الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتب الكثير، وحدث باليسير عن عبد الوهاب الكلابي وغيره.
وروى عنه عبد العزيز الكتاني وغيره.
قال فيه الكتاني: شيخنا وأستاذنا، كان من العباد، وكانت له جنازة عظيمة ما رأيت مثلها.
توفي سنة ثمان وعشرين وأربع مائة.
1859 - [الشاعر مهيار الديلمي]
(1)
مهيار بن مرزويه الشاعر المشهور الفارسي.
أصله مجوسي فأسلم، قيل: كان إسلامه على يد الشريف الرضي، وعليه تخرج في نظمه، وله ديوان كبير في نحو أربع مجلدات.
ومن شعره من قصيدة شهيرة: [من الطويل]
يراها بعين الشوق قلبي على النوى
…
فيحظى ولكن من لعيني برؤياها
فلله ما أصفا وأكدر حبها
…
وأبعدها مني الغداة وأدناها
ومن شعره: [من الكامل]
يلحى على البخل الشحيح بماله
…
أفلا تكون بماء وجهك أبخلا
أكرم يديك عن السؤال فإنما
…
قدر الحياة أقل من أن تسألا
ولقد أضم إلي فضل قناعتي
…
وأبيت مشتملا بها متزمّلا
وإذا امرؤ أفنى الليالي حسرة
…
وأمانيا أفنيتهن توكلا
توفي سنة ثمان وعشرين وأربع مائة.
1860 - [ابن سينا]
(2)
الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا المعروف بالرئيس أبي علي ابن سينا.
(1)«المنتظم» (9/ 284)، و «الكامل في التاريخ» (7/ 782)، و «وفيات الأعيان» (5/ 359)، و «سير أعلام النبلاء» (17/ 472)، و «تاريخ الإسلام» (29/ 246)، و «البداية والنهاية» (12/ 487).
(2)
«الكامل في التاريخ» (7/ 783)، و «وفيات الأعيان» (2/ 157)، و «سير أعلام النبلاء» (17/ 531)، و «تاريخ الإسلام» (29/ 218)، و «الوافي بالوفيات» (12/ 391)، و «مرآة الجنان» (3/ 47)، و «الجواهر المضية» (2/ 63)، و «البداية والنهاية» (12/ 488)، و «شذرات الذهب» (5/ 132).
قال ابن خلكان: (تنقل ابن سينا في البلدان، واشتغل بالعلوم، أتقن علم القرآن الكريم والأدب، وحفظ أشياء من أصول الدين، وحساب الهندسة، والجبر والمقابلة وعمره عشر سنين، وتوجه نحوهم الحكيم الناتلي-بالنون، والتاء المثناة من فوق-فأنزله أبو الرئيس أبي علي عنده، وابتدأ يقرأ عليه، فأحكم علم المنطق واقليدس والمجسطي حتى فاق شيخه الناتلي المذكور بدرايتها، وأوضح له رموزا، وفهمه إشكالات كان شيخه المذكور لا يدريها، ومع ذلك كان يختلف في الفقه إلى إسماعيل الزاهد يقرأ ويبحث ويناظر، ثم اشتغل بتحصيل علوم أخرى كالطبيعي والإلهي، ونظر في النصوص والشروح، ثم رغب في علم الطب، وتأمل كتبه المصنفة، وعالج تأدبا لا تكسبا، وعلمه حتى فاق فيه الأوائل والأواخر في أقل مدة، واختلف إليه فضلاء هذا الفن وكبراؤه يقرءون عليه أنواعه والمعالجات المقتبسة من التجربة وسنّه إذ ذاك ست عشرة سنة، وفي مدة اشتغاله لم ينم ليلة واحدة بكمالها، ولا اشتغل في النهار بسوى المطالعة، وكان إذا أشكلت عليه مسألة ..
توضأ وقصد المسجد الجامع، وصلّى ودعا الله أن يسهلها عليه ويفتح عليه مغلقها على ما ذكر بعض المؤرخين.
