الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأطول آية في كتاب الله تعالى: آية المداينة، أو آية الدّين، وهي الآية 282 من سورة البقرة، وأولها: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ
…
وتزيد كلماتها على عشرين ومائة كلمة.
وعدد آيات القرآن الكريم ستة آلاف ومائتا آية ونيّف.
2 -
أما «السورة» بدون همز- وهو المشهور- وتجمع على: سور، كغرفة وغرف، فمعناها: المنزل المرتفع، ومنه سور المدينة. أو المنزلة الرفيعة، ومنه قول النابغة:
ألم تر أن الله أعطاك سورة
…
ترى كل ملك دونها يتذبذب
أي منزلة رفيعة على سائر الملوك.
وقد قيل في القطعة من القرآن المشتملة على آي ذوات فاتحة وخاتمة- وأقلها ثلاث آيات- سورة لأنها تحيط بالآيات التي تضمها إحاطة السّور، أو لارتفاعها وشرفها.
وقد قيل: إنها سميت بذلك لتمامها وكمالها؛ من قول العرب للناقة التامّة:
سورة. ولعل هذا أقرب الآراء.
ثانيا- عدد السور وأسماؤها واختلاف مقاديرها:
وسور القرآن مختلفة طولا وقصرا، فأقصر سورة هي الكوثر، وهي ثلاث آيات قصار، وأطول سورة فيه البقرة وهي ست وثمانون ومائتا آية، ومعظم آياتها من الآيات الطوال.
وتبلغ عدد سور القرآن أربعة عشر ومائة سورة يقسمها العلماء إلى أربعة أقسام لكل منها اسم معين، وهي الطّوال والمئين والمثاني والمفصّل.
فالطّوال: سبع سور: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام
والأعراف، وأخيرا يونس أو «الأنفال وبراءة» معا لعدم الفصل بينهما بالبسملة.
والمئون: هي السور التي تزيد آياتها على مائة أو تقاربها.
والمثاني: هي التي تلي المئين في عدد الآيات، وقال الفراء: هي السور التي آيها أقل من مائة آية لأنها تثنّى- تكرّر وتعاد- أكثر من الطوال والمئين.
والمفصّل: هو أواخر القرآن، وصحّح النووي أن أوّله «الحجرات» ، وسمّي بالمفصل لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة.
والمفصل ثلاثة أقسام: طوال وأواسط وقصار، فطواله من أول «الحجرات» إلى سورة «البروج» ، وأوسطه من سورة «الطارق» إلى سورة «لم يكن» ، وقصاره من سورة «إذا زلزلت» إلى آخر القرآن (1).
وأخيرا فإن لكل سورة من سور القرآن اسما واحدا، وهو الأعم الأغلب، وقد يكون لها اسمان، كسورة «البقرة» يقال لها: فسطاس القرآن، لعظمها وبهائها، و «النحل» تسمى سورة النعم، لما عدد الله فيها من النعم على عباده
…
وسورة «حم عسق» وتسمى الشورى، وسورة «محمد» صلى الله عليه وسلم وتسمى القتال، وسورة «فاطر» وتسمى سورة الملائكة. وسورة «الإسراء» وتسمى سورة بني إسرائيل. وقد يكون لها ثلاثة أسماء أو أكثر كسورة «غافر» والطّول والمؤمن لقوله تعالى فيها: وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ وكسورة «الفاتحة» التي تسمى أيضا بأم الكتاب، والسبع المثاني، وأم القرآن.
وقد كره بعضهم هذه التسميات بطريق الإضافة، وذهب إلى أن يقال في ذلك: السورة التي يذكر فيها البقرة أو آل عمران
…
إلخ، والدليل على صحة التسميات السابقة: الصحيح من المأثور. وقد روى الإمام البخاري في ذلك أحاديث كثيرة، أوردها تحت هذا العنوان: «باب من لم ير بأسا أن يقول: سورة
(1) انظر البرهان للزركشي 1/ 269.