبة الثالثة» وهي: مَنْ أكثر من التدليس، فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرَّحُوا فيه بالسماع.
قال ابن حجر في «تقريب التهذيب» (صدوق، ربَّما أخطأ، أنكروا عليه حديثاً في فضل العباس، يُقال: دلَّسَه عن ثور).
والراجح كما اختار الذهبي: صدوق، وهو ما يدل عليه غالب كلام الأئمة، وقول ابن حجر: ربما أخطأ، قد سبق في قول صالح جزره أنهم أنكروا عليه حديثاً واحداً، وما أنكروا عليه غيره.
فالراجح أنه صدوق، وحديثه عن هشام صحيحٌ كما قال أحمد.
وهو مقدَّم في سعيد بن أبي عروبة، لملازمته له، وعلمه بحديثه كما قال أحمد: مِن أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروبة.
مدلِّس، يُقبل من حديثه ما صَرَّح بالسماع.
(ت 204 هـ) وقيل: (206 هـ).
(1)
(1)
. ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (7/ 333)، «تاريخ ابن معين» رواية الدوري
…
(2/ 379)، والدارمي (519)، «العلل لأحمد» رواية عبداللَّه (2/ 354 ـ 355) رقم (2566) و (2568)، «الضعفاء» للبخاري رقم (236)، «سؤالات البرذعي لأبي زرعة» ـ ط. الفاروق ـ رقم (367) و (722)، «الجرح والتعديل» (6/ 72)
…
و (1/ 324)، «الضعفاء والمتروكون» للنسائي رقم (374)، «الثقات» لابن حبان
…
(7/ 133)، «الضعفاء» للعقيلي (3/ 830)، «الكامل» لابن عدي (5/ 296)،
…
«سؤالات ابن بكير للدارقطني» رقم (19)، «الثقات» لابن شاهين رقم (984)،
…
«الإرشاد» للخليلي (1/ 252)، «تاريخ بغداد» (12/ 276)، «تهذيب الكمال»
…
(18/ 509)، «سير أعلام النبلاء» (9/ 451)، «ميزان الاعتدال» (2/ 593)،
…
«مَن تُكُلِّم فيه وهو مُوثَّقٌ أو صالح الحديث» (ص 357) رقم (231)، «تهذيب التهذيب» (6/ 450)، «تقريب التهذيب» (ص 400)، «تعريف أهل التقديس» رقم
…
(85).
ــ سعيد بن أبي عَرُوبة واسمه: مِهْران العَدَوي، مولى بني يشكر،
…
أبو النَّضْر البصري.
ثِقَةٌ، اختَلَط بأَخَرَة. وسماع عبدالوهاب الخفاف منه قبل الاختلاط.
وثَّقَهُ: ابن سعد، وابن معين، والعجلي، وأبو زرعة، وزاد: مأمون،
…
وأبو حاتم، والنسائي، وابن عدي، وغيرهم.
وهو مقدَّمٌ في حديث قتادة، قال أبو حاتم: كان أعلم الناس بحديث قتادة. وقال أبو داود الطيالسي: كان أحفظ أصحاب قتادة. وقال ابن معين: أثبت الناس في حديث قتادة: سعيد، وهشام الدستوائي، وشعبة.
وقد ذُكر فيه ثلاثة أمور:
الأول: البدعة.
حيث رُمي بالقدر. ولم يكن داعيةً إليه.
قال أحمد: (كان قتادة، وسعيد بن أبي عروبة، يقولان بالقدر، ويكتمانه).
علَّق الذهبي في «السير» : (لعلهما تابا ورجعا عنه كما تاب شيخهما).
وقال العجلي: وكان يقول بالقدر، ولا يدعو إليه.
الثانية: الاختلاط.
حيث اختلط بأَخَرَةٍ، سنةَ 145 هـ وقيل: 143 هـ.
فمَنْ سمع منه قبل اختلاطه فسماعه صحيح، وسماع عبدالوهاب الخفاف الراوي عنه في هذا الإسناد، كان قديماً.
الثالثة: التدليس.
وصفه بذلك النسائي، وغيره، وذكره ابن حجر في «المرتبة الثانية»
من مراتب المدلسين، وهم: مَنْ احتمل الأئمة تدليسهم؛ لإمامتهم، وقِلة تدليسهم في جنب ما رووا.
قال الذهبي في «من تُكُلِّم فيه وهو مُوثَّق
…
»: ثقة، مصنف، ساء حفظه في آخر عُمُره.
