المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الشيخ علي السليمان الضالع: - معجم أسر بريدة - جـ ١٣

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌باب الضاد

- ‌الضالع:

- ‌كتابة اسم الظالع:

- ‌الشيخ علي السليمان الضالع:

- ‌الضالع في سوريا والعراق:

- ‌ترجمة الشيخ محمد بن محمود بن يحيا حمد عثمان الضالع التوجري نفسه

- ‌أملاك الصباخ:

- ‌أشخاص بارزون من أسرة الضالع:

- ‌وثائق الأسرة الضالع:

- ‌الضَّاوي:

- ‌الضَّبَّاح:

- ‌ الضبعان

- ‌الضْبَيْب:

- ‌معنى ضبيب:

- ‌وصية نورة بنت ضبيب:

- ‌وصية محمد بن ضبيب:

- ‌من الضبيب المعاصرين:

- ‌ الضبيب

- ‌وثائق أسرة الضبيعي:

- ‌الضُحَيّان:

- ‌الضَّحَيَّان:

- ‌وصية خريِّف بن ضحيان:

- ‌وصية تركي بن خريف الضحيان:

- ‌وثائق لنساء الضحيان:

- ‌الضويان:

- ‌أصل الضويان:

- ‌الضويحي:

- ‌الضويلع:

- ‌الضَّيف الله:

- ‌الضليفع:

- ‌باب الطاء

- ‌الطارب:

- ‌الطارف:

- ‌الطالب:

- ‌الطَّامي:

- ‌عود إلى ذكر شخصيات الطامي:

- ‌الطْبَيْشي:

- ‌الطِّحيني:

- ‌الطراخي:

- ‌الطِّرباق:

- ‌الشيخ عبد الرحمن الطرباق: (1333 - 1395 ه

- ‌الطريبيش:

- ‌الطْرَيْخم:

- ‌الطريري:

- ‌الْطرَيْعاني:

- ‌الطْرَيِّف:

- ‌الطْرَيْقي:

- ‌محمد صالح الطريقي:

- ‌تعريف بالمترجم له:

- ‌مقدمة القصة:

- ‌أول فصول القصة:

- ‌الفصل الثاني من القصة:

- ‌الفصل الثالث:

- ‌الفصل الرابع:

- ‌الفصل الخامس:

- ‌الفصل السادس:

- ‌الفصل الأخير وهو وجود المزودة وظهور براءته:

- ‌ناقة عبد العزيز الطريقي (سحيما):

- ‌الشيخ وائل اليحيى الطريقي - قاضي الغطغط:

- ‌الشيخ وايلُ بن يحيى (1310 - 1401 ه

- ‌يحيى بن وايل الطريقي:

- ‌الطّريْمَاني:

- ‌الطِّسْ:

- ‌الطَّسْوس:

- ‌الطعيسان:

- ‌الطعَيْمي:

- ‌الطفَيْل:

- ‌الطلاسي:

- ‌(دعوة وعتاب):

- ‌الطلب:

- ‌الطَّلَق:

- ‌الطْلَيْحان:

- ‌الطليحي:

- ‌الطَّوْب:

- ‌الطُّولان:

- ‌الطْوَيَّان:

- ‌وقف صالح بن عبد الكريم الطويان:

- ‌شعراء من أسرة الطويان:

- ‌الشاعر السجين:

- ‌الشاعر إبراهيم بن عبد المحسن الطويان (الملقب درعان)

- ‌من أخبار درعان:

- ‌محنة شاعر:

- ‌الشيخ سليمان بن محمد بن طويان:

- ‌الطويان في الوثائق القديمة:

- ‌وثيقة مهمة:

- ‌نماذج من كلام عبد الكريم بن صالح الطويان

- ‌قارئ يواجه التحرير ويكتب ملاحظاته:

- ‌شعر لعبد الكريم بن صالح الطويان:

- ‌ أميثاء" وداعًا:

- ‌عبد الكريم بن صالح الطويان والتأليف:

- ‌(صوت من خب "حويلان

- ‌الطْوَيْرش:

- ‌الطويعينه:

- ‌الطويل:

- ‌باب الظاء

- ‌الظَّاهر:

- ‌الظِّفيري:

- ‌الظويهر:

الفصل: ‌الشيخ علي السليمان الضالع:

ولكنها ترجمة قصيرة غير أن زميلًا له أخر هو الشيخ إبراهيم بن عبيد كتب له ترجمة مطولة.

قال الشيخ صالح بن سليمان العمري:

‌الشيخ علي السليمان الضالع:

ولد رحمه الله عام 1329 هـ تقريبًا بالشقة العليا من ضواحي بريدة وتعلم مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن عن ظهر قلب على المقرئ الشيخ مبارك بن عبد الله بن مبارك العمري بالشقة ثم استوطن بريدة فقرأ على الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم والشيخ عمر بن محمد بن سليم، وهو أكثر أخذًا منه ونفعًا له ويرافقه في أسفاره للحج وغيره، حتى توفي شيخه الشيخ عمر كما أخذ عن الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي.

وقد أدرك في جميع العلوم إدراكًا جيدًا، وتأهل للقضاء في حياة شيخه الشيخ عمر ولكنه لم يعين في القضاء.

ولما توفي الشيخ عبد الله بن سليم وخلفه الشيخ عمر على الإمامة بالمسجد الجامع الكبير في بريدة عام 1351 هـ، عين الشيخ عمر الشيخ علي الضالع خلفًا له في المسجد الذي كان يؤم فيه، والشهير بمسجد ناصر وصلي إمامًا فيه قرابة سبع عشرة سنة ثم انتقل إلى مسجد شهر باسمه في شمال بريدة وهو المسجد الذي بناه اللواء عبد العزيز بن عبد الله بن رشيد، ولكنه يعرف عند العامة بمسجد الضالع، لأنه إمام له وقد استمر على ذلك حتى توفي رحمه الله في حادث سيارة في عام 1397 هـ.

وبعد وفاة الشيخ عمر وتعيين الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد في بريدة قرأ عليه وحضر أكثر مجالسة، واستمر في ذلك إلى أن فتح المعهد العلمي

ص: 15

بالرياض، فانضم إليه وأخذ الشهادة الثانوية التي أهلته لدخول الكلية ثم التحق بكلية الشريعة فأخذ شهادتها.

ثم عين مدرسًا في المعهد العلمي ببريدة وبقي فيه إلى أن توفي رحمه الله وقد جلس للطلبة في مسجده الأخير والتف حوله عدد غير قليل من الطلبة، وكان حسن التعليم والشرح فصيح اللسان.

وعندما كنت مديرا للتعليم في القصيم اخترته مديرًا لمدرسة الشقة السفلي، ثم نقل إلى إدارة مدرسة الشماسية حتى فتح المعهد وانضم إليه كطالب واستقال من الوظيفة، ولقد سألته بعد ما تخرج من كلية الشريعة هل استفدت من الدراسة في الكلية والمعهد، فقال: كل ما درسنا فيهما كنا قد عرفناه على مشايخنا قبل سنوات.

وممن أخذ عنه:

- الوالد الشيخ سليمان بن محمد العمري رحمه الله اعترافًا بفضل الشيخ علي وعلمه فكان يقرأ عليه بصحيح البخاري حتى توفي الوالد رحمه الله.

- الشيخ علي الحمد السعود.

- الشيخ حمد العلي السعود.

- محمد العبد الله العثيم.

وغيرهم رحمه الله وعفى عنه، وكان من العباد والصلحاء يقوم الليل، وله ورد لا يتركه، وإذا كنا في الصيف نسمع قراءته وتهجده في الليل لأن منزله مجاور لمنزلنا قرابة عشرين سنة رحمه الله (1).

وقال إبراهيم العبيد في تاريخه في حوادث سنة 1397 هـ وهو زميله في طلب العلم لسنوات عديدة:

(1) علماء آل سليم، ص 399 - 400.

ص: 16

وممن توفي فيها من الأعيان الشيخ علي الضالع رحمه الله وعفا عنه وهذه ترجمته:

هو الشيخ علي بن سليمان بن علي بن سليمان الضالع ذكروا لي عشيرته أنهم من التواجر يجمعهم الجد السادس، ولد رحمه الله سنة (1329 هـ) في قرية الشقة الكائنة على بُعد مسافة 7 كيلو من مدينة بريدة، وتقع في الشمال الغربي عن المدينة فتعلم القراءة والكتابة على مقرئ فيها، كما أخذ مبادئ في الحساب ثم إنه رحل إلى بريدة للأخذ من علمائها فأخذ عن الشيخ عمر بن محمد بن سليم وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي وأخذ عن الشيخ سليمان بن عبد الله المشعلي وأخذ عن الشيخ محمد بن عثمان الشاوي.

