المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

- محمد بن صالح بن محمد بن صالح‌ ‌ الضبيب ، بكالوريوس - معجم أسر بريدة - جـ ١٣

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌باب الضاد

- ‌الضالع:

- ‌كتابة اسم الظالع:

- ‌الشيخ علي السليمان الضالع:

- ‌الضالع في سوريا والعراق:

- ‌ترجمة الشيخ محمد بن محمود بن يحيا حمد عثمان الضالع التوجري نفسه

- ‌أملاك الصباخ:

- ‌أشخاص بارزون من أسرة الضالع:

- ‌وثائق الأسرة الضالع:

- ‌الضَّاوي:

- ‌الضَّبَّاح:

- ‌ الضبعان

- ‌الضْبَيْب:

- ‌معنى ضبيب:

- ‌وصية نورة بنت ضبيب:

- ‌وصية محمد بن ضبيب:

- ‌من الضبيب المعاصرين:

- ‌ الضبيب

- ‌وثائق أسرة الضبيعي:

- ‌الضُحَيّان:

- ‌الضَّحَيَّان:

- ‌وصية خريِّف بن ضحيان:

- ‌وصية تركي بن خريف الضحيان:

- ‌وثائق لنساء الضحيان:

- ‌الضويان:

- ‌أصل الضويان:

- ‌الضويحي:

- ‌الضويلع:

- ‌الضَّيف الله:

- ‌الضليفع:

- ‌باب الطاء

- ‌الطارب:

- ‌الطارف:

- ‌الطالب:

- ‌الطَّامي:

- ‌عود إلى ذكر شخصيات الطامي:

- ‌الطْبَيْشي:

- ‌الطِّحيني:

- ‌الطراخي:

- ‌الطِّرباق:

- ‌الشيخ عبد الرحمن الطرباق: (1333 - 1395 ه

- ‌الطريبيش:

- ‌الطْرَيْخم:

- ‌الطريري:

- ‌الْطرَيْعاني:

- ‌الطْرَيِّف:

- ‌الطْرَيْقي:

- ‌محمد صالح الطريقي:

- ‌تعريف بالمترجم له:

- ‌مقدمة القصة:

- ‌أول فصول القصة:

- ‌الفصل الثاني من القصة:

- ‌الفصل الثالث:

- ‌الفصل الرابع:

- ‌الفصل الخامس:

- ‌الفصل السادس:

- ‌الفصل الأخير وهو وجود المزودة وظهور براءته:

- ‌ناقة عبد العزيز الطريقي (سحيما):

- ‌الشيخ وائل اليحيى الطريقي - قاضي الغطغط:

- ‌الشيخ وايلُ بن يحيى (1310 - 1401 ه

- ‌يحيى بن وايل الطريقي:

- ‌الطّريْمَاني:

- ‌الطِّسْ:

- ‌الطَّسْوس:

- ‌الطعيسان:

- ‌الطعَيْمي:

- ‌الطفَيْل:

- ‌الطلاسي:

- ‌(دعوة وعتاب):

- ‌الطلب:

- ‌الطَّلَق:

- ‌الطْلَيْحان:

- ‌الطليحي:

- ‌الطَّوْب:

- ‌الطُّولان:

- ‌الطْوَيَّان:

- ‌وقف صالح بن عبد الكريم الطويان:

- ‌شعراء من أسرة الطويان:

- ‌الشاعر السجين:

- ‌الشاعر إبراهيم بن عبد المحسن الطويان (الملقب درعان)

- ‌من أخبار درعان:

- ‌محنة شاعر:

- ‌الشيخ سليمان بن محمد بن طويان:

- ‌الطويان في الوثائق القديمة:

- ‌وثيقة مهمة:

- ‌نماذج من كلام عبد الكريم بن صالح الطويان

- ‌قارئ يواجه التحرير ويكتب ملاحظاته:

- ‌شعر لعبد الكريم بن صالح الطويان:

- ‌ أميثاء" وداعًا:

- ‌عبد الكريم بن صالح الطويان والتأليف:

- ‌(صوت من خب "حويلان

- ‌الطْوَيْرش:

- ‌الطويعينه:

- ‌الطويل:

- ‌باب الظاء

- ‌الظَّاهر:

- ‌الظِّفيري:

- ‌الظويهر:

الفصل: - محمد بن صالح بن محمد بن صالح‌ ‌ الضبيب ، بكالوريوس

- محمد بن صالح بن محمد بن صالح‌

‌ الضبيب

، بكالوريوس جامعة القصيم عام 1428 هـ حتى الآن لم يعمل أعمالًا رسمية.

