الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإذا أضفنا إلى ذلك- بهذه المناسبة- الإشارة إلى «النظم» القرآني المتفرّد، أو إلى بناء هذا النص الإلهي في جمله وآياته وسوره- أو ما يمكن تسميته بروحه التركيبية- جاز لنا أن نقول كذلك: إن من استقام لسانه بهذا الكتاب المعجز، استقام بأي نص من لغة العرب وآدابها في الجاهلية والإسلام، ولا عكس. وقد يكون التدليل على هذا الأمر بحاجة إلى دراسات نظرية وتطبيقية موسّعة. ولكن القدر الذي يمكننا الإشارة إليه في هذه العجالة: أن بلاغة هذه اللغة وشاعريتها الظاهرة في حروفها ومفرداتها وقواعدها وعباراتها- والتي تحدث عنها العقاد- تبلغ ذروتها أو درجتها «الإعجازية» في آدابها أو في جملها وتراكيبها في هذا الكتاب الكريم الخالد، فضلا عن الأثر البيّن للتلاوة والتجويد في تطويع الألسنة على بليغ القول وتنمية مهارات اللسان، والإمداد بثروة هائلة من العبارات والمعاني الدقيقة التي لا تقتصر على العالم دون الجاهل، ولا على الكبير دون الصغير. والله تعالى أعلم.
ثانيا- العرب والقرآن:
لقد نزل القرآن الكريم في العرب وبلغتهم، وبعث النبيّ العربي القرشي الهاشمي- صلوات الله وسلامه عليه- بين ظهرانيهم، وأطلّ العرب بهذا الكتاب الكريم على العالم رسالة إنسانية ورحمة للعالمين
…
دورهم فيه دور التبليغ والهداية والجهاد، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، لا دور المدلّ بعصبية أو عنصرية، بل دور التكليف الأشد والجهاد الأفضل، لأن المزايا الإنسانية تكليف وأعباء لا متع وأزياء! قال الله تعالى في سورة الزخرف مخاطبا نبيّه الكريم عليه الصلاة والسلام: فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ (44)[الآيتان 43 - 44].
قال ابن كثير في تفسير الآية الأولى- 43 - (أي خذ القرآن المنزل على قلبك فإنه هو الحق، وما يهدي إليه هو الحق المفضي إلى صراط الله المستقيم،
الموصل إلى جنات النعيم، والخير الدائم المقيم) وقال في معنى الآية الثانية- 44 - (أن القرآن شرف للنبيّ ولقومه
…
من حيث إنه نزل بلغتهم، فهم أفهم الناس له فينبغي أن يكونوا أقوم الناس به وأعملهم بمقتضاه) (1).
قلت: إن الله تعالى لم ينوع بين الأمم والشعوب، ولم يميز بعضها عن بعض بميزات عقلية أو أدبية أو عملية إلا لتكمل البشرية بعضها بعضا لا ليفخر بعضها بذلك على بعض، لأن الفخر بمثل هذه الأمور الفطرية التي لا حيلة للإنسان في كسبها أو دفعها- كاللون أو الجنس- لا يعدو أن يكون طورا من أطوار الطفولة أو المراهقة، أو مرحلة من المراحل السابقة للرشد الإنساني! ولقد كان يجب على الإنسانية أن تتجاوز تلك المراحل من حين نزل قول الله تعالى: وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا [الحجرات: 13] لأن هذه الآية الكريمة تشير بعد ذلك إلى ميزان التفاضل الحقيقي، وأنه ينبع من الأعمال الكسبية، ومن الإرادة الحرة، والعزيمة النافذة، فيقول تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ
أَتْقاكُمْ
[الحجرات: 13].
أي إن ميزان التفاضل لا ينبع من تلك الخصائص التي امتاز بها شعب من الشعوب أو أمة من الأمم، لأن ذلك التفاضل أريد به التأكيد على وحدة المجتمع الإنساني وتعارفه، لا تناكره واختلافه!
…
كما أن لكل فضيلة ضريبتها أو تبعاتها وتكاليفها الخاصة بها، أو التي تتناسب مع حجمها وطبيعتها! قال النبيّ صلى الله عليه وسلم:
«أشدّ الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل» (2).
