الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسباب هجر التلاوة
إن أسباب هجر القرآن كثيرة ومتعددة تختلف من شخص لآخر وكذلك تختلف حسب نوع هجر القرآن وسيأتي بيان أسباب هجر كل نوع من أنواع هجر القرآن في مكانه ولكننا نذكر أهم الأسباب العامة التي تؤدي إلى هجر التلاوة وهي:
أولاً: الجهل بفضل تلاوة القرآن الكريم
.
ثانياً: الانشغال بالدنيا.
ثالثاً: الفتور وضعف الهمة.
رابعاً: تقديم طلب العلوم الأخرى على القرآن.
خامساً: الغزو الفكري والحرب المعلنة ضد القرآن.
وسوف نتناول هذه الأسباب بشيء من التفصيل وذلك بعون الله وتوفيقه.
أولاً: الجهل بفضل تلاوة القرآن الكريم:
إن جهل الكثير من أبناء المسلمين بفضل تلاوة القرآن الكريم، والثواب المترتب عليه، من أكبر الدواعي لهجر تلاوة القرآن، وعدم الاعتناء بتحصيله، والمداومة على تلاوته.
ولو يعلم المرء ما في هذا القرآن الكريم من الفضل العظيم، والثواب الجزيل، ومنزلة قارئه في الدنيا والآخرة؛ لجعله أنيسه آناء الليل وأطراف النهار، وما غفل عنه طرفة عين، ويكفي أن تعلم - أخي الحبيب - حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، بل ألف
حرف، ولام حرف، وميم حرف» (1)
وحديث: «يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها» (2).
قال خباب بن الأرت رضي الله عنه: (تقرب إلى الله ما استطعت فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه).
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (من أحب أن يعلم أنه يحب الله ورسوله فلينظر، فإن كان يحب القرآن، فهو يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم)(3).
وقال بعض السلف لأحد طلابه: أتحفظ القرآن؟ قال: لا. قال: واغوثاه لمؤمن لا يحفظ القرآن فَبِمَ يترنم؟ فَبِمَ يتنعم؟ فَبِمَ يناجي ربه؟ .
وسيأتي مزيد بيان لفضائل تلاوة القرآن وسوره في الفصل الرابع من هذا الباب.
(1)(حديث صحيح) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. ورواه الحاكم، والدارمي، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (660)، وصحيح الجامع الصغير (6469).
(2)
(حديث صحيح) رواه الترمذي وقال: حديث صحيح. ورواه أبوداود، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (1317)، وصحيح الجامع (8122).
(3)
(سنده صحيح) أخرجه الطبراني في الكبير (ج9 / رقم 8657). قال الهيثمي في (المجمع)(7/ 165): رجاله ثقات. وقال أبو إسحاق الحويني: سنده صحيح. انظر تفسير ابن كثير - تحقيق الحويني (1/ 152).