الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العهد الجديد: تعريف وملاحظات:
تتألف أسفار العهد الجديد من ثلاث مجموعات، وسفرين. أما المجموعات فهي: مجموعة الأناجيل، وعددها أربعة، ومجموعة رسائل بولس، وعددها أربعة عشرة رسالة. ومجموعة الرسائل الكاثوليكية، وعددها سبع رسائل. وأما السفران فهما: سفر «أعمال الرسل» للوقا، وسفر «رؤيا يوحنا» أو «الأبوكاليبس» ليوحنا.
وأبرز هذه المجموعات: الأناجيل الأربعة، لا لأنها تستأثر بنحو ما يقرب من نصف صفحات العهد الجديد .. بل لأنها هي التي يظن بأن لها علاقة بالوحي، أو ب (الإنجيل) الذي نزل على سيدنا عيسى بن مريم، والذي تحدث عنه القرآن الكريم. بالإضافة إلى أنّ هذه الأناجيل تحتل في النصرانية مكان القطب والعماد، يقول العلّامة الشيخ محمد أبو زهرة- رحمه الله:«وإذا كانت شخصية المسيح وما أحاطوها به من أفكار هي شعار المسيحية؛ فإن هذه الأناجيل هي المشتملة على أخبار تلك الشخصية، من وقت الحمل إلى وقت صلبه في اعتقادهم، وقيامته من قبره بعد ثلاث ليال، ثم رفعه بعد أربعين ليلة، وهي بهذا تشتمل على عقيدة ألوهية المسيح في زعمهم، والصلب والفداء، أي أنها تشتمل على لبّ المسيحية في نظرهم بعد المسيح ومعناها» (1):
(أ) إنجيل متّى، أما إنجيل متّى فمؤلفه هو الرسول متى، أحد الحواريين الاثنى عشر- والكنيسة تسمي هؤلاء الحواريين أو التلاميذ رسلا- وإنجيله هو أقدم الأناجيل، إذ يرجع تأليفه إلى سنة 60 م على الأرجح. وقد كتب بالعبرية، ولكنه لم يعرف إلا باليونانية، ولا يعلم من الذي قام بترجمته إلى هذه اللغة.
(ب) أما إنجيل مرقص، فمؤلفه هو القديس مرقص- وهذا لقبه، واسمه يوحنا-
(1) محاضرات في النصرانية، لأستاذنا الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله تعالى، ص 46.
أحد التلاميذ السبعين. وقد ألفه باليونانية حوالي سنة 63 أو 65 على أرجح الأقوال. ويروي ابن البطريق، أحد المؤرخين المسيحيين الشرقيين، أن الذي كتب هذا الإنجيل هو بطرس نفسه، رئيس الحواريين، ونسبه إلى تلميذه مرقص!
(ج) وإنجيل لوقا، مؤلفه القديس لوقا. وقد ألّفه على أرجح الأقوال في العصر نفسه الذي ألّف فيه مرقص إنجيله، أي حوالي سنة 63 أو 65، وألفه باللغة اليونانية. «وقد اختلف الباحثون في شخصية كاتبه، وفي صناعته، وفي القوم الذين كتب لهم، وفي تاريخ تأليفه. ولم يتفقوا إلا على أنه ليس من تلاميذ المسيح، ولا تلاميذ تلاميذه، وإلا على أنه كتب باليونانية» (1).
(د) أما إنجيل يوحنا، فينسب إلى الرسول يوحنا بن زبدي- أحد الحواريين الاثنى عشر- وألّفه على الأرجح باللغة اليونانية، وكان تأليفه له حوالي سنة 90 بعد الميلاد على أرجح الأقوال «فهو لذلك أحدث الأناجيل جميعا إذ تفصله عنها مرحلة زمنية كبيرة تبلغ زهاء ثلاثين عاما» ، ويعد هذا الإنجيل في الوقت نفسه أخطر هذه الأناجيل لأن بعض فقراته تضمّنت ذكرا صريحا لألوهية المسيح! وقد كان هذا الاعتقاد هو الباعث على «تأليف» هذا الإنجيل، لأن بعض الناس- كما تقول الكنيسة- قد سادت عندهم فكرة أن المسيح ليس بإله! وأن كثيرين من فرق الشرق كانت تقرر تلك الحقيقة، فطلب إلى يوحنا أن يكتب إنجيلا يتضمن بيان هذه الألوهية، فكتب هذا الإنجيل! (2).
(1) محاضرات في النصرانية، ص 57. وانظر حول هذه الأناجيل جميعا: أبو زهرة رحمه الله، ص 46 - 66، والدكتور وافي: الأسفار المقدسة: 76 فما بعدها.
(2)
أبو زهرة، المصدر السابق، ص 61.