ونحن لا نشك في أن خلاصة الفضائل الإنسانية، أو مكارم الأخلاق التي جاء بها القرآن الكريم بوصفه كتاب الإنسانية الأخير الذي نزل به الوحي الأمين
…
(1) تفسير ابن كثير، الجزء الرابع، ص 128، دار المعرفة، لبنان.
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير بإسناد حسن. وابن ماجة والحاكم- وقال: على شرط مسلم- بزيادة: «لقد كان أحدهم يبتلى بالفقر
…
» إلخ الحديث بعد قوله: «ثم الصالحون» . فيض القدير للمناوي: 1/ 519 - 520.
تمثل منها عند العرب في جزيرتهم، فطرة واستعدادا ما لم تملك مثله أمة من الأمم، أو شعب من الشعوب، أو قبيلة من القبائل.
أقول: فطرة واستعدادا، تمييزا لهذه الأهلية من حيث الفطرة والاستعداد، عن واقع العرب وسلوكهم وممارساتهم في الجاهلية. فالعرب أصلح شعوب الأرض قاطبة لنزول القرآن فيهم وبلغتهم، وللنهوض بحمل أعباء رسالة الإسلام الإنسانية؛ فطرة واستعدادا، ومواهب وملكات، لا واقعا وسلوكا وممارسات
…
في لحظة تاريخية غلبت عليها الحروب والمنازعات، أو سرت إليها بعض الأخطاء والنقائص في الاقتصاد والاجتماع وسائر شئون الحياة
…
ومن هنا جاء قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: «تجدون الناس معادن، فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون من خير الناس في هذا الأمر أكرههم له قبل أن يقع فيه» - رواه الإمام مسلم- وهذا أيضا ما دلّ عليه دعاء النبيّ صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الترمذي والإمام أحمد- «اللهم أعزّ الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك:
بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب» فإن الدعاء لأحدهما على هذا النحو يدل على إمكانية ترقي كل منهما، بناء على موهبته واستعداده، في المعارج التي ارتقى إليها عمر بن الخطاب- رضي الله عنه يوم أسلم، والمكانة التي تبوأها في التاريخ الإسلامي والإنساني، في حين تورات مواهب عمرو بن هشام- أبي جهل- التي لم تكن بأقل من مواهب ابن الخطاب، وراء رمال الجزيرة، قتلتها العداوة، ودفنها الصلف والجحود! وإن شئت قلت: ضاعت تلك المواهب، أو تلك الفطرة وذلك الاستعداد
…
حين لم تتصل بالإسلام، أو حين كفر صاحبها بمحمد والقرآن!
وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، في سياق حديثه عن الخصائص العقلية والبيانية، وسائر الخصائص الأخرى التي فضّل بها العرب
…
إلى نحو هذا التفريق الذي قدمناه، فقال:
«وسبب هذا الفضل- والله أعلم- ما اختصوا به في عقولهم وألسنتهم
وأخلاقهم وأعمالهم
…
وذلك أن الفضل إما بالعلم النافع، وإما بالعمل الصالح.
«والعلم له مبدأ: وهو قوة العقل الّذي هو الحفظ والفهم. وتمام: هو قوة المنطق الذي هو البيان والعبارة. والعرب هم أفهم من غيرهم وأحفظ وأقدر على البيان والعبارة. ولسانهم أتم الألسنة بيانا وتمييزا للمعاني
…
«وأما العمل فإن مبناه على الأخلاق، وهي الغرائز المخلوقة في النفس، وغرائزهم أطوع للخير من غيرهم، فهم أقرب للسخاء والحلم والشجاعة والوفاء، وغير ذلك من الأخلاق المحمودة. لكن كانوا قبل الإسلام طبيعة قابلة للخير معطّلة عن فعله. ليس عندهم علم منزل من السماء، ولا شريعة موروثة عن نبيّ، ولا هم أيضا مشتغلون ببعض العلوم العقلية المحضة. إنما علمهم ما سمحت به قرائحهم من الشعر والخطب، وما حفظوه من أنسابهم وأيامهم، وما احتاجوا إليه في دنياهم من الأنواء والنجوم، أو من الحروب.
