المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الشيخ علي الخضير قمة الشجاعة في تراجعه عن الغلو والتطرف: - معجم أسر بريدة - جـ ٥

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌باب الخاء

- ‌الخال:

- ‌الخالد:

- ‌الخبيصان:

- ‌الخرَّاز:

- ‌الخرَّاز:

- ‌قدم التسمية بالخراز:

- ‌وثائق لأسرة الخراز أهل خب البريدي:

- ‌الخرَّاز:

- ‌الخربوش:

- ‌الخريبيش:

- ‌الخْرَيْصي:

- ‌والدة الشيخ صالح الخريصي:

- ‌الشيخ الخريصي زعيم المحافظين:

- ‌أنموذج من كلام الشيخ صالح الخريصي:

- ‌رسالة أخرى للشيخ صالح الخريصي:

- ‌وفاة الشيخ صالح الخريصي:

- ‌مناقب الشيخ صالح الخريصي:

- ‌نماذج من خط الشيخ صالح بن أحمد الخريصي:

- ‌من ترجمة الشيخ صالح الخريصي لابنه عبد الله:

- ‌الْخْرَيِّف:

- ‌ الخريف

- ‌ الخريف

- ‌من أحوال البحر - منافعه وأضراره:

- ‌الرحلة في طلب العلم إلى الرياض:

- ‌من حكمة وجود المماليك من الناس سابقًا:

- ‌الخَزَّار:

- ‌الْخَضَر:

- ‌ الخضر

- ‌الخليفة:

- ‌الخِلْب:

- ‌الخَلَف:

- ‌الخلاوي:

- ‌الخْقَاقَ:

- ‌وثائق لأسرة الخفاجي:

- ‌الأعمال التطوعية والخيرية:

- ‌الخطيب:

- ‌الخفاجي:

- ‌مسجد الخطيب:

- ‌الخطيب:

- ‌الخَطَّاف:

- ‌‌‌الخضيري:

- ‌الخضيري:

- ‌عودة إلى رجال أسرة الخضيري:

- ‌شهادة ذوي المهن المستقذرة:

- ‌الجدل في قضية كفاءة النسب:

- ‌العلماء وطلبة العلم والمسئولون في الدولة من الأسرة:

- ‌من علماء الخضيري:

- ‌الخْضَيْري:

- ‌الخضير:

- ‌ مسجد العجلان

- ‌ الخضير

- ‌السيرة الذاتية للشَّيخ علي الخْضَيْر:

- ‌الشيخ علي الخضير قمة الشجاعة في تراجعه عن الغلو والتطرف:

- ‌المعاهد والمستأمن

- ‌ الخْضَيْر:

- ‌حمد الخضير والخيل:

- ‌وصية حمد الخضير:

- ‌الخْضَيْر:

- ‌ابن خضير والإمامة في قصر بريدة:

- ‌خط عبد الله بن خليفة:

- ‌الخليفة:

- ‌ الخليفة

- ‌محمد الخليفة:

- ‌الخليفة:

- ‌الخمَّاس:

- ‌الخَمِيس:

- ‌مجتمع الخميسية وسكانها:

- ‌وثائق للخميس:

- ‌الخميس:

- ‌ الخميس

- ‌الخْمَيِّس:

- ‌الخْوَيْلِد:

- ‌الخويلدي:

- ‌سليمان بن محمد بن عبد العزيز الخويلدي (أبو أحمد):

- ‌الخْيَارِي:

- ‌الخياط:

- ‌الخيرالله:

- ‌الخيرالله:

الفصل: ‌الشيخ علي الخضير قمة الشجاعة في تراجعه عن الغلو والتطرف:

انتهت هذه المقابلة الطويلة بل المسهبة مع الشيخ علي الخضير وهي توضح ما في نفسه، إذا كان في وضع اختيار، وليست من وحي الاعتقال.

أما جريدة (الجزيرة) فقد نشرت مقالًا تحليلًا عن الشيخ علي بن خضير الخضير ورجوعه عن الغلو والتطرف، وذلك في عددها 11374 المصادر في يوم الأربعاء 24 من رمضان عام 1434 هـ الموافق 19 نوفمبر عام 2003 م.

فقالت بعد أن صدّرته بما وصفته ب‌

‌السيرة الذاتية للشَّيخ علي الخْضَيْر:

‌الشيخ علي الخضير قمة الشجاعة في تراجعه عن الغلو والتطرف:

وصفوه سابقًا بشيخ المجاهدين فبم سيصفونه الآن؟

لعل الشيخ علي الخضير قد ضرب للجميع مثلًا قل أن يتكرر في الرجوع عن الخطأ أمام الملأ، وقبل ذلك التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، فقد سار على الطريقة التي يجب أن يكون عليها أهل العلم والفتوى، ولم يمنعه أن أخذ بعضهم بكلامه القديم بأن يتوب ويتراجع ويبين أنه كان مخطئًا فيما ذهب إليه.

ويعلم الجميع أن الخضير لم يكن في هذه القافلة في موقع متأخر بل كان رأسًا في هذه الطائفة ومفتيًا لهم، بل جميعهم لا يخالفون له رأيًا، وهنا تكمن أهمية تراجعه، ومن أجل هذا كان من المهم أن يعرف القراء الكرام هذه التجربة ويطالعوها مكتوبة كما شاهدوها مرئية في وسائل الإعلام.

السيرة الذاتية للشَّيخ علي الخْضَيْر:

الاسم: علي بن خضير بن فهد الخضير، ولد في عام 1374 هـ في الرياض، تخرج من كلية أصول الدين بجامعة الإمام بالقصيم عام 1403 هـ.

ص: 329

الذي أحب أن أوجهه خصوصًا للشباب أن يتقوا الله سبحانه وتعالى، وألا يستعجلوا وألا يتحمسوا وأن يرجعوا إلى العلماء وإلى المرجعية العلمية وأن يجتهدوا في ذلك وأن يتقوا الله سبحانه وتعالى ويحكموا كتاب الله في أنفسهم ويعتصموا بالكتاب والسنة، إذا كانوا يدعون إلى تحكيم كتاب الله في نواحي المجتمع فيجب أن يرجعوا إليه ويحكمونه في أنفسهم وفي ذاتهم فكيف يجرؤون على الأنفس المعصومة وعلى التكفير بغير الحق وبالباطل كل هذه أمور أري في هذه الفرصة المناسبة لأدعو الشباب إلى أن يتقوا الله سبحانه وتعالى ويراجعوا أنفسهم ويكفوا عن هذه الأعمال التي يقومون بها ويتقوا الله سبحانه وتعالى فهناك بينهم من قد يغررون وهذا يحصل من بعض الشباب فيغرر بهم فعليهم أن يتقوا الله سبحانه وتعالى وألا يأخذوا بأيديهم، وأن يراعوا حرمات هذا المجتمع وأمنه وبلادنا ولله الحمد في اجتماع وخير فلا يكونوا سبب هذه الفرقة وسبب هذا الشر والعياذ بالله.

يعني المسؤولية مشتركة بين الأب والمعلم والداعية والمسؤول؟

نعم كل هذه وسائل الإعلام عليها أن تسهم في هذا الجانب وتبين الحق وتنقل الفتاوى الصحيحة والحوارات الطيبة والأب في البيت والأخ مع أخيه وإمام المسجد والمدرسة والموظف.

عندنا في المملكة ألا ترى أن الغالب من العلماء والدعاة والمسؤولين والموظفين هم الوسط المعتدلون؟

لاشك هذه أثبتتها التجارب لأنه لم يكن عندهم غلو ولا تفريط ولأنهم بذلوا ما يستطيعون وسددوا وقاربوا ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، فهم انتهجوا نهج الوسطية والاعتدال وهذا الذي أدعو إليه نفسي وإخواني.

ص: 330

ترى أنه من الخطأ الشنيع والجرم العظيم قصد ذلك البيت وذلك المكان؟

لا شك لأنه اجتمعت حرمة المكان وحرمة الزمان في هذه الأمور بلد الله الحرام آمن يأمن فيه كل شيء.

يعني ليس في مكة كافر لا يدخلها إلا مسلم؟ ولماذا قصد الناس؟

نعم الحجة فيها ضعيفة لا شك وكان الخطأ فيها أشنع والكل موجود الخطأ فيه والأخطاء بعضها أغلظ من بعض وأعظم من بعض.

هل تنظر للمدارس أو المربين والدعاة دورًا يطلب منهم تصحيحه أكثر مما مضى؟

دورهم الآن خصوصًا المراحل المتقدمة الجامعات والثانوية واجب على المدرِّسين أكثر لبيان مفاسد هذه الأمور وما فيها من مخاطر إذا وجدوا شبابًا قد يمكن أن ينتهجوا هذا المنهج يكلمونهم ويناصحونهم فهذا واجب أيضًا كذلك.

