الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كما قال عليه الصلاة والسلام.
وفيه مشروعية تقبيل الولد وشمه، وليس فيه دليل على فعل ذلك بالميت، لأن هذه القصة إنما وقعت قبل موت إبراهيم عليه السلام، نعم، روى أبو داود وغيره أنه عليه الصلاة والسلام قبّل عثمان بن مظعون بعد موته، وصححه التِّرمذيّ، وروى البخاريّ أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه قبّل النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، فلأصدقائه وأقاربه تقبيله.
وفيه مشروعية الرضاع، وعيادة الصغير، والحضور عند المحتضر، ورحمة العيال. وفيه وقوع الخطاب للغير وإرادة غيره بذلك، وكل منهما مأخوذ من مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم ولده، مع أنه في تلك الحالة لم يكن ممن يفهم الخطاب، لوجهين: أحدهما صغره، والثاني. نزاعه. وإنما أراد بالخطاب غيره من الحاضرين، إشارة إلى أن ذلك لم يدخل في نهيه السابق. وفيه جواز الاعتراض على من خالف فعله ظاهر قوله ليظهر الفرق.
رجاله خمسة:
وفيه ذكر إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم، وعبد الرحمن بن عوف وأبي سيف القَيْن، مرَّ محل ثابت وأنس في الذي قبله، ومرَّ عبد الرحمن بن عوف في السابع والخمسين من الجمعة، ومرَّ إبراهيم ابن النبيّ عليه الصلاة والسلام في الرابع من الكسوف، والباقي ثلاثة من السند.
وأبو سيف المذكور في المتن الأول: الحسن بن عبد العزيز بن الوزير بن صابىء بن مالك بن عامر بن عَدِيّ بن حَمْرَش الجُذَاميّ الجَرَويّ، أبو علي المصريّ، نزيل بغداد. لجده صحبة، قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو ثقة، وسُئل عنه أبي فقال: ثقة، وقال الدارقطنيّ: لم ير مثله فضلًا وزهدًا.
وقال الخطيب: كان من أهل الدين والفضل، مذكورًا بالورع والثقة، موصوفًا بالعبادة. وقال البزّار: كان ثقة مأمونًا، وقال الحاكم: كان من أعيان المحدثين الثقات، وقال الدارقطنيُّ أيضًا: الجَرَويّ فوق الثقة جبل. وقال ابن يونس: كانت له عبادة وفضل، وكان من أهل الورع والفقه، وقال عبد المجيد بن عثمان: كان صالحًا ناسكًا، وكان أبو مَلكًا على تَنِّيس، ثم أخوه عليّ، ولم يقبل الحسن شيئًا من إرث أبيه، وكان يُقْرَن بقارون في اليسار، وليس له عند البخاري سوى هذا الحديث، وحديثين آخرين في التفسير.
روى عن يحيى بن حسّان وأبي مسهر وعمرو بن سَلَمة وغيرهم. وروى عنه البخاريّ وابن ابنه جعفر بن محمد وإبراهيم الحربيّ وغيرهم. حمل من مصر إلى العراق بعد قتل أخيه عليّ إلى أن مات بها سنة سبع وخمسين ومئتين. والجَرَويّ في نسبه بالتحريك نسبة إلى جَرِيّ بن عوف، بطن
من جُذام، منهم هو هذا، ومنهم عثمان بن سويد بن منذر بن دياب بن جَرِيّ، روى عن مسروح بن سَنْدر، وروى عنه ابن ابنته سِماك بن نعيم. وقيل: نسبة إلى جَرْوَة بفتح فسكون، قرية بتنيس.
الثاني يحيى بن حسّان بن حبّان، بالتحتانية، التنبسيّ البكريّ، أبو زكرياء البصريّ. قال أحمد: ثقة رجل صالح. وقال مُرة: ثقة صاحب حديث. وقال العجليّ: كان ثقة مأمونًا عالمًا بالحديث. وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال النسائي: ثقة. وذكره ابن حِبّان في الثقات، وقال مروان بن محمد: لم يكن يطلب الحديث حتى قدم يحيى بن حسان، وقال ابن يونس: كان ثقة حسن الحديث، وصنف كتبًا، وحدث بها.
وقال أبو بكر البزّار: يحيى بن حسّان ثقة صاحب حديث، وقال مطين: ثقة. روى عن وهيب بن خالد وسليمان بن بلال وقريش بن حبان وغيرهم. وروى عنه الشافعيّ ومات قبله، وابنه محمد بن يحيى، ودهيم وغيرهم. مات بمصر سنة ثمان ومئتين، وولد سنة أربع وأربعين ومئة.
الثالث قريش بن حِبّان، بالتحتانية، العجليّ، أبو بكر البصريّ، ذكره ابن حِبّان. وقال الدارقطنيّ وابن مُعين: ثقة، وقال النَّسائي: ثقة لا بأس به، وقال أحمد وأبو حاتم: لا بأس به، روى عن الحسن وابن سيرين وثابت البنانيّ وغيرهم. وروى عنه الأوزاعيّ، ومات قبله، وابن وهب ويحيى بن حسان وغيرهم.
والعجليّ في نسبه نسبة إلى بني عَجْل، حيّ من ربيعة، وهو عجل بن لُجَيم بن صَعب بن عليّ بن بكر بن وائل، وكان أحمق، قيل له: ما سميت فرسك هذا؟ ففقأ إحدى عينيه وقال: سميته الأعور. وأمه حَذَام التي يضرب بها المثل. منهم فرات بن حبان بن ثعلبة العجليّ، له صحبة، وأبو المعتمر مَوَرِّق بن المُشَمْرِجَ العجليّ، تابعيّ، وأبو الأشعث أحمد بن المقدام العَجلي، بصريّ من شيوخ مسلم، والتِّرمذيّ، وأبو دلف القاسم بن عيسى العجليّ الجواد المعروف.
الرابع أبو سيف القَين، بفتح القاف بعدها ياء ساكنة، وهو الحداد، كان من الأنصار، وهو زوج أم سيف مرضعة إبراهيم ولد النبي صلى الله عليه وسلم. ثبت ذكره في الصحيحين عن أنس، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"ولد لي الليلة غُلام فسميته باسم أبي إبراهيم، ودفعته أم سيف امرأةُ قين بالمدينة يقال له أبو سيف"، قال: فانطلق إليه فانتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ كيره وقد امتلأ البيت دخانًا، فأسرعت إلى أبي سيف، فقلت: يا أبا سيف، أمْسِك، جاء النبي صلى الله عليه وسلم، فأمسك فذكر الحديث. هذا لفظ مسلم.
ولفظ البخاري هو ما في هذا الحديث، وقد مرَّ الكلام بأزيد من هذا في ترجمة إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم في الرابع من الكسوف.
ثم قال: رواه موسى عن سُليمان بن المُغيرة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا التعليق وصله البيهقيّ في الدلائل، وأخرجه مسلم، وفي سياقه ما ليس في سياق قُرَيش بن حيّان، وإنما أراد البخاريّ أصل الحديث.
ورجاله أربعة:
قد مرّوا، مرَّ موسى بن إسماعيل في الخامس من بدء الوحي، ومرَّ سليمان بن المُغيرة في الثاني والمئة من استقبال القبلة، ومرَّ محل ثابت وأنس في الذي قبله بحديث. ثم قال المصنف: