الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإسحاق بن راهوية في «مسنده» ــ كما في «الأجوبة المرضية» للسخاوي
…
(1/ 44) رقم (9)
(1)
ــ، وأبو يعلى في «مسنده» (1/ 387) رقم (502) من وجه آخر ليس فيه اللقطة، من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن زياد
(2)
، عن محمد بن كعب بن القرظي، قال: حدثني مَن سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يحدث
…
فذكره.
وفيه جهالة الراوي عن علي، وأن بين القرظي وعلي انقطاعاً بخلاف الرواية الأولى.
(3)
(1)
لم أجده في «مسند إسحاق» المطبوع.
(2)
عند إسحاق يزيد بن أبي زياد، وفي مطبوعة أبي يعلى: يزيد بن رومان القرظي ـ ولعله تصحيف ـ.
وقد بيَّنه الترمذي عقب الحديث بأنه: ابن ميسرة المديني، قال في «التقريب»
…
(ص 632): يزيد بن زياد بن أبي زياد، وقد ينسب لجده، مولى بني مخزوم، مدني ثقة).
(3)
و
عملُ علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند اليهودي
أخرجه أيضاً: ابن ماجه في «سننه»
…
(2447).
وأخرجه: أحمد في «مسنده» (2/ 351) رقم (1135) وفيه أنه عمل عند امرأة فنزع لها كل دلو بتمرة.
وروي من مسند فاطمة رضي الله عنها، سيأتي تخرجه مطولاً ـ بإذن اللَّه ـ في الباب الثالث:
…
«مسند فاطمة» حديث رقم (27).
وانظر أيضاً في عمل علي رضي الله عنها: «الزهد» لهناد (2/ 389) رقم (757)، «الزهد» للمعافى بن عمران (ص 317) رقم (246). و «الأجوبةالمرضية» للسخاوي (1/ 44 ـ 53) رقم (9)، و (3/ 1037 ـ 1042) رقم (290).
طريق أخرى:
أخرجها: هناد في «الزهد» (2/ 386) رقم (752) عن أبي أسامة، عن جرير بن حازم، عن عطاء بن أبي رباح قال: نُبِّئتُ أنَّ علياً قال: (مكثنا أياماً ليس عندنا شئ
…
وذكر قصة الدينار المطروح
…
).
وهذا منقطع بين عطاء، وعلي.
إشكال في الحديث:
ظاهر الحديث أنه لم يعرِّف اللقطة، والمعروف أن اللقطة تُعرَّف سنةً، فإما أن يضعَّفَ الحديثُ ويُعلُّ بموسى الزَّمْعي، ومعارضته لحديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه المخرَّج في الصحيحين، وفيه: «اعرِف عِفَاصها ووكَاءها، ثم عرِّفها سنَةً
…
».
(1)
وإما أن يُحمل على أنه قبل الأمر بتعريف اللقطة، أو أنه أكلَ اللقطة للضرورة، ويضمن لصاحبها إذا عرفه.
قال البيهقي رحمه الله: (ظاهر الحديث عن علي رضي الله عنه فى هذا الباب يدل على أنه أنفقه قبل التعريف فى الوقت، وقد روينا عن عطاء بن يسار عن على رضي الله عنه فى هذه القصة: أنَّ النبى صلى الله عليه وسلم أمره أن يعرفه فلم
(1)
«صحيح البخاري» رقم (91)، «صحيح مسلم» رقم (1722).
يعترف، فأمره أن يأكله، وظاهر تلك الرواية أنه شرط التعريف فى الوقت، وأباح أكله قبل مضى السنة.
والأحاديث التى وردت فى اشتراط التعريف سنة فى جواز الأكل أصحُّ وأكثر، فهى أولى؛ ويحتمل أن يكون إنما أباح له إنفاقه قبل مضى سنةٍ لوقوع الاضطرار إليه، والقصة تدل عليه، ويحتمل أنه لم يشترط مضى سنة فى قليل اللقطة. واللَّه أعلم.
ثم قال: فى متن هذا الحديث اختلافٌ، وفى أسانيده ضَعف، واللَّه أعلم).
(1)
وقال البيهقي ـ أيضاً ـ: (وقد رَوَى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم الإذنَ بأكل اللقطة بعد تعريفها سَنة: عليُّ بنُ أبي طالب، وأُبيُّ بنُ كعب، وزيدُ بنُ خالد الجهني، وعبدُاللَّه بنُ عمرو بن العاص، وعِياضُ بنُ حِمَار المجاشعي.
قال: أما حديث زيد بن خالد، فقد مضى، وكذلك حديث أبي بن كعب، وكان سلمة بن كهيل يشك في مدة التعريف في حديث أبي، ثم أقام على عام واحد.