وقال في «المغني» : ثقة، إمام، تغيَّر حفظه بأخَرَة، ويتهم بالقدر ..
وفي «الميزان» : إمام أهل البصرة في زمانه .... وله مصنفات، لكنه تغير بأخرة، ورمي بالقدر.
قال ابن حجر في «هدي الساري» : (وثَّقَه الأئمةُ كلُّهم، إلا أنه رُمي بالقَدَر، وقال العجلي: كان لا يدعو إليه، وكان قد كبر واختلط).
وقال ابن حجر في «تقريب التهذيب» : (ثقة، حافظ، له تصانيف، كثير التدليس، واختلط، وكان من أثبت الناس في قتادة).
(ت 156 هـ) وقيل: (157 هـ).
(1)
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (7/ 273)، «تاريخ ابن معين» رواية الدوري
…
(2/ 204)، والدارمي رقم (34) و (358)، «العلل لأحمد» رواية عبداللَّه
…
(1/ 163) رقم (86)، و (3/ 302) رقم (5341)، «الثقات» للعجلي (1/ 403)،
…
«الجرح والتعديل» (4/ 65)، «الثقات» لابن حبان (6/ 360)، «الكامل»
…
(3/ 393)، «سؤالات ابن بكير للدارقطني» (ص 140) و (ص 186)، «تهذيب الكمال» (11/ 5)، «ميزان الاعتدال» (2/ 143)، «سير أعلام النبلاء» (6/ 413)،
…
«من تُكُلِّم فيه وهو مُوثَّقٌ أو صَالح الحديث» (ص 225) رقم (133)، «شرح علل الترمذي» (2/ 565)، «كتاب المختلطين» للعلائي (ص 41) رقم (18)، «تهذيب التهذيب» (4/ 110)، «تقريب التهذيب» (ص 273)، «هدي الساري» (ص 405)، «تعريف أهل التقديس» رقم (50)، «الكواكب النيرات» (ص 190) رقم (25)،
…
«معجم المختلطين» (ص 119 ـ 142)، «معجم المدلسين» (ص 197).
ــ أبو يزيد المَدِينِي ويقال: المدني. لا يُعرف اسمُه، قاله: أبو زرعة،
…
وأبو نعيم الأصبهاني. وقال أبو حاتم: لايُسمَّى.
ثقة.
وثَّقَه: ابنُ معين ـ في رواية إسحاق بن منصور، وابن محرز ـ.
سأل أبو داود الإمامَ أحمَد عن أبي يزيد؟ فقال: تسأل عن رجل روى عنه أيوب؟ !
(1)
(1)
دلَّ على أنه لا يَروي إلا عن ثقة، وانظر:«الكامل» لابن عدي (1/ 61)، و «فتح الباري» لابن رجب ـ ط. الغرباء ـ (4/ 132).
وقد سُئل أيوب عن عكرمة؟ فقال: (لو لم يكن عندي ثقة، لم أكتب عنه). «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (7/ 8)، «سير أعلام النبلاء» (5/ 18)، «هدي الساري»
…
(ص 429).
فائدة: يُنظر فيمَنْ لم يَروِ إلا عن ثِقَةٍ: «إتحاف النبيل» لأبي الحسن المأربي (2/ 84)،
…
«لمحات في دقة المحدثين للحفاظ على السنة» لمحمد حيَّاني (ص 239)، «الفوائد السمية» لمحمد بن علي الأثيوبي (ص 38)، «الرواة الذين لايحدثون إلا عن ثقة ـ دراسة استقرائية نقدية ـ د. ناصر بن محمد الهويمل ـ وهي رسالة دكتوراه، من قسم السنة وعلومها، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ لم تُنشر ـ، «الدرر التناسقة فيمن قيل إنه لا يروي إلا عن ثقة» لمحمد خلف سلامة، نُشر في مجلة الحكمة، عدد 12، «مَن قالوا فيه لايروي إلا عن ثقة» بحث منشور للدكتور: وصيُّ اللَّهِ عباس.
قال أبو حاتم: شيخٌ، يُكتب حديثُه.
سئل عن الإمام مالك؟ فقال: لا أعرفه.
وفي رواية الدوري عن ابن معين: (ليس يُعرف بالمدينة، والبصريون يروون عنه).
الظاهر أن أصله من المدينة وتحوَّل عنها إلى البصرة، فروى عنه البصريون.