(1) اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم، لشيخ الإسلام ابن تيمية (661 - 728 هـ) تحقيق محمد حامد الفقي ص 160 - 162 المطبعة السلفية.
أشار ابن تيمية رحمه الله في هذا الكلام الناصع إلى مزية اللسان العربي على كل لسان- المسألة التي عرضنا لها في النقطة السابقة- كما أشار إلى مدى المواءمة والتوافق بين الكمال بالقوة أو الكامن في فطرة العرب، وكمال القرآن- والشريعة- الذي أنزله الله تعالى فيهم، أو بعبارة أخرى: مدى المواءمة والتوافق بين العرب ورسالة
الإسلام. أو بين مواهب العرب وخصائص الإسلام.
ونحن لا نشك في أن نزول القرآن ورسالة الإسلام في العرب، واختيار خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام منهم، كان بسبب ما تمتعوا به من الصفات النفسية والذهنية، وما عرفوا به من الفضائل الحميدة، والصفات الكريمة، كالصبر والصدق والكرم والشجاعة والأمانة وصلة الرحم والدفاع عن المظلوم والوفاء بالوعد
…
إلخ فضلا عن تأثرهم الشديد بالكلام وما ينطوي عليه من أسباب البلاغة والبيان.
وعلينا أن نلاحظ هنا، شرحا لهذه النقطة، وتعقيبا على تفريقنا المشار إليه بين المواهب والفطرة والاستعداد- أو الكمال بالقوة المخلوقة في العرب بحسب عبارة شيخ الإسلام- (والواقع) الذي كان عليه القوم عند بعثة النبيّ ونزول القرآن .. علينا أن نلاحظ أن جزءا كبيرا من هذا (الواقع) السّيّئ أو الفاسد إن لم يكن الجزء الأكبر والأهم، كانت دوافعه نبيلة، ومقاصده حسنة! وإنما لحقه الخطأ والفساد من اختيار الطرق والوسائل، أو من المغالاة التي قد توقع صاحبها في أسوأ مما كان يحذر؛ كوأد البنات خشية العار على سبيل المثال. ومن المعلوم أن من أسوأ أعمال العرب في الجاهلية: معاقرة الخمر، ولعب الميسر والقمار. وإنما حملهم على هاتين الخلّتين: الجود والكرم، والرحمة بالفقراء والمساكين. أما الخمر فقد أطنب الشعراء في مدحها لأنها تعلّم الخروج عن المال، وتعوّد على البذل والسخاء، وأما المسير فكان الفائز أو الرابح لا يأخذ من الإبل التي جرت عليها المقامرة شيئا! بل يجعل لحومها للفقراء والمساكين. وهذه هي المنافع التي
تعود على (الناس) من الخمر والميسر، والتي أشارت إليها الآية الكريمة، قال تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ
…
[البقرة: 219].
وقد سمّى العلّامة الهندي عبد الحميد الفراهي- الملقّب بالمعلّم- أوضاع العرب الفاسدة التي كانوا عليها في الجاهلية «سيئات» ، وذهب في تعليل دوافعها النبيلة، ومقاصدها الأخلاقية الحسنة، إلى حد القول: إن هذه السيئات نبعت من الخيرات، قال رحمه الله:
وقبل أن نختم هذه الفقرة، نشير إلى ما قاله النبيّ الكريم نفسه- صلوات الله وسلامه عليه- في أخلاق العرب في الجاهلية .. فقد جاء في حديث مطوّل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعلي، مرّ حين كان يعرض نفسه على القبائل في
(1) نقلا عن الأخ الزميل الدكتور: أحمد حسن فرحات: مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، التي تصدرها جامعة الكويت، ص 11 السنة السادسة، العدد الثالث عشر، رمضان 1409 هـ.