وأما حديثُ عليِّ بن أبي طالب، ففي رواية الشافعي أنه أمره أن يعرِّفه، فلم يُعرف، فأمره أن يأكله.
(1)
«السنن الكبرى» (6/ 194).
وقد روي في حديث أبي سعيد الخدري، وسهل بن سعد ما دل على أنه في الوقت اشترى به طعاماً، ثم في حديث أبي سعيد، أن امرأة أتت تنشد الدينار، وفي حديث سهل: إذا غلام ينشده، فأمرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بأدائه.
والأحاديث في اشتراط المدة في التعريف أكثر، وأصح إسناداً من هاتين الروايتين.
ولعله إنما أنفقه قبل مضي مدة التعريف للضرورة، وفي حديثهما
…
ما دلَّ عليها، واللَّه أعلم).
(1)
قال الزيلعي: (قال المنذري: واستُشكِلَ هذا الحديث من جهة أنَّ علياً أنفق الدينار قبل تعريفه، قال: وأحاديثُ التعريف أكثرُ وأصحُّ إسناداً، ولعل تأويله أنَّ التعريف ليس له صيغة يُعتد بها، فمراجعته لرسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم على ملأ الخلق إعلان به، فهذا يؤيد الاكتفاء بالتعريف مرة واحدة. انتهى.
ثم ذكر الزيلعي ما ورد في تعريفه في حديث عبدالرزاق عن ابن جريج، عن ابن أبي سبرة
…
(2)
قلت: وابن أبي سبرة متروك ـ كما سبق ـ.
(1)
«معرفة السنن والآثار» (9/ 80) رقم (12416).
(2)
«نصب الراية» (3/ 469)، وانظر:«البدر المنير» لابن الملقن (7/ 161).
الحكم على الحديث:
الحديث حسن لغيره، وقد حسَّنه الألباني.
(1)
غريب الحديث:
ــ (ختَنُ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم): أي زوج ابنته. وعبَّر ابن فارس بقوله: الصِّهر، وهو الذي يتزوج في القوم.
وقال الزمخشري: (وهذا ختن فلان لصهره، وهو المتزوج إليه بنته أو أخته، وأبوا الصهر ختناه، وأقرباؤه أختانه، وقالوا: الأختان من قبل المرأة، والأحماء من قبل الزوج. وخاتنه: صاهره).
(2)
* * *
(1)
«صحيح سنن أبي داوود» (5/ 400).
(2)
«مقاييس اللغة» (2/ 245)«أساس البلاغة» (1/ 231)، «النهاية» (2/ 10).
60.
[5] قال ابن الأعرابي (ت 340 هـ) رحمه الله: حدثنا محمد بن يونس، قال: حدثنا حماد بن عيسى الجهني، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر رضي الله عنه قال: دخل رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم على فاطمة وهي تَطْحَنُ بالرَّحى، وعليها كساءُ من أجلَّة الإبل، فلمَّا نظَر إليها بكَى، وقال:«يا فاطمةُ: تَعَجَّلي مرارةَ الدُّنيَا بنَعِيمِ الآخِرَةِ» .
[«المعجم» لأبي سعيد ابن الأعرابي البصري (1/ 242) رقم (445)]
دراسة الإسناد:
ــ محمد بن يونس الكديمي. متروك.
(1)
ــ حماد بن عيسى الجهني، غَرِيقُ الجُحْفة. ضعيف جداً.
(2)
ــ جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، ووالده: ثقتان.
(3)
تخريج الحديث:
أخرجه: ابن الأعرابي في «معجمه» ـ كما سبق ـ.
والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 128) رقم (179) عن علي بن
(1)
سبقت ترجمته في الحديث رقم (34).
(2)
ستأتي ترجمته في الباب الثالث: «مسند فاطمة» الحديث رقم (36).
(3)
ستأتي ترجمتهما في الباب الثالث: «مسند فاطمة» الحديث رقم (4).
المؤمل بن الحسن.
كلاهما: (ابن الأعرابي، وعلي بن المؤمل) عن محمد بن يونس الكديمي، عن حماد بن عيسى، عن جعفر، به.
لفظ الحاكم: «يافاطمة، تنقلي
(1)
من لذة الدنيا لنعيم الجنة غداً». فنزلت: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} (سورة الضحى، آية 5).
وأخرجه أيضاً: العسكري في «المواعظ» ، وابن مردويه، وابن لَال، وابن النجار. ذكر ذلك السيوطي في «الدر المنثور» (15/ 486).
ولفظه: وعليها كساء من حملة الإبل، وفيه: تعجَّلي، وفيه أيضاً نزول الآية.
وورد في «الإحياء» للغزالي بلفظ: تجرعي، قال العراقي في «المغني عن حمل الأسفار» ـ ط. ابن حزم ـ (ص 1589): (أخرجه أبو بكر بن لال في
…
«مكارم الأخلاق» بإسناد ضعيف).
الحكم على الحديث:
الحديث موضوع.
* * *
(1)
كذا في المطبوعة، والمخطوطة أيضاً (ورقة 33).
هذا، وثمة أحاديث في المبحث، منها:
عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: كنت عند رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذ أقبلَتْ فاطمة قال: فنظرتُ إليها وقد ذهبَ الدمُ من وجهها، وغلبتْ الصُّفرة على وجهها من شدة الجوع، فنَظَر إليها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:«ادْنِي يا فاطمة» . فدَنَتْ حتى قامت بين يديه، فوضعَ يَدَه على صَدْرِهَا في مَوضِعِ القِلَادَةِ، وفَرَّجَ بَين أصَابِعِه، ثمَّ قال:«اللَّهم مُشبِعَ الجَاعَةِ، ورَافِعَ الوضَعَة، لاتُجِعْ فاطمةَ بنتَ محمد» .
قال عمران: فنظرتُ إليها، وقد غَلَبَ الدَّمُ عَلى الصُّفْرَة في وجهها، كما كانت الصفرة قد غلَبَتْ عَلى الدم.
قال عمران: فلقيتُها بَعْدُ، فسَأَلْتُهَا فقَالَتْ: مَا جِعْتُ بَعْدَهَا يَا عِمْران.
قال البيهقي عقب الحديث: (والأشبه أنه إنما رآها قبل نزول آية الحجاب، واللَّه أعلم).
(1)
(1)
حديث ضعيف.
أخرجه: حماد بن إسحاق في «تركة النبي صلى الله عليه وسلم» (ص 63)، والدولابي في
…
«الكنى والأسماء» (3/ 1038) رقم (1823)، وابن جرير في «تهذيب الآثار» ـ مسند ابن عباس ـ (1/ 286) رقم (481)، والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 59) رقم
…
(53)، وعنه:[البيهقي في «دلائل النبوة» (6/ 108)]، وإسماعيل الأصبهاني قوَّام السُّنَّة في «دلائل النبوة» (ص 229) رقم (337) كلُّهم من طريق عَمرو بن حمَّاد بن طلحة القنَّاد.
وأخرجه: الطبراني في «المعجم الأوسط» (4/ 210) رقم (3999) من طريق عبداللَّه بن عمر بن أبان.
وأبو نعيم في «دلائل النبوة» (ص 229) رقم (337) من طريق سعيد بن محمد الوراق.
ثلاثتهم: (عمرو بن حماد القنَّاد، وعبداللَّه بن عمر بن أبان، وسعيد بن محمد الوراق) عن مسهر بن عبدالملك بن سلْع الهمداني، عن عتبة بن حميد أبي معاذ البصري الضبِّي، عن عكرمة، عن عمران بن الحصين رضي الله عنه، به.
قال الطبراني عقب الحديث: (لم يرو هذا الحديث عن عكرمة إلا عتبة أبو معاذ، تفرَّد به: مسهر بن عبد الملك، ولا يُروَى عن عمران بن حصين إلا بهذا الإسناد).
وهذا ضعيف، علته: مسهر بن عبدالملك، والرواة عنه فيهم ضعف.
ـ مسهر بن عبدالملك، لين الحديث. «تقريب التهذيب» (ص 561). وفي «المغني» للذهبي (2/ 406): ليس بالقوي.
ـ عتبة بن حميد، أبو معاذ، صدوق له أوهام. «تقريب التهذيب» (ص 412).
ـ عمرو بن حمَّاد القناد، صدوق رُمي بالرفض. «تقريب التهذيب» (ص 450).
ـ سعيد بن محمد الوراق الثقفي الكوفي، ضعيف. «تقريب التهذيب» (ص 274).
ـ عبداللَّه بن عمر بن محمد بن أبان الأموي مولاهم الجعفي، صدوق فيه تشيع. «تقريب التهذيب» (ص 349).
والحديث ضعَّفَه الألبانيُّ في «السلسلة الضعيفة» (12/ 31) رقم (5523).
