الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحنفي والمالكي والحنبلي بالشام، والحنفي والشافعي بحلب، وقاضي القضاة بطرابلس، وقاضي القضاة بصفد، ووكيل بيت المال المعمور بالديار المصرية، والخطيب بالشام، ووكيل بيت المال بالشام، ومن يجري مجراهم بـ (المجلس السامي) بالياء. وقد صار المحتسب بمصر والشام كذلك. وأما من دونهم من أرباب الوظائف الدينية وبقية العلماء وأكابرهم بـ (السامي) بغير ياء، ومن دونهم بـ (مجلس القاضي) أو (الشيخ) على قدر اللائق بذلك الشخص.
القسم الثالث: أهل الصلاح
وهؤلاء ما يخرج بهم عن (المجلس السامي الشيخي) أو (المجلس السامي الشيخ) أو (مجلس حضرة الشيخ) أو (الشيخ). ويستوون في الألقاب المفردة؛ وأما المركبة فيتفاوتون فيها بحسب أحوالهم، فيزاد بعض وينقص آخرون.
الرسوم في الكتب إلى أمراء العربان
اعلم أن المكاتبين من العربان بديار مصر وبرقة واليمن والحجاز والشام والعراق والبحرين أمم لا يقدر فيهم على الاستيعاب، وإنما نذكر جملا كافية دالة فنقول:
أما العرب بمصر في الوجهين القبلي والبحري فجماعات كثيرة وشعوب وقبائل لكنهم على سعة أموالهم واتساع نطق جماعاتهم ليسوا عند السلطان في الذروة ولا السنام، إذ كانوا أهل حاضرة وزرع، ليس منهم من ينجد ولايتهم، ولا يعرق ولا
يشئم، ولا يخرجون عن حدود الجدران، وعلى كل حال (فالمندل العرف في أرجائه حطب).
وأنبههم أمراء عرب البحيرة، وهم أشبه القوم بالتخلق بخلائق العرب في الحل والترحال، يغربون إلى القيروان وقابس، ويفدون على الحضرة السلطانية وفود أمثالهم من أمراء العرب. والإمرة فيهم لمحمد بن أبي سليمان وقائد بن مقدم.
ورسم المكاتبة إلى كل منهما: (صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس السامي الأميري) والعلامة السلطانية: أخوه. - وأما من دونهما فنجم بن هجل شيخ عائذ بالشرقية.
ورسم المكاتبة إليه: (هذه المكاتبة إلى مجلس السامي الأمير).
وناصر الدين عمر بن فضل بالصعيد. ورسم المكاتبة إليه مثل نجم.
وشيخ الحداربة سمرة بن مالك، وهو ذو عدد جم وشوكة منكية، يغزو الحبشة وأمم
السودان، ويأتي بالنهاب والسبايا، وله أثر محمود، وفعل مأثور. وفد على السلطان وأكرم مثواه، وعقد له لواء وشرف بالتشريف وقلّد ذلك، وكتب إلى
ولاة الوجه القبلي عن آخرهم وسائر العربان بمساعدته ومعاضدته، والركوب للغزو معه متى أراد. وكتب له منشور بما يفتح من البلاد، وتقليد بإمرة العربان القبلية مما يلي قوص إلى حيث تصل غايته، وتركز رايته.
ورسم المكاتبة إليه: (السامي الأمير) كمن تقدم.
وأما عرب برقة فلم يبق فيهم من إلا جعفر بن عمر، وكان لا يزال بين طاعة وعصيان، ومخاشنة وليان، وكانت أمراء عرب البحيرة تغري به، وتغير خاطر السلطان عليه، والجيوش في كل وقت تنهد إليه، وقل أن ظفرت منه بطائل أو رجعت بمغنم، وإن أصابته نوبة من الدهر. وآخر أمره أن ركب طريق ألواح حتى خرج من الفيوم وطرق باب السلطان لائذا بالعفو، ووصل ولم يسبق به خبر ولم يعلم السلطان به حتى استأذن المستأذن له عليه وهو في جملة الوقوف بالباب، فأكرم أتم الكرامة، وشرف بأجل التشاريف وأقام مدة في قرى الإحسان وإحسان القرى، وأهله لا يعلمون بما جرى، ولا يعرفون اين يمم ولا أي جهة نحا، حتى أتتهم وافدات البشائر، وجاءتهم منه ليتحققوا صحة خبره الأمائر، وقال له السلطان: لأي شيء ما أعلمت أهلك بقصدك إلينا؟ فقال: خفت أن يقولوا: يفتك بك السلطان، فاتثبط. فاستحسن قوله، وأفاض عليه طوله. ثم أعيد إلى أهله، فانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء، ولا رثى له صاحب، ولا شمت به عدو.
ورسم المكاتبة إليه: (السامي الأمير) مثل الأول.
