الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو صدوق من الأثبات، لكن فيه تشيع، ويصحح الواهيات.
دخل الحمام، فلما خرج منه وأراد أن يلبس ثيابه .. مات، وذلك في سنة خمس وأربع مائة.
1788 - [الحافظ الإدريسي]
(1)
عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس بن الحسن بن متّويه الأسترآباذيّ أبو سعد (2) الإدريسي، محدث سمرقند، ومصنف تاريخها وتاريخ بلده.
حدث عن أبي العباس الأصم فمن بعده، وعنه أبو مسعود البجلي، وأحمد بن محمد العتيقي وغيرهما.
وكان حافظا ذا إتقان ورسوخ، له مؤلف على الأبواب وتراجم الشيوخ.
توفي سنة خمس وأربع مائة.
1789 - [ابن نباتة الشاعر]
(3)
عبد العزيز بن عمر بن نباتة التميمي السعدي الشاعر.
جمع في شعره بين حسن السبك وجودة المعنى، طاف البلاد، ومدح الملوك والوزراء والرؤساء، وله في سيف الدولة ابن حمدان غرر القصائد، وكان قد أعطاه فرسا أدهم أغر محجّلا، فكتب إليه:[من الكامل]
يا أيها الملك الذي أخلاقه
…
من خلقه ورواؤه من رائه
قد جاءنا الطرف الذي أهديته
…
هاديه يعقد أرضه بسمائه
أولاية وليتنا فبعثته
…
رمحا سبيب العرف عقد لوائه
نحتلّ منه على أغرّ محجّل
…
ماء الدياجي قطرة من مائه
(1)«المنتظم» (9/ 140)، و «سير أعلام النبلاء» (17/ 226)، و «تاريخ الإسلام» (28/ 115)، و «العبر» (3/ 92)، و «تذكرة الحفاظ» (3/ 1062)، و «الوافي بالوفيات» (18/ 255)، و «شذرات الذهب» (5/ 31).
(2)
في «الوافي بالوفيات» (18/ 255): (أبو سعيد).
(3)
«تاريخ بغداد» (10/ 466)، و «وفيات الأعيان» (3/ 190)، و «تاريخ الإسلام» (28/ 116)، و «سير أعلام النبلاء» (17/ 234)، و «العبر» (3/ 93)، و «مرآة الجنان» (3/ 13)، و «شذرات الذهب» (5/ 31).
فكأنّما لطم الصّباح جبينه
…
فاقتصّ منه فخاض في أحشائه
في أبيات أخر.
ومن قوله في سيف الدولة: [من البسيط]
لم يبق جودك لي شيئا أؤمّله
…
تركتني أصحب الدّنيا بلا أمل
وهذا المعنى فيه إلمام بقول البحتري: [من الكامل]
وقطعتني بالجود حتى أنني
…
متخوف ألا يكون لقاء
أخجلتني بندى يديك فسودت
…
ما بيننا تلك اليد البيضاء
وفي معناه أيضا قول دعبل: [من الكامل]
أصلحتني بالبرّ بل أفسدتني
…
وتركتني أتسخط الإحسانا
وهذا المعنى مطروق للشعراء، وما ألطف قول المعري فيه:[من البسيط]
لو اختصرتم من الإحسان زرتكم
…
والعذب يهجر للإفراط في الخصر
أي: بفتح الخاء المعجمة، والصاد المهملة، وبعدها راء، وهو البرد الشديد، والمعنى: أن الماء إذا أفرط في شدة البرد وزادت برودته .. ترك شربه.
قال محمد بن وشاح: سمعت عبد العزيز ابن نباتة يقول: كنت يوما في دهليزي، فدق علي الباب، فقلت: من؟ فقال: رجل من أهل المشرق، فقلت: ما حاجتك؟ فقال:
أنت القائل: [من الطويل]
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره
…
تنوّعت الأسباب والموت واحد
فقلت: نعم، فقال: أرويه عنك؟ فقلت: نعم، ثم ذهب، فدق علي آخر، فسألته: من أنت؟ فقال: رجل من المغرب، فقلت: ما حاجتك؟ فقال مثل ما قال الأول، فأجبته بجوابي الأول، وعجبت كيف وصل شعري إلى المشرق والمغرب!
قال أبو الحسن محمد بن علي البغدادي صاحب كتاب «المفاوضة» : عدت أبا نصر ابن نباتة في اليوم الذي توفي فيه، فأنشدني هذا البيت:[من البسيط]
متّع لحاظك من خلّ تودّعه
…
فما إخالك بعد اليوم بالوادي
وودعته وانصرفت، فأخبرت في طريقي أنه توفي، وذلك في سنة خمس وأربع مائة.