ومنها: ما روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في حديث طويل جداً، طَرفه: أصبحَ عليُّ رضي الله عنه ذاتَ يوم فقال: يا فاطمة، هل عندك شيء
تغدينيه؟ قالت رضي الله عنها: لا والذي أكرم أبي بالنبوة، ما عندي شيء أغديكه، ولا كان لنا بعدك شيء منذ يومين طعمة إلا شيء أوثرك به على بطني وعلى ابني هذين
…
ثم خروجه ولقياه المقداد، وصلاته مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب، فغمزه برجله فثار عليٌّ خلفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم حتى لحقه عند باب المسجد فسلَّم عليه، فرد السلام فقال: يا أبا الحسن هل عندك شيء تعشينا؟ فانفتل إلى الرحل، فأطرق علي رضي الله عنه ساعة لا يحير جواباً حياءً من النبيِّ صلى الله عليه وسلم .... ثم استضافه، وفي آخر الحديث:
قال صلى الله عليه وسلم: «يا علي، هذا ثواب لدينارك، هذا جزاء دينارك، هذا من عند اللَّهِ: {
…
إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (آل عمران، آية 37)، ثُمَّ استعبر النبي صلى الله عليه وسلم باكياً، فقال:
«الحمد للهِ الذي هو أبى لكما أن يخرجكما من الدنيا، حتى يجريكَ في المجرى الذي أجرى زكريا، ويجريكِ فيه يا فاطمة بالمثال الذي جرت فيه مريم {
…
كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} (آل عمران، آية 37).
…
(1)
(1)
حديث موضوع.
أخرجه: ابن شاهين في «فضائل فاطمة» (ص 25) رقم (14)، آفته: أبو هارون العبدي وهو عمارة بن جُوين، شيعي، متروك الحديث، ومنهم من كذَّبه. «تقريب التهذيب»
…
(ص 439).
وفيه: عطية العوفي، شيعي ضعيف مدلِّس، سبقت ترجمته في الحديث رقم (14).
وحسين الأشقر، ضعيف، سبقت ترجمته في الحديث رقم (34).
وفيه أيضاً: قيس بن الربيع، صدوق تغيَّر لما كبُر، وأدخل عليه ابنه ماليس من حديثه، فحدَّث به. «تقريب التهذيب» (ص 487).
ومنها: ما روي أيضاً من حديث فضَّة النوبية، وهو حديث طويل فيه مجاعة فاطمة رضي الله عنها وصبرها
…
وهو حديث موضوع، سبق ذكره ضمن الحديث رقم (15).
ومنها: حديث: «
…
وعَلَى فاطمةَ ثوبٌ إذا قنَّعت به رأسها لم يَبْلُغ رِجْلَيها، وإذا غَطَّت به رجْلَيهَا لم يَبْلُغْ رأسَها». وهو حديث ضعيف، سبق تخريجه برقم (15).
ومما ورد ــ أيضا ــ في صبرها على ضيق العيش:
ما جاء في بعض ألفاظ حديث ابن سيرين، عن عَبيدة، عن علي في طلب فاطمة رضي الله عنهما الخادمَ، قال علي: فأتانا وقد أخذنا مضاجعنا، وعلينا قطيفة إذا لبسناها طُولا خرجَتْ منها جُنُوبُنَا، وإذا لبسناها عرضَاً خرجت رؤوسنا أو أقدامنا
…
الحديث.
(1)
(1)
أخرجه: النسائي في «السنن الكبرى» (8/ 266) رقم (9127)، وابن حبان في
…
«صحيحه» (15/ 364) رقم (6922). وانظر: «المسند المصنف المعلل» (21/ 452) رقم (9726).
ومما روي في خدمتها لزوجها، وصبرها على ضيق العيش معه:
ما أخرجه: أبو داوود الطيالسي في «مسنده» (4/ 283) رقم
…
(2677) قال: حدثنا يونس قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن يزيد بن سفيان التميمي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «جِعْتُ جُوعاً شديداً، فصلَّيْتُ المغربَ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم تعرَّضْتُ لأبي بكر الصديق فأخذ بيدي، فسألته عن آية من القرآن أنا أعلم بها منه، فمشيت معه حتى بلغ منزله، وأنا أرجو أن يُدخلني فيُعشِّيني، فلما بلغَ المنزل أرسلَ يدَهُ مِن يدي ودَخَلَ، ثم تعرَّضْتُ لِعُمَرَ ففعل بي مثل ذلك، ثم تعرَّضْتُ لعلي بن أبي طالب وسألتُه عما سألتهما عنه، عن آية من القرآن، فلما بلغنا المنزل قال: ادْخُلْ يا أبا هريرة فتعشَّى، فدخَلْتُ فقال: يَا فاطمة، عَشِّي أبا هريرة، ودخلَ الخلاء فأطالَ الجلوس فيه ـ وكذلك كان يفعل ـ، فدَعَتْ لي بِجَرْدَقَةٍ
(1)
، فأكَلْتُ، ثُمَّ دعَتْ لي بسَوِيْقٍ فشَرِبْتُ؛ وخَرَجَ عليٌّ فقال: يا فاطمة، أَعشَّيْتِ أبا هريرة؟ قالت: نعم.
فبلغَ ذلكَ عُمَرُ رحمه الله فقال: واللَّهِ لأَنْ أكونَ وَلِيْتُ مِن ذلك ما وَلِي؛
(1)
فارسي معرَّب، وهو الرغيف المدوَّر. وذكر الجواليقي أنه الغليظ من الخبز.