- محمد بن صالح بن محمد الضبيب، مدير الشئون الإدارية بالمجمع القروي بالقوارة.

- عبد العزيز بن صالح بن محمد الضبيب، فني المنطقة المركزية لشركة كهرباء القصيم.

الضبَيْب:

على لفظ سابقه.

أسرة صغيرة من أهل بريدة جاءوا إليها من المجمعة.

منهم أحمد بن عبد الله الضبيب كان موظفًا في مالية بريدة، وقد درس قبل ذلك في المدرسة الفيصلية، لأنه صغير عندما جاء مع أخيه الكبير صالح من المجمعة في صحبة الوجيه (حمد بن عبد المحسن التويجري) الذي كان في مالية المجمعة فنقله الملك عبد العزيز آل سعود مديرًا أو مأمورًا لمالية بريدة فأحضر معه (الضبيب) المذكورين ليعملوا معه في مالية بريدة.

الضْبَيْعي:

بإسكان الضاد في أوله ثم باء مفتوحة فياء ساكنة فعين مكسورة بعدها ياء نسبة، على صيغة النسبة إلى الضَّبَيْع: مصغر الضَّبْع الذي هو الحيوان البري المفترس، وهذا هو الوزن اللغوي والاشتقاقي لما نعرفه عن اللفظ، وأما نسبتهم فإنها إلى (ضبيعة): قرية من قرى الخرج كانوا يقيمون فيها قبل أن ينتقلوا إلى القصيم.

أسرة كبيرة قديمة السكني في بريدة يظن أنهم جاءوا إليها في القرن الحادي عشر وكانوا يسكنون في الصباخ وبريدة.

ص: 93

واشتهر منهم أناس عدة لعل من أشهرهم معمر ذكروه بالغوا في طول عمره وامتداده، ونسجت العامة عن ذلك خرافات حتى قالوا: إن حاكم نجد في زمنه محمد بن رشيد عندما دخل بريدة منتصرًا بعد وقعة المليدا عام 1308 هـ كان بلغه وهو في حائل أخبار الضبيعي وطول عمره فاستدعاه وقيل، بل ذهب إليه، وهذا مستبعد، فسأله ابن رشيد كم تعرف من أمير، يريد بذلك الأمراء الذين عاصرهم أو عاش إبان حكمهم، فقال: أعرف 47 أميرًا وأعرف بعض النفد - جمع نفود - قبل ما تبني.

والمراد بالنفود وبنائها أنه يعرف بعضها عندما لم يكن موجودًا فوجد في حياته، وهذا أمر يكاد يكون معروفًا للعامة بأن الرمال الرئيسية موجودة منذ القديم وبخاصة إذا كانت فيها أو حولها أشجار من الأشجار النامية الثابتة كالأثل ونحوه، أما بعض الرمال السافية الدقيقة التي تسفوها الرياح فإنها تتنقل، وفي تلك العصور التي كانت الرقعة الخضراء فيها ضيقة، وكانت مصدات الرياح غير موجودة إلا للأشياء المهمة كمزارع البرسيم والنخيل على البعد منها، وقد أدركنا أهل بريدة يضربون بطول عمره المثل، ويتناقلون عنه الأخبار المبالغ فيها.

أكبر أسرة الضبيعي سنا في الوقت الحاضر - 1397 هـ - صالح بن عبد الله الضبيعي وعمره في هذه السنة - 1397 هـ - 98 سنة.

ومن وجهاء أسرة الضبيعي الذين أدركناهم النائب عبد الله بن صالح الضبيعي، ومعروف أن النائب هو الذي يتولى الحسبة، ويقوم أيضًا بما يقوم به الآن عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فكان الضبيعي هذا مهيبًا ترتعد فرائض الصبيان والفتيان عندما يرونه ومعه عصا (النوابة) إذ كانت تخوله ضرب من يستحق الضرب منهم مثلما كان النواب الأقدمون في بريدة يفعلون.