وأما اليمن فقد كانت كتب أمراء الأشراف وردت على حضرة السلطان، ولا يحضرني الآن أسماؤهم، وإنما كتب إليهم نسبة هذه المكاتبة إلا المنسوب إلى قربى الإمام فكتب إليهم بـ (السامي) بالياء؛ وأما الإمام فقد تقدم ذكره.
وممن يكاتب من عرب اليمن: الدواسر وزبيد. كان ذلك إلى رجال منهم بسبب خيل تسمى للسلطان عندهم، وكنا نكتب إليهم على قدر ما يظهر لنا بالاستخبار عن مكانة الرجل منهم. وكلها ما بين (المجلس السامي الأمير) وما بين (مجلس الأمير) ليس إلا.
وأما الحجاز فعربانه على قسمين: قسم منهم أهل الدربين المصري والشامي؛ وليس فيهم
من هو في عير ولا نفير، ولا يحل في ذروة ولا غارب. وأجل من فيهم إذا كتب له (مجلس الأمير) كان كمن سور وطوق، لا بل طيلس وتوج. وأما أمراؤه السراة فشيوخ لأم وخالد والمنتفق وعائذ الحجاز؛ وهؤلاء من كان منهم المشار إليه كتب إليه:(صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس السامي الأميري)؛ والعلامة
الشريفة إليه (أخوه). ثم من يليهم (بالسامي) بغير ياء ثم الأعيان من بقيتهم (مجلس الأمير).
وأما عربان الشام فهم جل القوم وعين الناس، ولا عناية للملوك إلا بهم، ولا مبالاة بغيرهم. ورأس الكل آل فضل، وآل مراء، وآل علي وهم من آل فضل. وفضل ومراء أخوان، وهما من سلسلة من طييء وهم يزعمون أنهم من ولد علي بن جعفر بن يحيى البرمكي من العباسة بنت المهدي؛ ولو اقتصروا على عددهم في طييء كان أبذخ لشرفهم وأقوم لفخارهم، إذ لا تعدل العرب بفارس. وأما جماعتهم فمن أشتات العرب على اختلاف الشعوب والقبائل مستخدمون معهم أو منضمون إليهم.
أ - والبدأة بآل فضل، إذ كانوا في نحر العدو، ولهم العديد الأكثر، ولهم المال الأوفر. وآل علي منهم، وإنما نزلوا غوطة دمشق حيث صارت الإمرة إلى عيسى بن مهنا. وبقي عيسى بن مهنا جار الفرات في تلابيب التتار، ولهذا يضاعف إكرامهم، وتوفر لهم الإقطاعات، وتسنى العطايا. وقد صاروا الآن أهل بيتين: بيت مهنا بن
عيسى وهو المعبر عنه بأمير آل فضل وبيت فضل بن عيسى. وتقسمت بقية بني عيسى على قسمين مع أهل كل بيت منهما قسم.
والمكاتبة إلى الأمير منهم: (أدام الله نعمة المجلس العالي، الأميري) بألقاب جليلة معظمة مفخمة.
وأما من هو نظيره أو مدانيه وعدته الإمرة، فرسم المكاتبة إليه:
(صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس العالي)، ومن دونه (السامي الأميري). وكل هؤلاء لهم العلامة الشريفة (أخوه). فمن دون هؤلاء (السامي الأمير). والعلامة الشريفة: الاسم الشريف.
ب - وأما أمير آل علي فرسم المكاتبة إليه: (صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس السامي الأميري) والعلامة الشريفة (أخوه).
ج - وكذلك أمير آل مراء، ومنازلهم بلاد حوران. ومن دون هؤلاء من أقاربهم
لأعيانهم (السامي الأمير)، ولمن دونهم من الصغار (مجلس الأمير)، فهؤلاء الأمراء المنظور إليهم بالإجلال الموفر لهم حظ الإقبال.
د - ودون هؤلاء بنو عقبة. ورسم المكاتبة إلى أميرهم مثل أمير آل مراء، وكذلك رسم المكاتبة إلى أقربائه كأقرباء أولئك.
هـ - وأما بنو مهدي، ومنازلهم البلقاء من مضافات دمشق ونسبهم في عدوة، فإمرتهم في أربعة، رسم المكاتبة إلى كل منهم:(مجلس الأمير).
ووكذلك عرب غزة فإمرتهم آل فضل بن حجي ورسم المكاتبة إليه: (مجلس الامير).
وأما العرب الذين بالحفار وهي منازل الرمل فلا يؤبه إليهم، ولا يعبأ بهم.
ز - أما بقية عرب الشام نحو زبيد المرج، وزبيد حوران، وخالد حمص، والمشارقة، وغزية إذا أطاعوا، وزبيد الأحلاف فأجل كبرائهم وأشياخهم من يكتب له (مجلس الأمير) وهؤلاء جملة عرب الشام.
وأما عرب العراق: وهم عبادة وخفاجة؛ ومن بني عبادة بنو عز، وهم