الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان صدوقا صالحا من الزاهدين، وله كتاب «رواية الكبار عن الصغار والآباء عن الأبناء» .
توفي سنة أربع وثلاث مائة.
1423 - [يموت بن المزرّع]
(1)
يموت بن المزرّع بن يموت العبدي البصري.
قال الخطيب: (هو ابن أخت أبي عثمان الجاحظ)(2).
قدم يموت المذكور بغداد في سنة إحدى وثلاث مائة وهو شيخ كبير، فحدث بها عن أبي عثمان المازني، وأبي حاتم السجستاني، وجماعة كثيرة.
وروى عنه أبو بكر الخرائطي، وأبو بكر بن مجاهد المقرئ، وأبو بكر بن الأنباري وغيرهم.
وكان أديبا أخباريا، وله ملح ونوادر، وكان لا يعود مريضا؛ خوفا من أن يتطير باسمه، قيل: إنه كان يسمي نفسه محمدا، وكان إذا عاد مريضا، فاستأذن، فقيل: من هذا .. قال: أنا ابن المزرّع، ويسقط اسمه.
مدحه منصور بن الضرير بقوله: [من مجزوء الرمل]
أنت تحيا والذي يك
…
ره أن تحيا يموت
أنت ضوء النفس بل أن
…
ت لروح النفس قوت
أنت للحكمة بيت
…
لا خلت منك البيوت
قال ابن المزرع: حدثني من رأى قبرا بالشام عليه مكتوب: لا تغترن أحد بالدنيا؛ فإني ابن من كان يطلق الريح إذا شاء، ويحبسها إذا شاء، وبحذائه قبر مكتوب: كذب الماصّ بظر أمّه، لا يظن أحد أنه ابن سليمان بن داود عليهما السلام، إنما هو ابن حداد يجمع الريح في الزق، ثم ينفخ بها الجمر، قال: فما رأيت قبرين قبلهما يتشاتمان.
(1)«معجم الشعراء» (ص 581)، و «معجم الأدباء» (7/ 275)، و «وفيات الأعيان» (7/ 53)، و «سير أعلام النبلاء» (14/ 247)، و «تاريخ الإسلام» (23/ 150)، و «العبر» (2/ 134)، و «مرآة الجنان» (2/ 241)، و «شذرات الذهب» (4/ 22).
(2)
في «تاريخ بغداد» (12/ 209): (قال يموت: والجاحظ خال أمي).
ونحو ذلك ما يحكى: أن العسس في بعض الليالي لزموا شخصين وهما سكارى، فرفعوهما إلى الأمير-وأظنه الحجاج-فسألهما عن نسبهما، فقال أحدهما:[من الطويل]
أنا ابن الذي ذلت رقاب الورى له
…
ومخزومها منهم وهاشمها معا
وقال الثاني:
أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره
…
وإن نزلت تعلو وتملا لتشبعا
فظن الحجاج أنهما من أبناء الرؤساء، فأطلقهما؛ سترا على مروءتهما، ثم بحث عنهما؛ فإذا الأول ابن حجام، والثاني ابن طباخ.
وذكر الشيخ اليافعي في «تاريخه» حكاية حال عن ابن جزار وابن حائك، قال الأول منهما:[من الطويل]
أنا ابن الفتى ذباح كل سمينة
…
ومزهق أرواح بماض مصرعا
ومفن لشجعان القرون مخضبا
…
بمسفوك أقران لها السفك ضجّعا
وقال لسان حال الثاني: [من الطويل]
أنا ابن الذي يكسو الأنام صنيعه
…
بهاء وزينا من له الغير صنعا
بوصل وقطع مبرم في فعاله
…
لما لم يصل في الدهر غير ويقطعا (1)
وحكى ابن المزرع عن خاله الجاحظ أنه قال: طلب المعتصم جارية كانت لمحمود بن الحسن الشاعر، المعروف بالوراق، تسمى نشوى، وكان شديد الغرام بها، وبذل له في ثمنها سبعة آلاف دينار، فامتنع محمود من بيعها؛ لأنه كان يهواها أيضا، فلما مات محمود .. بيعت الجارية للمعتصم من تركته بسبع مائة دينار، فقال لها المعتصم: امتنع مولاك من سبعة آلاف، فأخذناك بسبع مائة، فقالت: أجل، إذا كان الخليفة ينتظر لشهواته المواريث .. فإن سبعين دينارا لكثيرة في ثمني فضلا عن سبع مائة، فخجل المعتصم.
توفي ابن المزرع المذكور في سنة أربع وثلاث مائة.
(1) انظر «مرآة الجنان» (2/ 244).