المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وعبد العزيز بن حمد بن عبد الله‌ ‌ الخْضَيْر: تخرج من - معجم أسر بريدة - جـ ٥

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌باب الخاء

- ‌الخال:

- ‌الخالد:

- ‌الخبيصان:

- ‌الخرَّاز:

- ‌الخرَّاز:

- ‌قدم التسمية بالخراز:

- ‌وثائق لأسرة الخراز أهل خب البريدي:

- ‌الخرَّاز:

- ‌الخربوش:

- ‌الخريبيش:

- ‌الخْرَيْصي:

- ‌والدة الشيخ صالح الخريصي:

- ‌الشيخ الخريصي زعيم المحافظين:

- ‌أنموذج من كلام الشيخ صالح الخريصي:

- ‌رسالة أخرى للشيخ صالح الخريصي:

- ‌وفاة الشيخ صالح الخريصي:

- ‌مناقب الشيخ صالح الخريصي:

- ‌نماذج من خط الشيخ صالح بن أحمد الخريصي:

- ‌من ترجمة الشيخ صالح الخريصي لابنه عبد الله:

- ‌الْخْرَيِّف:

- ‌ الخريف

- ‌ الخريف

- ‌من أحوال البحر - منافعه وأضراره:

- ‌الرحلة في طلب العلم إلى الرياض:

- ‌من حكمة وجود المماليك من الناس سابقًا:

- ‌الخَزَّار:

- ‌الْخَضَر:

- ‌ الخضر

- ‌الخليفة:

- ‌الخِلْب:

- ‌الخَلَف:

- ‌الخلاوي:

- ‌الخْقَاقَ:

- ‌وثائق لأسرة الخفاجي:

- ‌الأعمال التطوعية والخيرية:

- ‌الخطيب:

- ‌الخفاجي:

- ‌مسجد الخطيب:

- ‌الخطيب:

- ‌الخَطَّاف:

- ‌‌‌الخضيري:

- ‌الخضيري:

- ‌عودة إلى رجال أسرة الخضيري:

- ‌شهادة ذوي المهن المستقذرة:

- ‌الجدل في قضية كفاءة النسب:

- ‌العلماء وطلبة العلم والمسئولون في الدولة من الأسرة:

- ‌من علماء الخضيري:

- ‌الخْضَيْري:

- ‌الخضير:

- ‌ مسجد العجلان

- ‌ الخضير

- ‌السيرة الذاتية للشَّيخ علي الخْضَيْر:

- ‌الشيخ علي الخضير قمة الشجاعة في تراجعه عن الغلو والتطرف:

- ‌المعاهد والمستأمن

- ‌ الخْضَيْر:

- ‌حمد الخضير والخيل:

- ‌وصية حمد الخضير:

- ‌الخْضَيْر:

- ‌ابن خضير والإمامة في قصر بريدة:

- ‌خط عبد الله بن خليفة:

- ‌الخليفة:

- ‌ الخليفة

- ‌محمد الخليفة:

- ‌الخليفة:

- ‌الخمَّاس:

- ‌الخَمِيس:

- ‌مجتمع الخميسية وسكانها:

- ‌وثائق للخميس:

- ‌الخميس:

- ‌ الخميس

- ‌الخْمَيِّس:

- ‌الخْوَيْلِد:

- ‌الخويلدي:

- ‌سليمان بن محمد بن عبد العزيز الخويلدي (أبو أحمد):

- ‌الخْيَارِي:

- ‌الخياط:

- ‌الخيرالله:

- ‌الخيرالله:

الفصل: وعبد العزيز بن حمد بن عبد الله‌ ‌ الخْضَيْر: تخرج من

وعبد العزيز بن حمد بن عبد الله‌

‌ الخْضَيْر:

تخرج من كلية الشريعة عام 1419 هـ ويعمل الآن وكيلًا لمدرسة (عين جالوت) في الرياض.

ويوسف بن حمد بن عبد الله الخْضَيْر: تخرج من كلية أصول الدين في بريدة عام 1422 هـ.

والشيخ محمد بن صالح بن عبد الرحمن الخْضَيْر: تخرج من قسم التاريخ كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الإمام في القصيم.

ويعمل الآن - 1422 هـ - مفتشًا إداريًا في إدارة تعليم القصيم.