ينظر: «الصحاح» (4/ 1454)، «المخصص» (1/ 435)، «المعرَّب» للجواليقي
…
(ص 259)، «تاج العروس» (25/ 124).
أحبُّ إليَّ مِن حُمُرِ النَّعَمِ، أو قال: أحبُّ إليَّ مما طَلَعَتْ عليه الشمسُ».
ضعيف جداً، يزيد بن سفيان أبو المهزم التميمي البصري، متروك.
(1)
لم أجد الحديث عند غير الطيالسي.
والمحفوظ في «صحيح البخاري» دون ذكر فاطمة، وقد استضافه النبيُّ صلى الله عليه وسلم واستدعى أهلَ الصُّفَّة.
(2)
وانظر: «تاريخ دمشق» لابن
(1)
«تهذيب الكمال» (34/ 327)، «تقريب التهذيب» (ص 700).
(2)
في «صحيح البخاري» رقم (5375) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة، و (6452) من طريق مجاهد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: اللَّه الذي لا إله إلا هو، إن كنتُ لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكر، فسألته عن آية من كتاب اللَّه، ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي عمر، فسألته عن آية من كتاب اللَّه، ما سألته إلا ليشبعني، فمر فلم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فتبسم حين رآني، وعرف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال:«يا أبا هر» قلت: لبيك يا رسول اللَّه، قال:«الحَقْ» ومضى فتبعته، فدخل، فاستأذن، فأذن لي، فدخل، فوجد لبنا في قدح، فقال:«من أين هذا اللبن» ؟ قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة، قال:«أبا هر» قلت: لبيك يا رسول اللَّه، قال:«الْحَقْ إلى أهل الصُّفَّة فادعُهم لي» .
قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام، لا يأوون إلى أهل ولا مال ولا على أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئاً، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة، كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاء أمرني، فكنت أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن، ولم يكن من طاعة اللَّه وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بد، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا، فاستأذنوا فأذن لهم، وأخذوا مجالسهم من البيت، قال:«يا أبا هر» قلت: لبيك يا رسول اللَّه، قال:«خذ فأعطهم» قال: فأخذت القدح، فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده، فنظر إلي فتبسم، فقال:«أبا هر» قلت: لبيك يا رسول اللَّه، قال:«بقيتُ أنا وأنتَ» قلت: صدقت يا رسول اللَّه، قال:«اقعد فاشرب» فقعدت فشربت، فقال:«اشرَب» فشربت، فما زال يقول:«اشرب» حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق، ما أجد له مسلكاً، قال:«فأرني» فأعطيته القدح، فحمد اللَّهَ وسمَّى وشَرِب الفَضلة.
عساكر (67/ 323).
ومن تلك الأحاديث:
ما جاء في حديث «صلح الحديبية» :
أخرج البخاري في «صحيحه» رقم (2699)
(1)
من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة، فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام
…
إلى أن قال: فلما دخلها ومضى الأجل
…
خرج النبي صلى الله عليه وسلم، فتبعتهم ابنةُ حمزة: يا عم يا عم، فتناولها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأخذ بيدها، وقال
(1)
وفي «صحيح مسلم» رقم (1783) لكن دون ذكر الشاهد.
لفاطمة عليها السلام: دونك ابنة عمك. حَمَلَتْها
(1)
؛ فاختصم فيها علي، وزيد، وجعفر
…
الحديث.
قلتُ: فيه دلالة على وجود فاطمة مع أبيها صلى الله عليه وسلم في «صلح الحديبية» ، وفيه أيضاً: خدمة المرأة زوجَها.
ومن الأحاديث في المبحث:
ما روي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أعطى علياً أبهار = بهاران من فلفل، ورد عليه من اليمن، ليبيعه عليٌّ ويستمتع به هو وفاطمة.
أخرج: البزار في «البحر الزخار» (3/ 59) رقم (817)، والحاكم في «المستدرك» (2/ 367) رقم (3294) من طريق محمد بن بكير الحضرمي
(2)
، عن عبداللَّه بن بُكير الغنوي، عن حكيم بن جبير
(3)
، عن الحسن بن سعد مولى علي، [زاد البزار: عن أبيه]، عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يغزو فدعا جعفراً، فأمره أن يتخلَّف على المدينة فقال: لا أتخلف بعدك أبداً، فأرسل رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: فدعاني فعزمَ عليَّ لما تخلَّفت قبل أن أتكلم فبكيت ....
إلى قال له رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: وأما قولكَ: أتعرَّضُ
…
(1)
وفي رواية: احْمِليها، وفي رواية: حمِّلِيها.