ص: 94

وقد جرَّ عليه ذلك مشكلة في أول عهد شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد على القضاء في بريدة، إذ علم أن صبيانًا وفتيانًا من أسرة كبيرة غنية يتجمعون في (الموطا) غرب بريدة فنهاهم فلم ينتهوا فضربهم أو ضرب أحدهم وكانوا جماعة فأخذوا عصاه منه وكسروه، وفي هذا إهانة له، وكانت أسرتهم آنذاك أغنى أسرة في بريدة وأكثرها نفوذًا غير أن ذلك لم يمنع الشيخ عبد الله بن حميد من أن يطلب من أمير بريدة آنذاك الأمير عبد الله بن فيصل الفرحان أن يسجنهم ولا يخرجهم إلا بإذنه فسجنهم الأمير بالفعل عدة أيام ثم أدَّب الذين قاموا بالفعل بكسر (عصا النائب) وأخرجهم.

مات عبد الله بن صالح الضبيعي عام 1378 هـ.

ومنهم إبراهيم بن علي الضبيعي كان من وجهاء جماعة بريدة مقربًا من الأمير والقاضي ولذلك عين عضوًا في هيئة النظر وهي لجنة تتألف في الغالب من ثلاثة أشخاص من ذوي النظر الصائب والبصيرة في أمور العقارات والأراضي أو في كيفية حل مشكلاتها.

وعين إلى ذلك نائبًا أيضًا، وهو أحد النواب الذين ذكرتهم.

ذكره الشيخ إبراهيم بن عبيد في تاريخه، فقال في حوادث سنة 1386 هـ:

وممن توفي فيها من الأعيان في بريدة إبراهيم بن علي الضبيعي، كان من أهل الهيئات البارزة وعضوًا في هيئة النظر في الأراضي ومعروفًا بالعدل والإنصاف يرجع الناس إلى رأيه وله تقدم في حل المشكلات لسعة رأيه ورزانة عقله وحرصه على الإصلاح، وكان وقورًا محبوبًا عند الناس تحبه الأمة وتقدره وهو صهرنا إذ كان زوج إحدى الأخوات، ومن أسرة كبيرة في مدينة بريدة، ويعتبر رجلًا من الرجال ويتمتع بأدب، ويتكسب ويأكل من عمل

ص: 95

يده بحيث كان من أهل البيع والشراء ويتعاطى بالتجارة، وكانت وفاته في ليلة 25 شوال في الساعة العاشرة والربع بالتوقيت الغروبي رحمه الله وعفا عنه عن عمر يناهز الخامسة والسبعين فالله المستعان.

وهذه صفته كان ربعة من الرجال مملوء عقلًا من إبهام رجله إلى مفرق رأسه حسن الخلق لا يجد الغضب إليه سبيلا (1).

ومنهم الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن حمد بن عبد الله الضبيعي ولد في بريدة عام 1346 هـ واستقر في الرياض ففتح له مكتبة صغيرة صارت أشبه بالمنتدى للأدباء وطلبة العلم وذلك لسهولة أخلاقه وطيب حديثه وحسن معشره.

وهو نفسه محب للكتب بل مغرم بها وبجمعها ويعرف عنها ما لا يعرفه أمثاله من طلبة العلم.

ومع ذلك هو مؤلف له 23 مؤلفًا كما أخبرني نفسه، طبع منها 14 وذكر لي أن أكثرها رسائل صغيرة.

وقد وجدت ترجمته في آخر كتابه: (اقتناء الحيوانات الأليفة والطيور)، ص 134 - 146 هـ وهذا نصها:

المؤلف في سطور:

هو إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبيعي، كان مولده في بريدة، وبها درس مبادئ العلوم الشرعية، درس المرحلة المتوسطة بدار التوحيد بالطائف، وأخذ التوجيهية في المعهد العلمي بالرياض، تخرج من كلية الشريعة بالرياض عام 1381 هـ، انخرط بسلك التدريس العام بوزارة المعارف لمدة سبعة وعشرين عامًا، ثم تفرغ للكتابة والتأليف والنشر في بعض الصحف والمجلات

(1) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج 6، ص 46 (الطبعة الثانية).

ص: 96

الإسلامية، وكان من شيوخه سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية إذ ذاك، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي عام المملكة العربية السعودية، وغيرهم.

