الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خامساً: حرز أبي دجانة:
يقول الصحابي الجليل أبودجانة رضي الله عنه (شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله بينما أنا مضطجع في فراشي إذ سمعت في داري صريراً كصرير الرحى ودوياً كدوي النحل، ولمعاً كلمع البرق فرفعت رأسي فزعاً مرعوباً، فإذا أنا بظل أسود تدلى، يعلو ويطول في صحن داري، فأهويت إليه، فمسست جلده فإذا جلده كجلد القنفذ، فرمى في وجهي مثل شرر النار، فظننت أنه قد أحرقني وأحرق داري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عامر دارك سوء يا أبا دجانة، ورب الكعبة مثلك يؤذي يا أبا دجانة، ثم قال: " ائتوني بداوة وقرطاس (ورقة)" فأتى بهما فناوله علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال: " اكتب أبا الحسن "، قال: وما أكتب؟ قال: " اكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: هذا كتاب من محمد رسول الله رب العالمين إلى مَنْ طرق الباب من العُمار والزوار .... " إلخ.
لقد حكم علماء الحديث وأئمة الإسلام على هذا الحديث بأنه (موضوع).
قال ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 169): (هذا حديث موضوع بلا شك، وإسناده مقطوع (يعني: منقطعاً) وليس في الصحابة من اسمه موسى أصلاً، وأكثر رجاله مجاهيل لا يعرفون).
وكذا نقله ابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 324، 325)، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (2/ 348)، والفتنى الهندي في تذكرة الموضوعات (212).
وقال الصغاني: حرز أبي دجانة: موضوع.
وقال الذهبي في السنن (1/ 245): (وحرز أبي دجانة شيء لم يصح ما أدري مَنْ وضعه).
وقال البيهقي: وقد رُوي في حرز أبي دجانة حديث طويل، وهو موضوع لا تحل روايته) (1).
وإنما ذكرنا حرز أبي دجانة للتحذير منه، وبيان درجته، والذي دفعنا إلى ذلك أننا قرأنا في بعض الكتب التي تتناول علاج المس الشيطاني، ويوصي مؤلف هذا الكتاب باستعماله بخاصة بعد نجاح تجربته!!.
قال: (هذه الرسالة (حرز أبي دجانة) تحتوي على خطاب يوضع خلف باب المنزل الذي يرى فيه بعض التخيلات، وقد أفادت التجربة نجاحها مع قراءتها جهراً في المكان بعد آية الكرسي ثلاث ليال متوالية؟!!.
وقال أيضاً (ونوجه ذهن المعالج أن يصف رسالة أبي دجانة مع معظم حالات السحر؟! لأنها مكملة للأذكار!! حتى يتكامل البرنامج العلاجي للمسحور والممسوس!! أو مَنْ يجدون في منازلهم أصواتاً غريبة أو تحركات مريبة!!)(2).
ويلحق بحرز أبي دجانة ما تشتهر بين الناس بالعهود السليمانية وهي عبارة عن أذكار مخترعة وأوراد غريبة ورسومات وأشكال غير واضحة يزعمون أنها تدفع العين والمس والصرع وأنها عهود أخذها سليمان عليه السلام على الجن، فكن - أخي الحبيب - على حذر من هذه الخرافات وابتعد عن الدجل والمشعوذة والجأ إلى كتاب الله فإن فيه الشفاء التام لجميع الأمراض والأسقام إذا توكلت على الملك العلام.
(1) راجع مجلة التوحيد ص (37) العدد (6) السنة (23)، والسنن والمبتدعات ص (296).
(2)
انظر كتاب (المنقذ القرآني لإبطال السحر وعلاج المس الشيطاني!! ص (76 - 77) طبعة دار الفضيلة.