الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطِّحيني:
على لفظ النسبة إلى الطحين.
ولكن العامة تنطق باسم الطِّحيني بكسر الطاء والحاء مثلما ينطقون بلفظ الطحين بكسر الطاء والحاء، جريًا على عادتهم في كسر الأول والثاني من الأسماء التي على وزن (فعيل) مثل كبير وصغير وشهيد ووكيل.
وهم من أهل المريدسية أدركت شخصًا منهم يحفظ الأشعار العامية المطولة مثل عروس نجد لعبد الرحمن بن إبراهيم الدوسري.
وذلك قبل أن أهم بكتابة هذا الكتاب، ثم بحثت عنه بعد ذلك ولم يتيسر لي الاستماع منه.
ورد ذكر الطحيني في عدة وثائق منها هذه المكتوبة في عام 1285 هـ بخط عبد الله بن محمد العويصي وهو كثير الخط، إلا أن خطه غير جيد، وإملاءه رديء.
وتتضمن الوثيقة مبايعة بين خلف بن مسيلم راع الحمر أي صاحب الحُمرُ - على لفظ جمع حمراء، وهي الخب المعروف في شمالي خُبُوب بريدة وهو البائع وبين سليمان بن راشد (الطحيني) لنخلة شقراء.
وفي أسفل الوثيقة إقرار بأن الطحيني اشترى تلك الشقراء (النخلة) العبد الكريم الجاسر، أي بوكالته لعبد الكريم الجاسر التي ثبتت بإقراره.
ونرى إعادة كتابة هذه الوثيقة بحروف الطباعة لا لأهمية المبيع فيها فهو ليست بذي أهمية حتى في ذلك الوقت، ولكنها مهمة من الناحية التاريخية واللغوية.
وننقل أولًا صورة الوثيقة:
وهذا نصها بحروف الطباعة مع تصحيح الأغلاط الإملائية فيها:
"الحمد لله
مضمونه بأن خلف بن مسلم راع الحمر باع على سليمان بن راشد الطحيني
الشقراء المعروفة لهم في قبلي مكان عبد الكريم الجاسر شرق تلي ملك الحميدان معروفة باع خلف واشترى سليمان بثمن معلوم قدره عشرين ربع وصلته بالتمام ولم يبق له دعوى ولا علقه، شهد على ذلك عبد الله بن ضيف الله العريني، وشهد به كاتبه عبد الله بن محمد العويصي، وقع في 22 ربيع (5) 128 هـ.
كذلك حضر عندي سليمان بن راشد الطحيني وأقر بأن (مقيل) مشتري الشقراء العبد الكريم الجاسر في عشرين ربع بلغته بالتمام وشهد على ذلك دخيل الله بن سلامة العثيمين وشهد به كاتبه عبد الله بن محمد العويصي في ج سنة 1285 هـ. انتهى.
والتعليق على هذه الوثيقة أنه لم يذكر في أي بلد أو خب أو قرية يقع المبيع، وإنما اكتفى بقوله: إنها معروفة وهي معروفة لهم، ولكنها ليست معروفة لنا ولا لمن يأتي بعدنا مع ملاحظة أن المبيع نخلة شقراء والغالب عند القضاة في القصيم أن النخلة إذا لم ينص في بيعها على أن أرضها تابعة لها بحيث أنها إذا كبرت سقطت بسبب طول عمرها أو سقطت لسبب آخر كالصاعقة أو الاعتداء فإنها تغرس في مكانها نخلة أخرى يكون لها حكمها يغرسها صاحبها أي يغرس نخلة أخرى بديلة عنها في الأرض وأصحاب الأرض لا يرضون في العادة بذلك، وإنما تكون النخلة وتد - واحد أوتاد - حسب تعبيرهم، إذا سقطت لم تعوض، لأن البيع وقع على النخلة دون الأرض.
وفي هذه الحالة يعجب المرء ممن يوقفون بمعنى يسبلون نخلة ولا يذكرون أنها في حالة سقوطها تغرس في مكانها نخلة أخرى كيف لا يقع في أذهانهم أنها سوف تسقط في نحو مائة إلى مائة وخمسين سنة، الذي هو العمر الافتراضي للنخلة.
وقوله عشرين ربُع - تقدم ذكر (الرُّبُع) ولفظه بضم الراء والباء على لفظ الربع في العدد الذي هو نصف النصف وهو عملة نحاسية ضيئلة القيمة سمي (الرُّبْع) لانه ربع ثلث الريال الفرانسي فعشرون ربعًا تساوي في الحقيقة صرفًا في ذلك الوقت خمسة أثلاث ريال أي ريالين إلَّا ثلثًا من الريالات
الفضية الفرانسية المستعملة في ذلك الزمان.
و(العلقة) بكسر العين وإسكان اللام: العلاقة، وهذا من تأكيد المعنى، وإلا فإن معنى بيعها أنه لم يبق له بها علاقة أما الشاهدان فالأول في الوثيقة هو عبد الله بن ضيف الله العريني، وقد سها الكاتب عن وضع النقطة فوق الضاد، أما أسرة العريني فسوف تأتي في حرف العين.
وكلمة (مقيل) من الإقالة في البيع بمعنى أنه أقال نفسه من شرائها لنفسه، وجعل ذلك لعبد الكريم الجاسر.
وتاريخ الجزء الأول من الوثيقة فيه شيئان أولهما: أنه لم يذكر أي الربيعين الأول أم الثاني وإنما ذكر (ربيع) فقط، وثانيهما: أنه سها عن ذكر السنة فلم يذكر أنها سنة 5 أي 85 بعد المائتين والألف، ولكنه ذكر ذلك واضحًا في الجزء الثاني من الوثيقة.
أما الشاهد الذي في الجزء الثاني من الوثيقة وهو دخيل الله بن سلامة العثيمين - تصغير عثمان - فإن (عثيمين) أكثر من أسرة في بريدة وسيأتي ذلك في حرف العين بإذن الله، والمذكور هنا هو من أسلاف (الدخيل الله).
منهم سليمان بن محمد الطحيني الذي ذكره علي بن فايز الفايز في قصيدة قالها في ابنه فواز وكان أخذ جملًا لأهله وهم في المريدسية وهرب به إلى الشام فقال أخوته لوالده علي بن فايز نبي نروح نرده، فقال: لا، خذوا له زهاب وقربة ماء، وخلوه يروح خله يفتكّ من ديرة الفقر وأنشد:
عاشت يمين حريد (1) روَّحْ بفواز
…
عن مقعد الحقران (2) دار (الطحيني)
ومن الطحيني امرأة ضمنت دينًا على زوجها فكأنها أغنى منه أي أكثر
(1) حريد: تصغير الأحرد، وهو الجمل.
(2)
الفقر.
مالًا، واسمها لطيفة بنت سليمان الطحيني.
وذلك في مدينة بين زوجها سعد آل علي الجالس وبين محمد بن سليمان آل مبارك وهو العمري جد الشيخ صالح بن سليمان العمري أول مدير للتعليم في القصيم وتقدم ذكره مرارًا.
والوثيقة بخط العلامة الشيخ محمد بن عمر بن سليم ولا تحتاج إلى أن ننقلها بحروف الطباعة.
وإنما نذكر أن الشاهدين فيها وهما عبد الرحمن وعبد الله كلاهما من أسرة العمري، وتاريخ الوثيقة 23 صفر سنة 1286 هـ.
وهذه ورقة مبايعة بين محمد الإبراهيم الطحيني (بائع) وسليمان بن محمد العمري (مشتر).
والمبيع نصف دار صالح المحيميد.