الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإن لم ترك العين
…
فقد يبصرك القلب
وقال الشبلي: رأيت معتوها عند جامع الرصافة يقول: أنا مجنون أنا مجنون، فقلت له: لم لم تصل؟ ! فأنشأ يقول: [من الطويل]
يقولون زرنا واقض واجب حقنا
…
وقد أسقطت حالي حقوقهم عني
إذا هم رأوا حالي ولم يأنفوا لها
…
ولم يأنفوا مني أنفت لهم مني
توفي سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة.
1527 - [أبو علي القشيري]
(1)
محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري الحراني، نزيل الرقة، ومؤلف تاريخها.
حدث عن سليمان بن سيف، وهلال بن العلاء وغيرهما، وعنه ابن جميع، وأبو مسلم الكاتب وغيرهما.
وكان من الحفاظ المصنفين النبهاء. توفي سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة.
1528 - [ابن القاص الطبري]
(2)
أبو العباس أحمد بن القاص الطبري الشافعي، له مصنفات مشهورة، تفقه بأبي العباس بن سريج، وتوفي سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة.
1529 - [الصولي الشطرنجي]
(3)
محمد بن يحيى البغدادي الصولي، العلامة الأخباري الأديب، صاحب التصانيف، المعروف بالشطرنجي، لم يكن في عصره مثله في معرفة لعب الشطرنج، حتى صار يضرب
(1)«سير أعلام النبلاء» (15/ 335)، و «تاريخ الإسلام» (25/ 110)، و «العبر» (2/ 245)، و «تذكرة الحفاظ» (3/ 846)، و «الوافي بالوفيات» (3/ 95)، و «شذرات الذهب» (4/ 187).
(2)
«وفيات الأعيان» (1/ 68)، و «سير أعلام النبلاء» (15/ 371)، و «تاريخ الإسلام» (25/ 121)، و «العبر» (2/ 247)، و «الوافي بالوفيات» (6/ 227)، و «مرآة الجنان» (2/ 319)، و «طبقات الشافعية الكبرى» (3/ 59)، و «شذرات الذهب» (4/ 191).
(3)
«معجم الأدباء» (7/ 79)، و «وفيات الأعيان» (4/ 356)، و «سير أعلام النبلاء» (15/ 301)، و «تاريخ الإسلام» (25/ 130)، و «العبر» (2/ 247)، و «الوافي بالوفيات» (5/ 190)، و «مرآة الجنان» (2/ 319)، و «البداية والنهاية» (11/ 261)، و «شذرات الذهب» (4/ 192).
به المثل فيقال لمن يبالغ في حسن لعبه بها: فلان يلعب الشطرنج مثل الصولي.
كان أحد الأدباء الفضلاء المشاهير.
روى عن أبي داود السجستاني، وأبي العباس ثعلب، والمبرد وغيرهم.
وروى عنه الحافظ أبو الحسن الدارقطني، والإمام أبو عبيد الله المرزباني وغيرهما.
وله رواية واسعة، ومحفوظات كثيرة، وكان أغلب فنونه أخبار الناس.
وكان حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، مقبول القول، نادم المكتفي، ثم المقتدر، ثم الراضي.
قال المسعودي في «مروج الذهب» : (وقد ذكر أن الصولي في بدء دخوله على المكتفي لعب مع الماوردي بالشطرنج، وكان الماوردي متقدما عند المكتفي، متمكنا من قلبه، معجبا بلعبه، فلما لعبا جميعا بحضرته .. حمل المكتفي حسن رأيه في الماوردي وتقدم الحرمة والألفة على نصرته وتشجيعه حتى أدهش ذلك الصولي في أول وهلة، فلما اتصل اللعب بينهما، وجمع له الصولي همه وقصده وكليته .. غلبه غلبا لا يكاد يرد عليه شيئا، وتبين للمكتفي حسن لعب الصولي، فعدل عن هواه ونصرته للماوردي وقال له: عاد ماء وردك بولا)(1).
قال ابن خلكان: (وأخبار الصولي وما جرى له أكثر من أن تحصر، ومع فضائله وتفننه في العلوم وظرافته ما خلا من منتقص هجاه هجوا لطيفا، فإن أبا سعيد العقيلي-بضم العين المهملة، وفتح القاف-رأى له بيتا مملوءا كتبا قد صفها وجلودها مختلفة الألوان، وكان يقول: هذه سماعي، وإذا احتاج إلى معاودة شيء منها .. قال: يا غلام؛ هات الكتاب الفلاني، فقال أبو سعيد المذكور:[مجزوء الرمل]
إنما الصولي شيخ
…
أعلم الناس خزانه
إن سألناه بعلم
…
أو طلبناه إبانه
قال يا غلمان هاتوا
…
رزمة العلم فلانه
توفي الصولي سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة.
قال ابن خلكان: ورأيت خلقا كثيرا يعتقدون أن الصولي هذا هو الذي وضع الشطرنج،
(1)«مروج الذهب» (5/ 218).
