المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أقوال علماء الإسلام في تحكيم القوانين - فتح الرحمن في بيان هجر القرآن

[محمود الملاح]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة فضيلة الشيخ الدكتور / سعيد بن مسفر القحطاني

- ‌مقدمة فضيلة الشيخ / عبد الله بن مانع الروقي

- ‌مقدمة فضيلة الدكتور / محمود بن أحمد الدوسري

- ‌مقدمة الطبعة الثالثة

- ‌مقدمة الطبعة الأولى

- ‌سبب تأليف الكتاب:

- ‌منهج الكتاب:

- ‌تمهيدهجر القرآن

- ‌الفصل الأولمعنى هجر القرآن

- ‌الفصل الثانيعاقبة هجر القرآن

- ‌حكم هجر القرآن

- ‌ أنواع هجر القرآن:

- ‌الباب الأولهجر التلاوة

- ‌الفصل الأولأسباب هجر التلاوة

- ‌تمهيد

- ‌معنى التلاوة

- ‌التلاوة لغة:

- ‌التلاوة اصطلاحاً:

- ‌أسباب هجر التلاوة

- ‌أولاً: الجهل بفضل تلاوة القرآن الكريم

- ‌ثانياً: الانشغال بالدنيا:

- ‌ثالثاً: الفتور وضعف الهمة:

- ‌رابعاً: تقديم طلب العلوم الأخرى على القرآن:

- ‌خامساً: الغزو الفكري والحرب المعلنة ضد القرآن:

- ‌الفصل الثانيصور من هجر التلاوة

- ‌أولاً: التلحين في القراءة:

- ‌ثانياً: جمع القراءات في مجلس واحد:

- ‌ثالثاً: بدع قراءة الفاتحة:

- ‌رابعاً: بدعة أخذ الفأل من المصحف:

- ‌خامساً: قراءة القرآن عند القبر:

- ‌سادساً: قراءة القرآن للأموات:

- ‌الفصل الثالثأحوال الناس مع القرآن الكريم

- ‌قال الحافظ ابن حجر رحمه الله

- ‌قال الإمام ابن القيم رحمه الله

- ‌هؤلاء هجروا تلاوة القرآن

- ‌الطائفة الأولى: (بعض الأئمة)

- ‌الطائفة الثانية: بعض الأغنياء

- ‌الطائفة الثالثة: بعض قُرَّاءُ القرآن:

- ‌الطائفة الرابعة: المتصوفة:

- ‌الطائفة الخامسة: بعض المثقفين:

- ‌الطائفة السادسة: بعض العامة:

- ‌الطائفة السابعة: جماعة اللهو والعبث

- ‌الفصل الرابعفضل تلاوة القرآن الكريم

- ‌المبحث الأول: فضل تلاوة القرآن الكريم:

- ‌1 - تلاوة القرآن الكريم تحصيل للأجر العظيم:

- ‌2 - تلاوة القرآن سبب لتنزل السكينة:

- ‌أ - في الدنيا:

- ‌ب - في القبر:

- ‌جـ - في يوم القيامة:

- ‌المبحث الثاني: الترغيب في قراءة سور وآيات مخصوصة:

- ‌1 - الفاتحة أعظم سورة في القرآن:

- ‌2 - سورة البقرة حصن يمنع من الشيطان:

- ‌3 - آية الكرسي أعظم آية في القرآن:

- ‌أ - دبر كل صلاة مكتوبة:

- ‌ب - أذكار الصباح والمساء:

- ‌جـ - عند النوم:

- ‌4 - فضل سورة آل عمران:

- ‌5 - سورة الكهف حصن يعصم من الدجال:

- ‌6 - سورة الفتح يحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌7 - سورة تبارك تمنع من عذاب القبر:

- ‌8 - سورة الكافرون تعدل ربع القرآن:

- ‌9 - سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن:

- ‌10 - فضل المعوذتين:

- ‌المبحث الثالثأحاديث ضعيفة للتحذير منها

- ‌أولاً: أحاديث ضعيفة في فضل القرآن

- ‌ثانياً: أحاديث ضعيفة في فضل قراءة القرآن عند المقابر

- ‌ثالثاً: أحاديث ضعيفة في فضائل السور

- ‌1 - سورة الفاتحة

- ‌2 - سورة البقرة

- ‌3 - سورة آل عمران

- ‌4 - سورة الكهف

- ‌5 - سورة الرحمن

- ‌6 - سورة يّس

- ‌7 - سورة الدخان

- ‌8 - سورة الواقعة

- ‌9 - سورة الحشر

- ‌10 - سورة الإخلاص والمعوذتين

- ‌رابعاً: دعاء الحفظ الضعيف

- ‌الفصل الخامسآداب وأحكام تلاوة القرآن الكريم

- ‌1 - آداب تلاوة القرآن

- ‌1 - الإخلاص:

- ‌2 - الطهارة:

- ‌3 - السواك:

- ‌4 - نظافة المكان:

- ‌5 - استقبال القبلة:

- ‌6 - الاستعاذة والبسملة:

- ‌7 - الترتيل:

- ‌2 - صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن

- ‌3 - في كم يقرأ القرآن

- ‌4 - أيهما أفضل القراءة من المصحف أم عن ظهر قلب

- ‌5 - هل الجهر بالقراءة أفضل أم الإسرار

- ‌6 - هل يجوز مس المصحف على غير طهارة

- ‌7 - هل يجوز قراءة القرآن للجنب والحائض

- ‌8 - سجود التلاوة

- ‌9 - حكم نسيان القرآن

- ‌10 - حكم تقليد صوت القارئ

- ‌11 - حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح

- ‌الباب الثانيهجر استماع القرآن

- ‌الفصل الأولاستماع القرآن الكريم

- ‌أولاً: معنى السماع

- ‌ثانياً: فضائل استماع القرآن

- ‌ثالثاً: آداب استماع القرآن الكريم

- ‌رابعاً: سبب هجر استماع القرآن

- ‌الفصل الثاني

- ‌أولاً: أقسام الناس في سماع القرآن

- ‌(الصنف الأول)

- ‌(الصنف الثاني)

- ‌(الصنف الثالث)

- ‌(الصنف الرابع)

- ‌ثانياً: فتاوى مهمة في استماع القرآن

- ‌الفصل الثالثنماذج من استماع القرآن الكريم

- ‌أولاً: استماع الله سبحانه وتعالى

- ‌قال الحافظ ابن حجر رحمه الله

- ‌قلت: (الحافظ):

- ‌قال العلامة ابن القيم رحمه الله

- ‌‌‌قال الإمام النووي رحمه الله

- ‌قال الإمام النووي رحمه الله

- ‌قال الإمام القرطبي رحمه الله

- ‌قلنا:

- ‌ثانيًا: استماع الملائكة

- ‌استماع الملائكة لقرآن الفجر

- ‌استماع الملائكة القرآن من ثابت بن قيس رضي الله عنه

- ‌استماع الملائكة القرآن من قارئه

- ‌ثالثاً: استماع النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌استماع النبي صلى الله عليه وسلم القرآن من ابن مسعود رضي الله عنه

- ‌استماع النبي صلى الله عليه وسلم القرآن من سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه

- ‌استماع النبي صلى الله عليه وسلم القرآن من أبي موسى رضي الله عنه

- ‌استماع النبي صلى الله عليه وسلم القرآن من الأشعريين رضي الله عنه

- ‌استماع النبي صلى الله عليه وسلم القرآن من جبريل عليه السلام

- ‌رابعاً: استماع الكفار

- ‌استماع زعماء قريش للقرآن

- ‌استماع الوليد بن المغيرة للقرآن

- ‌استماع نساء المشركين وأبنائهم للقرآن

- ‌استماع عتبة بن ربيعة للقرآن

- ‌استماع الطفيل بن عمرو الدوسي للقرآن

- ‌استماع جبير بن مطعم للقرآن

- ‌حادثة سجود المشركين عند استماع القرآن

- ‌خامساً: استماع الجن

- ‌استماع الجن للقرآن

- ‌سجود الجن عند استماع القرآن

- ‌استماع الجن لسورة الرحمن

- ‌سادساً: استماع النصارى

- ‌تأثر النصارى عند استماع القرآن

- ‌استماع النجاشي وأساقفته للقرآن الكريم

- ‌الفصل الرابعصور من هجر استماع القرآن

- ‌1 - الصياح والغشي عند استماع القرآن

- ‌2 - شرب الدخان في مجلس القرآن

- ‌3 - الاستماع إلى الغناء

- ‌الباب الثالثهجر تدبر القرآن

- ‌الفصل الأولتدبر القرآن الكريم

- ‌أولاً: معنى التدبر

- ‌ثانياً: حكم التدبر

- ‌ثالثاً: فوائد تدبر القرآن وثمراته

- ‌الفصل الثانيهجر تدبر القرآن

- ‌أولاً: أسباب هجر تدبر القرآن الكريم

- ‌أولاً: الذنوب والمعاصي

- ‌ثانياً: ترك الدعاء

- ‌ثالثاً: الجهل باللغة العربية

- ‌رابعاً: عدم التخلي عن موانع الفهم

- ‌خامساً: هجر كتب التفسير

- ‌النموذج الأول: الهداية هدايتان:

- ‌النموذج الثاني: أين الله

- ‌ثانياً: كيف نتدبر القرآن الكريم

- ‌أولاً: الطريق العلمي:

- ‌ثانياً: الطريق العملي:

- ‌1 - الالتزام بآداب التلاوة

- ‌2 - تفريغ القلب من الشواغل

- ‌3 - ترتيل القرآن

- ‌4 - ترديد الآية حتى يتحصل على التدبر

- ‌5 - التفاعل مع الآيات، وإظهار الحزن والتأثر، أثناء القراءة

- ‌الفصل الثالثالمقامات العليا في التدبر

- ‌أولاً: التدبر في القرآن الكريم

- ‌الحث على التدبر

- ‌القلب وتدبر القرآن

- ‌تنكير القلوب:

- ‌بركة القرآن الكريم

- ‌عظمة القرآن الكريم

- ‌تدبر القرآن من صفات المؤمنين:

- ‌عتاب من الله للمؤمنين

- ‌ثانياً: تدبر الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن الكريم

- ‌1 - أبو بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌2 - عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌3 - عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

- ‌4 - عباد بن بشر رضي الله عنه

- ‌5 - الحسن البصري رحمه الله

- ‌6 - الربيع بن خثيم رحمه الله

- ‌7 - مطرف بن عبد الله رحمه الله

- ‌من قصص تدبر القرآن الكريم:

- ‌تدبر أعرابي:

- ‌تدبر جارية:

- ‌الباب الرابعهجر العمل بالقرآن الكريم

- ‌الفصل الأولالعمل بالقرآن بين الترغيب والترهيب

- ‌أولاً: اقتضاء العلم للعمل

- ‌ثانياً: وجوب العمل بالقرآن الكريم

- ‌الدليل الأول:

- ‌الدليل الثاني:

- ‌الدليل الثالث:

- ‌الدليل الرابع:

- ‌الخلاصة:

- ‌ثالثاً: الترغيب في العمل بالقرآن الكريم

- ‌1 - العمل بالقرآن الكريم سبب للهداية في الدنيا والآخرة:

- ‌2 - العمل بالقرآن سبب للفلاح في الدنيا والآخرة:

- ‌3 - العمل بالقرآن سبب للرحمة في الدنيا والآخرة:

- ‌4 - العمل بالقرآن سبب للشفاعة في الآخرة:

- ‌5 - العمل بالقرآن سبب لتكفير الذنوب وإصلاح البال:

- ‌رابعاً: الترهيب من هجر العمل بالقرآن الكريم

- ‌1 - هاجر العمل بالقرآن الكريم له مثل السوء:

- ‌2 - هاجر العمل بالقرآن الكريم يعذب في قبره إلى قيام الساعة:

- ‌3 - هاجر العمل بالقرآن الكريم وقود النار يوم القيامة:

- ‌4 - هجر العمل بالقرآن الكريم سبب من أسباب الفتنة وعلامة من علامات الساعة:

- ‌الفصل الثانيأسباب هجر العمل القرآن الكريم

- ‌أولاً: العادات والتقاليد:

- ‌ثانياً: الخوف على الدنيا والحرص عليها:

- ‌ثالثاً: فتنة الأئمة المضلين

- ‌الفصل الثالثالعمل بالقرآن الكريم في واقع السلف الصالح

- ‌تمهيد:

- ‌نماذج من عمل الصحابة بالقرآن الكريم

- ‌أولاً: نماذج عامة:

- ‌1 - الصحابة كلهم مستجيبون لله ورسوله عاملون بالقرآن الكريم

- ‌2 - نساء الصحابة عاملات بالقرآن الكريم

- ‌ثانياً: نماذج خاصة:

- ‌1 - صديق الأمة وخليفة رسول الله

- ‌2 - فاروق الأمة والخليفة العادل

- ‌3 - أبو طلحة الأنصاري

- ‌4 - أبو الدحداح والعذق الرداح

- ‌5 - ثابت بن قيس من أهل الجنة

- ‌6 - معقل بن يسار بين السمع والطاعة

- ‌7 - زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها

- ‌الباب الخامسهجر التداوي والاستشفاء بالقرآن الكريم

- ‌الفصل الأولالمرض

- ‌أولاً: تعريف المرض:

- ‌ثانياً: أنواع المرض:

- ‌ثالثاً: ماذا يعني المرض عند المسلم

- ‌1 - المرض عقوبة:

- ‌2 - المرض كفارة:

- ‌3 - المرض منزلة ودرجة:

- ‌رابعاً: الأمر بالتداوي:

- ‌خامساً: الدعاء من أنفع الأدوية:

- ‌سادساً: القرآن علاج وشفاء:

- ‌سابعاً: أحاديث ضعيفة وردت في فضل التداوي بالقرآن:

- ‌الفصل الثانيالصرع

- ‌تمهيد:

- ‌أولاً: تعريف الصرع:

- ‌ثانياً: الأدلة على إثبات الصرع:

- ‌أولاً: الأدلة من القرآن:

- ‌ثانياً: الأدلة من السنة:

- ‌ثالثاً: أنواع الصرع:

- ‌رابعاً: أسباب الصرع:

- ‌أولاً: أسباب الصرع الجني:

- ‌ثانياً: أسباب الصرع الطبي:

- ‌أسباب المرض في الطفولة:

- ‌الأسباب في البالغين:

- ‌خامسًا: أسباب انتشار ظاهرة الصرع:

- ‌1 - الوهم:

- ‌2 - الفراغ:

- ‌3 - كثرة كتب الجن والشياطين:

- ‌4 - حب الاستطلاع:

- ‌5 - جهل كثير من المعالجين:

- ‌الفصل الثالثالرقية الشرعية

- ‌أولاً: تعريف الرقية الشرعية:

- ‌ثانياً: حكم الرقية وشروطها:

- ‌ثالثاً: أقسام الرقى:

- ‌أولاً: باعتبار الراقي

- ‌ثانياً: أقسام الرقي باعتبار الزمن:

- ‌رابعاً: بعض الرقى لعلاج الصرع والسحر والحسد وسائر الأمراض:

- ‌1 - الرقي من القرآن الكريم:

- ‌2 - الرقى النبوية:

- ‌خامساً: بدع وأخطاء المعالجين:

- ‌أولاً: الحوار مع الجن وتصديقهم:

- ‌ثانياً: الاستعانة بالجن في العلاج:

- ‌ثالثاً: استرضاء الجن والذبح له:

- ‌رابعاً: الاعتماد على التجربة:

- ‌خامساً: التفرغ للرقية:

- ‌سادساً: التوسع في أخذ الأجر على الرقية:

- ‌سابعاً: علاج النساء:

- ‌ثامناً: الابتداع في الأذكار:

- ‌الفصل الرابعصور من هجر التداوي والاستشفاء بالقرآن الكريم

- ‌أولاً: إتيان السحرة والعرافين:

- ‌ثانياً: تعليق التمائم:

- ‌ثالثاً: الاستشفاء بتربة القبور:

- ‌رابعاً: إتيان الكنائس:

- ‌خامساً: حرز أبي دجانة:

- ‌الباب السادسهجر التحاكم بالقرآن الكريم

- ‌الفصل الأولأسباب الحكم بغير ما أنزل الله

- ‌أولاً: الجهل بأحكام الشريعة الإسلامية:

- ‌ثانياً: انعدام الإيمان وضعفه:

- ‌ثالثاً: الجمود الفكري والتعصب المذهبي:

- ‌رابعاً: عقبة أعداء الإسلام:

- ‌1 - دعاة على أبواب جهنم:

- ‌2 - عقبة الحكام:

- ‌3 - عقبة الكفار:

- ‌الفصل الثانيوجوب تحكيم الشريعة الإسلامية

- ‌ وجوب تحكيم الشريعة الإسلامية

- ‌الدليل الأول:

- ‌الدليل الثاني:

- ‌الدليل الثالث:

- ‌الدليل الرابع:

- ‌الدليل الخامس:

- ‌الدليل السادس:

- ‌ ثمرات تطبيق الشريعة الإسلامية:

- ‌الفصل الثالثالحكم بغير ما أنزل الله في الميزان

- ‌ خطورة التكفير

- ‌أقوال علماء الإسلام في تحكيم القوانين

- ‌أحوال الحاكم بغير ما أنزل الله:

- ‌الآثار السيئة المترتبة على الحكم بغير ما أنزل الله:

- ‌الفصل الرابعصور من تحكيم الشريعة الإسلامية

- ‌النموذج الأول:

- ‌النموذج الثاني:

- ‌النموذج الثالث:

- ‌الخاتمة

الفصل: ‌أقوال علماء الإسلام في تحكيم القوانين

‌أقوال علماء الإسلام في تحكيم القوانين

(1):

هذا بعض ما قاله علماء الإسلام المعتبرين على مدار القرون تسليم كف بكف وكابر عن كابر .. في تأويل آيات الحكم بغير ما أنزل الله، من الصدر الصالح وعلى رأسهم ابن عباس رضي الله عنهما إلى التابعين كعكرمة وغيرهما

من أئمة التفسير والأثر إلى علماء الملة المعاصرين الذين شهدوا على العصر، وشهد لهم بالعلم والصلاح - رحم الله الجميع -.

1 -

روى علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} ، قال: مَنْ جحد ما أنزل الله فقد كفر، ومَنْ أقر به، ولم يحكم به فهو ظالم فاسق (2).

2 -

قال القرطبي: وقال ابن مسعود والحسن: هي عامة في كل من لم يحكم بما أنزل الله، أي معتقداً ومستحلاً له) (3).

وكذلك قال السدي وإبراهيم النخعي (4).

3 -

وقال مجاهد في هذه الآيات الثلاث: من ترك الحكم بما أنزل الله رداً لكتاب الله فهو كافر ظالم فاسق (5).

(1) راجع مجلة السلفية ص (45 - 47) العدد (6) لعام 1422 هـ.

(2)

صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (179). وأخرجه ابن جرير في تفسيره: (10/ 357) وابن المنذر وغيرهم).

(3)

الجامع للأحكام القرآن (6/ 190).

(4)

انظر تفسير الطبري (10/ 356 - 357).

(5)

مختصر تفسير الخازن (1/ 310).

ص: 383

4 -

وقال عكرمة: ومن لم يحكم بما أنزل الله جاحداً به فقد كفر، ومَنْ أقر به، ولم يحكم به فهو ظالم فاسق (1).

قال الخازن وهو قول ابن عباس - أيضاً -.

5 -

وهو اختيار الزجاج (2).

6 -

وقال شيخ المفسرين الطبري: وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب مَنْ قال: (نزلت هذه الآيات في كُفَّار أهل الكتاب، لأن ما قبلها وما بعدها من الآيات فيهم نزلت، وهم المعنيون بها، وهذه الآيات سياق الخبر عنهم، فكونها خبراً عنهم أولى.

فإن قال قائل: فإن الله - تعالى ذكره - قد عَمَّ بالخبر بذلك عن جميع مَنْ لم يحكم بما أنزل الله، فكيف جعلتها خاصاً؟

قيل: إن الله تعالى عم بالخبر بذلك عن قوم كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين، فأخبر عنهم أنهم بتركهم الحكم على سبيل ما تركوه كافرين، وكذلك القول في كل مَنْ لم يحكم بما أنزل جاحداً به، هو بالله كافر، كما قال ابن عباس (3).

7 -

وقال أبوالسعود: أي مَنْ لم يحكم بذلك مستهيناً منكراً. {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} . (4).

8 -

وقال النسفي: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ} مستهيناً به لاستهانتهم به (5).

(1) مختصر تفسير الخازن (1/ 310).

(2)

مختصر تفسير الزجاج (1، 310).

(3)

تفسير الطبري (10/ 358).

(4)

تفسير أبو السعود (2/ 64).

(5)

تفسير النسفي (10/ 285).