فهذا واجب أيضًا وكذلك الإمام في المسجد يبذل من هذا الجهد ويجعل له كلمة الجماعة المسجد يبين فيها الحق أيضًا والخطيب كل هؤلاء يبذلون ما يستطيعون.

الآن يا شيخ، رجل الأمن مسلم ويحمي مؤسسة ويحمي جامعة وإدارة إذا قتل من هؤلاء ما حكم من قتل؟

مثل قتل أي نفس معصومة هؤلاء أهل إسلام والمسلمون يحفظون الأمن وقتلت بغير حق وبظلم وبباطل لاسيما أنهم هم أولى من غيرهم بسبب ما يبذلونه من جهد في حماية الناس والحرص على أمن المسلمين.

هل هناك كلمات تريد أن توجهها في هذا اللقاء؟

ص: 331

لقاء أناس من مجتمعات خاطئة ونهجوا منهج التكفير فالتقوا بهم الشباب وأثروا عليهم فلما عادوا إلى هنا عادوا بهذه الأفكار وهذه الشبهات.

يعني وجه المشابهة بينهم والخوارج يعني في الاستحلال لدماء أو انتهاك الحرمات كل هذه الشبهات موجودة فيهم؟

بعض الناس يقول: إن هؤلاء يريدون الانتقام لأنهم لم يجدوا فرص عمل هل هذا صحيح، لا ليس بصحيح لأن البطالة موجودة قديمًا وأعجبتني كلمة بعض الخطباء عندما قال: الأباء قديمًا كانوا الأكثر منا جوعًا ولم يحصل منهم مثل هذه الأمور فلماذا كانت موجودة عندنا الآن؟

يعني هذه الأفعال لا يمكن أن تجعل الشاب يتوظف أو يسد حاجته وفقره ليست حلًا؟

ليست حلا نعم وليس معنى ذلك إذا جعت أن تقتل غيرك وليس معني ذلك أنه إذا لم تجد لك فرصة للعمل أن تعتدي على الآخرين وليس معناه أنك إذا لم تجد ما تتوظف فيه أن تأخذ ذلك بالقوة وأن تعمل بيدك هذا ما يقر.

الآن يا شيح يوم جاءك خبر التفجير في رمضان والنّاس كانوا صائمين ثم اتوا يصلون يتهجدون بعدما افطروا وتعبدوا الله عز وجل مسلمين سجدًا ركعًا فقتلوا وجرحوا فكيف ردة هذا الفعل على نفسك؟

أحزنني كثيرًا لاسيما أن حرمة هذا الشهر لما سمعت هذا الخبر ما تمالكت إلا أن بكيت من شدة الخطأ العظيم الذي سوف يترتب عليه مفاسد عظيمة.

وفي مكة بلد الله الحرام الذي يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا" الا

ص: 332

الآن يا شيخ الخط التكفيري الذي يخترق بلادنا أنت ماذا تشعر بخطورته علينا وعلى بلادنا هل له عمق؟ هل له استمرار هل هناك تيار قوي وراءه؟

بالنسبة للمجتمع هي موجة أو فقاعة خصوصًا ما يتعلق بالشباب المتحمس لما بدأ يقرأ مثل هذه الأمور ولا يجد من يديه إلى الطريق الصحيح حصل ما حصل وإلا مناهجنا ومجتمعنا تربي عليها الأولون فلم يحصل ما يحصل فهم تربوا على منهج أهل السنة والجماعة.

الخلل ممن يكون هل هو من مناهجنا؟

لا، ليس من مناهجنا لكنه الحماس الزائد وخروج جمع من طلبة العلم أو العلماء قد يسهمون في تأجيج الشباب من الخارج ومن الداخل لقنوا هذا الشباب بما يكتبونه من فتاوى فيفهمها هذا الشاب ويظن أنها تعني المعين لأن تنزيل الأحكام على المعنيين هذا لا يدركه الشباب فلما تكون هذه الفتاوي العامة، وتكون دون ضوابطها يقرأها الشباب وينزلها كما يريد. .

والآن فتاويك التي أصدرتها هل الخلل من تعميمها أو افتقارها لعدم النص والدليل أو لأنها ما أنزلت على الواقع؟

الخطأ من تعميمها هناك أدلة لكنها مهمة مثل الاعتماد على مسائل الولاء والبراء والمظاهرة والمظاهرة معلن عام قد يفهمها الناس فهمًا خاطئًا فوجود التعميم ووجود الألفاظ العامة هذا الخطأ في هذه التجربة وفي حق الفتاوي.

الآن الشباب الذين يعتقلون على التكفير والتفجير هل الخلل تراه واحدًا أم أنه من البيت أم المعلم أو من الخروج إلى الخارج أو تأثير قرارات أو فتاوى؟

هو من كلها وأكثرها الخروج إلى الخارج، الخروج إلى الخارج سهل

ص: 333

يجتمع عليه الناس ثم أيضًا إذا كانت هناك قدرة موازية لتحقيق الحق وتحقيق الصواب وهذا لم أر أنه حصل حتى الآن لا في مجتمعنا وننظر في المجتمعات الأخرى لكن بالنسبة لمجتمعنا ليست هناك أسباب للخروج.

هل للشباب هؤلاء إذا رأوا منكرًا أنهم هم يوقعون الأحكام ويكفرون من شاءوا أم لا يملكون هذا؟

لا، لا يملكون هذا (الشباب) فقد ثبت من التجربة أن الشاب أقرب إلى العامي في فهمه وإدراكه للأدلة، وقد يدرك بعض الأدلة لكن ما يعرف ولا يعرف كيف يجمع بين جوانبها، فالشباب ليسوا أهلا لمثل هذه الأمور (فاسألوا أهل الذكر).

هل ترى أن العلماء قصروا في واجب نصح هؤلاء الشباب أو تربيتهم أو حصل شيء من التقصير؟

فما هي الأسباب التي دفعت هؤلاء الشباب لهذه الأفعال؟

العصمة لا شك أنها لا تكون للبشر فهم بذلوا واجتهدوا وأصدروا فتاوي وتكلموا في الخطب وفي الإذاعة وفي البرامج واجتهدوا من هذا الجانب والإنسان يبذل ما يستطيع أن يجتهد لكن لا يفرط، الحاجز الذي يشعر فيه الشباب لو يزال لكان هناك قبول سريع وقبول جيد.

يا شيخ ما يخفى عليكم ما نعرفه من اجتماع شمل ووحدة كيان ورغد عيش أما ترى أنها مكاسب يجب أن نحافظ عليها؟

صحيح يجب أن نحافظ عليها ويجب علينا أن نحمد الله عليها الآن غيرنا من المجتمعات الأخرى تتمنى مثل هذه الأمور فلماذا نحن نخرب بيوتنا بأيدينا ويجب علينا أن نحمد الله على هذه النعمة ونسعى على بقائها ونسعى إلى بقاء الاجتماع والاجتماع على المفهوم خير من الفرقة والاجتماع على المخالفات.

ص: 334

الله - أما ترى أن هذه الطريقة المثلى أو لك تعقيب على هذه المسألة؟

ليس لي تعقيب وإنما من خلال التجربة أنا خضت تجربتين تجربة قديمة وتجربة حديثه، وجدت أن مسلكهما وطريقتهما هما الأقرب إلى الخير والأنفع لمجتمعنا والأنسب لحصول الخير وحصل فيها خير وإن كان يتأخر قليلًا لكنَّه يحصل الخير، ويأمل فيها من دفع الشر ويحصل فيها لقاء مع ولاة الأمر ويحصل فيها نوع من التصحيح والتعديل والرفق ما كان في شيء إلا زانه، وشيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من مشايخي ودرست عليه 4 سنوات يرحمه الله قد استفاد منه المجتمع واستفاد منه الناس في مشارق الأرض ومغاربها ومسلكه وهو المسلك الناجح وهو المسلك الذي ينبغي أن نسلكه.

هل ترى يا شيخ أن الطريقة التي مارسها بعض الدعاة أو سبق أن أفتى بعض طلبة العلم القديمة ومنهم أنتم أن فيها عنف وفيها مواجهة؟

فيها عنف وفيها مواجهة وفيها تشدد لم محمد ولم يحصل منها شيء.

مثل هذه الفتاوى التي ربَّما اغتر بها شاب، ولمن قال هذه الفتيا، ماذا تريد أن تقول له الليلة؟

أقول له كما كان أهل العلم لهم قولان في المسألة وكما للشافعي له قديم وجديد، هذه كانت في مرحلة وقلناها في فترة معينة والآن لا تؤخذ فيها ولا أرى أن أحد يرجع إليها وتقر ولا يؤخذ بها.

وتري متى يكون الخروج على الوالي وكيف يكون؟

الخروج على الوالي إذا كما في الحديث الصحيح إذا رأى كفرًا بواحًا وليس ذلك فقط فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الحاكم إذا أظهر كفرًا بواحًا فهذا يخرج عليه إذا ثبت فعلًا كفرًا بواحًا وليس له فيه تأويل وكفرًا

ص: 335

ضياع المجتمع، فعليهم أن يكونوا صريحين وأن يبينوا الحق ويدينوا الباطل ويشجبوا الباطل ويتكلموا عنهم، وإن زعل من زعل وغضب من غضب فبيان الحق لابد منه فأرى أن على الدعاة أولًا أن يهتموا بالشباب ويفتحوا باب الحوار مع الشباب في هذه الشبهات وهذه الأقوال ويناقشوهم ويتكلموا معهم وكذلك يبينوا الحق ويوضحوا الأمور ويتركوا قضية المواجهة وقضية التعميم والفتاوى العامة والفتاوى التي تثير ويستخدموا التي هي أحسن.

الآن الذي يحمل السلاح وهو مختبئ في الأقبية وخلف الأنظار والكواليس في الجبال نود أن نوجه لهم كلمة ماذا تود أن تقول لهم؟

أقول أعلم أن هناك آخرة وأن هناك موتًا وهناك يوم سوف تسأل فيه عن الدماء التي تراق بغير حق وعن الأموال التي تزهق، وعن ترويع الآمنين الذي يحصل من ذلك، ولن يستفيد من ذلك شيئًا فأقول له بإخلاص وصدق وأتمنى ذلك من قبلي أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يخشى الله في نفسه ومجتمعه وأهله وأن يترك مثل هذه الأعمال ويلقي السلاح، كفي من هذه الأعمال التي حصلت التي ينفطر منها القلب وتنفطر منها النفوس المؤمنة.

هنا يا شيخ مسألة دارت وهي قتال التأويل، فهم يتأولون في قتل الأنفس بحجة أنهم قالوا لابد أن نقتلهم لأنهم سبق أن قتلوا إخواننا وأطفالنا ونساءنا في فلسطين فينتقمون منهم هنا في بلادنا؟

هذا ليس مبرر أن ينتقم له في بلاد آمنة وأن ينتقم له في بلاد دخل فيها، وهو معاهد ومستأمن هذا خطأ.

هنا كان عندنا في هذه البلاد رمزان وعالمان كبيران نفع الله بهما، على مدى طويل وعلى سنوات الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثميمين يرحمهما

ص: 336

ولابد من بذل الجهد في دعوتهم وبيان صورة الإسلام ومعاملتهم بالأخلاق، لعلهم يهتدون أو يقربون من هذا الدين فهذه لابد من كل مسلم يفعلها.

الأعمال التي تحصل هل كسبت نتيجة في بلاد المسلمين الذين سبقونا في هذه التجربة ودخلوا النفق المظلم وتشتت رأيهم وسفك الدماء المعصومة وأزهقت الأنفس الذين يرون أن لها جدوى الذين يقومون بهذه الأعمال ما رأيك في قولهم؟

حسب التجربة والواقع ما رأينا بلادًا إسلامية قامت من خلال التفجيرات ولا بلادًا إسلامية قامت من خلال المواجهة بين الإسلاميين والحكومات، وهناك الجزائر ومثال واضح الكثير يستشهد به خاض الإسلاميون صراعًا ومواجهة قديمة منذ عشرات السنين من عشرين سنة وما زالت وكذلك مصر وحصل في أماكن أخرى، هل يمكن للإسلام أن يحققوا إقامة حكومة إسلامية بالمواجهة مع الحكام والصراع معهم لأن هذا يؤدي إلى مفاسد عظيمة وفي النهاية لن يكسبوا شيئًا.

هل بلغك أن الجماعة الإسلامية في مصر تراجعت وأصدرت كتابًا عن تصرفاتها الماضية الخاطئة؟

اطلعت على بعض الصحف ورأيت منها ذلك أن الجماعة الإسلامية في مصر أصدروا كتاب (نهار الذكريات) حمدت لهم هذا الموقف لأن الإنسان يحمد له إن تبينت له الأمور رجع إلى الحق خصوصًا إذا تعاظمت المفاسد وزادت وعظمت.