لديه نشاط مبكر في تنشيط الحركة الثقافية، حيث أسس "المكتبة الحديثة بالرياض عام 1396 هـ ولم يكن قبلها من المكتبات في الرياض إلا مكتبة حسن الشنقيطي والمكتبة السلفية لعبد الرؤوف الملباري، وطبع ديوان ابن مشرف لأول مرة على المستوى التجاري ونشر أول طبعة لكتاب "عقود اللؤلؤ والمرجان في وظائف رمضان" عام 1370 هـ، وكان وكيلًا لعدة صحف ومجلات منها جريدة (العرب) التي كانت تصدر من باريس، ومجلة (الأقلام) للأديب عيسى الناعوري من الأردن، و (مجلة المنهل) لعبد القدوس الأنصاري، وجريدة (البلاد السعودية) ويرأس تحريرها عبد الله عريف، وله إسهام في الدعوة وإشاعة المعرفة، ولديه آثار قلمية منها ما هو مطبوع، ومنها ما هو في سبيله إلى النشر.

كتب مطبوعة للأستاذ إبراهيم بن محمد الضبيعي:

- "أسرار البسملة - وظائفها، آدابها، أحكامها"، الطبعة الثالثة بالقاهرة.

- "نصح وإرشاد"، الطبعة الثالثة.

- "حماية الإنسان من وساوس الجن والشيطان"، الطبعة الثانية.

- "ليس في حلي المرأة زكاة"، الطبعة الثانية.

- "حقيقة تلبس الجن بالإنس وكيفية إخراجهم"، الطبعة الثانية.

- "الصدقات وأثرها على الفرد والمجتمع"، الطبعة الأولى.

- "التدخين في ضوء العلم الحديث"، الطبعة الأولى، الكويت.

- "قرآنكم يا مسلمون"، الطبعة الأولى.

- "إيضاح حكم الزواج بنية الطلاق"، الطبعة الأولى.

ص: 97

- "ذلكم هو الطلاق الشرعي يا عباد الله"، الطبعة الأولى.

- "التجديد في أحكام الأضاحي"، الطبعة الأولى.

- "اللحية في ضوء الكتاب والسنة"، الطبعة الأولى.

- "دنيا الفكاهة والضحك"، الطبعة الأولى.

- "اقتناء الحيوانات الأليفة والطيور"، الطبعة الأولى.

كتب في طريقها إلى الطبع:

- "جوانب من عظمة المصطفى صلى الله عليه وسلم"، في أربعة أجزاء.

- "إماطة اللثام عن طوائف تحت مظلة الإسلام".

- "مرشد المسلم لتصحيح العقيدة".

- "الفوائد العامة لتعدد الزوجات".

- "الإعجاز النبوي والعلم الحديث".

- "نظرة عصرية في وجوه إعجاز القرآن العظيم".

- "خصائص العرب وروائع حضارتهم".

- "أسرار شبه جزيرة العرب".

- "أحاديث وكلمات مختارة".

أنموذج من بحث الشيخ إبراهيم بن محمد الضبيعي وقد نشره في جريدة الرياض العدد 10992 الصادر في 1/ 4/ 1419 هـ - 29 مايو 1998 م.

ويتناول التحريم بدون دليل شرعي قال:

أثارت جريدة (الجزيرة) على صفحاتها نقاشًا وتعقيبات دخلت طرفًا فيه دون علمي، ففي يوم الجمعة الموافق 12/ 1/ 1419 هـ نشرت تحليلًا لكتاب الشيخ صالح المنصور بعنوان (الزواج بنية الطلاق ليس شرعيًّا وباطل)، والشيخ صالح المنصور أحد المحاضرين بجامعة الإمام محمد بن سعود فرع القصيم، وأنا ممن

ص: 98

يقدر علمه وأجله، ولكن هذا الكتاب سبق نشره عام 1415 هـ وحينها قرأته فوجدت فيه بعض الأخطاء العلمية التي لا يجوز صدورها من مثله ونبهته عليها، فأكد لي أنه مصر على ما جاء في كتابه، وحينها عزمت على بحث حكم الزواج بنية الطلاق مع يقيني بأن الزواج بدون هذه النية أكمل، ولكن الظروف تتغير والأحداث تتجدد والإسلام بحكم أنه خاتم الشرائع فقد تضمن لكل مشكلة حلًّا، ولكل قضية حكمًا، وكان من بين الأخطاء التي وقع فيها الشيخ صالح المنصور أن كتب في ص 71 فصلًا بخط عريض وبعنوان (رأي في حكم الزواج بنية الطلاق)(وبعد ما تقدم فالذي أراه أن الزواج بنية الطلاق ليس شرعيًّا، لذا فهو حرام لا يحل، وإذا كان كذلك فهو باطل، وإذا علمت نية المتزوج وجب التفريق بينهما، وإذا كان الزوج يعرف الحكم وجب تعزيره).

