الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأغراض الشركية، فجعلوه يستخدم الجن في أغراض شركية وأغراض لاتجوز بالاتفاق). (1)
ثالثاً: استرضاء الجن والذبح له:
وفي هذه الطريقة يقوم المعالج باسترضاء الجني الصارع، فيلبي له جميع طلباته، فأحياناً يطلب منه ذبح حيوان أو لبس ذهب أو شرب دخان أو غيرها من الأمور المحرمة. وسبب حرمة هذه الطريقة - والله أعلم - عدة أمور:
1 -
أن الذبح للجن شرك بالله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لعن الله مَنْ ذبح لغير الله "(2) والتداوي بالشرك والكفر لا خلاف بين العلماء في تحريمه، ولا يجوز التداوي به باتفاق.
2 -
لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، حيث يطيع الجنيَّ ويلبس الذهب - إن كان رجلاً - أو يشرب الدخان، وهي من الأمور المحرمة شرعاً.
3 -
تلبية هذه الرغبات تزيد الجني طغياناً وكفراً وعتواً وتمرداً؛ لقوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (6) سورة الجن (3).
رابعاً: الاعتماد على التجربة:
وَسَّع المعالجون الباب في علاج الصرع الجني، ويستخدمون طرقاً تختلف من شخص لآخر، بزعم أنها مجربة، ونافعة أيضاً، ولذلك كثيراً ما تسمع عن هذه
(1) التمهيد لشرح كتاب التوحيد صـ (615 - 619). للشيخ / صالح بن عبد العزيز آل الشيخ. ط دار التوحيد، الطبعة الأولى.
(2)
رواه مسلم (1978) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(3)
انظر عالم الجن والشياطين لعمر سليمان الأشقر ص (143 - 144) وقاية الإنسان ص (107).
الوسائل المجربة:
1 -
القراءة على الماء والوضوء منه، والاغتسال به، والتوسع في ذلك.
2 -
الدهن بالزيت في مواضع معينة.
3 -
استعمال البخور والخرز وتعليقه.
4 -
إخافة الجني وإيذائه وسجنه وحرقه وقتله!! فتارة يستعملون الضرب والخنق، وتارة يحرقون بدن المصروع في أجزاء معينة، وإظلام المكان .. ، وبعضهم يدخلون المريض على بعض الحيوانات كالذئب مثلاً لإخافة الجني - زعموا - وغيرها كثير.
5 -
القراءة على الجماعات من الناس في وقت واحد لكسب الوقت، وذلك باستخدام مكبرات الصوت في المساجد، مع التركيز على آيات معينة ومحدودة بزعم أنها آيات الرقية.
قال العلامة الألباني رحمه الله:
(ليس كل تجربة نافعة يدل على شرعية هذه الوسيلة وإلا فتح لنا هذا باباً واسعاً من الدجل والبدعة والخرافة، بل من الشرك أحياناً.
الذين يتوسلون بالأنبياء والأولياء الصالحين، ويتضرعون عند قبورهم ويطلبون منهم قضاء حوائجهم يقولون جربنا مراراً وتكراراً حتى إنه سُطِّر في الكتب قبر (معروف) الترياق المجرب، وهذا هو المسجل تاريخياً، والمعروف عند الناس عملياً. (1)
…
أنا أقول نجاح التجربة لا يكفي في الدلالة على شرعيتها، لابد
(1) مثل ما كتبه الشيخ / محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في (الكلمات النافعة في شأن الحيوان يحبس فيه البول، أو الغائط، فيطاف به قبور المشركين فيبرأ، ولا يصلح ذلك دليلاً على صلاح صاحب القبر، إنما يفسره أهل العلم بأنهم يعذبون في قبورهم، فيسمع الحيوان صراخاً إذا اقترب من القبر فيرتاع لذلك، فتهتز أمعاؤه وأحشاؤه، فتطرد ما فيها، فيبرأ، لا دليل في ذلك على صلاح، بل هو دليل كفر وشرك وفساد) مجلة التوحيد ص (19).
أن يكون هناك دليل يؤيد الشرعية، وإلا فلا.
قال سائل: التوسل عبادة محضة تحتاج إلى دليل، أما التداوي الأصل فيه المشروعية والجواز، والأصل فيه عدم التقيد، فما جوابكم على هذا التفريق؟
قال العلامة الألباني: (هذا الكلام أراه صحيحاً لو كان الأمر متعلقاً بمعالجة أمور لا تتعلق بالغيب، لا تتعلق بما يقال اليوم بما وراء المادة، والجن من هذا القبيل، فلا أرى هذا من هذا حتى نقول بالموافقة). (1)
قال الشيخ محمد صفوت نور الدين رحمه الله:
(ما يفعله كثير من الناس من ضرب أو خنق أو كي، وإسراف في استخدام ذلك، يخرجون بذلك عن الشرع الذي جاء، ويستدلون بما لا يصلح لذلك دليلاً، كقول منسوب للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهم يعلمون أن الضرب، أو الخنق ليس المؤثر، إنما المؤثر هو ذكر الله سبحانه وتعالى والدعاء، فما لهم ينتقلون من الأعلى إلى الأدنى، وينتقلون مما يعلم بالشرع نفعه إلى ما يخشى وقوع ضره، فيتأثر المريض بذلك الضرب والخنق، ولو كان الضرب هو المؤثر لكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر مَنْ يجلد المصروع لا مَنْ يرقيه)(2).
(1) كيف يعالج المصروع للألباني.
(2)
مجلة التوحيد ص (20 - 21) العدد (8) السنة (24).