وأكثر الأخذ عن الشيخ عمر بن سليم وحظي لديه فكان ملازمًا له في الحضر والسفر كجملة رفقته، فقلما يحج أو يذهب إلى الرياض إلا والمترجم في صحبته حتى قال عنه بعض زملائه هذا ولد للشيخ سوى أنه لم يلده وجد واجتهد وأعجب به شيخه عمر بن سليم كما أخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد لما بعثته الحكومة إلى بريدة مدرسًا وقاضيًا في إقليم القصيم.

وكان المترجم رجلًا اجتماعيًا يحب المذاكرة والبحث وكان مرحًا مع رزانة وهيبة عضدًا إلى أشد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم، ويغشى الناس في مجامعهم ويذكرهم، وذهب مرة إلى القاضي حسب دعواته لأهل الحسبة والأئمة والمؤذنين لتشجيعهم في القيام بأمر الله فذكر أنه متبرع بنفسه لتوجيه الأمة إلى صراط الله المستقيم، وأنه صابر على ما يناله في الدعوة إلى الله تعالى من جهل الجهال والنيل منه وأنه وقف نفسه لذلك.

وكنت أذهب وهو في معيتي إلى المستشفيات والمدارس الحربية والزراعية والصناعية، وقد قمنا وفي صحبتنا بعض الموجهين لزيارة المدرسة الحربية في بريدة وكان مديرها إذ ذاك رجلًا طيبًا من أهالي عسير يدعى حسن

ص: 17

مستور فأحضر الطلاب في ساحة المدرسة وحصل منهم إقبال وقبول لتوجيهاتنا إليهم بحيث نحثهم قبل كل شيء على المحافظة على الصلوات الخمس في جماعة والثبات على تعاليم الدين والإخلاص لحكومتهم ولشعبهم.

وهكذا كل دعوة على بصيرة وحسن نية وبحكمة وموعظة ودعوا لنا وشكروا لنا حتى إنهم كانوا قد تعلقوا بنا وطلبوا منا أن نكثر من زيارتهم وأقسموا لنا بأن زيارتنا كالغيث أصاب الأرض المجدبة.

وزرنا مستشفى مدينة بريدة المركزي بعدما ضربنا موعدًا للزيارة فلا تفاجئهم، وقد حضر الأطباء والممرضون والممرضات والمدراء والمراقبون والبوابون وأعطيناهم توجيهات حسنة تعود على مصلحة المجتمع، وهذا باعتماد ثلاثة أشياء أن لا تدخل امرأة إلا ومعها ذو محرم وأن يحافظوا على الصلوات الخمس في جماعة، وهذا خاص بالرجال، بحيث جعلت الحكومة مسجدًا وإمامًا ومؤذنًا وكلفت عضو الهيئة الدينية بالمحافظة على ذلك.

ثالثًا: اجتناب الدخان ومن ابتلاه الله بهذه البلوى فإنه يكون متسترًا بحيث لا يجاهر بذلك علنًا، وكنا ممتطين سيارة من قبل المحكمة الشرعية وسيارة من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وظائفه:

أما عن أعماله التي كان متصفًا بها فإنه لما قدم مدينة بريدة لطلب العلم كان من جملة الغرباء الذين سكنوا في حجرات مسجد ناصر بن سيف، لأن المسجد فيه خمس حجرات قد يسكن الحجرة الواحدة ثلاثة أو أربعة، لما كان ينتاب المسجد من الطلاب والدارسين على فضيلة الشيخ عمر بن محمد بن سليم، وما هناك من المستمعين الذين اجتمعوا لاستفراغ منطوقه وجثوا أمامه بالركب ولما أن نقل الشيخ عمر إلى جامع بريدة بعد وفاة أخيه الشيخ عبد الله

ص: 18

كان المترجم قد تزوج بابنة عمه فولاه الشيخ إمامة المسجد، وذلك في سنة (1351 هـ) وذلك لحسن قراءته وتجويده ومؤهلاته في العلم فقام بالإمامة والتدريس والوعظ والإرشاد فلبث في ذلك المسجد خمس عشرة سنة ثم إنه بُني مسجد في شمالي بريدة حوالي بيته ويعرف باسمه.

وفي عام (1373 هـ) فتح المعهد العلمي في بريدة فعين فيه مدرسًا في العلوم الدينية وانتفع بعلمه خلائق كثيرون فكان يدرس في المعهد وفي المسجد واستمر على ذلك في نشر الدعوة وكتابة الوثائق وعقد الأنكحة وما رغب في وظيفة القضاء وما زال على حالته في الوعظ والإرشاد والتدريس ثم إنه سار إلى الرياض لبعض شؤونه فلما وصل هجرة ساجر أصيب بحادث انقلاب السيارة فحمل إلى المستشفى ولم يفد فيه العلاج وتوفاه الله تعالى فنقل جثمانه إلى مدينة بريدة رحمه الله في 15 ربيع الأول فالله المستعان (1).

أما الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام رحمه الله فذكر أنه: علي بن سليمان بن علي الضالع التويجري.

وقال: اشتهر بلقب (الضالع) لأنه قدم من المجمعة إلى الطرفية، وتأخر عن رفقته بالذهاب إلى مضيفهم، فقال المضيف: أين الضالع؟ فلحقه هذا اللقب ولحق ذريته من بعده (2).

وقد جزم بأنه قدم من المجمعة إلى الطرفية ولا يعرف ذلك الشيخ علي الضالع ولا أسرته الموجودون الآن، وفيهم باحثون في هذا الأمر، وقد سبق نقل كلامهم في أول الترجمة.

(1) تذكرة أولي النهي والعرفان، ج 7، ص 16 - 19.

(2)

علماء نجد في ثمانية قرون، ج 5، ص 203.

ص: 19

وقد ذكر الشيخ عبد الله البسام رحمه الله وهمًا نقله من الشيخ صالح العمري لأنه وهم فيه أيضًا وهو قوله نقلًا عن الشيخ صالح العمري، فقال:

"وأعرف من أبنائه أي الشيخ علي الضالع الشيخ إبراهيم بن علي الضالع، تقلب في عدة مناصب قضائية، والآن هو رئيس محكمة عنيزة".

والواقع أن الذي تقلب في عدة مناصب وصار رئيسا لمحكمة عنيزة هو بالفعل إبراهيم بن علي الضالع، ولكنه غير إبراهيم بن الشيخ علي بن سليمان الضالع، فهو إبراهيم بن علي بن صالح الضالع، أما ابن الشيخ فهو إبراهيم بن علي بن سليمان الضالع ولم يتول القضاء.

وهذه ترجمة موجزة للشيخ إبراهيم بن علي الضالع الذي تولى القضاء في عنيزة.

هو إبراهيم بن علي بن صالح بن علي بن سليمان بن محمد بن علي بن محمد الضالع.

تاريخ الميلاد: 1377 هـ في قرية الشقة العليا بمنطقة القصيم.

مراحل التعليم:

- الابتدائية من مدرسة طارق بن زياد ببريدة.

- المتوسطة: من المعهد العلمي بالدمام.

- الثانوية: المعهد العلمي.

- الشهادة الجامعية: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنة 1399/ 1400 هـ.

- الماجستير: من المعهد العالي للقضاء عام 1403 هـ.

ص: 20

المراحل الوظيفية.

في سلك القضاء:

- عين ملازمًا قضائيًا بدومة الجندل عام 1403 هـ.

- ثم مساعدًا لرئيس المحاكم بمنطقة الجوف 1406 هـ.

- ثم مساعدا لرئيس المحكمة بمحافظة عنيزة 1411 هـ.

- ثم رئيسا للمحكمة الشرعية بمحافظة عنيزة 1413 هـ حتى 20/ 6 / 1426 هـ.

- ثم قاضي تمييز بالرياض في 20/ 6 / 1426 هـ.

أعماله العلمية:

- إمام وخطيب دومة الجندل بالجامع الكبير.

- إمام وخطيب جامع المخطط بسكاكا.

كما وجدت في ترجمة الشيخ عبد الله البسام للشيخ علي الضالع تحريفًا الاسم شخصين من تلاميذ الشيخ علي الضالع.

ومع أن الشيخ ابن بسام نقل ذلك عن الشيخ صالح العمري فقد أورد الشيخ صالح اسم الرجلين صحيحًا، فقال:

من تلاميذه علي الحمد السعود والشيخ حمد العلي السعود، فكتبها الشيخ عبد الله البسام:

الشيخ علي الحمد السعوي.

وحمد العلي السعوي.

ربما كان ذلك من أجل أنه يعرف أن أسرة السعوي معروفة بطلب العلم، وأنه لا يعرف أسرة فيها اثنان من طلبة العلم اسمها (السعود).

ص: 21

والواقع أنني أعرف الشخصين كليهما فالأول (علي الحمد السعود) هو زميل لنا في طلب العلم على المشايخ، وقد التحق بالمعهد العلمي في بريدة على كبر جريًا على عادة اتخذتها بأن أقبل طلبة العلم في المعهد ليكونوا قدوة لغيرهم.

وقد تخرج في المعهد العلمي، ثم التحق بكلية الشريعة في الرياض، وبعد تخرجه عين مدرسًا في القنفذة على البحر الأحمر.

والثاني حمد العلي السعود هو ابن الأول وقد عينته عندنا في المعهد العلمي في بريدة في أول افتتاحه في وظيفة خارج الهيئة فاستقال منها والتحق بالقسم التمهيدي في المعهد، وتخرج منه وبعد ذلك التحق بالكلية وتخرج منها ولا يزال موجودًا حتى الآن.

وقد أوردنا ترجمة للشيخ علي الضالع عند الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام بعد إيراد ترجمة الشيخ صالح العمري له، للمقارنة.

ونعود إلى ما ذكره الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام في ترجمة الشيخ علي بن سليمان الضالع رحمهما الله، فقد قال:

وقد أدرك أي الشيخ علي في جميع العلوم إدراكًا جيِّدًا، وتأهَّل للقضاء في حياة شيخه الشيخ عمر، ولكنه لم يعيَّن في القضاء.

ولما توفي الشيخ عبد الله بن سليم وخلفه الشيخ عمر على الإمامة بالمسجد الجامع الكبير في بريدة عام 1351 هـ، عَيَّن الشيخُ عمر الشيخَ عليًّا الضالع خلفًا له في المسجد الذي كان يؤم فيه، الشهير بمسجد ناصر، وصلَّى إمامًا فيه قرابة سبع عشر سنة، ثم انتقل إلى مسجد شُهر باسمه في شمال بريدة، وهو المسجد الذي بناه اللواء عبد العزيز بن عبد الله بن رشيد، ولكنه يعرف عند العامة بمسجد الضالع، لأنه أول إمام له، وقد استمر على ذلك حتى توفي رحمه الله في حادث سيارة في عام 1397 هـ.

ص: 22

وبعد وفاة الشيخ عمر وتعيين الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد في بريدة، قرأ عليه وحضر أكثر مجالسه، واستمرَّ في ذلك إلى أن فُتح المعهد العلمي بالرياض، فانضم إليه وأخذ الشهادة الثانوية التي أهلته لدخول الكلية، ثم التحق بكلية الشريعة فأخذ شهادتها.

ثم عُيِّن مدرِّسًا في المعهد العلمي ببريدة، وبقي فيه إلى أن توفي رحمه الله.

كما جلس للطلبة في مسجده الأخير، والتف حوله عدد غير قليل من الطلبة، وكان حسن التعليم والشرح، فصيح اللسان.

قال الأستاذ العمري:

وعندما كنت مديرًا للتعليم في القصيم اخترته مديرًا لمدرسة الشقة السفلي، ثم نُقل إلى إدارة مدرسة الشماسية حتى فتح المعهد وانضم إليه كطالب، واستقال من الوظيفة، ولقد سألته بعدما تخرَّج من كلية الشريعة، هل استفدت من الدراسة في الكلية والمعهد؟ فقال: ما درسنا فيهما كنا قد عرفناه على مشايخنا قبل سنوات.

تلاميذه:

- وممن أخذ عنه الوالد الشيخ سليمان بن محمد العمري رحمها الله اعترافًا بفضل الشيخ علي وعلمه، فكان يقرأ عليه بصحيح البخاري حتى توفي الوالد رحمه الله.

- الشيخ علي الحمد السعوي.

- حمد العلي السعوي.

- محمد العبد الله العثيم.

- ابنه الشيخ إبراهيم بن علي الضالع.

وغيرهم.

ص: 23

وكان المترجَم من العُبَّاد والصلحاء، يقوم الليل، وله ورد لا يتركه، وإذا كنا في الصيف نسمع قراءته وتهجده في الليل، لأن منزله مجاور لمنزلنا قرابة عشرين سنة، رحمه الله.

وأعرف من أبنائه الشيخ إبراهيم بن علي الضالع، تقلب في عدة مناصب قضائية، والآن هو رئيس محكمة عنيزة.

وفاته:

استمر المترجم على حاله الحسنة حتى توفي رحمه الله بحادث سيارة، وذلك عام 1397 هـ رحمه الله تعالى.

وترجم له محمد بن عثمان القاضي وبالغ في وصفه بأشياء والصحيح الذي عرفته عنه هو ضد ما ذكره مما جعلني لا أطمئن على ما ينكره الأستاذ القاضي.

وغلط في قوله إنه لما افتتح المعهد العلمي في بريدة عام 1373 هـ تعين مدرسا في علوم الدين فيه، فكان حسن التعليم، وقد نقل ذلك عن الشيخ إبراهيم العبيد، وإن لم يصرح به.

وهذا غير صحيح فالشيخ الضالع لم يعين مدرسًا في المعهد إلا بعد سنوات من افتتاحه، وكان عندما فتح المعهد لا يزال طالبا في كلية الشريعة في الرياض.

قال الأستاذ محمد بن عثمان القاضي:

(علي السليمان الضالع):

هو العالم الجليل والفرضي الشهير الشيخ علي بن سليمان بن علي الضالع يرجع للتواجر من قبيلة عنزة، ولد هذا العالم في الشقة من ضواحي بريدة عنها غرب شمال سنة 1329 هـ ونشأ نشأة حسنة ورباه والده أحسن تربية وقرأ القرآن وحفظه تجويدًا على مقريء ثم حفظه غيبًا وشرع في طلب العلم على علماء بريدة، ومن أبرز مشايخه الشيخ عبد العزيز العبادي، وعمر

ص: 24

بن سليم وعبد الله بن محمد بن حميد، وسليمان المشعلي، قرأ على من تقدم ذكرهم أصول الدين وفروعه والحديث والتفسير وعلوم العربية، وقرأ على غيرهم من علماء القصيم حتى نبغ في فنون عديدة خصوصًا في الفقه والفرائض وحسابها.

(أعماله) تعين إمامًا بمسجد الشيخ ناصر بن سيف خلفًا للشيخ عمر بن سليم حينما نقل إلى الجامع الكبير بعد تعينه في القضاء، وذلك في محرم عام 1351 هـ وجلس للطلبة بمسجد ابن سيف المذكور وكان يلقي محاضرات ويرشد جماعة مسجده ويتفقد المتخلفين ويناصحهم ويصدع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويحب أهل الخير والصلاح حدثني من أثق به أن رجلًا من أعيان بلدة بريدة حصل بينه وبين الشيخ محمد بن صالح المطوع تشاجر فترك الصلاة خلفه وذهب إلى مسجد الضالع فلما رأه الضالع الفجر التفت إليه وقال: يا أخي لماذا جنبت مسجد الحميدي المطوع؟ فقال: لا رغبة لي في الصلاة خلفه، فقال له: ونحن لا نرغب حضور من لا يرغب الصلاة خلفه.

ولما افتتح المعهد العلمي في بريدة عام 1373 هـ تعين مدرسًا في علوم الدين فيه فكان حسن التعليم وعنده موهبة وإدراك في الفقه والفرائض والحديث وظل إمامًا وواعظًا ومرشدًا ناصحًا ومدرسًا بالمعهد العلمي إلى آخر حياته.

وفي 15 من شهر ربيع الأول عام 1397 هـ وافته المنية إثر حادث انقلاب سيارته في ساجر وأخذه الإسعاف إلى مستشفى عنيزة وتوفي فيه فكان لهذا الحادث والمصاب بموته الوقع المؤلم في نفوس ذويه وطلبته لما كان يتمتع به من أخلاق عالية وصفات حسنة، ودفن في مقبرة فلاجة ببريدة وخلف أبناء بها وأما تلامذته فكل طلبة المعهد من تلامذته فرحمه الله برحمته الواسعة (1).

(1) روضة الناظرين، ج، ص 30 - 31.