وقد بني هذا التحريم على رأيه هو لأن الزواج بنية الطلاق لم يرد بخصوصه نص شرعي من الكتاب أو السنة، ومعلوم شرعًا أنه لا يجوز لمسلم أن يقول هذا حلال وهذا حرام إلا بدليل يستند إليه أو برهان يؤيده، وأن كل من حلل أو حرم بدون دليل فقد استباح لنفسه أن يكون مشرعًا، وهذا ما نص عليه القرآن في قوله تعالى:{وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116)} (1).

كما وجدت أخطاء مماثلة لهذا الخطأ في الخطورة مثل قوله: (الأصل في الزواج الشرعي أن يكون العقد بنية البقاء والدوام، وهذا الأصل ليس له دليل من الشرع، بل مستمد من عادات النصارى لأنه يخالف صريح قوله تعالى {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} .

ومن ثم نشرت كتابي عام 1416 هـ (إيضاح حكم الزواج بنية الطلاق)

(1) سورة النحل، الآية (115).

ص: 99

مصوبًا بعض الأخطاء ومصححًا بعض المفاهيم مستندًا في ذلك على ضوء الكتاب والسنة والإجماع وأقوال العلماء وما أفتى به مجتهدو هذه الأمة قديمًا وحديثًا، ولكن قرأت مع غيري التحليل الذي نشرته جريدة (الجزيرة) يوم الجمعة 11/ 2/ 1419 هـ تحليلًا لكتابي المشار إليه آنفًا وجعلوه تحت عنوان (الضبيعي معقبًا على رأي المنصور بتحريم وبطلان هذا الزواج، الزواج بنية الطلاق نكاح شرعي، اتفق على جوازه كل فقهاء الأمة)، وذلك دون علمي كما نشر الشيخ صالح المنصور في يوم الجمعة 18/ 2/ 1419 هـ تحليلًا لكتاب له جديد بعنوان (الجواب الواضح على شبهات من أجاز الزواج بنية الطلاق) قصد به الرد على كتابي، ولكنه هداه الله سلك في كتابه هذا مسلكًا مجافيًا للنقاش العلمي، والنقد البناء، إلى أسلوب لا نرضاه من مثله وحشد في كتابه من المغالطات والتكرار والإعادة والأخطاء المطبعية والإملائية وحتى في نقل النصوص وفيه تجريح بي شخصيًّا وفيه نقد لفتاوى علماء الاجتهاد مثل سماحة الشيخ ابن تيمية، ولتجلية الموقف ولأنه من حقي الدفاع عن النفس فسأعرض بعض هفواته في هذا الكتاب.

قال في ص 202 عني بأنني قلت: إن حكم الزواج بنية الطلاق ثابت في الكتاب والسنة، وهذا محض كذب وكتابي موجود ولكن الذي قلت إن الزواج بنية الطلاق لم يرد في خصوصه نص من كتاب ولا سنة وإلا لماذا الخلاف؟ وقال في ص 147 (سبق أن قلت لك أنه لا يوجد لعلماء السلف من الصحابة والتابعين فيما أعلم من هذه المسألة).

وإذا كنت يا شيخ صالح لا تعلم فغيرك يعلم ونعذرك بالجهل وأقرأ معي هذا الجواب الذي يزودك بحقائق تجهلها ويذكرك بمعلومات غفلت عنها، وأظنه يخفاك أن الزواج بنية الطلاق سنة أقرها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه مع علمه أن بعض الصحابة يتزوجون بنية الطلاق، ولم ينكر عليهم، ولو كان غير مشروع لما سكت عن بيان الحكم وقت الحاجة.

ص: 100

واعتقد أنك تذكر قصة الصحابية التي أتت النبي صلى الله عليه وسلم تستشيره فيمن تزوج حيث خطبها ثلاثة نفر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم فلان لا ينزل العصا عن عاتقه وفلان رجل مزواج، ولكن تزوجي فلانًا، ويتفق العلماء على أن أقوال الصحابة وأفعالهم رضي الله عنهم حجة قطعية الدلالة لكونهم أفضل الأمة بعد نبيها عليه الصلاة والسلام، وهم أعلم بمقاصد التشريع جاء في كتاب (الموافقات في أصول الشريعة ج 3 ص 74، سنة الصحابة رضي الله عنهم سنة يعمل بها ويرجع إليها).