(2)
صدوق يخطئ. «تقريب التهذيب» (ص 501).
(3)
ضعيف، رُمي بالتشيع. «تقريب التهذيب» (ص 213).
لفضلِ اللَّه. فهذان بهاران من فلفل جاءنا من اليمن، فبِعْهُ واستمتعْ به أنت وفاطمة، حتى يؤتيكما اللَّهُ من فضله».
ولفظ الحاكم: فهذه أبهار من فلفل جاءنا من اليمن فبعه واستمتع به أنت وفاطمة، حتى يأتيكم اللَّهُ من فضله، فإن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك».
عند الحاكم: حكيم بن جبير، عن الحسن بن سعد مولى علي، عن علي رضي الله عنه.
فالحديث ضعيف جداً إن لم يكن موضوعاً، فيه اختلاف على حكيم، وقد زاد فيه زيادةً منكرةً في آخره.
قال البزار: (وهذا الحديث لا يحفظ عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وحكيم بن جبير فقد تقدم ذكرنا له في غير هذا الموضع لضعفه).
قال الحاكم: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه).
تعقبه الذهبي في «التلخيص» : (أنَّى له الصِّحَّةَ، والوضعُ لائحٌ عليه، وفي إسناده عبداللَّه بن بكير الغنوي منكر الحديث، عن حكيم بن جبير، وهو ضعيف يترفض).
(1)
علَّقَ ابن حجر بقوله: (بل هو شِبْهُ الموضوع، وعبداللَّه بن بكير
(1)
انظر: «مختصر تلخيص الذهبي» لابن الملقن (2/ 812) رقم (314).
وشيخه ضعيفان).
(1)
والحديث عزاه السيوطي في «الدر المنثور» (7/ 593) إلى الحاكم، وَابنِ مردويه.
ومما روي ــ أيضا ــ في صبرها على الجوع معه:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما طُعن عمر رضي الله عنه، وأمرَ بالشورى، دخلَتْ عليه ابنتُه حفصة، فقالت: يا أبتاه، إنَّ الناس قد تكلموا، فقال: أسندوني، فلما أُسنِدَ قال: ما عسى يقولوا في علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟ ثم ذكر حديثاً سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في فضله.
ثم قال عمر مثله في: عثمان بن عفان؟ ثم طلحة بن عُبيداللَّه، ثم الزبير بن العوام، ثم سعد بن أبي وقاص؟ يذكر عن كل واحدٍ منهم حديثاً في فضله.
ثم قال: ما عسى يقولون في عبد الرحمن بن عوف؟ رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في منزل فاطمة والحسن والحسين يبكيان جوعاً ويتضوران، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مَن يصلنا بشيء، فطلع عبد الرحمن بن عوف بصحفة فيها حيسة ورغيفان بينهما إهالة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:«كفاك اللَّه أمر دنياك، فأما آخرتك فأنا لها ضامن» .
(1)
تعليقات ابن حجر في حاشية «المستدرك» للحاكم ــ ط. دار الميمان ـ (4/ 224) رقم
…
(3333).
الحديث موضوع، حكم عليه بالوضع الحافظ: ابن حجر.
أخرجه: معاذ بن المثنى في زياداته على «مسند مسدد» ـ كما في «المطالب العالية» (16/ 268) رقم (3992)، ومن طريقه: [ابن بشران في
…
«فوائده» (ص 202) رقم (621) = و «مجلسان من أماليه» ، تحقيق الجزائري ـ ط. الدار الأثرية ـ (ص 224) رقم (16)، ومن طريق ابن بشران:[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (33/ 202)]، وكذا من طريق معاذ بن المثنى أخرجه: الخطيب في «تلخيص المتشابه» (1/ 37)، ومن طريق الخطيبِ: ابنُ عساكر في «تاريخ دمشق» (33/ 202)] عن عبداللَّه بن مسلم القرشي، عن الوليد بن مسلم، عن معمر، عن الزهري، عن سالم بن عبداللَّه بن عمر، عن عبداللَّه بن عمر رضي الله عنهما.
وأخرجه: محمد بن عبدالباقي ـ قاضي المارستان ـ في «أحاديث الشيوخ الثقات» (3/ 1151) رقم (552)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (35/ 428) ـ في ترجمة عبدالرحمن بن مسلم الدمشقي ـ من طريق إبراهيم بن محمد المروزي، عن عبداللَّه بن مسلم بن رشيد الدمشقي
(1)
، عن واقد بن عبداللَّه البصري
(2)
، عن معمر، عن الزهري، به.
(1)
متهم بوضع الحديث. انظر: «لسان الميزان» (5/ 11).
(2)
لم أجد له ترجمة، وفي كلام ابن عساكر الآتي أنه غير مشهور.
