الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإنه أصل علوم الدين، بخلاف ما يفعله كثير من أهل البدعة من الأعاجم وغيرهم، حيث يشتغل أحدهم بشيء من فضول العلم: من الكلام، أو الجدال والخلاف، أو الفروع النادرة، أو التقليد الذي لا يحتاج إليه، أو غرائب الحديث التي لا تثبت ولا ينتفع بها، وكثير من الرياضات التي لا تقوم عليها حجة، ويترك حفظ القرآن الذي هو أهم من ذلك كله، فلابد في هذه المسألة من التفصيل، والمطلوب من القرآن هو فهم معانيه، والعمل به، فإن لم تكن هذه همة حافظه لم يكن من أهل العلم والدين) (1).
خامساً: الغزو الفكري والحرب المعلنة ضد القرآن:
لما عجز أعداء الله عن السيطرة على بلاد المسلمين عن طريق الغزو العسكري، إذا بهم يلجؤون إلى حيل ماكرة، وطرق ملتوية؛ للقضاء على الإسلام والمسلمين عن طريق الغزو الفكري، وركزوا على إبعاد المسلمين عن كتابهم - القرآن الكريم - الذي منه يستمدون منهجهم، وأسلوب حياتهم،
ويتضح ذلك من خلال تصريحات الأعداء المعلنة ومنها:
ما قاله جلادستون - رئيس وزراء إنجلترا - وقد وقف في أواخر القرن الماضي في مجلس العموم البريطاني، وقد أمسك بيده القرآن المجيد وصاح في أعضاء البرلمان قائلاً:(إن العقبة الكؤود أمام استقرارنا بمستعمراتنا في بلاد المسلمين هي شيئان، ولابد من القضاء عليهما مهما كلفنا الأمر: أولهما: هذا الكتاب، وسكت قليلاً، بينما أشار بيده الأخرى نحو الشرق، وقال هذه الكعبة)(2).
(1) مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (23/ 54 - 55) طبعة دار التقوى.
(2)
الحركات النسائية في الشرق ص (7).
وقال أيضاً: (مادام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان)(1).
وقال أيضاً: (لن تستقيم حالة الشرق ما لم يرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن)(2).
وهذا اللورد كرومر يقول: (جئت لأمحو ثلاثاً: القرآن، والكعبة، والأزهر)(3)
وكان الجندي الإيطالي يرتدي لباس الحرب قادماً لاحتلال بلاد الإسلام، وهو ينشد بأعلى صوته (يا أماه! أتمي صلاتك
…
ولا تبكي
…
بل اضحكي وتأملي
…
ألا تعلمين أن إيطاليا تدعوني
…
وأنا ذاهب إلى طرابلس فرحاً مسروراً
…
لأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة
…
ولأحارب الديانة الإسلامية
…
سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن
…
) (4).
وفي ذكرى مرور مئة عام على احتلال الجزائر قال الحاكم الفرنسي في الجزائر: (إننا لن ننتصر على الجزائريين ماداموا يقرؤون القرآن، ويتكلمون العربية، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم)(5).
(1) الإسلام على مفترق الطرق ص (39).
(2)
المرأة ومكانتها ص (12).
(3)
الخنجر المسموم للأستاذ أنور الجندي ص (29).
(4)
هذه الأنشودة المشهورة تسمى: (أغنية الفاشست) كانت جيوش إيطاليا الجرارة تترنم بها، وهي تسير مدججة بالسلاح في طرقات طرابلس وبرقة بصوت واحد. انظر الاتجاهات الوطنية (2/ 157).
(5)
القومية والغزو الفكري صـ (33)، انظر كتاب عودة الحجاب (1/ 93). وما بعدها للشيخ الفاضل / محمد بن أحمد بن إسماعيل - حفظه الله -.
واتخذوا في ذلك أساليب شتى منها:
1 -
الازدراء بحفظة القرآن الكريم، والعلماء، والدعاة، وتصويرهم بصور قبيحة حتى يحال بينهم وبين مجتمعاتهم.
2 -
السخرية من اللغة العربية - لغة القرآن الكريم -، ومهاجمتها من حين لآخر، ورفع شأن اللغات الأخرى؛ مما أدى إلى إهمال تدريسها في المراحل التعليمية المختلفة حتى نشأ جيل من أبناء المسلمين يجهل القراءة في المصحف، ولا يكاد يقرأ سطراً صحيحاً على الرغم من حصوله على أعلى الشهادات، وإتقانه العديد من اللغات الأخرى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
3 -
إغراق المجتمعات المسلمة بالحشد الهائل من الصحف والمجلات، التي تبعد عن الله، وتقرب من الشيطان، وتنشر الفاحشة والرذيلة، وأصدق وصف لها أنها (حمَّالة للكذب، قتَّالة للوقت).
4 -
تدمير عقيدة المسلمين وأخلاقهم وذلك من خلال البث المباشر، والقنوات الفضائية، فضلاً عن البرامج الهدامة التي تعرض على شاشات التلفاز.
5 -
صرف الناس عن القرآن والصلاة ومجالس العلم عن طريق الرياضة وبخاصة كرة القدم التي تحولت إلى عبادة! وليس أدل على ذلك من الولاء والبراء لهذه الأندية، فضلاً عن متابعة المباريات والحرص عليها - حتى ولو كانت في السحر - مع تضييع الصلاة.