الآن يا شيخ في وضعنا في بلدنا المملكة العربية السعودية ماذا تقول الآن أمام هذه الأحداث وماذا تقول في هذه الأزمة في نظرك؟

أرى بالنسبة للدعاة أن يتقوا الله ويجتهدوا في إيصال الكلمة والحقّ إلى الناس وألا يجاملوا خصوصًا إذا تعلقت الأمور بمسائل الدماء وفي مسائل

ص: 337

أما ترى بصراحة أن مجتمعنا على ما فيه من ملاحظات أنه أفضل من المجتمعات الأخرى؟

فهو من أفضل المجتمعات، بل وتلاحظ أن كثيرًا وهذا وجدته من بعض أهل الإسلام يتركون بلادهم ويأتون إلى هنا لما يجدون من الالتزام ولما يجدونه من المشاعر الإسلامية والخير العميم وما زال مجتمعنا ولله الحمد فيه بركة وفيه خير وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى أضف على الأمن الذي نعيشه فهذا نعمة عظيمة.

الآن الأمن يا شيخ هو ليس لي ولا لك أو لموظف أو لجندي أو مدرس هو لنا جميعًا فهل من كلمة حول أن الأمن مطلب الجميع نريد أن تبصر المشاهد؟

لا شك أن الأمن نعمة من الله سبحانه وتعالى إذا حصل الأمن استطعت أن تصلي استطعت أن تذهب للمسجد إذا حصل الأمن استطعت أن تلقي درسًا استطعت أن تذهب إلى أقاربك أما إذا ضاع الأمن كيف تذهب إلى أقاربك.

أين مصير الأموال أين مصير الأنفس فالأمن من نعمة الله سبحان وتعالى منَّ به الله سبحانه وتعالى على البشرية وعلى قريش، قال تعالى {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} فهي من نعمه سبحانه وتعالى وذكره الله في سورة النحل لما عدد النعم التي منها نعمة الأمن ونعمة السكون ونعمة الرجوع إلى البيت فهذه من النعم التي يجب علينا ألّا نهدرها أو نضيعها بأيدينا.

الآن كونك مسلم وطالب علم ما هو الذي تراه في التعامل مع المعاهدين والمستأمنين من غير المسلمين في بلادنا؟

أما بالنسبة لعصمة أموالهم فهي معصومة ولا يجوز الاعتداء عليهم

ص: 338

عكاظ) هذه كلها فتاوى أصدرتها واعتبر نفسي راجعًا عنها وقلت بتكفير هؤلاء بناء على منطلقات سمعناها ومنطلقات قرأنا بعضها ولكن أنا أتراجع عن هذه وأرى أنه لابد من التبيين وتبقى فيهم العصمة ويبقى فيهم الإسلام.

ومثل هذه الفتاوى مثلًا التي تهم الأمة ترى يعاد إلى من في هذه الأمور؟

لابد أن يعاد إلى من لهم الخبرة ومن لهم الأقدمية ومن عاصروا مثل هذه الأمور ومن يمكن أن يطلعوا على خصائص هذه الأمور وخفايا هذه الأمور، أما تركها هكذا إلى أناس مبتدئين في العلم أو أناس لم يجربوا فيؤدي إلى فساد عظيم.

الآن يا شيخ أنت سمعت أو تشاهد ما جرى علينا من حملات وما على العلماء وطلبة العلم أما ترى أن هذه الأعمال التخريبية شوهت صورة العلماء؟

هذا لا شك فيه أنه من المفاسد التي ترتبت عليها هذه العمليات كتشويه سمعة الإسلام وتشويه سمعة العلماء وضياع ممتلكات المجتمع نشوء البغضاء والفرقة في المجتمع والاختلاف والتأخر في مجال الدعوة وحرمان أو التسلط على قضايا البذل والخبر والعمليات الإغاثية فلا شك أن هذه مفاسدها عظيمة.

والآن هذه العمليات تصد بعض الشباب عن التدين؟

تصد بعض الشباب عن التدين بل إننا سمعنا بعض الآباء الآن بدأ يتخوف على أبنائه أن يسلكوا هذا المسلك وبعض الأمهات وبعض الأقارب يخشون على أبنائهم الآن أنهم ينزلقون هذا المزلق فأثر كثيرًا على مجال الدعوة ومجال الشباب.

يا شيخ بعضهم يقول يهاجر إلى أفغانستان فما رأيكم في هذا؟

هذا خطأ أن يهاجر فهل يجد أحسن من المجتمع الذي يعيش فيه الآن،

ص: 339

تستفحل، بل حدثت أمور لكن تحدث أمور أشد ومرشحة لأمور أعظم من ذلك فكل له نصيب كل الخطباء والعلماء والآباء وأهل التدريس ورجال الأمن كل هؤلاء يجب أن يسهموا بما يستطيعون.

