الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن خضير والإمامة في قصر بريدة:
يتميز زميلنا (محمد بن سليمان الخضر) بأنه ذو صوت جهوري يذهب بعيدًا إذا قرأ القرآن وينطلق من حنجرته بغير تردد أو هيبة فهو جريء في هذا الأمر، لذلك اختير للإمامة في مسجد قصر الإمارة في بريدة فكان يصلي التراويح والقيام في رمضان في القصر.
وذلك بأنهم احتاجوا إلى إمام جهوري صوته للرجال، ومن يكون خلفهم من النساء ويوم ذاك لا توجد مكبرات الصوت بطبيعة الحال.
وقد بلغ من قوة صوت (محمد الخضر) أننا كن نسمع صوته ونحن في بيتنا في شمال بريدة وهو في قصر الإمارة في شرقها إذا كانت الريح من جهته.
وفي القديم:
اشتهر من الخضر أهل البصر (إبراهيم بن علي بن خضر) حيث ورد اسمه في وثائق عديدة مكتوبة في النصف الأول من القرن الثالث عشر وكان إلى ذلك كاتبًا كتب وثائق عديدة من مداينات ومبايعات في وقت كان فيه الكتبة قليلًا، وبخاصة من سكان القرى والأرياف.
كما في هذه الوثيقة المكتوبة في سنة 1239 هـ بخط الكاتب المشهور صالح بن سيف.
وتحتها وثيقة أخرى يحل الدين المذكور فيها في عام 1240 هـ وورد فيها اسم (إبراهيم بن خضر) شاهدًا.
وبعد ثلاث سنين من ذلك أي في عام 1364 عينت في وظيفة (وكيل معلم) في مدرسة بريدة الوحيدة وكان اسمها آنذاك (المدرسة السعودية) ثم سميت المدرسة الفيصلية فقال لي الأستاذ محمد الخضر وكان يعمل مدرسًا - أي زميلًا لي في المدرسة يا أخ محمد، أنا ذكرت لي أرضك التي عوضت عنها وأريد منك أن تعطيني ورقة منك بأنك لا علاقة لك بها ولا تطالب بها لأني أريد أن أطلب من الأمير أن يقطعها لي.
فقلت له: إنني لن أعطيك ورقة على أرض حكومية، ولو كانت باسمي سابقًا، ولا أدعي ملكيتها، فقال: هذا يكفي.
ومن الشواهد على محبته لشراء الأراضي أن شخصا اسمه (محمد أبا الخيل) استقطع مثلنا أرضًا في الخبيب عام 1361 هـ وباعها على (محمد الخضر) هذا بأربعة ريالات ونصف، لم يكمل ثمنها الريالات الخمسة، وقد باعها (محمد الخضر) بعد سنوات على عبد الله بن عبد الكريم العيدان بمائة وخمسين ريالًا.
وهذا أنموذج من إقطاع الأراضي الحكومية لابن خضر وشريكين له.
وصدر الأمر بإقطاعي أرضًا فيه، وقد جرأني على ذلك أن سالم بن إبراهيم الدبيب رئيس ديوان إمارة بريدة كان جارًا لنا نازلًا في بيت مجاور لبيتنا في شمال بريدة كما سبق.
وحضرت إلى المكان حيث كان إبراهيم بن محمد البليهي الذي يعتبر بمثابة النظير بمعنى الناظر على ما يتعلق بالأراضي التي لا ملاك لها مع أنه ليس كذلك رسميًا، ولا يملك أن يمنح منها شيئًا، ولكن الأمير ابن فيصل قد أمره أن يقسم الأراضي حسب أوراق أعطاها الناس على كل ورقة رقم معين كان ابن فيصل وكاتبه سالم الدبيب والبليهي اتفقوا عليه بموجب خطة دقيقة منظمة.
وعندما كان اليوم المحدد لإعطاء الأراضي لأصحاب الأرقام الذين كان منهم رقمي خرجنا مع إبراهيم البليهي إلى شرق الخبيب وهو يؤمنذ أرض فضاء رملية لا يطمع فيها أحد.
ولما جاء دور تعيين أرضي كان البليهي قد وصل إلى قرب التغيرة فقلت له: يا أبو صالح أنا ما أبي الأرض بهذا، أنا الآن ما أشوف مباني بريدة - لبعدها.
فاستجاب مشكورًا وقال: غدًا ابدأ من الجنوب وقد ذكرت ذلك في الكلام على أسرة البليهي.
غير أن تلك الأرض كانت حددت بها الأراضي التي قبلها والتي بعدها.
ومن الغد أعطاني البليهي مشكورًا أرضًا جيدة، وبقيت القطعة التي يفترض أن تكون أعطيت لي حكومية كتب عليها في سجل الأراضي في الإمارة أن (محمد بن ناصر العبودي) عُوّض عنها.