الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ
(86)}
.
[86]
{أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا} استبدلوا.
{الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ} أي: يُهَوَّنُ عليهم.
{الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} أي: يُمنعون من عذاب الله عز وجل.
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ
(87)}
.
[87]
{وَلَقَدْ آتَيْنَا} أعطينا.
{مُوسَى الْكِتَابَ} التوراة جملة واحدة.
{وَقَفَّيْنَا} أتبعنا.
{مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ} رسولًا بعدَ رسول.
{وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ} عيسى: اسمٌ عبرانيٌّ أو (1) سريانيٌّ، والبيناتُ: الدَّلالاتُ الواضِحاتُ، وهي ما ذكر الله تعالى في سورة آل عمران والمائدة. قرأ أبو عمرٍو، وحمزةُ، والكسائيّ، وخلفٌ:(عِيسَى) بالإمالة حيثُ وقع (2).
(1) في "ت": "و".
(2)
انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 124)، و"معجم القراءات القرآنية"(1/ 84).
{وَأَيَّدْنَاهُ} قَوَّيناه.
{بِرُوحِ الْقُدُسِ} قرأ ابنُ كثيرٍ: (القُدْسِ) بسكون الدال، والباقونَ بضمِّها، وهما لغتان مثل: الرُّعْب، والرُّعُب (1)، وروحُ القدسِ: هو جبريلُ عليه السلام والقدُس: الطهارةُ: وُصِفَ جبريلُ بها لأنه لم يقترفْ ذنبًا، وقيلَ غيرُ ذلك، فلما سمعت اليهودُ ذكرَ عيسى، قالوا: يا محمدُ! لا مثلَ عيسى -كما تزعُم- فعلْتَ، ولا كما تقصُّ علينا من الأنبياء فَعَلْتَ، فائْتِنا بما أتى (2) به عيسى إنْ كنتَ صادقًا، قال الله تعالى:
{أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ} يا معشر اليهود.
{رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى} تحبُّ.
{أَنْفُسُكُمُ} والهوى: هو ميلانُ القلب إلى ما يستلذُّ به.
{اسْتَكْبَرْتُمْ} تكبرتم، وتعظمتم عن الإيمان.
{فَفَرِيقًا} طائفةً.
{كَذَّبْتُمْ} مثل عيسى ومحمد.
{وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} أي: قتلتم، مثل زكريا ويحيى وشعيا وسائرِ مَنْ قَتَلوا من الأنبياءِ عليهم السلام، ولم يقل: قتلتم، وإن أريدَ الماضي؛
(1) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس (1/ 198)، و"الحجة" لأبي زرعة (ص: 105)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 163)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: 84)، و"الكشف" لمكي (1/ 523)، و"تفسير البغوي"(1/ 74)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 141)، و"معجم القراءات القرآنية"(1/ 85).
(2)
في "ن": "أوتي".