الآن يا شيخ لو استقبلت من أمرك ما استدبرت هل كنت قلت الكلام الذي قلته لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير؟

لا شك هي على كل حال تجارب وأحب أن أنقل لإخواني الآخرين هذه التجربة وهي أخطاء يعني مارسناها في القديم واجتهدنا فيها، ولكن لم نوفق للصواب فيها فأرى أنها لو استقبلت من أمري واستدبرت لما فعلتها ولكن بقي في الوقت فسحة التصحيح والمساهمة في هذا التصحيح وأرى إن شاء الله ننوي أن النفع بإذن الله في نفع المسلمين وتصحيح مثل هذه الأمور في أذهان الشباب وفي أذهان الآخرين بإذن الله تعالى.

هل ترى أن هؤلاء لما أقدموا على هذه الأعمال لنقص في علمهم أو لأنه أثر عليهم؟

كلاهما، هو من النقص العلمي هذا واحد ومن الحماس اثنين وأيضًا ما يتلقونه ويأخذونه من جهات أخرى قد أثرت عليهم فتجدهم يتأثرون بها وينصاعون لها وينقادون لها كل ذلك كان له أثر.

أما ترى أن هناك فتاوى صدرت منكم أو من طلحة العلم فيها تعميم استغلت ما رأيك في هذه الفتاوى مع ذكرها؟

صحيح صدرت منا رسائل وفتاوى قديمة وكان فيها نوع من التعميم وكان ينبغي فيها التبيين مثل الفتاوى التي فيها تعميم وتحتاج إلى نوع من تبيين مثل فتوي في تركي الحمد وفتوى في منصور النقيدان وفتوى أخرى في أبو السمح (صحفي

ص: 340

هؤلاء الأشخاص طبعًا لمصدرنا بيان التسعة عشر قبل أحداث الرياض وما كنا نعلم بأحداث الرياض وجاء بعضهم إلينا وصور أنهم أبرياء، إن هذه كذبة عليهم وكنا بعضهم نعرفهم فاستعجلنا وأصدرنا هذا البيان في تزكيتهم ولكن لما وقعت الأمور وعرفنا أننا جربنا لأمور أخرى ندمنا عليها.

وكان البيان الآن ترى أنه خاطئ؟

لا شك أنه خاطئ ومخالف للحق ولا كان ينبغي وكان ينبغي التأني والنظر إلى عواقب هذه الأمور لكن هذه تجربة على كل حال.

الآن يا شيخ هل كنت تتصور أن تصل بنا الحال إلى أن يكاد المجتمع بآسره يدخل في نفق مظلم يعني تصور الحال من ترويع الآمنين وقتل الأنفس هل كنت تتصور؟

لا، ما كان في التصور هذه الأمور، كنا نسمع عن الجزائر ونسمع عن مصر وما فيها وكنا نظن أن الشباب لن يصلوا إلى هذه المرحلة لكن المرحلة القديمة التي اعتراها شيء من التأجيج وشي من الإثارة بدأت تؤدي لأمور شيئًا فشيئًا حتى الآن يجب أن يقف هذا العمل ويجب أن يقف النزيف حتى دخلنا في هذا النفق المظلم.

وما هي الطرق التي ترى أنها كفيلة بإيقاف مثل هذا النزيف؟

أول الأمر مثل هذه الاسهامات التي نسهمها ويسهمها الكثير من طلبة العلم في بيان الحق بدون مواربة، وبدون ضبابية وإنما يبينون الحق كما هو ويبينون حكم الله سبحانه وتعالى وكذلك يتضافر المجتمع من الآباء ومن المؤسسات الاجتماعية ويتضافر أيضًا رجال التعليم وأيضًا رجال الأمن وكل المجتمع يجب أن يهب لمعالجة هذه المشكلة ومعالجة هذه الأمور قبل أن

ص: 341

باطلة.

هل الذين يقومون بهذه العمليات يسمونها استشهادية في بلاد الإسلام؟

نعم هذا خطأ.

نسميها ماذا؟

لأنه ما دام أنه قتل نفسًا معصومة فإذا قتل النفس المعصومة بأداة أو بندقية حرب فكيف إذا قتل النفس المعصومة بنفسه جمع بين قتل النفسين نفسه ونفس أخرى يعني انتحار ومحاربة.

