الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- إبراهيم.
- محمد.
- صالح.
- عبد الله.
- علي
ثم تكاثر الأبناء والحفدة، وقد كف بصره أخيرًا، وكان ممن عمر منهم حمد بن علي الضبيعي الذي بلغ من العمر 145 سنة، لم يقع له سن، ولم يكف له بصر واشتغل مدرسًا في بريدة، وكان يدرس في قرية الصباخ الأولاد والبنات كلًّا على جهة.
وعائلة الضبيعي تتوزع اليوم بين القصيم والزبير والكويت والرياض، وكان الشيخ الضبيعي هذا بارعًا في الفلك، وقد أودع علمه لتلميذه محمد بن صالح العجيري الكويتي، ثم إن محمدًا أورث علمه بالدرس والتحقيق إلى ولده صالح العجيري ذي الاختصاص في الوقت الحاضر بعلم الفلك ووضع التقاويم الفلكية، وهو موضع اهتمام الدوائر الشرعية والمحاكم بهذا الخصوص (1).
وثائق أسرة الضبيعي:
أما ما ورد في الوثائق عن هذه الأسرة فإنه متعدد تبين من إحداها أن (حمد الضبيعي) كان معتمدًا عند الناس في قسمة الأراضي وأملاك النخيل، وكان مع ذلك كاتبًا إلا أن خطه رديء كما تدل على ذلك هذه الوثيقة التي كتبها بنفسه وهي مختصرة ونصها:
"يعلم من يراه بأني أنا يا حمد الضبيعي أنا وعلي الغانم وعبد الله الرشودي قسمنا بين ورثة عبد الله الصقعبي ونزعنا صيبة عمر من النخل ربعه،
(1) المرجع: كتاب إمارة الزبير بين هجرتين، ص 248.
ولا قبله ولا دار، ما يتعلق بالورثة شي، هكذا كتبه حمد وشهد به لعشر مضت من جمادى أول سنة 1288 هـ وصلى الله على محمد.
وعلي الغانم الذي اشترك معه في هذه القسمة هو من أسرة الغانم الذين يرجعون إلى (بني عليان) حكام بريدة السابقين، وهو من أهل الصباخ، ولهم أملاك في الصباخ مثله في ذلك مثل الضبيعي والرشودي، وهو عبد الله بن علي الرشودي رأس أسرة الرشودي أهل بريدة، وجميع الرشودي هم من ذريته.
وفي هذه الوثيقة أشياء تحتاج إلى إيضاح وهي أن المراد بعمر فيها هم عمر الصقعبي من أسرة الصقعبي التي قسم بينها الملك.
والثاني: قولها: ليس له قبله، فالقبلة بإسكان القاف وفتح اللام ثم هاء، ما يكون بحذاء النخل من الأرض الرملية غير الزراعية وتكون (القبلة) في منطقة بريدة واقعة في الشرق من حيطان النخل، وليس معنى قول الوثيقة: إن عمر ماله قبلة: أن الملك المذكور ليس له قبلة، وإنما تعني أن عمر ليس له من قبلة النخل شيء، ولذلك قالت: ولا دار، أي ليس له نصيب في قبلة النخل ولا في الدار التي فيه.
وكأنما هذا النخل المقسوم له أهمية خاصة إذ وجدنا ورقة فيها شهادة لعبد الله العلي الرشودي مكتوبة بخط الشيخ العالم صعب بن عبد الله بن صعب التويجري مؤرخة في 6 جمادى الأولى سنة 1288 هـ وقد مر ذكرها في ترجمة عبد الله بن علي الرشودي في حرف الراء.
وهذا كاتب من أسرة الضبيعي كتب الوثيقة التالية في 27 من صفر الخير سنة 1292 هـ وهو صالح بن محمد الضبيعي.
والوثيقة مبايعة بين عبد العزيز بن ناصر الصقعبي وعبد الكريم الجاسر والمبيع نخل منها النبتة المسماة الرخوة، والمكتومية والتينة أي شجرة التين التي على ساقي ابن حامد في مكان النخلة المقفوزية إذا ماتت.
وكان نخل (المقفوزي) شائعًا عندهم رغم أنه ليس جيدًا، ولكنه يبكر في التلوين والإثمار أي ينضج تمره وقد تركها الناس الآن استعاضة عنها بنخلة من جنسها وهي اللاحمية التي فيها مزاياها وزيادة في التمر عليها ثم تركت كلها عندما عرف الناس البرجية وبنات عمها من كرائم النخل الجديدة.
والوثيقة التي كتبها صالح بن محمد الضبيعي هي مداينة مؤرخة في 27 من شهر صفر الخير سنة 1292 هـ.
وهذه وثيقة قديمة تتضمن مداينة، المدين فيها هو (حمد بن عبد الله الضبيعي) والدائن هو عمر بن سليم وهي بخط محمد بن شارخ، وتاريخها في سنة 1236 هـ. أي بعد وقعة الدرعية بنحو سنتين، وهذه هي بحروف الطباعة:
"يعلم الناظر فيه لقد حضر عندي عمر وحمد بن عبد الله الضبيعي وثبت في ذمة حمد لعمر ثمانية عشر ريال إلى طلوع الأضحى من سنة سبع وثلاثين بعد الألف والمائتين شهد به وكتبه محمد بن شارخ".