ص: 25

وقوله في آخر الترجمة:

وأما تلامذته فكل طلبة المعهد من تلامذته، فرحمه الله برحمته الواسعة.

فيه تعميم غير صحيح، فالشيخ علي الضالع رحمه الله لم يعين مدرسًا في المعهد العلمي إلا بعد أن مضت سنوات على افتتاحه فالتلاميذ الذين في المعهد قبل التحاقه به ليسوا من تلامذته.

كما أنه حتى بعد التحاقه بالمعهد ليس كل التلاميذ تلامذة له، لأنني جعلته مدرسًا في الفصول المتقدمة لعلمه ومكانته، وأما الذين عداهم فلهم مدرسون آخرون.

ومنهم سليمان بن علي بن سليمان الضالع والد الشيخ علي كان طالب علم وإمام مسجد وكان إلى ذلك مولعًا بالصيد، لا يكاد يسند بندقه على الجدار في وقت وجود الطيور المهاجرة، إلا إذا لم تكن توجد طيور مهاجرة، وهي التي تأتي كما هو معروف في فصلي الربيع والخريف، فإنه يبحث عن الصيد المستوطن، ومن ذلك ما يسمى (الخضاري) وهو نوع من الحمام البري وكنا نعرف شدة حذر هذا النوع من الطيور الذي إذا رأى الإنسان من مسافات بعيدة فر منه.

وهو يأوي إلى الآبار المعطلة يفرخ بين الطي وهو الحصا الذي تطوي به ويبيت أيضًا فيها.

ومرة لم يجد سليمان الضالع صيدًا إلَّا خضارية واقعة على رأس بئر، وكان ذلك قبيل غروب الشمس فرماها وأصابها ولكنها وقعت في البئر أو لنقل: إنها الهباءة: وهي البئر التي كان فيها ماء، ودفن قليلا حتى صارت لا ماء فيها.

فنزل مع جانب البئر التي كانت مطوية بحصا والطي إذا لم تكن تعرفه هو أن يحاط جوانب البئر بالحصا المهذب من أجل أن لا تنهار جوانبها ونزل حتى وصل إلى قاع البئر وأخذ الطير الذي صاده وصعد مسرعًا يريد الخروج

ص: 26

من البئر والعودة إلى أهله قبل حلول الظلام، لأن البئر كانت في مكان منعزل عن القرية وعندما كاد يبلغ رأس البئر خارجا منها إنكسرت إحدى الحصا التي وضع عليها رجله ظانا أنها ثابتة، فوقع في أسفل البئر على خشبة من الخشب التي كانت فوق البئر وسقطت فيها فكسرت رجله.

وحل الظلام بسرعة والألم يكاد يقتله، ولكن ماذا يفعل لقد صاح بأعلى صوته يريد أن يسمع من قد يمر بالمكان، ولكن الناس في تلك العصور لا يخرجون من بيوتهم متجولين في الليل، وإذا خرجوا لا يأتون إلى مكان هذا البئر التي هي من عدة آبار متفرقة متشابهة.

قال لي: والأدهى من ذلك أنني كنت أسمع في الليل كشيش الأفاعي الحيات أي صوت سيرها ولا أراها لشدة الظلمة في البئر.

أما أهله فإنهم عندما لم يرجع إليهم في الليل صاروا يبحثون عنه طول الليل وصباح اليوم التالي دون جدوى، حتى قال لهم أحد الأشخاص: لقد رأيته البارحة ومعه بندقه متجها إلى تلك الجهة يريد التي فيها البئر.

ولم يجدوا بندقه في مكانها من البيت فأسرعوا يفتشون المنطقة حتى وجدوه يكاد يفارق الحياة.

وقد رأيته زمنا يعرج من أثر ذلك الكسر! !

وأخوه صالح الذي هو عم الشيخ علي بن سليمان الضالع كان مثله متدينًا محبًا لطلبة العلم، وكان مثله أيضا مولعًا بالصيد، وقد عهدته كما عهدت أخاه سليمان والد الشيخ علي، يأتي إلى والدي ويجلس عنده في دكانه كثيرًا يتحدث عن الصيد والطيور التي تصطاد، ويشترى منه بارودًا ونحوه.

كتب إليَّ المهندس عبد الرحمن بن صالح بن عبد الله الضالع ما يلي بالنسبة لمن هم من أسرة الضالع.