بعضهم يرى التكتم والتغطية على من يقوم بالتفجيرات وأعمال القتل وعدم الإبلاغ عنهم لأنهم يقولون هذا بدعوى أنهم يجاهدون هؤلاء ولا يجوز الإبلاغ عنهم ما رأيكم؟

لا، أعتقد أن هذا مسلك خاطئ وهذا مرفوض وقد أوجب الله سبحانه وتعالى التعاون على البر والتقوى وقال تعالى {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} و (المؤمنون بعضهم أولياء بعض).

ترى الإبلاغ عنهم؟

أرى الإبلاغ عنهم وأرى التعاون في هذا الجانب.

من النصيحة؟

من النصيحة لله والرسول ولأئمة المسلمين وعامتهم لأن هذا الأخ قد يتورط في أعمال أكبر من ذلك فتؤدي إلى أمور أعظم مما كانت من قبل.

فضيلتكم له كلام في التسعة عشر الذين كانوا مطلوبين ووصفتموهم بالجهاد يعني ما هو بيان هذه المسألة؟

ص: 342

هنا بارك الله فيكم قتل المسلم والأطفال والنساء بدعوى التترس يعني وردت هذه الفتاوي ما رأيكم في هذه المسألة؟

هذه الفتاوى قديمًا أفتى فيها العلماء وكان التصور فيها القديم يختلف عن التصور الحاصل الآن لعدة أسباب أو لأنها استغلت هذه المسألة في قتل المسلمين أنفسهم إذا حدد مثلًا جهة أنها كافرة فتجده يقتل هذه الجهة وإن كان معها أطفال بحجة التترس فتوسع في هذه الفتوى وتوسع في هذا المقال وإلا هي ثابتة قديمًا بالنسبة للحالات التي كانت يعني واقعة في الزمن القديم. والآن في وضعنا هذا؟

في وضعنا هذا لا يمكن لأن مسألة العموم ومسألة ضبط الأنفس صعب وعندما نضرب نفسًا تقصدها تعمم على آخرين أبرياء والآن تشابكت الأمور وتقاربت الأمور.

لكن يا شيخ هل ترى أن التترس هو مع المحاربين أما بلاد الإسلام لا؟

في الداخل لا، إنما هي أصلًا أصل الصورة أقيمت على التترس في المعركة في الصف أما في داخل البلاد التي يكثر فيها المدنيون ويكثر فيها الناس المستأمنون معصومة الدماء فمفاسدها أعظم.

الآن مثل الأهداف الاقتصادية في بلادنا بلاد الإسلام يقصدها هؤلاء ويسمونها من باب إضعاف العدو فما رأيك أنت يعني الرأي الصحيح الذي توصلت إليه؟

هذا ما يجوز، هذا إتلاف الأموال ويتلفها ويغيرها بهذه الحجة وهي أصلًا معصومة في بلاد الإسلام فلا شك أن هذه حجة باطلة.

يعني ما ترى ذلك وإنَّها باطلة؟

ص: 343

طبعا هذه الفتيا تبيّن الخطأ هذه الفتيا تبيّن أنها خطأ.

خطأ يعني؟

نعم خطأ.

تراجعت عنها؟

تراجعت عنها وهذا لعله يكون هذه الرسالة والإخوة يستمعون فيها رسالة واضحة للتراجع عن هذه الفتوى وقد قال ابن المنذر إنه كالإجماع من أهل السنة والجماعة على أن السلطان إذا طلب الإنسان أو أراد الإنسان أنه لا يقاوم، فهذا لا يدخل في الحديث "من قتل دون ماله" لأن السلطان مستثني كما قال ابن المنذر.

أطلعتم على رسالة لمحمد المقدسي في كتاب (عسكر السلطان) ما رأيكم في هذه الرسالة؟

اطلعت له على رسالة وهي عدة رسائل حقيقة وعدة مذكرات وتأثر بها الشباب كثيرًا وهذه المذكرة والرسالة ينطلق فيها على أن أفراد العسكر أو الجيش وكل من انتسب إلى الأمن فإنه يقال حكمه حكم الحاكم فهم طغاة مثله وهذا لا شك أنه خطأ وتعميم، وليس عندهم أدلة في هذا الجانب لأن أصل العصمة بقية وأصل الإسلام باقٍ، فالذي نعتقده أن هذه الفتيا خطأ ولا ينبغي للشباب أن يقرؤوها لأنها تؤدي إلى تصورات خاطئة ليست على منهج أهل السنة والجماعة.

يعني أفهم منك يا شيخ أن العسكر ورجال الأمن عمومًا أنهم مسلمون يحرم قتلهم، وترجع عن الفتوى السابقة التي هي دفع القائل؟

يحرم قتلهم بلا شك.

ص: 344