الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث:
ملاطفتها لهما رضي الله عنهم
-.
65.
[1] عَنِ زَمْعَةَ بنِ صالح الجَنَدي، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ تَنْقُزُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَتَقُولُ:
«بِأَبِي شَبَهُ النَّبِيِّ * لَيْسَ شَبِيهَاً بِعَلِيٍّ» .
سيأتي تخريجه ــ إن شاء اللَّهُ ـ في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث رقم (15).
الخلاصة: أنه ضعيف؛ لضعف زمعة، وهو مرسل أيضاً، وقد اضطرب فيه، فرواه عن: فاطمة، وعائشة؛ وقد خالفَه عمرُ بنُ سعيد.
وأخرج البخاري في «صحيحه» (ص 680)، كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (3542)، وفي كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، حديث رقم (3750) من طريق عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، عن عقبة بن الحارث، قال: صلَّى أبو بكر رضي الله عنه العصر، ثم خرج يمشي، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان، فحَمَله على عاتقه، وقال: بأبي شبيهٌ بالنبيِّ، لا شبيهٌ بعليٍّ. وعليٌّ يضحك.
قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله لما ذكر حديث زمعة من «مسند أحمد» : (ويُحتمل إن كان حَفِظَه أن يكونَ كلٌّ من أبي بكر وفاطمة توافقَا على ذلك، أو يكون أبو بكر عرفَ أنَّ فاطمةَ كانت تقول ذلك، فتابَعَها على تلك المقالة .... فإن كان محفوظاً فلعلها توارَدَتْ في ذلك مع أبي بكر، أو تلقَّى ذلك أحدُهما من الآخَر).
(1)
ومع ذلك كلِّه، فإن محبة المرأة ولدها، وملاطفته له رضيعاً كان أو فطيماً أو صبياً دون التمييز، معلوم من بدهيات الأمور، فطرةً وعادة، خاصةً وأن الحسنين من أول أولادها، ولهما في قلب النبي صلى الله عليه وسلم محبة خاصة
(2)
،
(1)
«فتح الباري» (7/ 96).
(2)
فائدة: تَروِي كتبُ اللغة والغريب حديثاً قد يُعتبر من الملاطفة في النداء:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا عند رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء حندس، وعنده الحسن والحسين، فسمع تولول فاطمة رضي الله عنها وهي تناديهما: يا حسنانُ، يا حُسينانُ، فقال:«الحقا بأمكما» .
تولول: الولولة: صوت متتابع بالويل والاستغاثة. وقيل: هي حكاية صوت النائحة.
ياحسنانُ وياحسينانُ بضم النون حيث أُعرب المثنى بالحركات كأنه اسمٌ لمسمى واحد، حملاً له على باب فعلان. غلبت أحد الاسمين على الآخر، كما قالوا العُمران لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، والقمران للشمس والقمر.
قال الأزهري: (هكذا روى سلمة عن الفراء بضم النون فيهما جميعاً، كأنه جعل الاسمين اسما واحدا، فأعطاهما حظ الاسم الواحد من الإعراب).
قلت: لم أجد الحديث مسنداً.
انظر: «تهذيب اللغة» للأزهري (4/ 184)، «الغريبين في القرآن والحديث»
…
(2/ 446)، «نتائج الفكر في النحو» لأبي القاسم السهيلي (ص 42 ـ 43)، «النهاية في غريب الحديث والأثر» (1/ 387) و (5/ 226)، «التذييل والتكميل» لأبي حيان الأندلسي (1/ 240)، «تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد» لناظر الجيش
…
(1/ 315)، «الشواهد الحديثية في الأبواب النحوية جمعاً وتخريجاً ودراسة» د. ياسر الطريقي (1/ 96) رقم (22).
ولذلك لايستبعد ـ ولو كان ضعيفاً عن فاطمة ـ وقوع ذلك منها في إنشاد ذلك عند تنقيزهما.
والتَّنْقيز: التَّرْقيص، يُقَال: نَقَّزَت المرأةُ صبيَّها، إِذا رَقَّصَتْه.
(1)
ومسألة شبَهِهِ بالنبي صلى الله عليه وسلم سبق بيانه مفصلاً في الفصل الأول، المبحث الثالث: شبه فاطمة رضي الله عنها بأبيها صلى الله عليه وسلم ـ واللَّهُ أعلم ـ.