ص: 27

أولًا:

صالح بن عبد الله بن صالح بن محمد بن عبد الله بن يحيىا بن حمد بن عثمان رحمه الله، سكن عيون الجواء وعمل في التجارة والزراعة وله من الأبناء:

- عبد الله رحمه الله عمل في الزراعة له من الأبناء واحد فقط هو صالح تخرج من كلية الزراعة وهو الآن رئيس بلدية محافظة عيون الجواء.

- محمد عمل في التدريس وهو الآن متقاعد له عدد من الأبناء والأحفاد.

- عبد الرحمن عمل مدرسا ثم مدير مدرسة حتى تقاعد مبكرا وهو: عضو لجنة الأهالي بمنطقة القصيم، عضو لجنة أصدقاء المرضى في عيون الجواء بالقصيم، عضو لجنة السياحة بعيون الجواء من مؤسسي جمعية البر وجمعية تحفيظ القرآن الكريم في عيون الجواء وعضو في جمعية تحفيظ القرآن ومديرا لجمعية البر بعيون الجواء، من الأعضاء المؤسسين في كهرباء عيون الجواء عام 1396 هـ. وله عدد من الأبناء، وهؤلاء مقيمون في عيون الجواء.

ثانيًا:

محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن حمد بن عثمان رحمه الله سكن عيون الجواء وعمل بالزراعة ثم انتقل للرياض وعمل بالتجارة وله من الأبناء:

- الشيخ علي رحمه الله كف بصره وهو صغير ودرس وتخرج من كلية الشريعة وعين قاضيًا في ضرماء ثم استقر قاضيًا في رماح وكذلك مأذون أنكحة وإمام الجامع في رماح وله عدد من المؤلفات.

- صالح كان موظفًا في رعاية الشباب وتقاعد وعمل بالتجارة صاحب مطابع مرامر، وهو الآن أحد رجال الأعمال بالرياض.

- عبد الله موظف له عدد من الأبناء.

ص: 28

- سليمان كان موظفًا وهو الآن رجل أعمال.

وهؤلاء مقيمون في الرياض.

انتهى.

أقول: جاء ذكر محمد بن عثمان الضالع في عدة وثائق تفيد أنه من أهل عيون الجواء، ولست متأكدًا من كونه أول من نزح من الطرفية إلى عيون الجواء من أسرة الضالع، بل إن الظاهر أنه حفيده أو حفيد حفيده، لأنها متأخرة عن الزمن الذي انتقل فيه جدهم أو أجدادهم من الطرفية إلى عيون الجواء.

فتاريخ أقدم الوثائق هذه مكتوب في عام 1310 هـ. وهي بخط إبراهيم الربعي، وتتضمن إثبات مداينة بين محمد بن عثمان الضالع وبين مزيد بن سليمان بن مزيد من المزيد أهل الدعيسة.

والدين ثلاثون ريالا ثمن ناقة ملحاء وهي السمراء اللون والشاهد على ذلك محمد العثمان العصيلي وحمد السلومي وكلاهما من أهل الشقة.

وتاريخها في أول من ربيع آخر عام 1310 هـ.

وتحتها وثيقة أخرى تتضمن مداينة أخرى بين الرجلين وهما محمد بن عثمان الضالع ومزيد بن سليمان المزيد.

والدين فيها 255 صاع شعير، والشاهد فيها الكاتب إبراهيم الربعي بتاريخ 16 رمضان سنة 1315 هـ.

ص: 29

والورقة التالية فيها ثلاث وثائق تذكر محمد العثمان الضالع ومزيد السليمان المزيد، الأولى والثانية تاريخهما 1313 هـ والثالثة في عام 1314 هـ.

ص: 31

وأعقبت وثائق المداينات هذه وثيقة محاسبة متأخرة التاريخ عنها فهي بتاريخ 1316 هـ و 1317 هـ.

أولها:

أقر محمد العثمان الضالع بأن آخر حساب في ذمته لمزيد السليمان بن مزيد خمسمائة صاع شعير، وبعدها ابتداء لديون أخرى لا تخرج عن هذا.

والأخيرة منهما شهد على ما فيها على العقيل وعلي الزميع، وكلاهما من أهل الشقة، والكاتب إبراهيم الربعي، وهو كذلك من أهل الشقة.

وتاريخها 10 شوال 1317 هـ.

ص: 32