ومنهم الشيخ ناصر بن عبد الله بن عبد الرحمن الخْضَيْر: تخرج من كلية الشريعة في القصيم ويعمل الآن - 1434 هـ - معلمًا في متوسطة عبد الله بن مسعود في بريدة.

والدكتور يوسف بن عبد الرحمن بن حمد الخْضَيْر: طبيب حصل على شهادة الدكتوراه في الطب من الولايات المتحدة الأمريكية وهو استشاري في طب الأسنان ويعمل الآن عام 1424 هـ في الحرس الوطني.

الخْضَيْر:

على لفظ سابقه من أهل بريدة أسرة صغيرة، يقال لهم (الخضير المزعل) تمييزًا عن الخضير الآخرين، ولأن جدهم كان اسمه مزعل، ويقال: إنهم جاءوا إلى بريدة من السر واشتهر منهم عدد بالشجاعة وهم أبناء عم للعبد الوهاب الذين كان منهم حمود العبد الوهاب أحد أعوان حسن المهنا أمير بريدة وهو من ذوي النفوذ في عهده وكانت له جهود مشكورة في تخفيف السجن على آل مهنا عندما سجنهم ابن رشيد في سجن حايل، ثم في هربهم من السجن إلى الكويت.

ص: 355

والمهندس منصور بن محمد بن عبد الرحمن الخْضَيْر: تخرج من جامعة البترول والمعادن في الظهران - قسم الهندسة عام 1416 هـ، ويعمل الآن في شركة (آرامكو) السعودية.

والشيخ عبد الرحمن بن سليمان العبد الرحمن الخْضَيْر: تخرج من كلية اللغة العربية في القصيم عام 1414 هـ ويعمل الآن مرشدًا طلابيًا في متوسطة الطفيل بن عمرو.

والشيخ صالح بن إبراهيم بن صالح الخْضَيْر: تحرج من كلية الشريعة عام 1420 هـ ويعمل الآن مدرسًا في مدرسة ابتدائية.

ومنهم عبد العزيز بن فهد الخْضَيْر: تخرج من كلية العلوم العربية والاجتماعية (قسم التاريخ) عام 1422 هـ ويعمل الآن - 1424 هـ - في الغرفة التجارية في بريدة.

والاستاذ عبد الرحمن بن عبد الله بن علي الخْضَيْر: تخرج من جامعة الملك سعود في الرياض في كلية العلوم الإدارية قسم الاقتصاد.

ويعمل الآن مساعدًا لأمين الغرفة التجارية في القصيم.

وسليمان بن حمد بن عبد الله الخْضَيْر: تخرج من كلية الشريعة في القصيم عام 1406 هـ وعمل مديرًا لمدرسة سعد بن معاذ في بريدة ولا يزال - 1424 هـ.

عبد الرحمن بن حمد بن عبد الله الخْضَيْر: تخرج من كلية أصول الدين عام 1415 هـ ويعمل الآن وكيل مدير مدرسة أبي الحسن الندوي في بريدة.

ومنهم الشيخ أحمد بن حمد بن عبد الله الخْضَيْر: متخرج من كلية أصول الدين في القصيم عام 1417 هـ ويعمل الآن - 1424 هـ - وكيلًا المدرسة الخطيب البغدادي في بريدة.

ص: 356

المقارن، وكان موضوع بحثه "الفضولي تصرفاته وعقوده في الفقه الإسلامي" فحصل على الماجستير بتقدير امتياز عام 1403 هـ.

ثم سجل لدرجة الدكتوراه بالمعهد نفسه في الفقه المقارن، وكان موضوع أطروحته "اختلاف المتعاقدين وأثره في العقود المالية" دراسة فقهية مقارنة، وتمت مناقشتها، وحصل على درجة الدكتوراه عام 1407 هـ مع مرتبة الشرف الأولى.

وكان بعد حصوله على درجة الليسانس عين ملازمًا قضائيًا بالمحكمة الكبرى بالرِّياض.

وقد تدرج في المناصب القضائية حتى عين قاضي تمييز في محكمة التمييز في محكمة البكيرية.

له من المؤلفات:

- "الفضولي تصرفاته وعقوده في الفقه الإسلامي: دراسة فقهية مقارنة" وهي رسالة ماجستير.

- "اختلاف المتعاقدين وأثره في العقود المالية: دراسة فقهية مقارنة" وهي رسالة الدكتوراه.

- وبحث عن سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

- وبحث التسعير في الشريعة الإسلامية.

- وبحث العدل والقضاء وآثاره الاجتماعية.

- وبحث تغريب الزاني البكر.

- وبحث الشريعة الإسلامية أساس الحكم.

ص: 357

وتخصصه، حديث أيضًا.

ومنهم الدكتور عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن الخْضَيْر: تخرج في كلية الشريعة في الرياض عام 1397 هـ ثم حصل على الماجستير في أصول الدين من الجامعة ثم الدكتوراه من كلية الشريعة، وتخصصه في الحديث وله أحاديث في الإذاعة تدل على علمه، بل تبحره في الحديث ورجاله، وأنَّه ممن يقل نظيره في العلماء لأن هذا العلم يقل العلماء به.

وقد عُيِّن أخيرًا عضوًا في هيئة كبار العلماء.

ولد في بريدة عام 1371 هـ وله عدة مؤلفات مطبوعة.

والشيخ خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن الخْضَيْر: تخرج من كلية الشريعة عام 1410 هـ ويعمل الآن 1424 هـ مدرسًا في ثانوية الملك فهد في بريدة.

والشيخ خالد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الخْضَيْر: تخرج من كلية الشريعة عام 1422 هـ ويعمل الآن في قاعدة تبوك العسكرية - 1424 هـ.

والشيخ أحمد بن عبد العزيز الخْضَيْر: تخرج من كلية الشريعة في بريدة عام 1419 هـ.

ومنهم أحمد الخضير، الدكتور القاضي أحمد بن عبد الرحمن بن حمد الخضير قاضي محكمة بريدة من مواليد بريدة عام 1372 هـ.

على الشهادة الابتدائية عام 1387 هـ، ثم التحق بالمعهد العلمي ودرس به المرحلتين المتوسطة والثانوية وتخرج منه عام 1392 هـ ثم سافر إلى الرياض، فدرس في كلية الشريعة بالرِّياض حصل على الشهادة العالية منها عام 97/ 1398 هـ، ثم التحق بالمعهد العالي للقضاء، حيث سجل بقسم الفقه

ص: 358

فقلت له: الله يهديك - يا عبد الله - دين وعلى بدوي؟

فقال بعتها بمائة وعشرين ريالًا ستين منها نقد هذاهن عندي وستين عقب سنة، فقلت له: شكرًا وإن ضاعت الستين المؤجلة فلا بأس، فقال: ما تضيع إن شاء الله.

حدث عبد الله بن عبد الرحمن الخضير، قال: كان لأبي على أحد الأعراب ثلاثة آلاف ريال، كل ما طلبناها منه إذا جا لبريدة يقول: أنا ما ناب رفيقكم ما أناب الذي تبون، وحتى في الدوادمي.

قال: والرجل يأتي لأمير العرب الذين هو منهم في الدوادمي ولكن يصعب إثبات أنه فلان فذهبت في صباح يوم كان فيه عند الأمير عدد من الرجال فطلبت منه أن يذهب معي إلى مكان منفرد، وسألته عن الإبل والغنم والربيع وإذا به ينادي صاحبي ويقول: يا فلان بن فلان، وجاء الرجل، فقلت للأمير: هذا الرجل عنده لنا ثلاثة آلاف ريال إما تكلفه بدفعها وإلا تمشينا معه للشرع أبي اشتكي على ابن سعود.

فقال: لا، أنا أكفله، ودفع المبلغ.

ومن المتأخرين من (الخضير) هؤلاء:

الدكتور أحمد بن عبد الرحمن بن حمد الخضير: حصل على الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والآن هو قاضي تمييز في المنطقة الغربية - 1424 هـ، وله ثلاثة أبناء متخرجون من الجامعة اثنان منهم من كلية اللغة العربية وهما محمد وخالد، والثالث عبد الرحمن متخرج من كلية أصول الدين.

والدكتور محمد بن عبد الله الخضير: حصل على الشهادة الجامعية من كلية الشريعة في بريدة - فرع القصيم - ثم درس في الرياض الماجستير والدكتوراه في كلية أصول الدين.