ثم وجدتُ حديثاً، قد يدخل في باب ملاطفتها لهما:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان الحسن والحسين رضي الله عنهما يصطرعان ورسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «هِي حَسَن، هِي حَسَن» .
فقالت فاطمة: لمَ تقولُ هِي حَسَن؟ قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ جِبريلَ يقول: هي حُسَين» .
(1)
سيأتي بيان الغريب في الحديث (15) من الباب الثالث.
هذا لفظُ ابنِ أبي الدنيا.
الحديثُ ضعيف.
أخرجه: ابن أبي الدنيا في «العيال» (2/ 796) رقم (595)، وأبو يعلى في «معجمه» (ص 171) رقم (196)، ومن طريقه: [ابن عدي في
…
«الكامل» (5/ 18)، وابن مندة في «المستخرج من كتب الناس» (1/ 12)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (14/ 165)، وابن الأثير في «أسد الغابة»
…
(1/ 497)]، وأبو نعيم في «فضائل الخلفاء الراشدين» (ص 118) رقم
…
(129) من طريق سلمة بن حيان العتكي
(1)
، عن عمر بن أبي خليفة
…
العبدي
(2)
،
عن محمد بن زياد
(3)
، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(1)
ذكره ابن حبان في «الثقات» (8/ 287).
(2)
ضعيف. قال ابن عدي في «الكامل» (5/ 18): (عمر بن أبي خليفة العبدي بصري يُحدِّث عن محمد بن زياد القرشي مما لا يوافقه أحد عليه
…
وساق له هذا بعض الأحاديث المنكرة، ومنها هذا الحديث محل الدراسة
…
ثم قال في آخر الترجمة: لم أر للمتقدمين فيه كلاماً، إلا أني لما رأيتُ له من الحديث وإنْ قلَّ لم أجدْ بُدَّاً من أنْ أذكرَه وأبين؛ لأني هكذا شرطت في أول الكتاب).
قال ابن حجر في «التقريب» (ص 442): مقبول. أي حيث يتابع وإلا فليِّن الحديث، كما نصَّ على ذلك في مقدمة «التقريب» . ولم أجد له متابعاً.
(3)
الجمحي مولاهم، ثقة ثبت، ربما أرسل. «تقريب التهذيب» (ص 509).
وأخرجه: الحارث بن أبي أسامة في «مسنده» = كما في «بغية الباحث»
…
(ص 910) رقم (992)، و «المطالب العالية» (16/ 200) رقم (3966) قال: حدثنا الحسن بن قتيبة
(1)
، قال: حدثنا حسين المعلم، عن محمد بن علي قال: اصطرع الحسن والحسين رضي الله عنهما عند رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فجعل رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «هي حسن» . فقالت له فاطمة رضي الله عنها: يا رسولَ اللَّهِ، كأنه ـ تعني الحسن ـ أحبُّ إليك من الحسين؟ قال صلى الله عليه وسلم:«إنَّ جبريل عليه الصلاة والسلام يُعين الحسينَ، وأنا أحبُّ أن أُعِينَ الحَسَنَ» .
قال ابن حجر: (هذا مرسل).
قلت: وهو مع إرساله فيه الحسن بن قتيبة، وهو ضعيف جداً
…
ـ كما سبق ـ.
هذا، وقد وردت مصارعة الحسن والحسين رضي الله عنهما بين يدي
…
رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من حديث: علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وابنِ عباس رضي الله عنهما لكن ليس فيهما ذِكرٌ لِفَاطمة رضي الله عنها. وهما ضعيفان.
(1)
الخراعي المدائني، ضعيف جداً، انظر في ترجمته:«تاريخ الإسلام» (5/ 297)، «لسان الميزان» (3/ 106).
1 ـ حديث علي رضي الله عنه: عند ابن عساكر في «تاريخ دمشق»
…
(14/ 165)، بإسناد ضعيف، وفيه انقطاع.
2 ــ حديث ابن عباس رضي الله عنهما: وفيه قول عائشة: تعين الكبير على الصغير. فقال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ جبريل يقول: خُذْ يا حُسَين» .
أخرجه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» ـ متمم الصحابة ـ (1/ 285) رقم (236).
(1)
* * *