الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حاله، بعد أن أصيب بخسارة مالية:
"والله ما تشكل علي المخاسير
…
اللي خذا مني هو اللي عطاني" (1)
ويقول الشاعر (درعان) إبراهيم بن عبد المحسن الطويان:
بعض العرب مثل المراعه على السير
…
وعند اللزوم أروغ من الثعلبان
يفرح بقربك فرحة الطفل بالطير
…
ويجفاك لي منه وطاك الزمان
حقًّا، إنها آهة ولدتها التجربة، وصهرتها المحنة، فجاءت القافية كحد السنان تقول: انتبه أمامك منعطفات حادة (2).
قال الأستاذ عبد الكريم بن صالح الطويان في برنامج (من أفواه الرواة):
محنة شاعر:
الشاعر إبراهيم بن عبد المحسن الطويان رحمه الله المشهور بـ "درعان" والمتوفى سنة 1373 هـ مر بمحنة مالية في إحدى سنوات عمره، حيث احترقت سيارته، وساءت أحواله، فتفرق عنه أخلاء الرخاء بددًا، ولم يبق له منهم واحد، وهنا ظهرت له حقيقة من حوله، فتنبه من غفلته، وقال قصيدة رائعة وجهها إلى صديق له اسمه "شقير" والقصيدة كاملة ذكرها الأستاذ سليمان النقيدان عند تناوله لهذا الشاعر في كتابه "شعراء من بريدة" نذكر منها هذه الأبيات:
الله يجزي عسر الأيام بالخير
…
تبين الصاحب من الشقلبان
عقب العسر حل وتجارب وتفسير
…
والفحص لي لز الحقب للبطان
والله ما تشكل علي المخاسير
…
اللي خذا مني هو اللي عطاني
(1) من أفواه الرواة، ص 337 - 338.
(2)
من أفواه الرواة، ص 351.
وفي ختمها هذا البيتان:
لا تفتكر دام المحالة على البير
…
لا بد ما يحتاج شخص لثاني
الوقت يلقح والليالي معاشير
…
ودواير الدنيا علينا امتحان
الثالث من شعراء الطويان:
صالح بن عبد الكريم الطويان الذي تقدم ذكره، وقد وصل إليَّ بعض شعره مكتوبًا بخط (عقل الرواف) من أسرة الرواف المعروفة، ونشر عبد الكريم الطويان ثلاث قصائد له في زاوية (من أفواه الرواة) ولكنه لم يذكر اسمه فيها إلا بعد ذلك.
وهناك غيرهم من له شعر قليل، وبعضهم يحفظ الأبيات الشعرية والأخبار وإن لم ينظم الشعر، لا سيما أن كثيرًا منهم كانوا من رجالات عقيل الذين يتاجرون بالإبل بين القصيم والشام ومصر وهؤلاء يميلون إلى الشعر بحكم عملهم، لأنهم يتلهون بنظم الشعر وبالحداء به على الإبل.
قال صالح بن عبد الكريم الطويان يخاطب عقل الرواف كما نقلته من خط (عقل):
أودعت قلبي يا (عَقل) يسهر الليل
…
واظن قلبي يا عقل ما يلام
شفت النشامي يا عقل دنوا الحيل
…
وشالوا عليهن يا عقل باهتمام
شالوا عليهن يا عقل تالي الليل
…
وقفضوا واقفوا بهم كالنعام
متنحرين صوب ذيك الغراميل
…
الديرة التي فوق روس العدام
حق علينا يا عقل نبدع القيل
…
ولازم نودع ربعنا بالسلام
وقال صالح الطويان يخاطب عبد الله بن عبد العزيز الربدي وخاطبه بالعبدي وهو اسم تدليل أو نحت من اسم عبد الله:
تَوِّي تمنيت يا العبدي
…
حمرا من الهجن شملال
يوم الجيش يا الرِّبْدي
…
مع لِبَّةِ العرق والجال
لي سَرَّبَ اللال وانقدِّ
…
مثل المها يوم يجتال
نلفي على موَرِّس الخدِّ
…
نشمية هي هوى بالي
ونشر له الأستاذ عبد الكريم بن صالح الطويان أبياتًا قدم لها بقوله:
قبل عقود من الزمان، تغيب الشاعر (1)، عن بلدته "بريدة" طرفًا من العمر، فجاشت نفسه الشاعرة، بهذه الأبيات، متوجدًا على أرضه وربعه:
يا دار ياللي دورك غر الاطعاس
…
وجدي على لاماك لوم العواثير
وجدي على شقر مع الغر واغراس
…
ركبن امتون الغر مثل الدعاثير
وجدي على اللي حنوا الحيل بأمراس
…
سهروا عليهن واسهروهن من السير
شيبان يرعون السهى عقب الادماس
…
ولا بد رعيان السهي تمسك الخير
لأصبح وجيه الغرس بالورس محتاس
…
اصفر حمر بعوادها والمباكير
أولاد علي لابتي ما لها أجناس
…
بشاشة بضيوفهم والمسايير
إن عِدوا الاجواد هم ذروة الناس
…
وهم هل الطولات زبن المقاصير
قال الأستاذ عبد الكريم: والقصيدة طويلة نكتفي منها بما أحاط بالعنق، وسألت الشاعر عن بعض معاني الألفاظ الواردة في أبياته، عن (الغر) فقال: هي كثبان الرمال الممتدة، فالمعروف أن جغرافية "بريدة" القديمة تتميز بأن كثبان الرمال تحيط بها من جميع جهاتها الأصلية، "شقر" النخيل، "الدعاثير" شعر المراة، "السهى" نجم خفي يقول المثل:"أريه السهى ويريني القمر"، و"الورس" صبغ كانت تتزين به النساء قديمًا، "أولاد علي" نخوة أهالي بريدة وعنيزة، أما باقي مدن القصيم فلكل بلد
(1) هو العم: صالح بن عبد الكريم الطويان رحمه الله.
