الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثالثاً: بعد وفاتها وتغسيلها
(1)
1.
مَن صلَّى عليها
؟
قيل: أبو بكر، وقيل: العباس، وقيل: علي رضي الله عنهم
والصحيح الثابت أن الذي صلَّى عليها هو عليٌّ رضي الله عنه كما في حديث عائشة في الصحيحين، وجميعُ الأحاديث التي فيها أن أبا بكر أو العباس صلَّى عليها، ضعيفة.
قال علي بن الحسين بن علي: سألتُ ابنَ عباس: متى دفنتم فاطمة؟ فقال: دفنَّاها بليل بعد هدأة، قال: قلتُ: فمَن صلَّى عليها؟ قال: علي.
(2)
(1)
. أوردت الرافضة خرافات عجيبة بعد تغسيل عليٍّ فاطمةَ وتكفينها، من وداع أبنائها وبناتها لها، وهاتف يهتف من السماء
…
! !
انظر: «بحار الأنوار» للمجلسي (10/ 51)، أفاده الأستاذ: حسن عوض في كتابه:
…
«المرأة عند الشيعة الإمامية ـ عرض ونقد ـ» (ص 328).
(2)
أخرجه: ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (8/ 30) عن الواقدي، عن عمر بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن الحسين. فذكره.
ــ الواقدي: متروك. ستأتي ترجمته في الباب الثالث، حديث رقم (13).
ــ عمر بن محمد بن علي بن الحسين، لم أجد له ترجمة، وقيل: بأنه كان عالماً بأنساب بني هاشم.
وهو من رجال «سنن الدارقطني» . وقال الألباني، ومقبل الوادعي: لم أجد له ترجمة.
ينظر: «السنن» للدارقطني (2/ 77) رقم (1178)، و (3/ 62) رقم (2068)،
…
«إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (10/ 281)، «السلسلة الضعيفة» (6/ 432) رقم
…
(2893)، «تراجم رجال الدارقطني» للوادعي (ص 319) رقم (800).
ــ محمد بن عمر بن علي بن الحسين، مجهول الحال. ستأتي ترجمته في الباب الثالث، حديث رقم (13).
ــ علي بن الحسين بن علي، ثقة، ثبت، ستأتي ترجمته في الباب الثالث، حديث رقم (8).
ولم يُعِلم عليٌّ أبا بكر، لأنها توفيت بعد هدأة الليل، فلَمْ يَرَ حاجة في إيقاظِ خليفةَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وإخبارِ عامة الصحابة رضي الله عنهم.
قال أبو العباس القرطبي (ت 656 هـ): (ودَفْنُ عليٍّ لفاطمة ليلاً؛ يحتمل أن يكون ذلك مبالغةً في صيانتها، وكونه لم يؤذن أبا بكر بها، لعلَّه إنما لم يفعل ذلك؛ لأنَّ غيره قد كفاه ذلك، أو خاف أن يكون ذلك من باب النعي المنهي عنه، وليس في الخبر ما يدلُّ على أن أبا بكر لم يعلم بموتها، ولا صلَّى عليها، ولا شاهد جنازتها، بل اللائقُ بهم المناسِبُ لأحوالهم حضور جنازتها، واغتنام بركتها، ولا تسمع أكاذيب
الرافضة المبطلين الضالين المضلين).
(1)
قال ابن حجر: (ولعلَّه لم يُعلِم أبا بكر بموتها، لأنه ظنَّ أنَّ ذلك لا يخفى عنه؛ وليس في الخبر ما يدُلُّ على أنَّ أبا بكر لم يَعْلَمْ بمَوتِها، ولا صلَّى عليها).
(2)
قلت: وظاهر الحديث أنه لم يُعلِمه، ولم يَعلَم؛ لأنه لو عَلِم لبادر بالحضور والصلاة، لما عُرف عنه من محبته وتعظيمه فاطمة رضي الله عنهما،
…
والعمدة في الباب: حديث عائشة رضي الله عنها، وهو واضح صريح، لا حاجة إلى التأويل، ولم يرد ما يخالفه بسند صحيح، فضلاً عن أن يكون مثله في القوة، والسبب في ذلك ما ورد في الحديث من قول عليٍّ حينما صالحَ أبا بكر رضي الله عنهما بعد وفاة فاطمة، وذكر أنه كان يجد في نفسه أنه استبدَّ بالأمر دونهم، ثم بايع أبا بكر، ففاطمة كانت مهاجرة أبا بكر حتى توفيت، ومعها زوجها علي رضي الله عنهما، وانظر ما سيأتي في الباب الثاني: الفصل الثالث: المبحث الأول.
(1)
قال الصنعاني (ت 1182 هـ): (وعدم إيذان أبي بكر، يُحتمَل أنه لكون الدفن ليلاً، فكَرِهَ عليٌّ عليه السلام إيقاظَ أبي بكر من نومه، والإيذان ليس بواجب، بل قال بعض الصحابة: إنه يخاف أن يكون نعياً وهو منهي عنه، وقد دفن الصحابةُ بعضَ أصحابِه صلى الله عليه وسلم ليلاً ولم يؤذنوه، ولما أخبره بموته
(1)
وانظر العلة المتنية في الحديث رقم (70). وذكر الشيخ عبدالعزيز الراجحي في «منحة الملك الجليل شرح صحيح محمد بن إسماعيل ــ البخاري ـ» ـ ط. الثانية ـ (7/ 804) أن علياً لم يخبر أبا بكر؛ لأنه بقي في نفسه شئ.
ودفنه قال: «هلا آذنتموني»
(1)
).
(2)
ورُوي أنَّ الذي صلَّى عليها خَلْفَ عليِّ بنِ أبي طالب رضي الله عنه: الحسنُ، والحسينُ، وعمَّارُ، والمقدادُ، وعقيلُ، وأبو ذر، وسلمانُ، وبُريدة، ونفَرٌ مِن بني هاشم ـ وكان ذلك في جوف الليل ـ.
(3)
(1)
«صحيح البخاري» رقم (460)، و «صحيح مسلم» رقم (956). في وفاة المرأة السوداء التي تَقمُّ المسجد، جاء في بعض الروايات أنها دفنت ليلاً. كما في:«المسند» لأحمد (15/ 14) رقم (9037)، و «سنن ابن ماجه» رقم (1533)، و «المستخرج» لأبي نعيم رقم (2142)، وانظر:«المسند المصنف المعلل» (31/ 287).
(2)
«التحبير لإيضاح معاني التيسير» (3/ 765).
(3)
«الروضة الفردوسية» للآقشهري (ت 739 هـ)(1/ 447).
وفي كتب الرافضة: أن الذي صلَّى عليها: علي، والحسن، والحسين، وسلمان، والمقداد، وأبو ذر، وعمار، وحذيفة، وابن مسعود، والعباس، وعقيل بن أبي طالب.
انظر: «دلائل الإمامة» (ص 46)، «من لايحضره الفقيه» (ص 220)، «بحار الأنوار» (43/ 193)، «بحار الأنوار» (43/ 200)، «فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد» للرافضي: محمد كاظم القزويني (ص 521)، و «الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء» للرافضي: إسماعيل الزنجاني الخوئيني (15/ 305)، مقدمة تحقيق محمد جواد الجلالي لِـ «مسند فاطمة الزهراء للرافضي: حسن التويسركاني» (ص 25).
وانظر: «المرأة عند الشيعة الإمامية ـ عرض ونقد ـ» للأستاذ: حسن عوض أحمد حسن
…
(ص 328).