قال ابن أبي حاتم: (روى عن ابن عباس، وأحيانا يُدخل بينه وبين ابن عباسٍ عكرمةَ).
أخرج له البخاري حديثاً في «صحيحه» (ص 729)، كتاب مناقب الأنصار، باب القسامة في الجاهلية، حديث رقم (3845).
قال ابن حجر في «الفتح» : (
…
ولعل أصله كان من المدينة، ولكن لم يَروِ عنه أحدٌ من أهل المدينة
…
ولا لَهُ ولا للراوي عنه في البخاري إلا هذا الموضع).
قال الذهبي في «الكاشف» : ثقة.
قال ابن حجر في «التقريب» : مقبول.
وهو في اصطلاحه: أي حيث يتابع، وإلا فليِّن الحديث.
(1)
والصواب أنه ثقة، لتوثيق ابن معين، ورواية أيوب عنه، وإخراج البخاري له، وهو ما اختاره الذهبي، وأقل أحواله أن صدوق حسن الحديث.
أخرج له البخاري، والنسائي.
(2)
ـ عِكْرِمَةُ، مولى ابن عباس، أبو عبداللَّه البَرْبَرِي المدَني.
تَابعيٌّ، إمَامٌ، ثِقَةٌ.
(3)
(1)
كما ذكر ذلك في المقدمة «تقريب التهذيب» (ص 111).
(2)
ينظر: «تاريخ ابن معين» رواية الدوري (2/ 732)، رواية ابن محرز (1/ 102) رقم
…
(458)، «سؤالات أبي داوود للإمام أحمد» (ص 210) رقم (163)، «الجرح والتعديل» (9/ 458)، «معرفة الصحابة» (1/ 246) رقم (848)، «تهذيب الكمال»
…
(34/ 409)، «الكاشف» (5/ 134)، «ذيل الميزان» للعراقي (ص 481) رقم
…
(796)، «تهذيب التهذيب» (12/ 280)، «تقريب التهذيب» (ص 707)، «فتح الباري» لابن حجر (7/ 156).
(3)
ستأتي ترجمته في الباب الثالث: «مسند فاطمة» ، حديث رقم (11).
تخريج الحديث:
رواه سعيد بن أبي عروبة، عن أبي يزيد المدني.
ورواه عن أيوب السختياني، واختُلِف عليهما.
الاختلاف على سعيد بن أبي عروبة:
1.
عبدالوهاب بن عطاء، ويحيى بن زكريا، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أبي يزيد المدني، قال
(1)
: وأظنه ذكره عن عكرمة. مرسلاً.
أخرجه: ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (8/ 23) عن عبدالوهاب بن عطاء.
والإمام أحمد في «الزهد» (ص 26) رقم (150)، ومن طريقه:[أبو نعيم في «الحلية» (3/ 329)] عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
(2)
كلاهما، عن سعيد بن أبي عروبة، به.
ــ عند أحمد ـ بدون شك ـ: عن أبي يزيد المدني، أن عكرمة قال: (لما زوج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها كان ما جهزت به سرير مشرط، ووسادة من أدم، حشوها ليف، وثَور من أقط» قال:«وجاءوا ببطحاء، فنثروها في البيت» .
(1)
لا أدري من القائل، يحتمل أنه سعيد بن أبي عروبة.
(2)
ثقة، متقن. «تقريب التهذيب» (ص 621)، وهو ممن روى عن سعيد بعد الاختلاط.
ففيه زيادة: ثَور من أقط.
(1)
وأخرج الشاشي الحديثَ في «مسنده» (3/ 423) رقم (1533)، لكن سقط الإسناد وأول المتن من المخطوط، وفي آخره دلالة على روايته من طريق عبدالوهاب، وعلي بن عاصم ـ واللَّه أعلم ـ.
2.
سُهيل بن خلاد العبدي
(2)
، عن محمد بن سواء
(3)
، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب السختياني، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما زوَّج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فاطمة
…
أخرجه: النسائي في «السنن الكبرى» (7/ 453) رقم (8456). بنحوه، وفيه ذِكرُ جهَازِها.
3.
عمر بن صالح
(4)
، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أم أيمن رضي الله عنها.
أخرجه: ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (8/ 24)، والطبراني في
…
«المعجم الكبير» (25/ 91) رقم (232)، والحاكم في «المستدرك»
…
(3/ 171) رقم (4743). بنحوه، وفيه ذِكرُ جهَازِها.