ص: 359

ومن ذلك أن عادة جميع عتيبة أحيلت إلى بلدة (الدوادمي) وصارت الحكومة ترسل المال وأناسًا من قبلها يوزعون تلك العادات المالية السنوية على الأعراب في الدوادمي فكان (آل خضير) يحضرون من بريدة إلى الدوادمي إذا كان موعد تسلم الأعراب لعادتهم ويأخذونها أو بعضها منهم عن طيب خاطر لأنهم كانوا وعدوهم بسدادها وهم محتاجون إلى التجار لما ذكرته.

ويحدث في بعض الأحيان أن يدفع الأعرابي للتاجر ماله عنده من دين أو بعضه من تلك العادة، ولكنه يكون محتاجًا إلى المزيد من المال فيستدين ذلك من التاجر بمكسب التاجر يستفيد منه ولو بعد حين، لاسيما إذا كان ذا تعامل راسخ مع الأعراب كالخضير.

حدثني أحمد بن محمد العبدان المشهور بنقشه وكتابته على البيض، وكان يبتعث من وزارة المالية إلى الدوادمي لغرض إعطاء الإعراب عاداتهم السنوية فيبقى في الدوادمي نحو أربعة أشهر من كل سنة.

قال: الدوادمي كما هو معروف بارد في الشتاء وكنت اشتريت فروة ثقيلة بمائة وعشرة ريالات من الرياض، فوجدت فروة أخف منها وأكثر تدفئة فاشتريتها، وقلت لعبد الله بن عبد الرحمن الخضير وكان جاء من بريدة إلي الدوادمي لاستيفاء ماله عند الإعراب كعادة له سنوية: بع هذه الفروة.

فسألني ابن خضير عن القيمة التي أرى أنها تساوي؟ فقلت له: إذا حصلت ستين ريالًا أو سبعين ريالًا فهذا جيد.

قال أحمد العبدان وبعد أيام قال لي ابن خضير: بعنا فروتك على بدوي نصف قيمتها نقد والنصف الثاني دين لمدة سنة.

ص: 360

فقال ابن ربيعان: أنا أعرف، ولكن أنا الذي أقول لك: اشكني على الملك، إرسل له برقية شكوى فيَّ.

وبعد مراجعة بينهما فهم ابن خضير ما كان يقصده الأمير ابن ربيعان فأرسل برقية للملك فيصل مؤداها أنه لنا على الأمير عمر بن ربيعان شيخ الروقة دين ولا أوفانا إياه، وحنا كما تعلمون - حفظكم الله - تجار، نشتغل باللي عندنا من المال ندور به الرزق، فنرجو إنكم تأمرون الأمير ابن ربيعان يعطينا حقنا ويوفينا الدين الذي عنده لنا.

فلما قرأ الملك فيصل البرقية أمر بإرسال البرقية إلى (عمر بن ربيعان) وسؤاله عما جاء فيها، ولماذا لم يعط ابن خضير دينه، إذا كان ما ذكره صحيحًا؟

فأجابه ابن ربيعان بأن ما ذكره ابن خضير صحيح، ولكنني ليس عندي من المال ما أعطيه حقه منه، لأن الذي يدخل علي من المال أنفقه على مصالح المسلمين من قبيلة الروقة ورجال الشيوخ والضيوف وغيرهم.

وعندما قرأ الملك فيصل ما جاء في برقية ابن ربيعان أمر على المالية أن تصرف دين ابن ربيعان لابن خضير من الحكومة.

وكان هذا هو ما أراده عمر بن ربيعان رحمه الله.

وفي آخر عهد الملك عبد العزيز وبعد أن توفر بعض المال لدى الحكومة صارت تخصص لكبار الشخصيات من أهل البادية مخصصات سنوية من المال فصاروا يستدينون عليها من التجار ويسمونها (شرهة) أو عادة سنوية.

فكان بعض الأعراب على ضآلة ما له من المخصص أو الشرهة يذهب إلى الرياض، فينفق مالًا على أجرة نقله وينفق مالًا في الرياض على إعاشة نفسه ومن كان معه إذا كان معه أحد، فرأى الملك عبد العزيز رحمه الله أن ترسل تلك العادة السنوية إلى البلدان التي تجتمع فيها الأعراب أو قريبًا منها.

ص: 361

وكان من الذين يتعاملون مع الأعراب من أهل مسجدنا (أحمد العييري) وأبناؤه، وعبد الله الصقعوب، وابن عمنا عبد الله بن عبد الكريم العبودي.

وكان أهل جماعة المسجد يتأففون إذا أكثر الأعراب لأن بعضهم ينامون في خلوة المسجد في الشتاء.

ومع ذلك كانت التجارة مع الأعراب مربحة إلا أنها تحتاج إلى صبر بل مصابرة، وإذا لم يحصل التاجر على دينه من البدوي لمدة سنة أو سنتين فإنه قد وطد نفسه على أن يظل كذلك لسنة أخرى أو لسنوات أُخر.

ونعود إلى ذكر معاملة (الخضير) للأعراب فنقول: إنها اتسعت وازدهرت ومن طرائف ذلك أن اجتمع لعبد الرحمن بن خضير دين كبير في ذلك الوقت هو 380 ألف ريال أو نحو ذلك على أمير الروقة من عتيبة، الأمير عمر بن ربيعان وهو شخصية رفيعة القدر عند الناس وعند الحكومة ليس لمجرد كونه كبير الروقة من عتيبة على كثرتهم، ولكن ذلك - أيضًا - لكونه لم يخرج مع أمراء الأعراب الذين خرجوا على الملك عبد العزيز يريدون قتله وأخذ الملك منه كالدويش وابن حميد فعمر ابن ربيعان بقي على ولائه لابن سعود ومعه الجمع الغفير من أتباعه الروقة.

ومرة قال الأمير عمر بن ربيعان لعبد الرحمن بن خضير، يا أبو عبد الله اشكني على الملك فيصل، أنت تبي مني دراهم كثيرة، وأنا ما عندي منها شيء علشان أعطيك حقك وإن ما شكيتني على الملك فيصل ما جتك دراهمك.

فنفر ابن خضير من كلامه وقال: يا الأمير أنا أشكيك؟ والله لو راحت دراهمي الذي أبيها منك ومعها مثلها من حلالي، إني ما أشكيك - يا الأمير - أنت غالي عليّ، وأنت تعرف ذلك.

ص: 362

رحمه الله على البلاد، وصار الأعراب لا يستطيع بعضهم أن يغير على بعض وينهب منه إبله أو غنمه.

لذلك كان الأعراب إذا أخصبوا يبيعون من مواشيهم ما يكفي لوفاء الدين الذي عليهم لعميلهم التاجر، مع كونه باع عليهم الشيء غاليًا في الأساس.

وإن العلاقة بين التاجر الحضري وبين الأعراب أمر مهم للجميع، بالنسبة للتاجر فهو ظاهر، وقد أشرت إليه.

وأما الأعراب فإن وجود عميل لهم تاجر في المدينة أمر له أهميته، لأنه لم تكن توجد آنذاك مطاعم حتى المخابز لا توجد، ولذلك لا يوجد خبز يباع، وإنما على من يفد إلى المدينة سواء أكان أعرابيًّا أم قرويًا أن ينزل على صديق له من أهلها يوفر له المأوى والطعام.

لذلك ينزلون على عميلهم التاجر في المدينة في بيته، ويأكلون عنده من الطعام الذي لا يعتني به التاجر بخلاف طعام أهل الحضر، ومع ذلك يكون بالنسبة للبدوي جيدًا، لأن الأعراب لا يحسنون طبخ أنواع الطعام وطرق تحسين مذاقها، وإنما يعتمدون على الألبان، وعلى الأقط والتمر وإن كان اعتمادهم على التمر قليلًا.

وأذكر أنه كان في المسجد الذي كنا نصلي فيه في شمال بريدة وهو (مسجد ابن شريدة) عدد من التجار الذين لهم تعامل مع الأعراب وإذا جاء الأعراب نزلوا عندهم والمراد بالنزول عندهم أن يأكلوا عندهم، وأن يناموا في بيوتهم في ليالي الشتاء الباردة أما في ليالي الصيف، وأيام الدفء فإنهم ينامون عند إبلهم في خارج المدينة حيث المارة من الناس قليل.

ص: 363

وقد عرف أنه وإبراهيم محمد البليهي من القلائل الذين كسبوا من الفلاحة ولم يخسروا إذْ كان الناس يعتقدون أن كل من اشتغل بالفلاحة لا بد من أن يفتقر إذا كان غنيًّا أو يركبه الدين إذا لم يكن كذلك.

