الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لما هجر الناس كتاب الله - جل وعلا - في باب التداوي والاستشفاء ضلوا ضلالاً بعيداً، ولجأوا إلى غير الله رب العالمين يلتمسون منهم الشفاء والدواء لأمراضهم، فخاب ظنهم، وضل سعيهم في الدنيا والآخرة، وهذه بعض الصور من هجر التداوي والاستشفاء التي تدل على الجهل وسوء المعتقد نذكرها تحذيراً لأمة القرآن منها.
أولاً: إتيان السحرة والعرافين:
لجأ كثير من الناس إلى السحرة والعرافين يطلبون منهم الشفاء لأمراضهم، وفك أعمالهم من السحر، وعلاج مصروعهم
…
، ومما لا شك فيه أن هذه الطريقة مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم للأمور الآتية:
1 -
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن النُّشرة؟ فقال: " هي من عمل الشيطان "(1).
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
(النشرة حل السحر عن المسحور، وهي نوعان:
(1)(حديث صحيح) رواه أحمد وأبوداود وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4/ 733).
أحدهما: قيل بسحر مثله، هو الذي من عمل الشيطان. وعليه يحمل قول الحسن (لا يحل السحر إلا ساحر). فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب، فيبطل عمله في المسحور.
والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة. فهذا جائز. (1)
2 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أتى عَرَّافاً فسأله عن شيء، لم تُقْبَلْ له صلاة أربعين ليلة "(2) وقال أيضاً: " مَنْ أتى كاهناً فَصَدِّقه بما يقول، فقد كفر بما أُنْزَل على محمد صلى الله عليه وسلم "(3).
لقد ترتب على إتيان العرافين أمران هما:
1) الكفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهما الكتاب والسنة.
2) لا تقبل للمرء صلاة أربعين ليلة.
3 -
قال تعالى: {
…
وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ
…
} (102) سورة البقرة.
وقال أيضاً: {
…
وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} (69) سورة طه. فبين الله تعالى أن طريق السحرة إلى الضلال والإفساد والضر وعدم الفلاح.
4 -
ورد عن الصحابة رضي الله عنهم بيان حكم الساحر في الشريعة الإسلامية، وهو القتل، فلو كان للساحر منفعة، لم يأمر بقتله.
عن جندب بن كعب رضي الله عنه قال: (حد الساحر: ضربه بالسيف)(4).
(1) فتح المجيد ص (397) طبعة مؤسسة قرطبة.
(2)
رواه مسلم (2230).
(3)
(حديث صحيح) رواه أبوداود والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني في الإرواء (2006).
(4)
(ضعيف مرفوعاً، صحيح موقوفاً) رواه الترمذي (1460) وقال: (هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، إسماعيل بن مسلم المكي يضعف في الحديث من قبل حفظه، والصحيح عن جندب موقوفاً)، راجع ضعيف الترمذي للألباني (244)، والسلسلة الضعيفة (1446).
عن بجالة بن عبده قال: (كتب عمر بن الخطاب: أن اقتلوا كل ساحر وساحرة). (1)
علامات يعرف بها الساحر:
(إذا وجدت علامة واحدة من هذه العلامات في أحد المعالجين فهو ساحر بلا أدنى ريب، وهذه العلامات هي:
1 -
يسأل المريض عن اسمه واسم أمه.
2 -
يأخذ أثراً من آثار المريض (ثوب - قلنسوة - منديل - فانيلة
…
) وما يعرف (بالثمل).
3 -
أحياناً يطلب حيواناً بصفات معينة ليذبحه ولا يذكر اسم الله عليه وربما لطخ بدمه أماكن الألم من المريض، أو يرمي به في مكان خرب.
4 -
كتابة الطلاسم، وتلاوة العزائم غير المفهومة.
5 -
إعطاء المريض (حجاباً) يحتوي على مربعات بداخلها حروف أو أرقام.
6 -
يأمر المريض أن يعتزل الناس مدة معينة في غرفة لا تدخلها الشمس ويسميها العامة (الحجبة).
7 -
أحياناً يطلب من المريض ألا يمس ماء مدة معينة غالباً تكون أربعين يوماً، وهذه العلامة تدل على أن الجني الذي يخدم هذا الساحر نصراني.
8 -
يعطي المريض أشياء يدفنها في الأرض.
(1) رواه البخاري (3156).