الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أن يكون كان من المتقين قبل سماع القرآن فإن هذا:
(أولاً): ممتنع؛ إذ لا يكون مؤمنا متقياً مَنْ لم يسمع شيئاً من القرآن.
(ثانياً): أن الشرط إنما يجب أن يقارن المشروط لا يجب أن يتقدمه تقدماً زمانياً كاستقبال القبلة فى الصلاة.
(ثالثا): أن المقصود أن يبين شيئان:
أحدهما: أن الانتفاع به بالاهتداء والاتعاظ والرحمة هو وإن كان موجباً له لكن لابد مع الفاعل من القابل، إذ الكلام لا يؤثر فيمن لا يكون قابلاً له، وإن كان من شأنه أن يهدى ويعظ ويرحم وهذا حال كل كلام.
(الثانى): أن يبين أن المهتدين بهذا هم المؤمنون المتقون، ويستدل بعدم الاهتداء به على عدم الإيمان والتقوى، كما يقال: المتعلمون لكتاب بقراط هم الأطباء، وإن لم يكونوا أطباء قبل تعلمه، بل بتعلمه وكما يقال: كتاب سيبويه كتاب عظيم المنفعة للنحاة، وإن كانوا إنما صاروا نحاة بتعلمه، وكما يقال: هذا مكان موافق للرماة والركاب).
ثانياً: فتاوى مهمة في استماع القرآن
س: هل استماع القرآن الكريم في قوله تعالى {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (204) سورة الأعراف. يدل على الوجوب أو الاستحباب؟
ج - يشرع لكل مسلم عند سماع القرآن في غير الصلاة: أن ينصت له إعظاماً واحتراماً له؛ لينال رحمة الله سبحانه، ويتعظ بمواعظه ويعتبر بعبره، قال الله تعالى {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (204) سورة الأعراف. وأن لا يعرض عن سماعه وينشغل عنه بغيره مع القدرة على الإنصات، ويتعمد ذلك فيتصف
بصفات كفار قريش الذين قال الله عنهم في إعراضهم عن سماع القرآن {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} (26) سورة فصلت.
وأما في الصلاة فيجب على المأموم أن ينصت عند سماع إمامه يقرأ في الصلاة الجهرية وفي صلاة الجمعة والخطبة والعيدين ونحو ذلك؛ ولما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا "، وأخرج أصحاب السنن نحوه عن أبي هريرة رضي الله عنه. ويستثنى من ذلك قراءة الفاتحة للمأموم في الصلاة الجهرية، وإن كان الإمام يقرأ؛ لوجوب قراءتها على كل من الأمام والمأموم والمنفرد؛ لمل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لاصلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب "، فيخصص هذا الحديث عموم الآية والحديث السابق فيوجوب الإنصات لقرءة القرآن؛ جمعاً بين الأدلة الثابتة الصحيحة، ولما رواه عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: كنا خاف رسول الله في صلاة الفجر، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فثقلت عليه القراءة، فلما فرغ قال:"لعلكم تقرؤون خلف إمامكم" قلنا نعم. قال: "لاتفعلوا إلا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها" رواه الإمام أحمد والترمذي وأبو داود بإسناد حسن. (1)
س: ما حكم الاستماع إلى القرآن المذاع في الراديو؟
ج - الراديو آلة لا حكم لها في نفسها وإنما الحكم لما يذاع بها، وإن أذيع من الراديو قرآن أو بيان حق لشرائع الله أو مواعظ ترقق القلوب أو أخبار سياسية عادلة يعرف منها الناس أحوال العباد والبلاد ليكونوا على بينة من أمرهم ومما
(1) فتاوى اللجنة الدائمة المجموعة الثانية، المجلد الثالث (ص90)
يراد بهم، وليتخذوا لأنفسهم موقفاً سليماً ناجحاً ممن يواليهم ويعاديهم، أو أذيع منه أخبار تجارية يعرف منها الناس ما ينفعهم في حياتهم وفي معاشهم على غير هذا من المصالح كان السماع خيراً وقد يكون واجباً أحياناً.