في إسناد: ابن عساكر: عبدالرحمن بن مسلم الدمشقي بدل عبداللَّه بن مسلم بن رشيد الدمشقي نزيل نيسابور، وقال ابن عساكر عقب الحديث:
…
(كذا قال، وهذا هو عبداللَّه بن مسلم بن رشيد الدمشقي الذي حدث بنيسابور، وهو ضعيف، وشيخه واقد وإبراهيم الراوي عنه غير مشهورين، واللَّهُ أعلم).
فرَّق بينهما: الخطيبُ في «تلخيص المتشابه» ، وخالَفَه: ابن ماكولا في
…
«الإكمال» (7/ 244)، وابن عساكر ـ كما سبق ـ وهو الصواب.
(1)
وأخرجه: الطبراني في «الأوسط» (3/ 287) رقم (3172)، وعنه:
…
[أبو نعيم في «فضائل الخلفاء الراشدون» (ص 182) رقم (238)] عن بكر بن سهل الدمياطي، عن محمد بن عبداللَّه بن سليمان الخراساني
(2)
، عن عبداللَّه بن نجي الاسكندراني، عن عبداللَّه بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، به.
(1)
وانظر: تعليق د. حاتم العوني في تحقيقه لـ «أحاديث الشيوخ الثقات» لقاضي المارستان.
(2)
. قال الذهبي في «الميزان» في ترجمة محمد بن عبداللَّه الخراساني: (عن عبد اللَّه بن نجي الإسكندراني، عن ابن المبارك. حدث عنه: بكر بن سهل الدمياطي بحديث موضوع. انتهى. قال ابن حجر في «لسان الميزان» (7/ 246): والحديث الذي أشار إليه هو في الطبراني: حدثنا بكر بن سهل ..... ثم ذكر ابن حجر الحديث محل الدراسة لما طعن عمر، ثم قال ابن حجر: .... الحديث بطوله، لكلِّ واحدٍ من الستة منقبة. والوضعُ عليه ظاهر).
وقال الطبراني عقبه: (لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا معمر، ولا عن معمر إلا ابن مبارك. تفرد به: عبداللَّه بن يحيى).
وأخرجه: الطبراني في «الأوسط» (2/ 84) رقم (1327) من طريق علي بن محمد بن أبي المضاء المصيصي
(1)
، عن عبداللَّه بن سفيان أبي محمد الثقفي
(2)
، عن أبي ضمرة عاصم بن أبي بكر بن عمر بن حميد بن عبدالرحمن بن عوف
(3)
، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، قال: لما طُعن عمر
…
قال الطبراني عقبه: (لم يرو هذا الحديث عن مالك إلا عاصم بن أبي بكر، ولا عن عاصم إلا عبد اللَّه بن سفيان، تفرد به: علي بن محمد).
ـ عند الطبراني في الموضعين: لم يذكر الشاهد: فاطمة والحسن والحسين.
(1)
ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 436).
(2)
وثقه النسائي. «تقريب التهذيب» (ص 340).
(3)
قال ابن حبان في «الثقات» (8/ 505): (عاصم بن أبي بكر الزهري، كنيته أبو ضمرة، من أهل المدينة، يروي عن: مالك، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، الحكايات في الرقائق. روى عنه: الحسن بن عبد العزيز الجروي).
لقبُه: «حَابِس التيس» كما في «نزهة الألباب في الألقاب» لابن حجر (1/ 187) رقم
…
(657).
قال البوصيري في «إتحاف الخيرة المهرة» (7/ 193) رقم (6655):
…
(رواه مسدد بسند ضعيف؛ لتدليس الوليد بن مسلم).
ذكر ابن حجر في «لسان الميزان» (7/ 246) أن الوضع عليه ظاهر.
لذلك قول المتقي الهندي في «كنز العمال» (13/ 247)
…
رقم (36736): (وسنده صحيح). غير صحيح.
* * *
الدراسة الموضوعية:
في المبحث مسألتان: خدمتها لزوجها، وصبرها على ضيق العيش معه.
الأولى: خدمتها لزوجها.
تلك هي عادة النساء زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كُنَّ يعانين المشقة في طاعة وخدمة أزواجهن رضي الله عنهن، من ذلك:
قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: تزوَّجَني الزبيرُ رضي الله عنه وما له في الأرض من مال ولا مملوك، ولا شيء، غير فرسه، قالت: فكنتُ أعلِف فرسه، وأكفيه مؤونته، وأسوسُه
(1)
، وأدق النوى لناضحه، وأعلفه، وأستقي الماء، وأخرز غَرْبَه
(2)
، وأعجن، ولم أكن أُحسن أخبز، وكان يخبز لي جارات من الأنصار، وكُنَّ نسوة صِدقٍ، قالت: وكنتُ أنقل النَّوى من أرض الزبير التي أقطعه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم على رأسي، وهي على ثُلُثَي فَرسَخٍ
(3)
،
(1)
القيام على الشيء بما يصلحه. «النهاية» لابن الأثير (2/ 421).