الزواج بنية الطلاق على عهد الصحابة رضي الله عنهم دون أن ينكر أحد منهم على من يتزوج بنية الطلاق، بل كان على مرأى ومسمع من رابع الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم إذًا - فسكوتهم مع فشو الخبر بينهم يأخذ حكم الإجماع.

وكان من بين الذين اشتهروا بالزواج بنية الطلاق المغيرة بن شعبة رضي الله عنه حيث نقل شمس الدين الذهبي عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه قال: "لقد تزوجت سبعين امرأة أو أكثر، وكان يومًا تحته أربع نساء فصفهن بين يديه وقال: أنت حسنات الأخلاق، فأنتن الطلاق" وكان ينكح أربعًا جميعًا ويطلقهن جميعًا.

وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما يتزوج بنية الطلاق، وكان مزواجًا مطلاقًا، وكان يمسك في عصمته أربعًا ثم يطلق ليتزوج بدالها بنية الطلاق بدليل ما نقله الثقات من المؤرخين قال الحافظ بن حجر في ترجمة الحسن بن علي في كتابه الإصابة:(كان مطلاقًا أي كان يتزوج ويطلق أهـ، قال الإمام شمس الدين الذهبي، وكان منكاحًا مطلاقًا تزوج نحوًا من سبعين امرأة وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه يا أهل الكوفة لا تزوجوا الحسن، فإنه مطلاق فقال رجل والله لنزوجنه فما رضي أمسك، وما كره طلق) أهـ (1).

(1) سير أعلام النبلاء، ج 3، ص 253.

ص: 101

وقال العماد ابن كثير في تاريخه (البداية والنهاية) عن الحسن بن علي رضي الله عنهما: كان كثير التزوج، وكان لا يفارق أربع حرائر، وكان مطلاقًا، يقال إنه حصن سبعين امرأة، وذكروا أنه طلق امرأتين في يوم واحد.

وقد كان علي يقول لأهل الكوفة: لا تزوجوه فإنه مطلاق، فيقولون والله يا أمير المؤمنين لو خطب إلينا كل يوم لزوجناه منا من شاء ابتغاء في صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أهـ.

والعلماء يعتبرون أقوال الصحابة وأفعالهم حجة وكانوا يرجعون إلى فعل الصحابة عند فقد النص من الكتاب والسنة ويقدمونه على القياس، واستدلوا على ذلك لأنهم أقرب إلى فهم روح الشريعة ومراميها، وأفعالهم أحق بالإتباع لعدالتهم ولأن الله أثنى عليهم ومدحهم وزكاهم، أهـ.

وجاء في كتاب (فقه السنة) ج 2/ ص 38 اتفق الفقهاء على أن من تزوج امرأة دون أن يشترط التوقيت وفي نيته أن يطلقها بعد زمن، وبعد انقضاء حاجته في البلد الذي هو مقيم به، فالزواج صحيح وخالف الأوزاعي فاعتبره زواج متعة، أهـ.

وأئمة المذاهب الأربعة متفقون على ما ذهب إليه الصحابة والتابعون في حكم الزواج بنية الطلاق، وقد نقلت في كتابي (إيضاح حكم الزواج بنية الطلاق) أقوالهم وحججهم وتعليلاتهم، وكذلك علماء الاجتهاد أفتوا بصحة الزواج بنية الطلاق ومن أبرزهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وفي هذا العصر سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن باز وفقه الله فهل تجوز مخالفة صفوة الأمة، وهل يستبيح عاقل لنفسه أن يجتهد بخلاف ما أجمعت عليه الأمة، جاء في الموسوعة الفقهية "جمهور أهل السنة على أن الإجماع ينعقد باتفاق المجتهدين من الأمة ولا عبرة باتفاق غيرهم مهما كان مقدار ثقافتهم" أهـ.

ص: 102

إذًا - فكيف يسوغ لطالب علم في القرن الخامس عشر مثل الشيخ صالح المنصور أن يحاول نسف حكم معمول به من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليوم فيشكك بما نقله الثقات عن الحسن بن علي رضي الله عنهما حيث يقول في ص 129 "لو قلنا بصحة ما نقل عن الحسن رضي الله عنه من كثرة الزواج بنية الطلاق لقلنا إن هذا فعل صحابي ولا يقبل إذا تجرد عن الدليل" أهـ.

