الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1948 - [أبو الجوائز الكاتب الواسطي]
(1)
أبو الجوائز الحسن بن علي الكاتب الواسطي.
كان من الفضلاء، أديبا شاعرا، حسن الشعر، من شعره:[من الطويل]
دع الناس طرّا واصرف الودّ عنهم
…
إذا كنت في أخلاقهم لا تسامح
ولا تبغ من دهر تظاهر رنقه
…
صفاء بنيه فالطباع جوامح
وشيئان معدومان في الأرض درهم
…
حلال وخلّ في الحقيقة ناصح
وله أيضا: [من الطويل]
براني الهوى بري المدى وأذابني
…
صدودك حتى صرت أمحل من أمس
ولست أرى حتى أراك وإنما
…
يبين هباء الذر في ألق الشمس
توفي سنة ستين وأربع مائة (2)، والله سبحانه أعلم.
1949 - [جعفر ابن عبد الرحيم]
(3)
جعفر بن أحمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم أبو عبد الله المحائي (4) -بحاء مهملة، وقيل: معجمة قبلها ميم، وبعدها ألف ساكنة، وهمزة مكسورة، ثم ياء النسب- ونسبه في ذي الكلاع، قبيلة من حمير.
تفقه بجماعة، منهم القاسم بن محمد الجمحي، وابن ملامس، وأكثر أخذه عن الجمحي.
وكان فقيها نبيها عارفا، محققا مدققا، نقالا للنصوص، وكان مع سعة علمه عابدا مجتهدا، مشهورا بالصلاح والورع.
(1)«تاريخ بغداد» (7/ 404)، و «الإكمال» (1/ 180)، و «المنتظم» (9/ 483)، و «الكامل في التاريخ» (8/ 219)، و «وفيات الأعيان» (2/ 111)، و «مرآة الجنان» (3/ 84)، و «البداية والنهاية» (12/ 563).
(2)
كذا صحح ابن خلكان وفاته في «وفيات الأعيان» (2/ 113)، وفي هذه السنة أيضا أورده اليافعي، وفي باقي مصادر الترجمة: توفي سنة (462 هـ).
(3)
«طبقات فقهاء اليمن» (ص 94)، و «السلوك» (1/ 233)، و «مرآة الجنان» (2/ 453)، و «طراز أعلام الزمن» (1/ 280)، و «تحفة الزمن» (1/ 170)، و «طبقات الخواص» (ص 119)، و «هجر العلم» (3/ 1282)، وقد تقدمت ترجمته سهوا في وفيات سنة (400 هـ) تبعا لليافعي، انظر (3/ 288).
(4)
كذا ضبطه المصنف هنا تبعا لما في «طراز أعلام الزمن» (1/ 280)، وفي باقي المصادر:(المحابي) بالباء.
كان يسكن قرية الظرافة-بضم الظاء المعجمة-قرية شرقي سهفنة، وكان يتردد إلى الجند؛ رغبة في زيارة مسجدها ومذاكرة علمائها، وكان والي الجند حسن الظن بالفقيه، فلم يزل يتلطف به ويرغبه في سكنى الجند لينتفع الناس بعلمه حتى أجابه إلى ذلك بشرط ألا يلزمه الحكم، وألا يدعوه إلى منزله؛ فإن دعاه .. فلا يكلفه أكل طعام، فالتزم له ذلك، ثم إنه حدث للوالي ما أوجب أن يدعوا الناس إلى بيته، فاستدعى الفقيه من جملتهم، فلما صاروا إلى الطعام والفقيه ممسك يده .. ناوله الوالي موزة أو موزتين وقال: يا سيدي الفقيه؛ هذا أهداه لي فلان، وذكر له رجلا معروفا بالحل، وجعل يتلطف بالفقيه ليأكل من طعامه، فاستحيى الفقيه، فأخذ الحبة وأكل منها بعضا، ثم قام مبادرا مظهرا أن له عذرا، فلما صار في الدهليز .. أخرج الحبة من بطنه، ثم سار إلى بيته.
ولم يزل مقيما بالجند إلى أن قدم الصليحي في سنة أربع وخمسين وأربع مائة، فدخل عليه الفقيه من جملة فقهاء الجند للسلام، وكان الصليحي قد استخبر عنهم، وحقق حال الفقيه وعلمه وصلاحه، فقال له: يا فقيه؛ القضاء متعين عليك، ونريد منك تقبله، فقال الفقيه ما معناه: لا أصلح له، ولا يصلح لي، فأعرض الصليحي مغضبا، واشتغل عنه بالحديث مع الحاضرين، فخرج الفقيه مبادرا، وجد في السير إلى قريته، فسأل عنه الصليحي بعد ساعة، فقيل: قد خرج، فأمر بطلبه، فلم يوجد في البلد، فأمر جماعة يلحقونه إلى بلده ويقعون به، فخرجوا في أثره وأدركوه على قرب من قريته، فضربوه بسيوفهم، فلم تقطع فيه شيئا، غير أنه من شدة ألم الضرب وتكرره وقع على الأرض مغشيا عليه، فتركوه ورجعوا إلى الصليحي، وأخبروه أن سيوفهم لم تقطع فيه شيئا، فأمرهم بكتم ذلك، ثم إن بعض المارة رأى الفقيه على تلك الحالة، فصاح بأهل القرية، فحملوه إلى بيته، ورشوا عليه الماء حتى أفاق، وسألوه عن قصته، فأخبرهم الخبر، فقيل له: هل كنت تقرأ شيئا؟ قال: كنت أقرأ سورة يس، وقيل: جاءوه وقد أحرم بالصلاة، فلم يشعر بشيء من فعلهم به، ولم يزل الصليحي بعد ذلك يعظمه ويحترمه، ويحترم أصحابه، ويعفي أراضيهم من الخراج، ويقبل شفاعته فيما شفع، ويقول: ليس في فقهاء السنة مثله.
ومن مصنفاته: كتاب «التقريب» وكتاب «الجامع» وهو من الكتب النافعة المعدودة.
وكانت وفاته تقريبا على رأس ستين وأربع مائة.
قال الخزرجي: (وقول اليافعي في «تاريخه»: إنه توفي سنة أربع مائة .. غفلة منه؛ فإنه في سياق كلامه ذكر اجتماعه بالصليحي في الجند، ولا خلاف أن قيام الصليحي كان في سنة تسع وعشرين، وأن دخوله الجند واجتماعه بالفقيه بعد قيامه بعدة سنين)(1).
والله سبحانه أعلم
***
(1)«طراز أعلام الزمن» (1/ 282).