الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4.
وصيَّتُهَا، ومَن غَسَّلهَا
.
المروي في وصاياها ما يلي:
1.
أنها اغتسلَتْ، ولبِسَتْ أكفانها، وأوْصَتْ ألا تُغسَّل.
وهذا باطل لايصح.
2.
أوصت علياً وأسماء بنت عميس أن يُغسِّلاها.
وهذا ضعيف لايثبت. كما سبق في المبحث الثاني.
والصواب أن الذي غسَّلها زوجُها عليُّ بنُ أبي طالب رضي الله عنه دون أسماء.
قال الحافظ أحمد بن عبداللَّه العجلي (ت 261 هـ) رحمه الله عن فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (عاشَت بعد النَّبِي صلى الله عليه وسلم سِتَّة أشهر، ودَفَنَها عَليُّ بنُ أبي طَالب رضي الله عنه لَيْلاً، وغَسَّلَها، وَصَلَّى عَليها).
(1)
وأخرج ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (8/ 28)، وابن شبَّة في
…
«تاريخ المدينة» (1/ 109): عن عبداللَّه بن مسلمة القعنبي قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن محمد بن موسى، أن علياً رضي الله عنه غسَّل فاطمة رضي الله عنها.
(2)
(1)
«الثقات» (2/ 458) رقم (2348).
(2)
القعنبي، ثقة، عابد. «تقريب» (ص 357)، وعبدالعزيز، صدوق فقيه. «تقريب»
…
(ص 388). ومحمد بن موسى لم أستطع تمييزه، والحديث منقطع.
هذا، وقد احتجَّ بحديثِ غَسْلِ عليٍّ فاطمةَ، عَدَدٌ من العلماء.
ذكر ابنُ قدامة
(1)
: أنَّ علياً غسَّل فاطمةَ رضي الله عنهما، واشتهر ذلك في الصحابة رضي الله عنهم، فلم يُنكروه، فكان إجماعاً.
وحكى الإجماع ـ أيضاً ـ ابنُ المنذر، وغيرُه على أنَّ للزوج أن يغسِّل زوجتَه.
وقد خالف في ذلك: الحنفية، والثوري، والشعبي، وأحمد في رواية، وغيرُه، فقالوا بعدم جواز ذلك.
والقول بالجواز قول الجمهور.
(2)
(1)
«المغني» (3/ 461).
(2)
. ينظر في المسألة وأدلتها: «المبسوط» للسرخسي (2/ 71)، «بدائع الصنائع» للكاساني (1/ 306)، «فتح القدير» لابن الهمام (2/ 111)، و (8/ 397)، «المعونة» لعبدالوهاب المالكي (1/ 341)، «التمهيد» لابن عبدالبر (1/ 380)، «الاستذكار»
…
(8/ 199)، «الأم» للشافعي (2/ 620 ـ 621)، «الخلافيات» للبيهقي (4/ 188)،
…
«المجموع» للنووي (5/ 149)، «مسائل الإمام أحمد» رواية عبداللَّه ـ تحقيق د. علي المهنا ـ (2/ 459) رقم (644)، «المغني» (3/ 461)، «كشاف القناع» (4/ 59)،
…
«الإنصاف» للمرداوي (2/ 479)، «المحلى» لابن حزم (3/ 406)، «الإجماع» لابن المنذر (ص 50)(97)، «الأوسط» لابن المنذر ـ ط. الفاروق ـ (5/ 354)، «المصنف» لعبدالرزاق (3/ 408)، «شرح السنة» للبغوي (5/ 309)، «نيل الأوطار»
…
(7/ 251 ـ 252)، «منحة العلام في شرح بلوغ المرام» لعبداللَّه الفوزان (4/ 277 ـ 280).
وذكر فقهاء الحنفية
(1)
أن ابن مسعود أنكر على علي رضي الله عنهما غَسْلَهُ فاطِمةَ، فأخبره بأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال له:«فاطمة زوجتُك في الدنيا والآخرة» .
(2)
قال ابن عبدالهادي: لو بقيت الزوجية لما تزوج بنت أختها أمامة بنت زينب بعد موتها، وقد مات عن أربع حرائر.
(3)
وذكر سِبْط ابن الجوزي أنه روي أن الملائكة غسَّلت فاطمة رضي الله عنها.
(4)
قلت: لم أجده، ولا أظنه إلا من مكذوبات الرافضة وغُلوِّهم.
وذكر الحنفية
(5)
أن فاطمة غسَّلتها أمُّ أيمن، حاضنةُ النبي صلى الله عليه وسلم، والدة أسامة بن زيد رضي الله عنهم.
وهذا القول شاذ، ولم أقف عليه عند غير الحنفية.
(1)
«المبسوط» للسرخسي (2/ 71)، «بدائع الصنائع» (1/ 306)، «كشف الأستار» للبزدوي (4/ 324)، «الغرة المنيفة» للغزنوي (ص 47)، «حاشية ابن عابدين»
…
(2/ 198).
(2)
لم أجد الحديثَ إلا في كتب الحنفية.
(3)
«تنقيح التحقيق» (2/ 624) رقم (1365)، وانظر:«الأم» للشافعي (2/ 621).
(4)
«إيثار الإنصاف في آثار الخلاف» لسبط ابن الجوزي (ص 477).
(5)
. «المبسوط» للسرخسي (2/ 71)، «بدائع الصنائع» (1/ 306)، «كشف الأستار» للبزدوي (4/ 324)، «الغرة المنيفة» للغزنوي (ص 47)، «حاشية ابن عابدين»
…
(2/ 198).