(2)
الغرْب بسكون الراء: الدلو العظيمة التي تتخذ من جلد ثور. «النهاية» (3/ 349).
(3)
الفرسخ: فارسي معرَّب، وهو ثلاثة أميال، قال الحميري: والميل: ثلاثة آلاف خطوة، والخطوة ذراعان بالهاشمي، وفي القاموس: ثلاثة أميال هاشمية، أو اثنا عشر ألف ذراع، أو عشرة آلاف.
وهو بالمقاييس الحديثة: قريباً من (5 كلم).
ينظر: «تهذيب اللغة» (15/ 285)، «الصحاح» (1/ 428)، «شمس العلوم» للحِمْيَري (8/ 5154)، «القاموس المحيط» (ص 257).
قالت: فجئت يوماً والنوى على رأسي، فلقيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من أصحابه
…
الحديث.
(1)
وعن الأوزاعي، عن عطاء بن أبي رباح قال: «إن كانت فاطمةُ بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لتَعْجِن، وإنَّ قُصَّتَهَا
(2)
لتَكَادُ تَضرِبُ الجَفْنَةَ».
(3)
(1)
أخرجه: البخاري في «صحيحه» رقم (3151) و (5224)، ومسلم في «صحيحه»
…
(2182).
(2)
قال القاضي عياض في «مشارق الأنوار» (2/ 188): (هو ما أقبل على الجبهة من شعر الرأس، سُمِّي بذلك لأنه يُقَصُّ، وقال ابن دريد: كل خصلة من الشعر قُصَّةٌ). وانظر:
…
«النهاية» (4/ 71)
(3)
أخرجه: ابن أبي شيبة في «المصنف» (19/ 159) رقم (35656)، وهناد في «الزهد»
…
(2/ 386) رقم (751)، وأبو نعيم في «الحلية» (3/ 312) عن عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، به.
وهو ضعيف لإرساله.
وقد رُوِي من قول علي رضي الله عنه، أخرجه: هناد أيضاً في «الزهد» (2/ 386) رقم
…
(752) عن أبي أسامة، عن جرير بن حازم، عن عطاء بن أبي رباح قال: نُبِّئتُ أنَّ علياً قال: (مكثنا أياماً ليس عندنا شئ
…
وذكر قصة الدينار المطروح
…
قال: فاشتريتُ به دقيقاً، ثم أتيتُ به فاطمة فقلتُ: اعجنِي واخبِزِي ، فجَعَلَتْ تعْجِنُ وإنَّ قُصَّتَهَا لَتَضْرِبُ حَرْفَ الجَفْنَةِ مِن الجَهْدِ الذِي بها
…
). وهذا منقطع بين عطاء، وعلي.
قال ابن رسلان الرملي رحمه الله: عن قوله: (فعجَنَتْ ونَصَبَتْ ـ أي القِدْرَ ـ وخبَزَتْ) الوارد في الحديث السابق رقم (59): (وهذا من كمال حذق فاطمة أن عجنت أولاً قبل الطبخ، ليخمر في حال اشتغالها بالطبخ، ثم خبزت بعد ذلك، فقد اجتمع في هذا الحديث مفاخر عظيمة ومآثر جسيمة دالةٌ على قدر الصحابة في كثرة تواضعهم نساءً ورجالاً وصبياناً، وشدة خشونتهم في المعيشة، وكونهم خدمة أنفسهم.
وفيه دليل على أن الزوجة الرفيعة إذا رضيت بخدمة زوجها دون خادم يخدمها لا تمتنع، وإن كان ممن يُخدَم مثلها، بل دونها، وأنَّ هذا من كمال رفعة قدرها).
(1)
ومما روي أيضاً في عَمَلِها وصبِرها:
ما أخرجه الإمام أحمد في «مسنده» (19/ 499) رقم (12524) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: أخبرنا عمَّار ــ يعني: أبا هاشم، صاحب
…
الزعفراني
(2)
ــ، عن أنس بن مالك، أن بلالاً رضي الله عنهما بطَّأَ عن صلاة الصبح، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:«ما حبَسَك» ؟ فقال: مررتُ بفاطمةَ،
(1)
«شرح سنن أبي داوود» لابن رسلان (8/ 173).
(2)
عمَّار بن عُمَارة، أبو هاشم الزعفراني البصري، لا بأس به، ولم يسمع من أنس قاله ابن عساكر. ينظر:«تاريخ دمشق» (4/ 122)، «تهذيب الكمال» (21/ 200)، «تقريب التهذيب» (ص 438).