وإن أذيع منه غناء ماجن فيه تخنث أو استهتار، أو أذيع منه أخبار سياسية كاذبة هوجاء سداها قلب الحقائق والتلبيس على الناس ولحمتها بهرج للتهريج وإثارة العواطف بقول الزور والإثم والبهتان إلى مثل هذا من الرذائل كان ما أذيع باطلاً لا يليق بالمسلمين السكوت عنه ولا الاستماع له، اللهم إلا أن يكون من يستمع للأخبار الكاذبة أو الآراء المغرضة والأقوال المنحرفة ممن عندهم وعي ولهم في الأمة شأن ليقوموا بكشف زائفها وبيان دخنها، وقاية للأمة من قائليها، وصيانة لمن يخشى عليه أن ينخدع بزخرفها (1)
س: ما حكم الاستماع إلى القرآن الكريم أثناء مزاولة العمل؟
ج: يجوز للإنسان أن يستمع للقرآن وهو يزاول عمله. (2)
س: هل يجوز الاشتغال بعمل آخر سواء مذاكرة أو قراءة
…
ويوجد في نفس المكان مسجل يقرأ القرآن؟
جـ - قال الشيخ: أبومحمد بن عبد السلام: (الاشتغال عن السماع بالتحدث بما لا يكون أفضل من الاستماع سوء أدب على الشرع، وهو يقتضي أن لا بأس بالتحدث للمصلحة)(3).
(1) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (4/ 130) طبعة دار أولي النهى.
(2)
فتاوى اللجنة الدائمة المجموعة الثانية، المجلد الثالث (ص86)
(3)
البرهان في علوم القرآن للزركشي (1/ 558) طبعة دار الفكر.
س: ما حكم استماع القرآن الكريم على غير طهارة؟
جـ - يجوز استماع القرآن على غير طهارة سواء كان الإنسان غير متوضئ أو جنباً أو كانت المرأة حائضاً أو نفساء، حيث لا نعلم دليلاً يمنع من ذلك، بل ورد من الأدلة ما يفيد عكس ذلك قال تعالى:{وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَاّ يَعْلَمُونَ} (6) سورة التوبة.
فإذا كان المشرك يجوز له أن يسمع كلام الله؛ فمن باب أولى المسلم الموحد على أيه حال.
ومن حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتكئ في حجري وأنا حائض، ثم يقرأ القرآن (1).
وقال العلامة ابن باز رحمه الله
(
…
أما الاستماع لقراءة القرآن فلا حرج في ذلك للجنب، بل يستحب له ذلك؛ لما فيه من الفائدة العظيمة). (2)
س: ما حكم الاستماع إلى تلاوة النساء في مسابقات القرآن الكريم التي تقام سنوياً في بعض البلاد الإسلامية؟
ج: لا أعلم بأساً في هذا الشيء إذا كان النساء على حدة والرجال على حدة، من غير اختلاط في محل المسابقة، بل يكُنَّ على حدة، مع تسترهن وتحجبهن عن الرجال.
(1) رواه البخاري برقم (168) من مختصر صحيح البخاري للألباني.
(2)
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (29/ 97)
وأما المستمع فإذا استمع للفائدة والتدبر لكلام الله فلا بأس، أما مع التلذذ بأصواتهن فلا يجوز. (1).
س: ما هو موقف المسلم عند سماع آية من المتشابه من الكتاب العزيز؟
جـ - عليه أن يقول ابتداءً كما قال الراسخون في العلم: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا} (7) سورة آل عمران، ثم يسأل أهل الذكر لقول الله تبارك وتعالى:{فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (7) سورة الأنبياء، وعليه أن يحذر من الذين يتبعون هذا المتشابه لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها:" إذا رأيت الرجل يتبع المتشابه ويترك المحكم فأولئك الذين سمى الله عز وجل فاحذروهم "(2).
(1) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (24/ 495). وانظر فتاوى اللجنة الدائمة (4/ 126)
(2)
أخرجه البخاري (4547) نقلاً عن: كتاب التسهيل لتأويل التنزيل سورة آل عمران لأبي عبد الله مصطفى العدوي. دار السنة، الطبعة الأولى.