الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{مِمَّا كَسَبُوا} عملوا في الدنيا.
{وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} إلى الخير.
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ"، قالوا: يا رسولَ الله! وما الشرك الأصغر؟ قال: "الرِّيَاءُ يَقُولُ اللهُ لَهُمْ يَوْمَ يُجَازِي الْعِبَادَ بِأَعْمَالِهِمُ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذيِنَ كُنْتُمْ تُرَاؤُونَ فِي الدُّنْيَا، فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً؟! "(1).
{وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
(265)}
.
[265]
{وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} أي: طلبَ رضوانِ الله.
{وَتَثْبِيتًا} أي: تصديقًا.
{مِنْ أَنْفُسِهِمْ} أي: يُخرجون الزكاةَ طَيِّبَةً بها نفوسُهم على يَقينٍ بالثوابِ وتصديقٍ بوعدِ الله، يعلمون أنَّ ما أخرجوا خير لهم مما تركوا.
والمعنى: مثلُ نفقةِ هؤلاء ونموِّها عندَ الله.
{كَمَثَلِ جَنَّةٍ} أي: بستان.
(1) رواه الإمام أحمد في "المسند"(5/ 428)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6831)، عن محمود بن لبيد رضي الله عنه. ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(4301)، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج رضي الله عنهما.
{بِرَبْوَةٍ} هي المرتَفِعُ المستوي من الأرض، لا يعلوه الماء، ولا يعلو عن الماء، فيكون نبتُه حسنًا. قرأ ابنُ عامرٍ، وعاصمٌ: بفتح الراء، والباقون: بالضم (1).
{أَصَابَهَا وَابِلٌ} مطرٌ شديدٌ كثير.
{فَآتَتْ} أعطَتْ.
{أُكُلَهَا} جَناها. قرأ نافعٌ، وابنُ كثيرٍ، وأبو عمرٍو:(أُكْلَهَا) بجزم الكاف، والباقون: بالضم (2).
{ضِعْفَيْنِ} أي: حملَتْ في سنة ما يحملُ غيرها في سنتينِ.
{فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ} هو المطرُ الخفيفُ الدائمُ. المعنى: إن هذه الجنةَ تَريعُ، قلَّ المطرُ أو كَثُرَ، كذلك صدقةُ المؤمنِ المخلصِ تنفعُه، قَلَّتْ أو جَلَّتْ.
(1) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: 146)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 190)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: 102)، و"الكشف" لمكي (1/ 313)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 169)، و"تفسير البغوي"(1/ 286)، و"التيسير" للداني (ص: 83)، و "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 232)، و"معجم القراءات القرآنية"(1/ 206).
(2)
انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: 146)، و "السبعة" لابن مجاهد (ص: 190)، و "الحجة" لابن خالويه (ص: 102)، و"الكشف" لمكي (1/ 313 - 314)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 169)، و"التيسير" للداني (ص: 83)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 216)، و "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 163)، و "معجم القراءات القرآنية"(1/ 207).