وقال: إن الإجماع منقوض بمخالفة الأوزاعي في القديم والشيخ محمد رشيد رضا في العصر الحاضر، مع علمه بأن الأوزاعي ليس من الأئمة الأربعة، وأن الشيخ محمد رشيد رضا ليس حجة ولا تضر مخالفتهم ولا نملك إلا أن نقول: اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه - وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. انتهى.

وما زال الشيخ إبراهيم الضبيعي يفيد الطلاب وطلبة العلم ويرشدهم إلى مواضع البحث حتى مرض وتوفي في منتصف شهر ربيع الثاني عام 1422 هـ.

وقد نشرت جريدة الرياض في عددها الصادر يوم الجمعة 5/ 4/ 1422 هـ 1 يوليو 2001 م نعيًا للشيخ إبراهيم بن محمد الضبيعي بقلم الدكتور محمد السويد، قال:

في رحيل الشيخ إبراهيم الضبيعي:

بالأمس القريب فقدت بلادنا علمًا منيرًا وشخصية علمية ورجل ثقافة وصاحب رؤية شرعية ذلك هو الشيخ إبراهيم بن محمد الضبيعي تغمده الله بواسع رحمته وجعل ما أصابه في مرضه الأخير طهورًا وأعظم أجرًا.

عرفت الشيخ إبراهيم الضبيعي عندما بدأت أتعرف على أول معالم الحياة، فقد كان رفيق درب لوالدي أطال الله في عمره وأمده بالعون إنه على كل شيء قدير.

ص: 103

لقد كنت أردد دائمًا بيني وبين نفسي أن للشيخ إبراهيم أعظم الأثر في بناء ذاتي علميًّا وثقافيًّا لأنه كان مثلًا ماثلًا أمامي في حرصه على الكتاب وافتخاره بما تحويه مكتبته العامرة وأهمية القراءة في حياته، والارتباط بالعالم من حوله عبر الحرف المقروء إن كان في شكل إصدار جديد أو صحيفة أو مجلة دورية.

كان ذلك منذ أمد بعيد حين كانت القراءة ترفًا وهمًّا لمن لا هم له في وقت تعز فيه اللقمة، والعوز هو القاعدة.

وللشيخ إبراهيم الضبيعي رحمه الله مآثر كثيرة وصفات حميدة فهو أولًا على عظم اهتماماته العلمية وتلهفه القرائي كان صاحب شخصية محبوبة لا تعرف للتعالي طريقًا، التواضع سمته، والابتسامة عنوانه، والاجتماع والإلفة غايته.

وهو صاحب مجلس عامر منذ عرفته ووعيت على الدنيا في منزله طفلًا صغيرًا قائدًا لوالدي رفيقه في طريق العلم والغربة وعوز الحياة و (دار الإخوان) واشتراكهما كذلك في ابتلاء المولى لهما في (كف البصر).

كان مجلسه مجلس علم وقراءة وجديد ولكن بدون رتابة وحزم، لا يخلو حديثه من القفشات والنكات والطرائف غير المبتذلة وكان له رحمه الله قدرة عجيبة على جذب الأنظار وأسر الإعجاب وكسب القلوب، ولم تخل حياته من الهم العلمي والإنتاج الفكري فانصرف رحمه الله مبكرًا لاستغلال ما وهبه الله من حب المعرفة وجمع مصادرها الخفيفة والثقيلة، فاتجه إلى التأليف والإنتاج العلمي، وقد رأيت عندما كانت الحياة وقتها صغيرة تجمعنا، ثم ما كان يتفضل بإهدائه لي عن بعد، بعدما تباعدت الأجساد وانقطع التواصل المباشر.

أقول كنت أرى على كل إصدار التجديد في العرض والبعد عن التقليد في الطرح، كنت ألمح شيئًا مهمًّا قلَّ أن نجده في هذا العصر وهو العرض المبني على أعمال العقل، لا مجرد النقل والتجميع وهو طابع حركة التأليف المعاصر، فقد كان -

ص: 104

رحمه الله - صاحب رؤية وفي كتبه العديدة فكر جديد لا يختلف مع سابقه، وإنما يضيف إليه ويدعمه وهذا ما تميز به الراحل في نشره لكتبه ومقالاته.