ص: 384

9 -

وقال أبو بكر الجصاص: وقوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} لا يخلو من أن يكون مراده الشرك والجحود، أو كفر النعمة من غير جحود، إن كان المراد جحود حكم الله، أو الحكم بغيره مع الإخبار بأن حكم الله فهذا كفر يخرج عن الملة، وفاعله مرتد وإن كان قبل ذلك مسلماً.

وعلى هذا تأوله مَنْ قال: إنها أنزلت في بني إسرائيل وجرت فينا يعنون: (أن من جحد حكم الله، أو حكم بغير حكم الله ثم قال: إن هذا حكم الله فهو كافر، كما كفرت بنو إسرائيل حين فعلوا).

وإن كان المراد به كفر النعمة، فإن كفران النعمة قد يكون بترك الشكر عليها من غير جحود، فلا يكون فاعله خارجاً من الملة.

والأظهر هو المعنى الأول لإطلاقه اسم الكفر على من لم يحكم بما أنزل الله).

10 -

وقال شارح الطحاوية: (وهنا أمر يجب التفطن له، وهو أن الحكم بغير ما أنزل الله قد يكون كفراً ينقل عن الملة، وقد يكون معصية كبيرة أو صغيرة، ويكون كفراً إما مجازياً وإما كفراً أصغر وذلك حسب حال الحاكم:

فإنه إن اعتقد أن الحكم بما أنزل الله غير واجب، وأنه مُخَيَّر فيه، أو استهان به مع تيقنه أنه حكم الله، فهذا كفر أكبر.

وإن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله، وعَلِمَه في هذه الوقعة، وعدل عنه، مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة، فهذا عاصٍ، ويُسَمَّى كفراً مجازياً، أو كفراً أصغر) (1).

(1) شرح العقيدة الطحاوية (323، 324).

ص: 385

11 -

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

(ولا ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله فهو كافر، فمن استحل أن يحكم بين الناس بما يراه هو عدلاً من غير اتباع لما أنزل الله هو كافر، فإنه ما من أمة إلا وهي تأمر بالحكم بالعدل، وقد يكون العدل في دينها ما رآه أكابرهم، بل كثير من المنتسبين يحكمون بعاداتهم التي لم ينزلها الله سبحانه وتعالى، كسوالف البادية، وكأوامر المطاعين فيهم، ويرون أن هذا هو الذي ينبغي الحكم به دون الكتاب والسنة وهذا هو الكفر، فإن كثيراً من الناس أسلموا، ولكن مع هذا لا يحكمون إلا بالعادات الجارية لهم التي يأمر بها المطاعون، فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز الحكم إلا بما أنزل الله فلم يلتزموا ذلك، بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله فهم كفار، وإلا كانوا جهالاً)(1).

12 -

وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى -:

{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} لأنهم جحدوا حكم الله قصداً منهم وعناداً وعمداً، وقال ههنا:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ، لأنهم لم ينصفوا المظلوم من الظالم في الأمر الذي أمر الله بالعدل والتسوية بين الجميع فيه، فخالفوا وظلموا وتعدوا) (2).

17 -

(*) وقال علامة الشام الشيخ جمال الدين القاسمي رحمه الله:

(كفر الحاكم بغير ما أنزل الله بقيد الاستهانة والجحود له، هو الذي نحاه كثيرون

(1) منهاج السنة النبوية (5/ 130).

(2)

تفسير القرآن العظيم (2/ 337).

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا بالمطبوع (17) بعد (12)

ص: 386

وآثروه عن عكرمة وابن عباس) (1).

18 -

وقال صاحب المنار رحمه الله:

(وقد استحدث كثير من المسلمين من الشرائع والأحكام نحو ما استحدث الذين من قبلهم، وتركوا - بالحكم بها - بعض ما أنزل الله عليهم، فالذين يتركون ما أنزل الله في كتابه من الأحكام من غير تأويل يعتقدون صحته، فإنه يصدق عليهم ما قاله الله في الآيات الثلاث أو في بعضها، كل بحسب حاله:

- فمَنْ أعرض عن الحكم بحد السرقة، أو القذف، أو الزنى، غير مذعن له لاستقباحه إياه، وتفضيل غيره من أوضاع البشر عليه فهو كافر قطعاً.

- ومَنْ لم يحكم به لعلة أخرى فهو ظالم إن كان في ذلك إضاعة الحق أو ترك العدل والمساواة فيه، وإلا فهو فاسق فقط.