نخوته، فالرس أولاد الحزم، والخبراء أولاد منصور، وهكذا (1).
وقال الأستاذ عبد الكريم بن صالح الطويان أيضًا:
القصيدة لعمي صالح بن عبد الكريم الطويان، راعي التغيرة من مواليد بريدة عام 1317 هـ، نشرت في جريدة الجزيرة، العدد 4705 في 30/ 11/ 1405 هـ.
يا حمود حارن البصاير والافكار
…
وضيعت حسبات السنة والسبوع
من عقب ما أنا بالملازيم صبار
…
تضعضعن عقب المراجل اضلوعي
من شوفتي وقت على الناس مندار
…
مندار باكدار وفقر وجوع
اركي على الاجواد يجلد بمنشار
…
اقفي يحث الجود واجرى الدموع
راحوا نفيض عقب همال الأمطار
…
راحوا شتات طافحين امزوعي
ما ييئس المؤمن ولو صار بكدار
…
يرجي السعد والرب ما هو قطوع
يرجى السعد يندار مع بعض الأدوار
…
مثل القمر ينحف وينوي الرجوع
قلت له: أيها الشيخ، أراك تقول:"تضعضعن عقب المراجل اضلوعي" فإذا كان ذلك أمسك البعيد، فكيف بك اليوم؟ !
وقال صالح الطويان راع التغيرة أيضًا:
البارحة يوم الخلائق هجوع
…
ابديت من خَفي كنيني بوَنِّه
وأبديت ما بيدي منافس ضلوعي
…
من خوفتي للصوت هن يزعجنه
وأبديت نظاظ ينثّر دموعي
…
يوم أن هضمة القرايب دعنه
أشوف شوفات بخطو الطقوع
…
لي حاش قرشين غدا ويشِّ كِنِّه
انتهى.
(1) من أفواه الرواة، ص 320.
وقال صالح بن عبد الكريم بن طويان راعي التغيرة:
اسمع جوابي يا فتى والقن البالِ
…
واسمع نصيحة واحد يبدي الأنصاحِ
دنيا دنا شوفه وصابه هزالِ
…
وشيب الهرم بعضه لاح وانباحِ
لا بد ما تبدي عيوب الليالي
…
وصَيُّور قافي على الناس ينباح
الحظ يرفع صاحبه للعوالي
…
والأصل ما ينفع ضعيف إلى طاح
من جاد حظه صار مقدم رجالِ
…
لو هو نعامة ناضْ بالخف وجناح
ومن بار حظه يترك كالخيالِ
…
لو هو جواد ويزحم الجمع نطاح
يترك كما شنٍ قديمٍ وبالي
…
وأنظار ربعه عن مزاياه طُفَاحْ
الحظ ناصف واصفه بالهلال
…
مثل الشباب بعثرته جملة أفراحِ
حظ كالقمر له لليالي
…
يدبر ومنَوِّرٍ بعد ما راح
ما حاش بالقوة كثير الحلالِ
…
مَدِّ من الرحمان يجعله نواحِ
الذيب فاحم والغنم بالمفالي
…
ودايم يشكي الجوع بصياحِ
وتلقى الذهين من الملا باجتوال
…
الحَوشْ فوت، وساقي الرزق ينشاحِ
بها العرا ومنزل البيت خالي
…
والغرِّ وَفر مرزقه وهو مرتاحِ
وصلاة ربي عد نبت الرمالِ
…
على النبي الهاشمي نور الأفراحِ
هكذا وجدت هذه القصيدة مختصرة بخط عقل الرواف، وهو صديق للشاعر ثم وجدتها منشورة في زاوية (من أفواه الرواة) في جريدة الجزيرة للأستاذ عبد الكريم بن صالح الطويان بأطول من هذا مع اختلاف قليل في اللفظ وقد نشرها من دون أن ينسبها إلى صالح الطويان، إلا أنه أرسل إليَّ نسخة وقال: هذه القصيدة لعمي صالح بن عبد الكريم الطويان وأنا أعرف أنها له على كل حال.