وهذه صورتها:
وهذه مداينة، الدائن فيها هو الشيخ العلامة محمد بن عمر بن سليم والمدين حمد الضبيعي.
والكاتب هو محمد بن سليمان المبارك وهو العمري جد صديقنا الشيخ صالح بن سليمان العمري أول مدير للتعليم في منطقة القصيم، وتاريخها كما كتبه هو غاية شعبان سنة 1289 هـ يقصد بغاية شهر شعبان آخر شهر شعبان
كما كانوا يقولون لأول شهر شعبان - مثلًا - غرة شهر شعبان.
وتقول ورقة المداينة هذه: إن حمد الضبيعي عنده لمحمد بن عمر بن سليم خمس مئة وزنة تمر تزيد خمس وعشرين وزنة، عوض خمسة عشر ريال، وأيضًا ريال ثمن صفحة والجميع يحلن في شعبان من سنة 1290 هـ وأرهنه بذلك البكرة الحمراء وعمارته في سبيل محمد المقبل، وعمارته في جميع ما جرى عليه ماه في مكان الحفير وجريرته، ورغبته فيه، شهد علي ذلك يحيى الكردا وكتبه وشهد به محمد بن سليمان آل مبارك وصلى الله علي محمد وآله وصحبه وسلم.
والشاهد فيها هو (يحيى الكردا) وهو شخصية معروفة تردد اسمه في العديد من الوثائق في القرن الثالث عشر وهو رأس أسرة (اليحيى) المعروفة الآتي ذكرها في حرف الياء بإذن الله.
وقول الوثيقة: عوض خمسة عشر ريال أي بثمن هو خمسة عشر ريالًا.
وقولها: تزيد خمسة وعشرين وزنة، هذا تعبير شائع عندهم لما فوق المائة من العدد يقولونه تأكيدًا للزيادة بدلًا من أن يقول كما في هذه الوثيقة خمسمائة وخمس وعشرون وزنة، تمر وقوله: ريال ثمن صفحة (الصفحة) هنا جلد البعير كانوا يجعلونه عند السلخ قطعة واحدة ويدبغونه كذلك ويسمى بعد الدبغ (صقحة) ويحتاج إليه الفلاحون للغروب: جمع غرب وهي الأواعي من الجلد يخرج بها الماء من البئر كما تقدم.
وأما عمارته فقدمنا أنها ما يكون له من استحقاق في حائط النخل نتيجة لعمارته وليس لكونه يملك به شيئًا في أصل النخل.
وأما (جريرته) فقد ذكرنا أنها ممتلكاته التي في الفلاحة غير النخل وذلك شامل لكل شيء يملكه في حائط النخل.
وقوله: (مكان الحفير) يعني آل حفير وهي أسرة متفرعة من أسرة (الحلوة) أبناء عم المشيقح.
وهذه وثيقة طريفة ذكر فيها صالح بن محمد الضبيعي ولا يفهمها الآن إلَّا مَنْ يعرف لغة العامة قبل هذا العصر الذي نحن فيه.
وملخصها إقرار صالح آل محمد الضبيعي بأنه قد قبض من يد علي العبد العزيز آل عليط حلقة وهي حلية ذهبية تضعها المرأة حول عنقها، ولذلك نسبت إلى الحلق، وتكون من الذهب وبها خرز أو معلقات أخرى صغيرة تكملة لزينتها، أدركنا عهدا الصاغة في بريدة يصنعونها من الذهب الخالص من الجنيهات أو من مصوغات ذهبية قديمة زالت رغبة الناس فيها.
ووصفها بأنها بين الكبيرة والصغيرة، والمراد بذلك ليس مقاسها حول رقبة المرأة وإنما سمكها أو مقدارها في الارتفاع والانخفاض.
قال: وإحدى شرقيِّها التي تلي العروة من يمين منكسرة، والشرقيُّ هو خرز جميل يوضع في هذه الحلقة الذهبية وأمثالها للتجميل.
ثم قال: والشرقية الوسطى الكبيرة يريد من الحلقات التي في الحلقة مقدمها فيها لسعة سوداء واللسعة كالنقطة الكبيرة يخالف لونها لون باقي الحلقة الذي هو ذهبي، وهو يدل على أن فيها نقطة غير نقية الذهب.
وقالت الوثيقة إن صالح الضبيعي أخذ هذه الحلقة الموصوفة من علي وصبر بتبعتها أي بما فيها هذه العيوب التي قد تؤثر في قيمتها.
والشهود صالح آل محمد العمري وسليمان.
ولم يذكر تاريخ الوثيقة.
وجاء ذكر عبد الرحمن آل حمد الضبيعي في ورقة مداينة بينه وبين فهد السعيد (المنفوحي).
والدين: عشرون ريالًا.
والشاهد هو كاتبه محمد آل عبد الله بن عمرو.
والتاريخ: 25 من رجب الحرام سنة 1294 هـ.
وقول الكاتب من رجب الحرام لا يقوله في العادة إلا طالب علم، أعني
وصف رجب بأنه الحرام، لأنه بالفعل من الأشهر الحرم.
وصالح بن محمد الضبيعي كاتب مكثر من كتابة الوثائق والمبايعات أوردت بعضها في ثنايا هذا المعجم وأوردهنا شاهدًا لذلك في وثيقتين رأيتهما في ورقة واحدة كلتاهما مؤرخة في ربيع الأول عام 1297 هـ.