(1)
الثَور: قطعة من الأقط، وهو: لبن جامد مستحجر. «النهاية» (1/ 228).
(2)
سهيل بن خلاد العبدي، مقبول. «تقريب التهذيب» (ص 293).
(3)
السدوسي العنبري، صدوق، رمي بالقدر. «تقريب التهذيب» (ص 513).
(4)
عمر بن صالح ابن أبي الزاهرية البصري، سكن دمشق، متروك. «لسان الميزان»
…
(6/ 155، 119).
الاختلاف على أيوب السختياني:
1.
سُهيل بن خلاد العبدي، عن محمد بن سواء، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب السختياني، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وهو الوجه الثاني من الاختلاف على سعيد.
2.
حاتم بن وردان السعدي
(1)
، ومعمر، وحماد بن زيد، عن أيوب السختياني، عن أبي يزيد المدني وعكرمة، عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها.
ــ أخرجه: عبدالرزاق في «مصنفه» (5/ 485) رقم (9781)، ومن طريقه: [إسحاق بن راهوية في «مسنده» (5/ 39) رقم (2132) = وهو في
…
«المطالب العالية» (8/ 240) رقم (1629)، وأحمد في «فضائل الصحابة» (2/ 568) رقم (958)، والطبراني في «المعجم الكبير» (24/ 137) رقم
…
(365)، والآجري في «الشريعة» (5/ 2133) رقم (1618)] عن معمر.
ــ وأخرجه: النسائي في «السنن الكبرى» (7/ 452) رقم (8455)، والقطيعي في زوائده على «فضائل الصحابة لأحمد» (2/ 762) رقم
…
(1342)، والدولابي في «الذرية الطاهرة» (ص 65) رقم (95)، والطبراني في «الكبير» (24/ 136) رقم (364)، والخطابي في «غريب
(1)
ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 183).
الحديث» (1/ 265)، والحاكم في «المستدرك» (3/ 173) رقم (4752) من طريق حاتم بن وردان.
ورواه حماد بن زيد أيضاً، واختُلف عليه:
أخرجه: ابن أخي ميمي الدقاق (ص 202) رقم (429) من طريق أبي الربيع سليمان بن داوود الزهراني
(1)
، وإسحاق ابن راهويه.
ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (42/ 133) من طريق يحيى بن بحر الكرماني. ثلاثتهم: عن حماد بن زيد، به.
خالفهم: أحمدُ بن إبراهيم، أبو علي الموصلي
(2)
، فرواه عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي يزيد، أن عائشة. ولم يذكر أسماء. فجعله من مسند عائشة.
والصواب مع الجماعة.
وقد ذكر الدارقطني أن حماد بن زيد رواه مرسلاً، ورجح المرسل كما
…
«العلل» (15/ 305) رقم (4052).
ثلاثتهم: (معمر، وحاتم، وحماد بن زيد) عن أيوب.
حديث معمر: [عند عبدالرزاق في «المصنف»، ومن طريقه: الطبراني، والآجري ـ كما سبق ـ]: أن عكرمة وأبا يزيد ـ أو أحدهما ـ قال:
(1)
ثقة لم يتكلم فيه أحد بحجة. «تقريب» (ص 285).
(2)
صدوق. «تقريب» (ص 115).
قالت أسماء.
بينما عند أحمد بن حنبل، وإسحاق ـ وقد روياه من طريق عبدالرزاق ـ فيه: أن عكرمة وأبا يزيد قالا: لما أُهديت فاطمة إلى علي
…
وفي أوائله: قالت. مع عدم ورود أسماء قبل ذلك، مما يدل على أن الرواية كما في «المصنف»
…
ـ واللَّه أعلم ـ.
وحديث حاتم بن وردان، وحماد بن زيد من طريق أبي يزيد فقط، عن أسماء قالت. ولم يذكرا عكرمة.
وعند عبدالرزاق ومن طريقه الطبراني: قال: (عن عكرمة، وأبي يزيد المديني، أو أحدهما ـ شكَّ أبو بكر ـ). أي: عبدالرزاق.
وفي رواية: إسحاق بن راهويه، والإمام أحمد أنَّ أيوب رواه عن الاثنين ـ دون شك ـ.
ــ لفظ عبدالرزاق: لم نجد ـ أي في بيت علي ـ إلا رملاً مبسوطاً، ووسادة حشوها ليف، وجرَّة، وكوزاً.
