الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسالة أخرى للشيخ صالح الخريصي:
ومن رسائل الشيخ صالح الخريصي أيضا (1):
من صالح بن أحمد الخريصي إلى من يراه ويسمعه من إخواننا المسلمين.
وفقني الله وإياهم للقيام بواجبات الدين، وعصمني وإياهم من طرق المغضوب عليهم والضالين، ورزقني وإياهم التفقه في الدين آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد نمى إلينا وسمعنا ما يقع في حفلات الزواج غالبا من الأمور المحرمة، كالتصوير وإعلان أصوات المغنيين والمغنيات بمكبرات الصوت، وحيث إن الكثير من الناس يفعلون تلك الأمور المحرمة تقليدا للآخرين، وجهلًا بسنة سيد المرسلين، فأقول وبالله التوفيق، وأسأله العصمة والتحقيق.
قال الله تعالى {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} .
وقال تعالى {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} .
وقال تعالى {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} .
وقال تعالى {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال تعالى من أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة) أخرجاه.
(1) من مجموعة (المناهل العذاب) للسعوي، ص 352 - 357.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم).
وعنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ) متفق عليه.
وأخرج الترمذي وقال حديث حسن صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان يبصر بهما وأذنان يسمعان ولسان ينطق يقول إني وكلت بثلاثة: بمن جعل مع الله إلها آخر، وبكل جبار عنيد وبالمصورين).
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا عملت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء، إذا كان المال دولًا، والأمانة مغنمًا، والزكاة مغرمًا، وأطاع الرجل زوجته، وعق أمه، وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، ولبس الحرير، واتخذت القينات والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليتوقعوا عند ذلك ريحًا حمراء ومسخًا وخسفًا).
وعن معاوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: نهى عن تسع وأنا أنهاكم عنهن، ألا إن منهن الغناء والنوح والتصوير، الحديث.
وعن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن إبليس لما نزل إلى الأرض قال: يا رب أنزلتني إلى الأرض وجعلتني رجيمًا فأجعل لي مبيتًا، قال: الحمام، قال: فاجعل لي مجلسًا قال: الأسواق ومجامع الطرق، قال: فاجعل لي طعامًا قال: كل ما لم يذكر إسم الله عليه، قال فاجعل لي شرابة، قال: كل مسكر، قال فاجعل لي مؤذنًا، قال: المزمار، قال: اجعل لي قرآنا، قال: الشعر، قال فاجعل
لي كتابا، قال: الوشم، قال: اجعل لي حديثا قال: الكذب، قال: اجعل لي رسلا قال: الكهنة، قال: اجعل لي مصائد قال: النساء).
وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم قردة وخنازير) وهذا إسناد صحيح.
وعن سهل بن سعد الساعدي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يكون في أمتي خسف وقذف ومسخ) قيل يا رسول الله متى؟ قال: (إذا ظهرت المعازف والقينات، واستحلت الخمر).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يمسخ قوم من هذه الأمة في آخر الزمان قردة وخنازير) قالوا يا رسول الله، أليس يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال: بلي (ويصومون ويصلون ويحجون) قيل فما بالهم، قال (اتخذوا المعازف والدفوف والقينات فباتوا على شربهم ولهوهم فأصبحوا وقد مسخوا قردة وخنازير).
وعن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يبيت قوم من هذه الأمة على طعام وشرب ولهو، فيصبحون وقد مسخوا قردة وخنازير، وليصيبنهم خسف وقذف حتى يصبح الناس فيقولون خسف الليل بدار فلان، خسف الليلة ببني فلان، وليرسلن عليهم حجارة من السماء، وليرسلن عليهم حجارة من السماء، كما أرسلت على قوم لوط على قبائل فيها، وعلى دور فيها، وليرسلن عليهم الريح العقيم التي أهلكت عادًا، بشربهم الخمر، وأكلهم الربا، واتخاذهم القينات، وقطيعتهم الرحم).
قال ابن أبي الدنيا: حدثنا هارون بن عبيد الله، حدثنا يزيد بن هارون حدثنا أشرس أبو شيبان الهذلي قال: قلت لفرقد السبخي أخبرني يا أبا يعقوب من تلك الغرائب التي قرأت في التوراة، فقال، يا أبا شيبان والله ما أكذب على ربي مرتين أو ثلاثا، ولقد قرأت في التوراة، ليكونن مسخ وخسف وقذف في أمة محمد صلى الله عليه وسلم في أهل القبلة، قال: قلت يا أبا يعقوب ما أعمالهم قال باتخاذهم القينات وضربهم بالدفوف، ولباسهم الحرير والذهب، ولئن بقيت حتى ترى أعمالا ثلاثة، فاستيقن واستعد واحذر، قال قلت ما هي قال: إذا تكافأ الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، ورغبت العرب في آنية العجم، فعند ذلك، قلت له العرب خاصة، قال لا بل أهل القبلة، ثم قال: والله ليقذفن رجال من السماء بحجارة يشدخون بها في طرقهم وقبائلهم كما فعل بقوم لوط، وليمسخن آخرون قردة وخنازير كما فعل ببني إسرائيل، وليخسفن بقوم كما خسف بقارون.
إذا عرف هذا فاعلموا يا عباد الله أنكم مسئولون ومحاسبون، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس، عن عمره فيما أنفقه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وماذا عمل بما علم).
فسارعوا إلى الخيرات، وبادروا بالأعمال الصالحات، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (بادروا بالأعمال سبعة، هل تنتظرون إلا فقرًا منسية، أو غنى مطغيًا، أو مرضًا مفسدًا، أو هرمًا مفندًا، أو موتًا مجهزًا، أو الدجال، فالدجال شر غائب ينتظر، أو الساعة، فالساعة أدهى وأمر).
وتعلمون عباد الله ما أنتم عليه في الأزمان الماضية من الفقر والحاجة، وعدم القدرة على شيء من الدنيا، وقد بسط الله عليكم الآن من النعم ما