الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في الزبريطانة: ورمى بالزبريطانة فقذف ليلها المظلم أنجما، وأتبع بها مارد الطير فأمسى بشهبها مرجما؛ فنفخ بها في غير ضرم؛ وانتفخ من غير ورم؛ وقام ينفث فيها فألقى سم الأساود، ومد إلى شم الذرى بساعد، وسرحها بيده فكان السماك الرامح، وأكثر بها الصرعى فكان سعد الذابح؛ وصبب منها فوارة بنادقها الصغار ما تساقط من الماء، ووشيجها المقوم ما صعد إلى السماء.
في الصنانير: وعطفت لها من الصنانير تلك المحاجن، وأعلقت فيها تلك المحاسن؛ ودلت إليها في خيط كان لعنقها حبلا من مسد، وشممت هواء الدنيا فكان سببا لها إلى مفارقة الروح الجسد، وأخرجت من تحت ستور الماء مخباتها، واستؤذنت أبكارها وإذنها صماتها؛ ثم لما لببت تلك الطرائد وخيطت بتلك الأسافي أفواهها، وريعت بشنقها في تلك الجبال
وفي لجج البحر أشباههان حملت منكسة على رمال من قصب، وأصيبت بسهام ما وصلت بجلد ولا عصب.
النوع السادس: آلات المعاملة
في الميزان: ونصب من الميزان عدل يرجع إليه، ويعتمد في الإنصاف عليه؛ محسن لا يغير إحسانه، ومنصف بغير الحق لا يحرك لسانه؛ لا يسعى به إلا من
نجح، ولا يثقل في كتفه إلا من رجح؛ يرد بقيامه بالقسطاس المستقيم المفتري، وإن لم يكن من الميزان برج الزهرة فربما كان بيت المشتري؛ ولم يزل يستعاذ من خفته، ويعز من ثقل كفه بما في كتفه؛ وقد أعد يوم القيامة لأعمال الأنام، ورآه سيد هذه الأمة قد تدلى من السماء فيما قصه من المنام.
في الكيل: ومنذ فتح الكيل فمه صدق، واعتبروا به ولم يبق إلا مصدق؛ ورجعوا إلى حكمه وهو أصلح، ومذ علم على رقمه وتقلصت شفته قيل: أفلح؛ قد طلع رقمه، واضطلع به قرمه؛ أحد ما أمر القرآن بالوفاء بقسطه، وصح به السلم بشرطه؛ لم يسغ للذراع ولا للميزان تصريفه، ولا أدرك أحدهما مده ولا نصيفه.
في الذراع: وقد صح معه القياس، وقدر عليه اللباس، وتفاصل على الرضى به الناس؛ ميزان نصب بالقسط لا يفتقر إلى مثاقيل، ولا يرجع عنده ثقيل؛ لا يحتاج في إعطاء الحق إلى تعليق، ولا يضطر إلى تدقيق النظر لتحقيق؛ به تحصر المساحة، وتبرأ الساحة؛ ويحد من الحد ما يتبع، ويقوم به نوء الذراع ولا يقاس للثريا بشبر ولا للجوزاء بإصبع.
في المقص: وذكر هنا تبعا -: وهو الذي طالما واصله المرء فقطعن وجهد فلم يقع، في كل يد له غير درهم فاقتنع؛ روحان في جسد، واثنان بقلب واحد خلا من الحسد؛ كم صاح فأصبح كل ذي شقة بعيدة به صاعقا، وجثا بين القوم على ركبتيه ثم قص قصا صادقا.