فلم يُذكر أن هذا جهاز فاطمة، وإنما وُجد في بيت علي.
وليس في حديث حاتم، وحماد الشاهد: جهاز فاطمة.
وقد رواه معمر، عن أيوب، عن عكرمة قال: لما زوَّج النبيُّ صلى الله عليه وسلم فاطمةَ عليها السلام قال: «ما آليتُ أن أنكحتُكَ أحبَّ أهلي إليَّ» .
رواه ابنُ شاهين في «فضائل فاطمة» (ص 44) رقم (36)
(1)
من طريق عبد الرزاق، به. كذا مرسلاً، ولم يذكر إلا الجزء الأخير من الحديث. ولم أجده في «المصنف» .
النظر في الاختلاف:
1.
أما الاختلاف على سعيد، فالوجه الأول فيه عنعنة عبدالوهاب بن عطاء، وهو مدلس ـ كما سبق في ترجمته ـ، وتابعه يحيى بن زكريا ـ وهو ممن روى عن سعيد بعد الاختلاط.
والوجه الثاني، ضعيف، لتفرد سهيل بن خلاد به، فهو مقبول أي حيث يتابع، ولم يتابع ـ كما سبق في ترجمته ـ وقد أشار لمخالفته النسائي، فإنه لما أخرج حديث حاتم بن وردان، عن أيوب، عن أبي يزيد، عن أسماء، قال:
…
(خالفه سعيد بن أبي عروبة، فرواه عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس).
وأما الوجه الثالث: فضعيف جداً، لأجل عمر بن صالح وهو متروك، وقد سئل عن هذا الوجه أبوحاتم الرازي، فقال: (هذا حديث منكر،
…
(1)
كذا في طبعتَي الكتاب: الحويني ـ كما سبق ـ، والبدر (ص 47) رقم (35).
وعمر ضعيف الحديث. وقال: عمر هذا يحدث عن أبي جمرة
(1)
أحاديث بواطيل).
(2)
ومنه يُعلم غلط قول الحاكم عقب الحديث: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وتعقبه الذهبي بقوله: مرسل.
قلت: والعلة فيه أقوى من الإرسال.
2.
وأما الاختلاف على أيوب: فالوجه الأول ضعيف، لضعف سهل بن خلاد، ومخالفته.
والوجه الثاني هو الراجح.
وقد سئل الدراقطني عن حديث أبي يزيد المدني، عن أسماء بنت عميس، فقال:
(يرويه أيوب السختياني، واختلف عنه:
فرواه حاتم بن وردان، عن أيوب، عن أبي يزيد المدني، عن أسماء بنت عميس.
وخالفه حماد بن زيد، فأرسله. وقولُ حماد أشبه).
(3)
(1)
وهو: نصر بن عمران الضُّبَعي، ثقة، ثبت. «تقريب التهذيب» (ص 590).
(2)
«علل الحديث» لابن أبي حاتم (4/ 44) رقم (1241).
(3)
«العلل» (15/ 305) رقم (4052).
ولا أدري هل حديث حماد الذي أشار إليه الدارقطني هو الذي وقفت عليه، أم له طريق أخرى مرسلة.
ولم أجد ما يفيد في سماع أبي يزيد من أسماء بنت عميس رضي الله عنها
(1)
، وأما عكرمة، فقد ذكر الأئمة أنه لم يسمع من عائشة.
(2)
فالاحتمال وارد في عدم سماع الاثنين من أسماء بنت عميس.
وفي الحديث علة متنية:
قال الذهبي متعقباً الحاكم بعد الحديث: (الحديث غلط؛ فإن أسماء كانت ليلة زفاف فاطمة بالحبشة).
(3)
وقال ابن حجر في «المطالب العالية» ــ بعد إيراده الحديث من مسند إسحاق بن راهويه ـ: (قلت: رجاله ثقات، لكن أسماء بنت عميس كانت في هذا الوقت بأرض الحبشة مع زوجها جعفر، لا خلاف في ذلك؛ فلعل ذلك كان لأختها سلمى بنت عميس، وهي امرأة حمزة بن عبدالمطلب).
(4)
(1)
لم أجد تحديد سنة وفاتها، وقال الذهبي في «السير» (2/ 287) بأنها عاشت بعد علي. وفي «التقريب» (ص 761): ماتت بعد علي.
(2)
«تحفة التحصيل» لابن العراقي (ص 357) رقم (710).
(3)
«تلخيص المستدرك» = مطبوع في حاشية المستدرك (3/ 173)، وانظر:«مختصر تلخيص الذهبي» لابن الملقن (3/ 1621) رقم (600).
(4)
«المطالب العالية» (8/ 240).
وذكر أيضاً ابنُ ناصر الدين الدمشقي أن أسماء بنت عميس كانت حينئذ بالحبشة.
(1)
وما ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله مجرد احتمال ظني، وقد يؤيده ورود اسمها هكذا «أسماء» في عدد من الأحاديث، كما ستأتي ـ وإن كانت ضعيفة ـ واللَّه أعلم ـ.
وحصل إشكال شبيه بهذا، في ذكر أسماء بنت عميس أول الهجرة إلى المدينة، وتهيئتها عائشة لزواجها:
ففي «مسند أحمد» (45/ 464) رقم (27471)، وغيره، من طريق مجاهد، عن أسماء بنت عميس ـ كذا ـ قالت: كنتُ صاحبة عائشة التي هيأتُها وأدخلتُها على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومعي نسوة
…
الحديث. وفيه: «إنَّ الكذبَ يُكتب كذباً؛ حتى تُكتب الكذيبة كذيبة» .
(2)
قال العلماء: الصواب: أسماء بنت يزيد.
(3)
(1)
«جامع الآثار» (3/ 491).
(2)
انظر في الحديث: «الضعيفة» للألباني (5/ 417) رقم (2395)، وقارِنْ بِـ «أنيس الساري» للبصارة (11/ 1137) رقم (5807).
(3)
قال الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (2/ 173): (
…
ثم هو خطأ، فإن أسماء كانت وقتَ عُرس عائشة بالحبشة مع جعفر بن أبي طالب، ولا نعلم لمجاهد سماعاً عن أسماء، أو لعلها أسماء بنت يزيد، فإنها روت عجز هذا الحديث).
…
=
قال العراقي في «المغني عن حمل الأسفار» (ص 1032): (أخرجه ابن أبي الدنيا في
…
«الصمت» ، والطبراني في «الكبير» ، وله نحوه من رواية شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، وهو الصواب، فإن أسماء بنت عميس كانت إذ ذاك بالحبشة، لكن في «طبقات الأصبهانيين» لأبي الشيخ من رواية عطاء بن أبي رباح، عن أسماء بنت عميس: زففنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه
…
الحديث. فإذا كانت غير عائشة ممن تزوجها بعد خيبر فلا مانع من ذلك).
قال ابن حجر في «فتح الباري» (9/ 223): (وأخرج أحمد والطبراني هذه القصة من حديث أسماء بنت يزيد بن السكن، ووقع في رواية للطبراني: أسماء بنت عميس. ولا يصح؛ لأنها حينئذٍ كانت مع زوجها جعفر بن أبي طالب بالحبشة، والمقيِّنَة ـ بقاف ونون ـ التي تُزَيِّنُ العروس عند دخولها على زوجها).
ــ أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع الأشهلية، أم عامر وأم سلمة الأوسية الأنصارية رضي الله عنها، بنت عمة معاذ بن جبل رضي الله عنه.
كان يقال لها خطيبةُ النساء. شهدت اليرموك، وقَتلَتْ يومئذ تسعةً من الروم بعَمُود فُسطاطها، وعاشَتْ بعد ذلك دهراً.
انظر: «سير أعلام النبلاء» (2/ 296)، «الإصابة» (8/ 21)
أقول ـ احتمالاً ـ: لعلَّ أسماء بنت يزيد بن السكن هي التي هيأت فاطمة لزواجها، كما هيأت عائشة أيضاً.
وللحديث بذكر جهاز فاطمة شواهد:
1.
حديث أنس، وفيه: خِطبةُ أبي بكر وعمر فاطمةَ رضي الله عنهم، وذكرٌ لجهاز فاطمة بنحو هذا الحديث، وفيه ذكرٌ لأم أيمن، والمجَّة
…
لكنه حديث
ضعيف جداً. سبق في المبحث الأول من هذا الفصل، عند شواهد حديث رقم (33).
2.
حديث عِلْبَاء اليَشْكُري، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مهرها:«اجعلوا ثلثين في الطيب، وثلثاً في الثياب» .
