الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومهما لحى في الحب لاح فإنه
…
لعمرك عندي من ذوي الجهل أجهل
ولكنه إن مات في الحب لم يكن
…
له قود عندي ولا منه يعقل
ووصلك من تهوى وتعشق واجب
…
عليك كذا حكم المتيم يفعل
فهذا جواب فيه عندي مقنع
…
لما جئت عنه أيها الشيخ تسأل
انتهت
ويحكى أن أبا جعفر الطحاوي لما حقق المذهب الحنفي .. قال: رحم الله أبا إبراهيم -يعني خاله المزني-لو عاش إلى اليوم .. لكفر عن يمينه، يعني قوله: والله؛ لا أفلحت.
والظاهر أنه لا تجب الكفارة على المزني؛ لأنه يعتقد تخطئته في انتقاله إلى المذهب الحنفي.
وتوفي الطحاوي المذكور سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة.
1482 - [أبو هاشم الجبائي]
(1)
أبو هاشم الجبّائي-بضم الجيم، وتشديد الموحدة، نسبة إلى جبّا، قرية من قرى البصرة، وقيل: كورة (2) وبلدة ذات قرى-شيخ المعتزلة، وابن شيخهم.
كان له ولد عامي لا يعرف شيئا، فدخل يوما على الصاحب بن عباد، فظنه عالما، فأكرمه ورفع مرتبته، ثم سأله عن مسألة فقال: لا أدري نصف العلم، فقال الصاحب:
صدقت يا ولدي؛ لأن أباك تقدم بالنصف الآخر.
توفي أبو هاشم المذكور سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة.
1483 - [ابن دريد]
(3)
أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد-تصغير أدرد-الإمام العلامة اللغوي، صاحب
(1)«تاريخ بغداد» (11/ 56)، و «وفيات الأعيان» (3/ 183)، و «سير أعلام النبلاء» (15/ 63)، و «تاريخ الإسلام» (24/ 85)، و «العبر» (2/ 193)، و «مرآة الجنان» (2/ 281)، و «البداية والنهاية» (11/ 209)، و «شذرات الذهب» (4/ 106).
(2)
كورة: المدينة والصقع، والجمع كور.
(3)
«تاريخ بغداد» (2/ 191)، و «معجم الأدباء» (6/ 577)، و «وفيات الأعيان» (4/ 323)، و «سير أعلام النبلاء» (15/ 96)، و «تاريخ الإسلام» (24/ 87)، و «العبر» (2/ 193)، و «مرآة الجنان» (2/ 282)، و «البداية والنهاية» (11/ 210)، و «بغية الوعاة» (1/ 76)، و «شذرات الذهب» (4/ 106).
«المقصورة» المشهورة التي مدح بها ابني ميكائيل، وكانا يومئذ على عمالة فارس، فأجازاه بعشرة آلاف درهم، وصنف لهما أيضا كتاب «الجمهرة» وهو من الكتب المعتبرة في اللغة، فقلداه ديوان فارس، فكانت تصدر كتب فارس عن رأيه، ولا ينفذ أمر إلا بعد توقيعه، فأفاد منها أموالا عظيمة، وكان سخيا كريما لا يمسك درهما.
ومن مليح شعره قوله: [من الكامل]
غراء لو جلت الخدور شعاعها
…
للشمس عند طلوعها لم تشرق
غصن على دعص (1)
…
تأوّد فوقه
قمر تألّق تحت ليل مطبق
لو قيل للحسن احتكم لم يعدها
…
أو قيل خاطب غيرها لم ينطق
فكأننا من فرعها في مغرب
…
وكأننا من وجهها في مشرق
تبدو فيهتف بالعيون ضياؤها
…
الويل حل بمقلة لم تطبق
أخذ عن أبي حاتم السجستاني، والرياشي، وعبد الرحمن بن عبد الله المعروف بابن أخي الأصمعي، وأبي عثمان سعيد بن هارون وغيرهم، وتنقل في البلدان.
ولما عزل ابنا ميكائيل عن فارس، وانفصلا إلى خراسان .. انتقل ابن دريد من فارس إلى بغداد، فأجرى له المقتدر كل شهر خمسين دينارا، واستمر ذلك إلى وفاته.
وكان واسع الرواية.
عرض له في رأس التسعين من عمره فالج، سقي له الترياق فبرئ، ثم عاوده، فبطلت حركته، وكان إذا دخل عليه الداخل وهو بعيد منه .. صاح وتألم، قال تلميذه ابن القالي:
فكنت أقول في نفسي: عاقبه الله تعالى بقوله في «مقصورته» : [من الرجز]
مارست من لو هوت الأفلاك من
…
جوانب الجوّ عليه ما شكا
وكان مع ذلك ثابت الذهن، كامل العقل، يرد فيما يسأل عنه ردا صحيحا، وعاش بعد ذلك عامين، وكان كثيرا ما يتمثل:[من الطويل]
فوا حزني أن لا حياة لذيذة
…
ولا عمل يرضى به الله صالح
توفي سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة في اليوم الذي توفي فيه أبو هاشم الجبائي المعتزلي، فقال الناس: دفن علم اللغة والكلام.
(1) الدعص: كثيب من الرمل مجتمع.