الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} في التوراةِ أنَّ قولَ محمد صلى الله عليه وسلم صدقٌ، ودينَهُ حَقُّ.
{فَاعْفُوا} أي: فاتركوا.
{وَاصْفَحُوا} أي: تجاوزوا، فالعفوُ: المحوُ، والصفحُ: الإعراضُ، وكان هذا قبلَ آيةِ القتال.
{حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} بعذابِه: القتلُ والسبيُ لبني قريظةَ، والجلاءُ والنفيُ لبني النضير.
{إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فيقدر على الانتقام منهم.
{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
(110)}
.
[110]
{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا} أي: تُسْلِفوا.
{لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ} طاعةٍ وعملٍ صالحٍ.
{تَجِدُوهُ} أي: تجدوا ثوابَهُ.
{عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} لا يَضيعُ عندَه عمل.
{وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
(111)}
.
[111]
{وَقَالُوا} عطفٌ على {وَدَّ} ، والضميرُ لأهلِ الكتابَيْنِ.
{لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا} أي: يهوديًّا، واليهودُ جمعُ هائدٍ.
{أَوْ نَصَارَى} وذلك أن اليهود قالوا: لن يدخلَ الجنةَ (1) إلَّا من كانَ يهوديًّا، ولا دينَ إلا اليهوديةُ، وقالت النصارى: لن يدخلَ الجنةَ إلا من كان نصرانيًّا، ولا دينَ إلا النصرانيةُ، نزلتْ في وفدِ نجرانَ، وكانوا نصارى، اجتمعوا في مجلسِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم معَ اليهودِ، فكذَّبَ (2) بعضُهم بعضًا، قال الله تعالى:
{تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ} شهواتُهم الباطلةُ التي تمنَّوْها على اللهِ بغيرِ الحقِّ. قرأ أبو جعفرٍ: بسكون الياء والتخفيف، مع كسر الهاء، والباقون: بتشديد الياء، وضم الهاء (3).
{قُلْ} يا محمدُ.
{هَاتُوا} أصلهُ: آتوا.
{بُرْهَانَكُمْ} حُجَّتكم على ما زعمتُمْ.
{إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} في دَعْواكم، ثم قال ردًّا:
(1)"الجنة" سقطت من "ت".
(2)
في "ت": "فكذبت".
(3)
انظر: "إعراب القرآن" للنحاس (1/ 207)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 217)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 139)، و"معجم القراءات القرآنية"(1/ 104).