الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 -
صلاة العيدين: كان يقرأ فيها أحياناً {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} والغاشية أو {ق} والقمر.
3 - في كم يقرأ القرآن
؟ (1)
أخرج الإمام البخاري في صحيحه في كتاب فضائل القرآن باب في كم يقرأ القرآن وقول الله تعالى: {فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} .
وأورد تحته حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقرأ القرآن في شهر " قلت: إني أجد قوة
…
حتى قال: اقرأه في سبع ولا تزد على ذلك " (2).
وأخرج أبوداود أن عبد الله بن عمرو سأل النبي صلى الله عليه وسلم في كم يقرأ القرآن؟ قال: "في أربعين يوماً " ثم قال: " في شهر " ثم قال: " في عشرين " ثم قال: " في خمس عشرة " ثم قال: " في عشر " ثم قال: " في سبع "(3).
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يفقه مَنْ قرأ القرآن في أقل من ثلاث "(4).
(1) تراجع هذه المسألة في الكتب الآتية: فتح الباري (8/ 712،717)، التبيان ص (46،50) طبعة البيان، فضائل القرآن لابن كثير، البرهان في علوم القرآن (1/ 554،555)، والإحياء للغزالي (1/ 325،326).
(2)
رواه البخاري (5054).
(3)
(حسن) رواه أبوداود (1395) وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1261)، صحيح الجامع (1154)، السلسلة الصحيحة (1512).
(4)
(صحيح) رواه أبوداود والترمذي وابن ماجة وأحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع (7743).
قال الإمام النووي رحمه الله: (وكان السلف رضي الله عنهم لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه، فروى ابن أبي داود عن بعض السلف رضي الله عنهم، أنهم كانوا يختمون في كل شهرين ختمة واحدة، وعن بعضهم في كل شهر ختمة، وعن بعضهم في كل عشر ليال ختمة، وعن بعضهم في كل خمس ليال، وعن بعضهم في كل أربع ليال، وعن كثيرين في كل ثلاث ليال. وعن بعضهم ليلتين. وعن بعضهم في كل ليلة واحدة)(1).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
(قوله: (باب في كم يقرأ القرآن) وقول الله تعالى:
{فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} كأنه أشار إلى الرد على من قال: أقل ما يجزئ من القراءة في كل يوم وليلة جزء من أربعين جزءاً من القرآن، وهو منقول عن إسحق بن راهوية والحنابلة، لأن عموم قوله تعالى {فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} يشمل أقل من ذلك، فمن ادَّعى التحديد فعليه البيان) (2).
وفي فتاوى اللجنة الدائمة:
(ويشرع أن لا يتجاوز في ختمه للقرآن شهراً؛ لفعل السلف، ولكن لو ختمه في أكثر من شهر لا يُعد هاجراً لتلاوة القرآن). (3)
قال الإمام النووي رحمه الله:
(الاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص فمن كان من أهل الفهم والتدقيق استحب له أن يقتصر على القدر الذي لا يختل به المقصود من التدبر واستخراج المعاني وكذا من كان له شغل
(1) التبيان للنووي ص (46) طبعة البيان بتصرف.
(2)
فتح الباري (8/ 713) طبعة الريان.
(3)
فتاوى اللجنة الدائمة: المجموعة الثانية المجلد الثالث صـ 77
بالعلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة استحب له أن يقتصر منه على القدر الذي لا يخل بما هو فيه، ومن لم يكن كذلك فالأولى له الاستكثار ما أمكنه من غير خروج إلى الملل ولا يقرأه هزرمة. والله أعلم) (1)
وينبغي للمسلم ألا يقرأ القرآن في أقل من ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: " لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ذلك "(2).
قال أبوالطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي رحمه الله: (وهذا نص صريح في أنه لا يختم القرآن في أقل من ثلاثة أيام)(3).
وقال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط: (أقول: هذا هو الصواب الموافق للسنة)(4).
وأما ما ورد عن السلف في ختمهم للقرآن في أقل من ذلك مثل: ما ورد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه جمع القرآن في ركعة يوتر بها وروى عن سعيد بن جبير أنه قرأ القرآن في ركعة في الكعبة وتميم الداري وغيرهم من العلماء والصالحين.
فهذا يحمل على ما ذكره ابن كثير في فضائل القرآن: فهذا وأمثاله محمول إما على أنه ما بلغهم في ذلك حديث مما تقدم، أو أنهم كانوا يفقهون، ويتفكرون فيما يقرءونه مع هذه السرعة، والله سبحانه وتعالى أعلم) (5).
(1) التبيان ص (32) طبعة مكتبة الزهراء، الهزرمة: سرعة الكلام الخفي.
(2)
(حديث صحيح) انظر صحيح الجامع (7743).
(3)
عون المعبود شرح سنن أبي داود (4/ 187) المجلد الثاني طبعة دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى.
(4)
تخريج كتاب التبيان ص (49) طبعة البيان، دمشق، الطبعة الأولى.
(5)
فضائل القرآن لابن كثير.
وقال العلامة الألباني رحمه الله:
(ولقد أحسن الإمام الترمذي برواية هذا الخبر والذي بعده (خبر عثمان، وسعيد) بصيغة التضعيف، لأن الركعة مهما طالت لا يمكن أن يقرأ فيها القرآن الكريم كاملاً، فضلاً عما في ذلك من مخالفته لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركوع والسجود والقيام، وحاشا لسيدنا عثمان أن يفعل مثل ذلك) (1).
وقال سماحة العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله:
(
…
وبعض السلف قال: إنه يستثنى من ذلك أوقات الفضائل وأنه لا بأس أن يختم كل ليلة أو في كل يوم كما ذكروا هذا عن الشافعي وعن غيره، ولكن ظاهر السنة أنه لا فرق بين رمضان وغيره وأنه ينبغي له أن لا يعجل وأن يطمئن في قراءته وأن يرتل كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله بن عمرو فقال:"اقرأه في سبع " هذا آخر ما أمره به، وقال:" لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث "، ولم يقل إلا في رمضان، فحمله بعض السلف هذا على غير رمضان محل نظر.
والأقرب - والله أعلم - أن المشروع للمؤمن أن يعتني بالقرآن ويجتهد في إحسان قراءته وتدبر القرآن والعناية بالمعاني ولا يعجل، والأفضل أن لا يختم في أقل من ثلاث، هذا هو الذي ينبغي حسب ما جاءت به السنة ولو في رمضان) (2)
والخلاصة:
مما سبق يتضح أن الأفضل للمسلم أن لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث لحديث النبي عليه الصلاة والسلام وأن لا يزيد عن شهر لفعل السلف الصالح رضوان الله عليهم.
(1) ضعيف الترمذي للألباني ص (357).
(2)
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (9/ 416)