- فإننا نرى كثيرين من المسلمين المتدينين يعتقدون أن قضاة المحاكم الأهلية الذين يحكمون بالقانون كفاراً أخذاً بظاهر قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} ، ويستلزم الحكم بتكفير القاضي الحاكم بالقانون تكفير الأمراء والسلاطين الواضعين للقوانين، فإنهم وإن لم يكونوا ألفوها بمعافهم، فإنها وضعت بإذنهم، وهم الذين يولون الحكام ليحكموا بها ..

أما ظاهر الآية فلم يقل به أحد من أئمة الفقه المشهورين، بل لم يقل به أحد (قط)!!! (2).

(1) محاسن التأويل (6/ 1998).

(2)

تفسير المنار (6/ 405 - 406).

ص: 387

19 -

وقال العلامة الشنقيطي رحمه الله:

(واعلم أن تحرير المقام في هذا البحث أن الكفر والظلم والفسق، كل واحد منها أطلق في الشرع مراد به المعصية،

{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} معارضة للرسل، وإبطالاً لأحكام الله، فظلمه وفسقه وكفره كلها مخرج عن الملة.

{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} معتقداً أنه مرتكب حراماً، فاعل قبيحاً، فكفره وظلمه وفسقه غير مخرج من الملة) (1).

20 -

وقال العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ - رحمه الله تعالى -:

(.. وجاءت السنة بأن الطاعة في المعروف، وهو ما أمر الله به ورضيه من الواجبات والمستحبات. وإنما يحرم التحكيم إذا كان المستند إلى شريعة باطلة تخالف الكتاب والسنة، كأحكام اليونان والإفرنج والتتر وقوانينهم التي مصدرها آراؤهم وأهواؤهم، وكذلك سوالف البادية وعاداتهم الجارية، فمَنْ استحل الحكم بهذا في الدماء أو غيرها فهو كافر، قال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}، وهذه الآية ذكر فيها بعض المفسرين: أن الكفر المراد هنا كفر دون الكفر الأكبر، لأنهم فهموا أن تتناول من حكم بغير ما أنزل الله، وهو غير مستحل لذلك، ولكنهم لا ينازعون في عمومها للمستحل، وأن كفره مخرج عن الملة ..) أ. هـ (2).

(1) أضواء البيان (2/ 104).

(2)

عن كتاب منهاج التأسيس والتقديس، للعلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ، (70 - 71).

ص: 388

21 -

وقال المفتي العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي المملكة العربية السعودية الأسبق رحمه الله:

(وكذلك تحقيق معنى محمد رسول الله من تحكيم شريعته، والتقيد بها، ونبذ ما خالفها من قوانين والأوضاع وسائر الأشياء التي ما أنزل الله بها من سلطان، والتي من حكم بها أو حاكم إليها معتقداً صحة ذلك وجوازه فهو كافر الكفر الناقل عن الملة، وإن فعل ذلك بدون اعتقاد ذلك وجوازه فهو كافر الكفر العملي الذي لا ينقل عن الملة) أ. هـ (1).

22 -

وقال العلامة الشيخ السعدي رحمه الله:

(فالحكم بغير ما أنزل الله من أعمال أهل الكفر، وقد يكون كفراً ينقل عن الملة، وذلك إذا اعتقد حله وجوازه، وقد يكون كبيرة من كبائر الذنوب، ومن أعمال الكفر قد استحق من فعله العذاب الشديد .. {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} قال ابن عباس: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم وفسق دون فسق، فهو ظلم أكبر عند استحلاله، وعظيمة كبيرة عند فعله غير مستحل له)(2).

23 -

وقال العلامة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله:

(فقد اطلعت على الجواب المفيد القيم الذي تفضل به صاحب الفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني وفقه الله المنشور في صحيفة (المسلمون)(نقلاً عن المجلة السلفية) الذي أجاب به فضيلته على من سأله عن (تكفير من حكم بغير ما أنزل الله من غير تفصيل) فألفيتها كلمة قيمة أصاب فيها الحق وسلك فيها سبيل المؤمنين وأوضح - وفقه الله -

(1) فتاواه (1/ 80).

(2)

تيسير الكريم الرحمن (2/ 396 - 397).

ص: 389