وهو غلط؛ فإن الذي وضعه صصّه-بتكرير الصاد المهملة، الأولى منهما مكسورة، والثانية مفتوحة مشددة، ثم هاء ساكنة في آخره-ابن داهر الهندي، وضعه للملك شيرام، بكسر الشين المعجمة، وسكون المثناة من تحت، وبالراء بعد الياء، والميم (1)، وذلك أن أردشير-بفتح الهمزة والدال المهملة بينهما راء ساكنة، وكسر الشين المعجمة، وسكون المثناة تحت، آخره راء-ابن بابك أول ملوك الفرس الأخيرة قد وضع النرد، ولذلك قيل له: النردشير، نسبة إلى واضعه المذكور، وجعله مثلا للدنيا وأهلها، فرتب الرقعة اثني عشر بيتا بعدد شهور السنة، وجعل القطع ثلاثين قطعة بعدد أيام كل شهر، وجعل الفصوص مثل القدر وتقلبه بأهل الدنيا، فافتخرت الفرس بوضع النرد، وكان ملك الهند يومئذ بلهيت، بفتح الموحدة، وسكون اللام، وفتح الهاء، وسكون المثناة من تحت، ثم مثناة من فوق) (2).
قال الشيخ اليافعي: (واسم الملك المذكور مخالف لما تقدم (3) أن اسم الملك الذي وضع له الشطرنج: شيرام، ويحتمل أن يكون أحد اللفظين اسما له، والآخر لقبا) اهـ (4)
ويحتمل أنه يوم وضعت الفرس النرد كان ملك الهند بلهيت، ثم ولي بعده شيرام، فوضع صصه الشطرنج في أيامه، والله سبحانه أعلم.
فلما وضع الشطرنج .. قضت حكماء ذلك العصر بترجيحه على النرد.
ويقال: إن صصه لما وضعه وعرضه على الملك المذكور .. أعجبه عجبا شديدا، وأظهر الشكر والسرور على ما أنعم عليه في ملكه بها وقال لصصه: اقترح علي ما تشتهي، فقال: أقترح أن تضع حبة بر في البيت الأول، ولا تزال تضعّفها في كل بيت حتى تنتهي إلى آخرها، فمهما بلغ .. تعطيني، فاستصغر الملك ذلك، وأنكر عليه كونه قابله بالنزر اليسير التافه الحقير وكان الملك قد أضمر له شيئا كثيرا، فقال صصه: ما أريد إلا هذا، فأجابه إلى مطلوبه، وأمر أرباب الديوان أن يحسبوه فقالوا: ما عندنا حب يفي بهذا، ولا بما
(1) في «وفيات الأعيان» (4/ 357) المنقول منه: (شهرام، بكسر الشين المعجمة).
(2)
«وفيات الأعيان» (4/ 357).
(3)
أي: في كلام ابن خلكان في «وفيات الأعيان» (4/ 357)؛ فإنه ذكر اسم الملك أولا أنه: شهرام، ثم ذكر أنه: بلهيت.
(4)
«مرآة الجنان» (2/ 320).
يقاربه، فاستنكر الملك مقالتهم، وطالبهم بإقامة البرهان على ذلك، فقعدوا عنده وحسبوه، وظهر له صدق قولهم فقال الملك لصصه: أنت في اقتراحك ما اقترحت أعجب حالا من وضعك الشطرنج.
قال القاضي ابن خلكان: (وطريق هذا التضعيف أن يضع الحاسب في البيت الأول حبة، وفي الثاني حبتين، وفي الثالث أربع حبات، وفي الرابع ثماني حبات، وهكذا إلى آخره، كلما انتقل إلى بيت .. ضاعف ما قبله وأثبته فيه، قال: ولقد كان في نفسي شيء من هذه المبالغة حتى اجتمع بي بعض حساب الإسكندرية وذكر لي طريقا تبين صحة ما ذكروه، وأحضر لي ورقة بصورة ذلك، وهو أنه ضاعف العدد إلى البيت السادس عشر، فأثبت فيه اثنتين وثلاثين ألفا وسبع مائة وثماني وستين حبة، وقال: تجعل هذه الجملة مقدار قدح، قال: فعبرناها، فكانت كذلك والعهدة عليه في هذا النقل، ثم ضاعف القدح في البيت السابع عشر، وهكذا حتى بلغ ويبة في البيت العشرين، ثم انتقل إلى الويبات، ومنها إلى الأرادب، ولم يزل يضاعفها حتى انتهت في بيت الأربعين إلى مائة ألف إردب وأربعة وسبعين ألف إردب وسبع مائة واثنين وستين إردبا وثلثي إردب، وقال: تجعل هذه الجملة شونة؛ فإن الشونة ما يكون فيها أكثر من هذا، ثم ضاعف الشون إلى بيت الخمسين، فكانت الجملة ألفا وأربعا وعشرين شونة، فقال: تجعل هذه مدينة؛ فإن المدينة لا يكون فيها أكثر من هذه الشون، وأي مدينة يكون فيها هذه الجملة من الشون؟ ! ثم ضاعف البلدان حتى انتهت إلى بيت الرابع والستين، وهو آخر أبيات رقعة الشطرنج، إلى ستة عشر ألف مدينة وثلاث مائة وأربع وثمانين مدينة، وقال: تعلم أن ليس في الدنيا مدن أكثر من هذا العدد؛ فإن دور كرة الأرض معلوم بطريق الهندسة، وهو ثمانية آلاف فرسخ، بحيث لو وضعنا طرف حبل على أي موضع كان من الأرض، وأدرنا الحبل على كرة الأرض حتى انتهينا بالطرف الآخر إلى ذلك الموضع من الأرض، والتقى طرفا الحبل، فإذا مسحنا ذلك الحبل .. كان طوله أربعة وعشرين ألف ميل، وهي ثمانية آلاف فرسخ، قال: وذلك قطعي لا شك فيه، قال: ومعلوم أن ما في الأرض من المعمور هو قدر ربع الكرة بطريق التقريب)(1).
(1)«وفيات الأعيان» (4/ 358).