إن الحديث عن الجانب العلمي للشيخ إبراهيم الضبيعي يطول وخبرتي عنه رحمه الله انقطعت منذ ما يزيد على عشرين عامًا، ولكن في العشرين السابقة لها ما يشفع لي بتسطير الكثير، لأن نهجه ومنهجه رحمه الله لم يتغيرا وأخباره تصلني على المنوال نفسه.

لقد رزقه الله محبة الناس وتألفهم حوله وتلك نعمة قلّ أن تجد غيره منعمًا بها، كما حباه الله نفسًا مهذبة تحسن التعامل مع كل الطبقات، بل مع الصغير والكبير في آن، وفي هذا الصدد لا يمكن لي أن أنسى كيف كان يعاملني ومن هُم في سني ونحن صغار تعامله مع الكبار فلا ينقطع عنا بالتأييد والتشجيع وهو أسلوب تعامل لم يكتشف أثره الإيجابي كثير من كبار ذلك الزمان وحتى هذا الزمان أيضًا.

صفة الكرم بلا حدود صفة اتسم بها الراحل في وقت كان العطاء مكلفًا وكثيرًا ما كان فوق الطاقة خصوصًا من هم من طبقة الوسط كحال الشيخ رحمه الله وقد كنت أيامها أي نهاية الثمانينات الهجرية وبداية التسعينات أعجب من بذل الشيخ لمرتادي مجلسه في كل الأوقات بدون تأفف.

وحرصه على اقتناء الكتاب بلا وصف حتى جمع مكتبة يندر أن يحظى بها فرد واحد، فقد كان زائرًا دائمًا للمكتبات، وفي سفرياته الكتاب هو المطلب الأول وفي معارض الكتاب القليلة في بلادنا تراه في صف المقدمة، وأذكر أنه اضطر في مرحلة من حياته إلى بيع مكتبته على مضض ويبدو أن للحاجة المادية دافعها، فباعها وكل من عرف الشيخ غير مصدق في تفريطه بها، ولكنه لم يصبر على الكتاب فعاد مرة أخرى لتأسيس مكتبة أصخم من الأولى، وكان له ما أراد.

ص: 105

في بيته العامر بالكتب والمعرفة لا يمكن أن أنسى أنني رأيت فيها أول ما رأيت عناوين لمجلات وصحف وكتب ما كنت لأراها في ذلك الوقت خارج منزله، ورغم كف بصره بدرجة شبه كلية بما يعيق مثله عن القراءة إلا أنه لم يكن له عائقًا، كان يتصرف في إيجاد قارئ ولو بفزعة الصغار - حينها - أمثالي.

رحم الله الشيخ الراحل فقد ضرب في حياته أروع الأمثلة في الاحترام المتبادل وتقدير وجهات النظر المختلفة ومراعاة العشرة، وكان يعيش رحمه الله حياة متوازنة فيها الكثير من الجد ولم ينس نصيبه من الترويح فأضحى ذا شخصية متوافقة محبوبة ولها من التقدير الكثير.

في مجلس العزاء في منزله شعرت أن الموت اختصر أكثر من عقدين لم أزر فيهما الشيخ فشعرت بقربي وقصر فترة ما بيننا، كما شعرت أن هناك شيئا مني مات! انتهى.

ومن مؤلفي أسرة الضبيعي أيضًا: الشيخ محمد بن علي بن إبراهيم الضبيعي ألف رسائل منها:

- "القول اللطيف، بين الإطالة في الصلاة والتخفيف"، طبع 1407 هـ.

- "مكانة الصلاة في الإسلام وحكم تاركها"، مطابع القصيم في الرياض، 1407 هـ.

ذكر الدكتور أحمد بن عبد العزيز المزيني أسرة (الضبيعي) في كتابه: (أنساب الأسر والقبائل في الكويت) فقال:

الضبيعي: ويطلق عليهم الضباعَى، سكنوا بريدة منذ ثلاثمائة سنة سكنهم جدهم ضبعان، وكانوا من قبل في المجمعة (سدير) وكان نزوحه على أثر اختلاف في اقتسام أملاك بينه وبين عمومته، وكان من أحفاده من تسمى باسمه تزوج فرزق بخمسة أولاد هم:

ص: 106