الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بهم يقعون في المحظورات وهم لا يدرون - لجهلهم - فانتشرت البدع في علاجهم، وكثرت الخرافات، وسبب ذلك أمران:
الأول: جهل المعالج بأمور الدين.
الثاني: تصديق الجني في كل ما يخبر به؛ لأنه أحياناً يقدم الجني نصائح للمعالج فيقول مثلاً: إن حالة كذا اقرأ لها آيات كذا، أو اكتب القرآن بطريقة معينة ثم افعل به كذا وكذا مثلاً، فيأخذ المعالج بنصيحة الجن، مما حدا بكثير منهم أن يقعوا في المحظورات) (1).
ومن هذه المخالفات والمحظورات:
أولاً: الحوار مع الجن وتصديقهم:
لقد كثر الحوار مع الجن وسؤالهم عن الكثير من الأشياء مثل: اسمه وسنه وديانته وتصديق الناس لذلك؛ مما أدى إلى كثير من المفاسد والمخالفات، متناسين أن الجن ليس مصدراً لتلقي العلم، لأن الغالب في كثير من الجن الكذب لقوله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه " صدقك وهو كذوب "، بالإضافة لمخالفته هدي النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الحالات.
قال العلامة الألباني رحمه الله:
(لقد كان الذين يتولون القراءة على المصروعين أفراداً قليلين، صالحين فيما مضى، فصاروا اليوم بالمئات، وفيهم بعض النسوة المتبرجات فخرج الأمر عن كونه وسيلة شرعية - لا يقوم به إلا الأطباء عادة - إلى أمور ووسائل أخرى لا يعرفها الشرع ولا الطب معاً، فهي - عندي - نوع من الدجل والوساوس يوحي به الشيطان إلى عدوه الإنسان {وَكَذَلِكَ
(1) وقاية الإنسان من الجن والشيطان ص (9) طبعة. مكتبة الصحابة - الطبعة العاشرة.
جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} (112) سورة الأنعام. وهو نوع من الاستعاذة بالجن التي كان عليها المشركون في الجاهلية المذكورة في قوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (6) سورة الجن. فمن استعان بهم على فك السحر - زعموا - أو معرفة هوية الجني المتلبس بالإنسي أذكر هو أم أنثى؟ مسلم أو كافر؟ وصدقه المستعين به ثم صدقه الحاضرون عنده، فقد شملهم جميعاً وعيد قوله صلى الله عليه وسلم " مَنْ أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد " وفي حديث آخر " لم تُقْبَلْ له صلاة أربعين ليلة" رواه مسلم وغيره وهو مخرج في غاية المرام رقم (284) والحديث الذي قبله صحيح انظر الإرواء (2006) فينبغي الانتباه لهذا، فقد علمت أن كثيراً ممن ابتلوا بهذه المهنة هم من الغافلين عن هذه الحقيقة، فأنصحهم - إن استمروا في مهنتهم - أن لا يزيدوا في مخاطبتهم على قول النبي صلى الله عليه وسلم:" اخرج عدو الله " مذكراً لهم بقوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (63) سورة النور.
والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله) (1).
وقد ترتب على هذه الحوارات مع الجان الكثير من المفاسد منها:
1 -
الفتنة والوقيعة بين الناس، عندما يزعم الجن أن فلاناً هو الذي صنع السحر وذلك أمام الحاضرين مما يؤدي إلى إلقاء العداوة والبغضاء بين المسلمين، فكم من أرحام قُطِّعَتْ، وبيوت خُرِّبت، وأُسَر هُدِّمت، بسبب ذلك، وإلى الله المشتكى.
(1) السلسلة الصحيحة للألباني (6/ 1009 - 1010) طبعة مكتبة المعارف بالرياض.