الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثانياً: الأدلة على إثبات الصرع:
لقد وردت الأدلة من القرآن الكريم على أن الصرع أمر واقع وحقيقي، ولا ينكره إلا مكابر ومعاند.
أولاً: الأدلة من القرآن:
قال تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَاّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} (275) سورة البقرة
قال الإمام القرطبي رحمه الله:
(في هذه الآية دليل على فساد مَنْ أنكر الصرع من جهة الجن وزعم أنه من فعل الطبائع، وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس). (1)
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ} الآية. أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشياطين له، وذلك أنه يقوم قياماً منكراً). (2)
ثانياً: الأدلة من السنة:
1 -
عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى. قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف، فأدع الله لي. قال:" إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ". فقالت: أصبر. فقالت إني أتكشف، فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها.
(1) تفسير القرطبي (2/ 223) طبعة دار الفكر.
(2)
تفسير ابن كثير (1/ 326) طبعة المكتبة القيمة.
عن ابن جريج أخبرني عطاء أنه رأى أم زفر، تلك المرأة الطويلة السوداء، على ستر الكعبة (1).
قال الحافظ ابن حجر:
(وفي الحديث فضل مَنْ يُصْرع، وأن الصبر على بلايا الدنيا يورث الجنة، وأن الأخذ بالشدة أفضل من الأخذ بالرخصة لمن علم من نفسه الطاقة ولم يضعف عن التزام الشدة، وفيه دليل على جواز ترك التداوي، وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجح وأنفع من العلاج بالعقاقير)(2).
2 -
عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: " ابن أبي العاص " قلت: نعم يا رسول الله!. قال: " ما جاء بك؟ " قلت: يا رسول الله! عرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي. قال: " ذاك الشيطان. ادنه " فدنوت منه فجلست على صدور قدمي قال: فضرب صدري بيده وتفل في فمي وقال: " اخرج عدو الله " فعل ذلك ثلاث مرات ثم قال: " الحق بعملك " قال: فقال عثمان: فلعمري ما أحسبه خالطني بعد. (3)
قال العلامة الألباني رحمه الله:
(وفي الحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان ويدخل فيه ولو كان مؤمناً صالحاً)(4).
(1) متفق عليه، واللفظ للبخاري،
(2)
الفتح (10/ 120).
(3)
(حديث صحيح) أخرجه ابن ماجة (3548) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2918).
(4)
السلسلة الصحيحة (6/ 1002) طبعة مكتبة المعارف بالرياض.