وذكر عند الأمير نوح صاحب خراسان في مرض مرضه، فأحضره وعالجه حتى برئ، واتصل به وقرب منه، ودخل إلى دار كتبه وكانت عديمة المثل، فيها من كل فن من الكتب المشهورة بأيدي الناس وغيرها مما لا يوجد في سواها ولا سمع باسمه فضلا عن معرفته، فظفر أبو علي فيها بكتب الأوائل وغيرها، وحصّل نخب فوائدها، واطلع على أكثر علومها، فاتفق بعد ذلك احتراق تلك الخزانة، فتفرد أبو علي بما حصله من علومها، ويقال: إنه الذي توصل إلى إحراقها؛ لينفرد بمعرفة ما حصله منها وينسبه إلى نفسه.
ولم يستكمل ثمان عشرة سنة من عمره إلا وقد فرغ من تحصيل العلوم بأسرها، ثم صار هو وأبوه يتصرفان في الأحوال، ويتقلدان الأعمال للسلطان، وجرت له تنقلات في البلدان كخوارزم وجرجان ودهستان والري وقزوين وبخارى وهمذان وأصبهان وبست وطوس، وله اجتماع بولاتها كخوارزم شاه، وشمس المعالي قابوس، وشمس الدولة، وعلاء الدولة.
وتولى الوزارة لشمس الدولة في همذان، ثم تشوش العسكر عليه، فنهبوا داره وقبضوا عليه، وسألوا شمس الدولة قتله فامتنع، ثم أطلق فتوارى، ثم مرض شمس الدولة بالقولنج، فأحضره لمداواته، واعتذر إليه، وأعاده وزيرا) (1).
(1)«وفيات الأعيان» (2/ 157).
وبالجملة: كان نادرة عصره في علمه وذكائه، ومن تصانيفه:«الشفاء» في الحكمة و «النجاة» و «الإشارات» و «القانون في الطب» وغير ذلك مما يقارب مائة مصنف ما بين مختصر منها ومطول، وله رسائل بديعة، منها «رسالة الطير» ، وكتبه كلها فلسفية لا ينشرح لها صدر متدين.
وعن الشيخ شهاب الدين السهروردي أنه غسل كتابه الموسوم «بالشفاء» بإشارة قدسية نبوية، يعني بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم.
كان يقال: إشاراته فشارات، ونجاته هلاك، وشفاؤه سقم.
وكان الشيخ كمال الدين بن يونس يقول: إن مخدومه سخط عليه، واعتقله، ومات في السجن، وكان ينشد:[من المتقارب]
رأيت ابن سينا يعادي الرجال
…
وفي السجن مات أخس الممات
فلم يشف ما نابه بالشفاء
…
ولم ينج من موته بالنجاة
إشارة إلى كتابيه المذكورين أولا.
قال الشيخ اليافعي: (وقد ذكر أنه تاب واشتغل بالتنسك، فإن صح ذلك .. فقد أدركه الله تعالى بسابق عنايته وواسع رحمته حتى أحدث فيه لا حق توبته) اهـ (1).
قال ابن خلكان: (كان ابن سينا قوي المزاج، يغلب عليه قوة الجماع، حتى أضعفته ملازمته، وعرض له قولنج، فعالجه مرارا، فكان يصح أسبوعا ويمرض كثيرا، وطرح بعض غلمانه في بعض أدويته شيئا كثيرا زائدا على ما رسمه الطبيب، فعجزت المعالجات عن شفائه، وأشرفت قوته على السقوط، فأهمل المداواة، واعترف بالعجز عن تدبير نفسه، ثم اغتسل، وتاب وتصدق بما معه على الفقراء، ورد المظالم على من عرفه، وأعتق مماليكه، وجعل يختم في كل ثلاثة أيام ختمة، ثم توفي بهمذان في شهر رمضان في سنة ثمان وعشرين وأربع مائة.
ومن شعره القصيدة العينية التي يقول في أولها: [من الكامل]
هبطت إليك من المحلّ الأرفع
…
ورقاء ذات تعزّز وتمنّع
يعني النفس) (2).
(1)«مرآة الجنان» (3/ 51).
(2)
«وفيات الأعيان» (2/ 159).