موسم الحجّ «على بني شيبان بن ثعلبة في مجلس عليهم السكينة والوقار» فتقدم أبو بكر فسلّم، قال علي: وكان أبو بكر مقدما في كل خير. وعرّفهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال مفروق- وهو من سادتهم-: إلى ما تدعو يا أخا قريش؟
فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني رسول الله، وإلى أن تؤوني وتنصروني .. وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم:* قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)[سورة الأنعام، الآية 151].
فقال مفروق: وإلى ما تدعو أيضا يا أخا قريش؟ فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
* إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)[سورة النحل، الآية 90].
فقال مفروق: دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، والله لقد أفك قوم كذّبوك وظاهروا عليك
…
وقال هانئ بن قبيصة- وهو صاحب دينهم-: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش، وإنّي أرى أن تركنا ديننا واتباعنا إياك على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر زلّة في الرأي، وقلّة نظر في العاقبة، وإنما تكون الزلة من العجلة! ومن ورائنا قوم نكره أن نعقد عليهم عقدا، ولكن ترجع ونرجع، وتنظر وننظر
…
وقال المثنى بن حارثة- وهو صاحب حربهم-: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش، والجواب هو جواب هانئ بن قبيصة في تركنا ديننا
…
وإنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى- وقد نزلوا بين أنهاره ومياه العرب- أن لا نحدث حدثا، ولا نؤوي محدثا، وإني أرى هذا الأمر الذي تدعوننا إليه مما تكرهه الملوك! فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا
…
«فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أسأتم في الردّ إذ أفصحتم بالصدق، وإن دين الله لن ينصره إلا من حاطه بجميع جوانبه، أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلا حتى يورثكم الله أرضهم وأموالهم
…
» الحديث.
قلت: والناظر في هذا الحديث، أو هذا الحوار بنصّه في كتب السيرة- وقد طوينا بعض جوانبه المطوّلة- لا يصعب عليه أن يهتدي إلى ما كان عليه أمر القوم، أو هذا الحي من أحياء العرب من نظام وشورى، وإنزال الناس منازلهم ومعرفة لكل ذي حق واختصاص حقّه وقدره، إلى جانب ما تمتعوا به من أدب وحسن استقبال، وأناة وبصر بالسياسة وعواقب الأمور، وحفظ للمواثيق والعهود
…
فوق ما عرفوا به جميعا من الشجاعة ونصرة المظلوم، وما انطوى عليه لسانهم من بلاغة وبيان، وقدرة فائقة على الخلوص وحسن التعبير!
…
خلاصة وتعقيب: وأخيرا: فإن الخلاصة التي يمكن أن ننتهي إليها من خلال هذا العرض الموجز للنقطتين السالفتين: أن هذا الاختيار الإلهي للعرب- قوما ولسانا- لينزل القرآن الكريم بلغتهم، وليكلّفوا بحمل أعباء رسالته إلى العالمين
…
يتساوق أو ينسجم تماما مع الطابع الإنساني، العام والخالد، لهذه الرسالة. بل إن هذا
(1) الروض الأنف للفقيه المحدّث أبي القاسم السهيلي 2/ 181 - 182 طبعة الإمبابي بمصر 1972. وانظر الطبعة الأخرى بتحقيق عبد الرحمن الوكيل 4/ 61. والحديث أخرجه الحاكم وأبو نعيم والبيهقي بإسناد حسن عن ابن عباس رضي الله عنهما. انظر الزرقاني في شرحه على المواهب 1/ 309.
الاختيار في الواقع يومئ إلى هذا الطابع الإنساني- لا القومي- ويدل عليه! لأننا حين أنعمنا النظر في لغة العرب وجدنا أنفسنا أمام لغة إنسانية، كما وصفها العقاد بحق. وحين نظرنا في جماع الفضائل الإنسانية التي جاء بها القرآن، من جهة. وحقيقة البواعث الأخلاقية وجملة الملكات والخصائص النفسية والعقلية ..
التي تؤهل أصحابها للنهوض بتبعات التكليف بأحكام الإسلام على نحو شامل ومتوازن، من جهة أخرى، وجدنا أنفسنا أمام جيل العرب كذلك
…
والله أعلم حيث يجعل رسالته.