وهذه المنشورة في جريدة الجزيرة:
اسمع وفكر يا فتى في مقالي
…
اسمع نصيحة واحد يبدي الأنصاح
دنيا دنا شوفه وصابه اهزال
…
شيب الهرم في قصته لاح وانباح
حاذر ترى كثرة اهروج المجال
…
مثل السراب اللي على الروض ضباح
يجذبك من بعد تحسبه ازلال
…
وهو الهلك لو لاح ما به لك ارباح
لابد ما تبدي عيوب الليالي
…
وصيور ما يخفي على الناس ينباح
لا تأخذ الدنيا ابعزم الجهال
…
تمزع حشاك وينتثر جاشك ألواح
ما حاش بالقوة كثير الحلال
…
مَدِّ من الرحمن يجعل له أنواح
حظ ويبدر كالقمر له ليالي
…
مثل الشباب ابعثرته جمعة أفراح
ويعاقب القوة سريع ازهالي
…
يترقب الشواف هو لاح ما لاح
الحظ يرفع صاحبه للعوالي
…
والأصل ما ينفع ضعيف إلى طاح
من جاد حظه صار مقدم ارجالٍ
…
أو هو نعامة ناض بالخف واجناح
ومن بار حظه لو حضر كالخيالي
…
لو هو جواد ويزهم الجمع نطاح
يترك كما شن قديم وبالي
…
وانظار ربعه عن مزاياه طفاح
أدر النظر وفكر بسبع المحالي
…
حزم وعزم صاحي الفكر مرتاح
الذيب فحم هايم بالمفالي
…
ايفاجي الشيان في كل مسراح
أيطارد العيشه عطيب المدالي
…
وأكثر زمانه يشكي الجوع بصياح
وتلفي الذهين من الملا باجتوالٍ
…
الحوش قوت وساقي الرزق تنشاح
به العرا مع منزل البيت خالي
…
والغر يافر مرزقه وهو مرتاح
لا تأمن الدنيا على كل حالٍ
…
ترقب الفجوات ليلك والإصباح
تراه لو جادت يحثه زوالي
…
حث المطية طارش وقت مرواح
وصلاة ربي عد نبت الرمالٍ
…
على النبي الهاشمي نور الأفراح
قال عبد الكريم الطويان هذه القصيدة لعمي صالح بن عبد الكريم الطويان نشرت في الجزيرة العدد 4579 في 22/ 7/ 1405 هـ.
ومن الأشخاص البارزين من أسرة الطويان:
1 -
عبد الكريم الطويان، كان صاحب مزارع منتشرة في الخبوب الغربية والشرقية من بريدة.
2 -
إبراهيم بن عبد العزيز الطويان، وكان صاحب تجارة واسعة في الإبل - وقد نزح إلى عنيزة في آواخر عمره وتوفي فيها قرابة عام 1340 هـ.
3 -
عبد الكريم العبد العزيز الطويان، صاحب تجارة واسعة وكان أحد رجالات عقيل المشهورين، توفي في دمشق الشام حوالي سنة 1325 هـ.
4 -
محمد العبد الرحمن الطويان، ولد عام 1306 هـ وتوفي بالرياض عام 1405 هـ وهو من رجالات عقيل المشهورين بالشجاعة والحنكة.
كتب لي الأستاذ عبد الكريم بن صالح الطويان بيانًا ببعض رجال أسرة الطويان بقوله:
- عبد الله بن عبد الكريم الطويان، من تجار عقيل المشهورين ولد في بريدة عام 1316 هـ.
- صالح العبد الرحمن الطويان، من مواليد بريدة عام 1325 هـ خدم في العسكرية زمنًا ثم تفرغ بعدها للتجارة.
- اللواء محمد بن عبد الله الطويان، تقلد في الأمن العام مناصب متعددة منها مساعد مدير كلية قوى الأمن الداخلي وهو في عام 1406 هـ يشغل منصب نائب مدير المديرية العامة للجوازات بالمملكة.
- صالح المحمد الطويان، عمل بالتدريس زمنًا طويلًا ومن المناصب التي شغلها منصب مدير إدارة التفتيش بوزارة المعارف.