الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا رسول الله كيف ترى ذلك؟ قال: " اعرضوا عليَّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك " وله من حديث جابر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى، فجاء آل عمرو ابن حزم فقالوا: يا رسول الله! إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب، قال: فَعَرضُوا عليه فقال: " ما أرى بأساً، من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه ") (1).
قال العلامة الألباني رحمه الله:
(وفي الحديث استحباب رقية المسلم بما لا بأس به من الرقى وذلك ما كان معناه مفهوماً مشروعاً، وأما الرقى بما لا يعقل معناه من الألفاظ فغير جائز. قال المناوي: وقد تمسك ناس بهذا العموم، فأجازوا كل رقية جربت منفعتها، وإن لم يعقل معناها، لكن دل حديث عوف الماضي أن ما يؤدي إلى شرك يمنع، وما لا يعرف معناه لا يؤمن أن يؤدي إليه، فيمنع احتياطاً). (2)
ثالثاً: أقسام الرقى:
تنقسم الرقى إلى قسمين بهذه الاعتبارات:
أولاً: باعتبار الراقي
.
ثانياً: باعتبار الزمن.
ويتضح هذا التقسيم من خلال العرض الآتي:
أولاً: باعتبار الراقي وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 -
أن يرقي الإنسان نفسه، وتعتبر هذه من أفضل المنازل، وأقربها للقبول، وذلك لأن المريض هو المضطر والله سبحانه وتعالى يقول: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ
(1) فتح الباري (10/ 206).
(2)
السلسلة الصحيحة للألباني (1/ 844). الطبعة الجديدة مكتبة المعارف.
إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} (62) سورة النمل. والرقية كالدعاء تماماً، لكنها دعاء خاص بطلب الشفاء، فالأولى أن يدعو الإنسان لنفسه، وأن يرقي نفسه، قال تعالى:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (186) سورة البقرة. وقال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (60) سورة غافر.
وفي رقية الإنسان لنفسه فوائد منها:
1 -
كمال الإتباع للنبي صلى الله عليه وسلم فقد كان إذا اشتكى هو أو أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات.
2 -
أكمل للتوكل وتعلق القلب بالله.
3 -
أقرب إلى إجابة الدعاء لأن العبد الداعي هو المضطر.
4 -
أدعى للسلامة من الانخداع ببعض الدجالين.
5 -
أحفظ للنساء وأدعى لصيانتهن من التعرض للرجال الأجانب. (1)
6 -
رجاء أن يكون الشخص من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب.
2 -
أن يرقي الإنسان غيره:
وذلك أن يرى الإنسان شخصاً تظهر عليه علامات المرض، فيرقيه من قبل نفسه، بدون أن يطلب المريض منه ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: " مَنْ استطاع منكم أن
(1) رسالة السحر والعين والرقية منها لفهد بن سليمان القاضي ص (13، 14).
ينفع أخاه فليفعل ". (1)
ومثلما فعل جبريل عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وسلم حينما اشتكى فرقاه جبريل من غير طلب من الرسول - عليه الصلاة السلام - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد! اشتكيت. قال: " نعم ". قال بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك. (2).
ولقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم لأهل المريض أن يطلبوا الرقية له، عن عائشة رضي الله عنها قالت: أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر - أن يسترقي من العين. (3)
وقال أيضاً: لما رأى في بيت أم سلمة جارية في وجهها سفعة: " استرقوا لها فإن بها النظرة "(4).
قال العلامة الألباني في بيان معنى " استرقوا ": (أي أطلبوا الرقية لها لا لكم). (5)
3 -
أن يطلب المريض من غيره أن يرقيه:
لقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم مَنْ لا يطلب الرقية من غيره، لكمال توكله على الله عز وجل فقال في وصف السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب:"أنهم لا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون "(6) والإسترقاء هو
(1) مسلم (2199).
(2)
رواه مسلم ح (2186).
(3)
رواه البخاري (5738).
(4)
رواه البخاري (5739).
(5)
كيف يعالج المصروع محاضره للألباني. تسجيلات القدس. جدة.
(6)
متفق عليه،. رواه البخاري (5739). ومسلم (2197).ولفظة (لا يرقون) شاذة. راجع السلسلة الصحيحة للألباني ح (244). رواه البخاري (5739). ومسلم (2197).