الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قبابها، وشوق إلى رؤية الروضة التي طالما استسقى فيها رسول الله (ص) سحابها، وتوضح لعلمه الكريم. . .
دعاء وصدر: وزاده من الله ورسوله قربا، وأكد له بحماية حرمه حبا، وأبهجه كلما رأى
جده (ص) وقد جاوز آلا وجالس صحبا.
صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس العالي مطربة بالسلام، مطنبة في ثنائه المفصل النظام، وتوضح لعلمه الكريم.
صاحب اليمن
هو الملك المجاهد سيف الدين علي بن الملك المؤيد هزبر الدين داوود من بيت رسول؛ وكان جدهم هذا رسول أميراخور الملك الكامل ناصر الدين محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب؛ فلما بعث الملك الكامل ولده الملك المسعود أطسز، وهو الذي تسميه العامة: أقسيس، بعث معه رسولاً في جملة من بعثه معه. ثم تنقلت الأحوال حتى استقل رسول بملك اليمن وصار الملك في عقبه إلى الآن.
ورسم المكاتبة إليه: أعز الله جانب المقام العالي، الملكي، المجاهدي، السيفي، ولا زال يحسن ولاية حسبه، وينهض بنجاح نسبه، ويصون ملكه بعدله أكثر من قضبه، ويثبت في اليمن في حالة إقامته ومنقلبه. أصدرناها إلى مقامه موشحة المعاطف بحليه، شاكرة علا عليه، ذاكرة من محامده ما يتكثر السحاب بوليه، ومبديه لعلمه الكريم كيت وكيت.
صدر آخر: ولا زالت به تعز تعز وتفوز ببره زبيد، ويخرج من عدن عدن فضله المديد، وتمتلي بوفود البر والبحر: هذا تطير به المراكب وهذه الركائب
كلاهما من مكان بعيد ولا برحت به آهلة الأوطان، مشتقة صفات قطره اليمني من (الإيمان يمان)، محجوباً بالجلالة أو محجوجاً بما ينسب إليه من أحد الأركان.
أصدرناها والسلام يباري ما تنبت أرضه من نباته الطيب، ويجازي بالثناء ما ينهل في أكنافه الجنوبية من سحابها الصيب، وتسري إليه بتحياتنا الشريفة على قادمة كل نسيم، وفي طي كل عام له وقوف على ربعة وتسليم، وتوضح للعلم الكريم.
صدر آخر: ولا زال أفضل متوج في يمنه، وأعلى علي إذا قيس بابن ذي يزنه، وأشجع من حمى بعهوده ما لا تقدر السيوف على حمايته من موطنه، ولا انفك الملك المجاهد عن عرضه المصون، وسيف الدين الذي يقوم في المفروض من مراضي الله بالمسنون، وأبا الحسن لما يحسن في فطنته الحسنى أو فطرته من الظنون، والعلي قدراً إذا أخذت الملوك مراتبها وحدقت إليه العيون.
صدرت هذه المفاوضة إلى حضرته وسلامها يتفاوح لديها، ويصافح غمائمه في يديهان وتجري سفائن إخلاصه حتى تقف عليها، وتسري تحياتنا محلقة بالبشرى في صباح كل يوم يقرب من الوصول إليها.