وهو حديث صحيح، سبق في المبحث الأول من هذا الفصل، عند شواهد حديث رقم (33).
3.
حديث سعد بن عبيداللَّه الكاهلي، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم:«أكثروا من الطيب لفاطمة، فإنها امرأة من النساء» .
وهو ضعيف جداً، سبق في المبحث الثاني من هذا الفصل، عند شواهد حديث رقم (37).
4.
ولذكر الطيب في جهازها ـ الوارد في الحديثين السابقين ـ شاهدٌ:
أخرجه: إسحاق بن راهوية في «مسنده» كما في: «المطالب العالية»
…
(8/ 217) رقم (1618)، و «إتحاف الخيرة المهرة» للبوصيري (4/ 122) رقم (3272): قال: أخبرنا بقية بن الوليد، عن عمران بن جعفر، قال: حدثني محمد بن نضيلة، عن خالد بن عبداللَّه، عن على رضي الله عنه قال أنه لما تزوج فاطمة رضي الله عنها قال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:«اجعل عامة الصداق في الطيب» .
وهذا ضعيف جداً: لتدليس بقية، وعنعنته، وجهالة بعض رواته.
ـ بقية بن الوليد الكَلاعي، صدوق، كثير التدليس عن الضعفاء. وذكره في «المرتبة الرابعة» في المدلِّسين، وهم: مَن اتفق بأن لايحتج بشئ من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، لكثرة تدليسهم عن الضعفاء والمجاهيل.
(1)
ــ عمران بن جعفر، وخالد بن عبداللَّه: لم أجد لهما ترجمة.
ــ محمد بن نضيلة، مجهول. وقد ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
ولم يذكر له إلا هذا الحديث.
(2)
5.
وثمة أحاديث في الجهاز ستأتي في المبحثين التاليين ـ إن شاء اللَّه ـ.
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف، للإرسال، كما رجحه الدارقطني في الاختلاف على أيوب.
وفيه علة متنية، وهي أن أسماء بنت عميس كانت في الحبشة وقت زواج
(1)
«تقريب التهذيب» (ص 164)، «تعريف أهل التقديس» (ص 53) رقم (117).
(2)
«الجرح والتعديل» (8/ 110) ونصه: (روى عن: خالد بن عبد اللَّه، عن علي، في تزويج علي فاطمة رضي الله عنهما. روى عنه: عمران بن جعفر، سمعتُ أبي يقول ذلك).
فاطمة رضي الله عنهما.
وذِكْرُ جهاز فاطمة، له شواهد، ذُكِر بعضها، والآخر سيأتي في المبحثين التاليين ـ بإذن اللَّه ـ.
غريب الحديث:
ــ (جُهِّزَتْ بِهِ): ما يُعدُّ للعروس مما تحتاج إليه. وقد سبق في الحديث رقم (38).
ــ (سَرِيرٌ مَشْرُوطٌ): مجعول فيه شرائط، أي: حبال. والشريط: شِبْه خُيوط تُفْتل من الخُوص واللِّيف، وقيل: هو الحبلُ ما كان، سُمِّي بذلك لأنه يُشرط خوصه أَي: يُشَقُّ ثم يُفتَلُ، والجمع: شَرائطُ وشُرُطٌ وشَرِيطٌ.
وكانت السُّرر تُزيَّن بالحُلل والأثواب للعروس، وتسمى حجلة.
(1)
ــ (أَدَمْ): أي: جلد، وقد سبق في الحديث رقم (38).
ــ (تَوْرٌ): إناءٌ يشرب فيه. وقيل: هو إناء شبه إجانة من صُفر أو حجارة، يتوضأ فيه ويؤكل. والجمع: أتوار. وفي «التاج» : (إناء صغير،
(1)
ينظر: «تهذيب اللغة» (11/ 213)، «لسان العرب» (7/ 332)، «فيض القدير» للمناوي (3/ 164)، «شرح الزرقاني على المواهب اللدنية» (2/ 360)، «تاج العروس» (19/ 408).
وعليه اقتصر الزمخشري في الأساس، قيل: هو عربي، وقيل: دخيل، وفي التهذيب: التور: إناء معروف يشرب فيه
…
).
(1)
ــ (بَطحَاءَ): قال أهل اللغة: البطحاء والأبطح والبطاح: الرمل المنبسط على وجه الأرض
وقال ابن فارس: مسيل فيه دقاق الحصى، فإذا اتسع وعرض سُمِّي أبطح.
وقيل: بطحاء الوادي: تراب لين مما جرته السيول.
وقال ابن الأثير: الحصى الصغار. وبطحاء الوادي وأبطحه: حصاه اللين في بطن المسيل
…
ويجمع على البطاح، والأباطح.
(2)
ــ (فمَجَّ فِيهِ رسُولُ اللَّه): يقال: مَجَّ الرجلُ الشرابَ من فِيه، إذا رمى به.
(3)
(1)
ينظر: «الصحاح» (2/ 602)، «المجموع المغيث» (1/ 246)، «النهاية» (1/ 199)، «تاج العروس» (10/ 297).
(2)
ينظر: «تهذيب اللغة» (4/ 231)، «مقاييس اللغة» (1/ 260)، «مشارق الأنوار»
…
(1/ 87)، «النهاية» (1/ 134)، «تاج العروس» (6/ 314).
(3)
ينظر: «الصحاح» (1/ 340)، «مقاييس اللغة» (5/ 268)، «النهاية» (4/ 297).
ــ (ما أَلَيْتُ): أي: ما قصَّرتُ. يُقال: ألوْتُ في الشيء آلو: إذا قصَّرتُ فيه.
(1)
* * *
(1)
ينظر: «مقاييس اللغة» (1/ 128)، «مشارق الأنوار» (1/ 122)، «النهاية»
…
(1/ 63).
الدراسة الموضوعية:
دلَّت أحاديث هذا المبحث، وأحاديث أخرى فيها ذكر الجهاز ـ ستأتي في المباحث التالية من هذا الفصل ـ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أعدَّ لابنته فاطمة رضي الله عنها ما تحتاج إليه العروس، فكان جهازُها:
1.
خميلاً، وهو كِساء فيه لِين.
(1)
2.
وقِربةً، وفي رواية سِقاء.
3.
وَوِسادةً من جِلْد حشْوُها لِيفُ الإذْخِر.
4.
ورَحْيَيْن، تثنية رحى، وهي: التي يُطحن بها.
5.
وجرَّتين وهما إناءان من فَخار ــ كما في حديث علي، رقم
…
(38) ـ.
وفي حديث (39) ــ وإن كان ضعيفاً ـ إلا أنه مما يستأنس به ويستفاد منه تاريخاً، زيادة:
6.
وسريراً مُزيَّناً بحِبال من خوص أو ليف.
7.
وإناءً من جلد.
8.
وقطعةً من أقط.
(1)
سبق بيان غريب الأحاديث.
وفي حديث عِلْبَاء اليَشْكُري:
9.
أمر صلى الله عليه وسلم أن يُجعل ثلثا المهر في الطيب، والثلث الباقي في الثياب.
وهذ الجهاز في غاية اليسر والسهولة، وعدم التكلُّف، وفيه من دلالات الزهد، والتقلل من الدنيا في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وآله، ما يقف عنده المؤمن معتبراً.
ودلَّ حديث عِلباء على العناية في الجهاز بالطيب والإكثار منه، لما لَه من الأهمية والأثر الحسن في الحياة الزوجية.
وللنبي صلى الله عليه وسلم عنايةٌ بالطيب في عامة أحواله، فكان لايرد الطيب
(1)
، وقال:«حُبِّب إليَّ من دنياكم النساء والطيب، وجُعل قُرَّةُ عيني في الصلاة» .
(2)
(1)
«صحيح البخاري» رقم (2582) و (5929) من حديث أنس.
(2)
. أخرجه: النسائي في «المجتبى» رقم (3939)، وأحمد في «المسند» (19/ 305) رقم
…
(12293)، وغيرهما.
وهو حديث حسن. وانظر في تخريجه: «أنيس الساري» للبصارة (4/ 2849) رقم
…
(1925).
وانظر في الطيب: «الآداب الشرعية» لابن مفلح (2/ 382)، «الطيب وأثره في الأحكام» د. صالح السلطان.
وسيأتي مزيد بيان عن تيسير النكاح، من جهاز، ووليمة، وغيرها.
وسبق الحديث عن تيسير المهر في المبحث السابق.
وهذا المبحث: (تجهيزها)، والمبحث التالي:(البناء بها)، والذي بعده:(وليمة عرسها) بينها تداخل في الأحاديث، ومضمون دلالتها قريب أيضاً؛ لذا أرجئ بقية الحديث لمبحث:(وليمة عرسها).
* * *