الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1721 - [الأديب ابن سكّرة]
(1)
أبو الحسن محمد بن عبد الله المعروف بابن سكّرة الأديب البغدادي الهاشمي العباسي، من ولد علي بن المهدي بن أبي جعفر المنصور العباسي.
كان شاعرا مشهورا، لا سيما في المزاح والمجون، يقال: إن ديوانه يزيد على خمسين ألف بيت، وكان هو وابن حجّاج يشبهان في وقتهما بجرير والفرزدق.
ومن بديع تشبيهه ما قاله في غلام زاره وفي يده غصن عليه زهر: [من الخفيف]
غصن بان بدا وفي اليد منه
…
غصن فيه لؤلؤ منظوم
فتحيرت بين غصنين في ذا
…
قمر طالع وفي ذا نجوم
وله في الشباب: [من الوافر]
لقد بان الشباب وكان غصنا
…
له ثمر وأوراق تظلّك
وكان البعض منك فمات فاعلم
…
متى ما مات بعضك مات كلّك
وله أيضا من أبيات في هجو بعض الرؤساء: [من مخلع البسيط]
ولا تقل ليس فيّ عيب
…
قد تقذف الحرّة العفيفة
والشعر نار بلا دخان
…
وللقوافي رقى لطيفة
كم من ثقيل المحلّ سام
…
هوت به أحرف خفيفة
لو هجي المسك وهو أهل
…
لكلّ مدح لصار جيفة
وكتب إلى الملحي البغدادي الشاعر: [من الخفيف]
يا صديقا أفادنيه زمان
…
فيه ضنّ بالأصدقاء وشح
بين شخصي وبين شخصك بعد
…
غير أن الخيال بالوصل سمح
إنما أوجب التباعد منّا
…
أنني سكّر وأنك ملح
(1)«تاريخ بغداد» (3/ 85)، و «المنتظم» (9/ 36)، و «وفيات الأعيان» (4/ 410)، و «سير أعلام النبلاء» (16/ 522)، و «تاريخ الإسلام» (27/ 109)، و «العبر» (3/ 32)، و «مرآة الجنان» (2/ 427)، و «شذرات الذهب» (4/ 455).
فكتب إليه الملحي: [من الخفيف]
هل يقول الإخوان يوما لخلّ
…
شاب منه محض المودّة قدح
بيننا سكّر فلا تفسدنه
…
أم يقول بيني وبينك ملح
قال الشيخ اليافعي: (هكذا صوابه، أعني أن الأبيات الأولى لابن سكرة، والبيتين الآخرين للملحي، خلاف ما رأيته في بعض التواريخ حيث عكس ذلك، وهو غير مناسب لمفهوم نظمهما)(1).
ولابن سكرة: [من مجزوء الرمل]
قيل ما أعددت للبر
…
د وقد جاء بشدّة
قلت درّاعة عري
…
تحتها جبّة رعدة
وله أيضا: [من البسيط]
جاء الشتاء وعندي من حوائجه
…
سبع إذا القطر عن حاجاتنا حبسا
كن وكيس وكانون وكأس طلا
…
بعد الكباب وكس ناعم وكسا
فجمع في البيت سبع كافات، وعارضه الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي ببيتين من قصيدة في هذا المعنى يشتمل كل بيت منها على عشر كافات، أحدهما في أمر الدنيا، والثاني في أمر الدين:[من الطويل]
بأول كانونين كانون مصطلى
…
ففصل الشتا يا صاح بالبرد مقبل
وأوله في الفجر سبع لشولة
…
وشمس بجدي له يشوى ويؤكل
بأول كانونين خامس عشرة
…
يكون فإن كنت النصيحة تقبل
فخذ عشر كافات خلت عن خلاعة
…
على الفسق تغري الفاسقين وتحمل
كل الكبش واكتس بالكسا في أريكة
…
لكحلا زكت والكيس عندك يكمل
ولكنّ أولى النصح ما فيه قلته
…
وإن لم أكن ممن إذا قال يفعل
تمسكن وكن في كن كهفك ناسكا
…
وكل كل ما يلقي إليك التوكل (2)
توفي ابن سكّرة المذكور في سنة خمس وثمانين وثلاث مائة.
(1)«مرآة الجنان» (2/ 427).
(2)
انظر «مرآة الجنان» (2/ 428) بنحوها.