الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصار جمال حداجة مع خاله علي العبد المنعم، وبعد ذلك انتقل بعمله وجمال الحداجة الذي ينقل البضائع على إيله بين البلدان، يتكسب بذلك.
ومرة من المرات كان طالع من الكويت قاصدًا بريدة ومعه ثلاثون بعيرًا محملات معه ابن خاله وراعي للإبل ومعه صالح بن زايد الربيش كان صاحب دكان في الجهراء بالكويت، وقد جمع دراهم وراجع لأهله لأجل يتزوج.
وعندما مشى الطريقي من الكويت أول يوم قاصدين ماء الصبيحية غربي الكويت، ثار عليهم عجاج معه رمل وظلمة فلم يبصروا الطريق فسلكوا طريقا لا يذهب إلى مورد الماء، وفقد الماء الذي معهم حتى شربوا بولهم من العطش، وكان مع الطريقي ناقة غالية عليه اسمها (نَومه) وكانت ذات بطن واسع تشرب كما يشرب بعيرين إذا وردت الماء فنحرها وأخذ القربة والمحقان، وصار يعصر الفرث الذي فيه الماء ويشخله بمشلحه ويشرب هو والذين معه ما عدا ابن ربيش فقد اصطكت حنوكهـ قبل ذلك، ولم يستطيعوا أن يجعلوه يشرب شيئًا من الماء فمات.
وركبوا الإبل وتركوها في طريقها فسارت طول الليل حتى وصلت إلى ماء (الصبيحية) الفجر وأنقذوا.
ومنهم عبد العزيز بن سليمان الطريقي وهو من عقيل الذين كانوا يتاجرون بالمواشي من القصيم إلى الشام وفلسطين ومصر، ذكر له الأستاذ سليمان بن إبراهيم الطامي قصة ذكرها له ابنه سليمان الطريقي عن ناقة له اسمها (سحيما) فقال:
ناقة عبد العزيز الطريقي (سحيما):
عبد العزيز السليمان الطريقي: هو أحد رجالات العقيلات، توفي عام 1390 هـ رحمه الله.
روي لي هذه السالفة ابنه سليمان قال فيها:
كان لوالدي ناقة وكانت غالية عنده، لها سنين طويلة عِشْرَه، يتنقل عليها، وعندما كبرت سنها وعجزت عن العمل باعها، وبعد مضي سنين طويلة وبينما هو وأحد أصدقائه يتجولان بسوق الإبل في بريدة.
قال لصاحبه: هذه الناقة كانت في يوم من الأيام لي، فبعتها قبل سنوات مضت، قال له صاحبه: يمكن أنك مشبه عليها، فالنوق تتشابه، قال: أنا متأكد منها، وسوف أأكد لك ذلك، فانظر إلى ما سيجري بيني وبينها.
فتلثم أبو سليمان لم ير منه إلَّا طرف عينيه، كي لا تعرفه ناقته.
ثم مر بالقرب منها، وناداها بصوت لا يسمعه إلَّا هي:(سحيما) وواصل سيره حتى خرج من وسط الإبل فتبعته الناقة تسير خلفه، حتى مشى عدة أمتار وهي خلفه.
فلحقها صاحبها، يريد إرجاعها لمكانها وسط الإبل، فاستمر أبو سليمان بالسير وهي خلفه وصاحبها يحاول ردها.
والصديق يراقب ويتعجب مما يرى، فلم تتوقف الناقة حتى وقف صاحبها السابق، أبو سليمان.
فأخبر أبو سليمان صاحبها أن هذه الناقة كانت له سابقًا، فناداها باسمها الذي كان يناديها به.
فتعجب صاحبها، كيف عرفته بعد مضي السنين الطويلة على فراقها، ولم تنس اسمها، فذرفت عينا أبو سليمان على الناقة وتذكر أيامًا قضاها معها في الصحراء بحرها وبردها فودعها ومسح دمعته وتركها مع صاحبها (1).
ممن ينسبون إلى الطريقي فيسمون الطريقي الشيخ وائل بن يحيى الطريقي تولى قضاء عدة هجر وتقاعد عام 1396 هـ. ويبلغ عمره الآن 84 سنة - 1397 هـ.
(1) سواليف المجالس، ج 10، ص 89 - 90.
وهو وايل بن يحيى بن سليمان بن محمد بن عبد الله بن عبد المحسن هكذا أملى علي نسبه وقال: إننا من آل أبو عليان أمراء بريدة السابقين غير أن والدي وأخاه نشأ في بريدة عند خالهما سليمان بن عبد العزيز الطريفي فنسبنا إليه، وذلك لأن جدي سليمان المحمد زرع في الشماسية زرعًا فنشأنا في بريدة عند خالنا ثم لما قتل (آل أبو عليان) مهنا الصالح أبا الخيل وفشلوا في الحصول على الحكم بعده هرب من الشماسية إلى العراق.
وقد أصبح الشيخ وايل الآن وجماعته لا يعرفون إلا بالطريقي.
تولى الشيخ وايل القضاء في عدة بلدان وهجر من هجر البادية.
وقد تقاعد عن العمل الحكومي في عام 1396 هـ. ويبلغ عمره الآن - 1399 هـ - 86 سنة.
ويحيى بن سليمان والد الشيخ وائل لا يذكر في نسبه الطريقي ولا يذكر في اسمه أنه الطريقي، وإنما يكتب يحيى السليمان، أو يحيى بن سليمان.
وهو كاتب كثير الكتابة للمبايعات منها هاتان الوثيقتان، الأولى مداينة الدائن فيها علي بن عبد العزيز السالم من آل سالم أهل بريدة القدماء، والمستدين يحيى بن عثمان راعي الشماسية والشاهد على ذلك محمد الغنام وهي مؤرخة في عام 1308 هـ لأن الدين المذكور فيها يحل في عام 1309 هـ وقد كتبها عام 1039 سهوًا أو غلطًا لأن الدائن معروف وقته وتكرر ذكره هنا وقد ذكرته مرارًا في هذا الكتاب.
والثانية تتعلق برهن جمل كان عبد الكريم بن ناصر الجربوع رهنه على صالح السعران شهد على ذلك علي العبد العزيز بن سالم.
والدليل على أنه هو يحيي بين سليمان والد الشيخ وايل وإن لم يذكر لقب أسرته الأصيل وهو (آل محمد) من بني عليان ولا اللقب المكتسب وهو (الطريقي) أنه صرح في وثيقة أخرى أنه هو والد وائل، ووائل هو بلا شك عندنا صديقنا الشيخ وائل المعروف الآن بالطريقي وليس غيره.
وذلك في هذه الوثيقة القصيرة وهي قيد قيده يحيى السليمان يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم
دخول يحيى بن سليمان دكان المقبل على دخول جمادى أول سنة 1329 هـ كتبه على نفسه يحيى بحضرة ولده وائل، والكروة ثمانية، وبقي عندنا من كروة الماضية ستة أريل كتبه يحيى.
ثم وجدته ذكر لقبه (الطريقي) في وثيقة كتبها في وقت مبكر وهو عام 1322 هـ فقال: كتبه يحيى بن سليمان الطريقي.
وهي مداينة بين حمود العبد العزيز التويجري راع الشقة وبين محمد الرشيد الحميضي بعشرة ريالات مؤجلات يحلن في شوال عام 1323 هـ والشاهد عليها حمد المبارك ونعتقد أنه من المبارك الحميد.