وذلك لكون المحصول الرئيسي للفلاح من الفلاحة هو التمر، وثمرته معرضة لآفات كثيرة من الجراد والدبي والأمراض التي تصيب النخيل إلى جانب كون (الفلايح) تسقى بالسواني وهي الإبل التي تجر الغروب المليئة بالماء إلى وجه الأرض وتلك الإبل معرضة أيضًا للأمراض من الجرب والهمار والغدة وغيرها، ولا بد من إعلانها بعلف جيد نافع.

ولكن الناس صاروا يستثنون إبراهيم البليهي وعبد الرحمن الخضير من الخسارة من الفلاحة لأنهم يقولون: إنهما ربحا منها.

غير أن ثروة عبد الرحمن الخضير لم تأت من الفلاحة، بل كان يداين الفلاحين والأعراب، ويبيع ويشتري وقد رزق أولادًا كان أنفعهم للتجارة ابنه عبد الله الذي صار مشهورًا عند الناس بقيامه على التجارة وصبره وجلده عليها.

ومن تجارة عبد الرحمن الخضير وأولاده التعامل مع أهل البادية وبخاصة مع قبيلة عتيبة فكانوا يداينونهم ويبايعونهم إلى أجل.

ودين البدوي يضرب به المثل لما لا يضمن وفاؤه لذلك قالت العامة: (دَيْن وعلى بدوي)، ومع ذلك عرفنا قبل استخراج البترول في بلادنا أن الذين يتاجرون مع الأعراب وأهل البادية قد حسنت أحوالهم المالية، وازدهرت تجارتهم.

وذلك لكون الأعراب لا يعرفون أقيام السلع، وإذا كانت السنة سنة خصب صار لهم مال وفير من تربية الأغنام والإبل التي لا ينفق الأعراب عليها شيئًا من المال، وبخاصة عندما ساد حكم الملك عبد العزيز آل سعود

ص: 364

ومن رجال الخضير: عبد الرحمن بن حمد الخضير من الأثرياء الوجهاء كان يجالس المشايخ وكبار القوم.

وهو من المحسنين من الأثرياء من ذلك أنه بني (مسجد ابن خضير) خارج سور بريدة القديمة قريبًا من (مسجد العيد).

وهو الذي أجري أول عين ماء عذب بأنابيب تدخل إلى بيوت بريدة، وإن كان لم يستوعبها كلها.

وكان أجرى تلك العين من ملك له وهو حائط نخل مشهور في العجيبة، غربي بريدة القديمة، وبدأ بمد الأنابيب الحديدية من ماله الخاص حتى أدخل الماء في بيوت كثيرة.

وكان ينوي أن يدخل هذا الماء العذب إلى جميع بيوت بريدة غير أن الحكومة كانت قد أعدت مشروعًا بدأت به لإدخال الماء إلى البيوت، فانتفت الحاجة إلى جهد عبد الرحمن الخضير.

وقد صاهره الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء فتزوج الشيخ ابن باز من إبنة عبد الرحمن الخضير فأنجبت له أولادًا منهم الدكتور أحمد.

توفي عبد الرحمن بن حمد الخضير في عام 1385 هـ.

وكان عبد الرحمن بن حمد الخضير مزواجًا بلغ عدد النساء اللاتي تزوج بهن 27 امرأة.

كما كان عبد الرحمن بن حمد الخضير معروفًا بكثرة المال ومع ذلك عندما اشترى ملكًا ضخمًا من النخيل من الصباح بمبلغ كبير من المال آنذاك قبل أن يستخرج النفط من بلادنا أشاع بعض الناس بأنه قد وقع على كنز، أو على حد تعبيرهم (لقي كيس) والكيس في لغة العامة هو الكنز المدفون في الأرض.

ص: 365

والوثيقة التالية مثلها في اقتضاء الدين ولكن بعد سنوات عديدة، إذْ كان ذلك في عام 1323 هـ وقد قبض هذا الجزء من الدين فهد بن حمد الخضير عن ورثة والده لأن والده كان قد مات في عام 1308 هـ. وقد وصله بموجب هذه الوثيقة ألف وزنة تمر.

والشاهد على ذلك عبد الله بن عودة المحيميد وإبراهيم بن محمد بن صامل وكلاهما من أهل اللسيب.

والكاتب الشيخ الشهير عبد الكريم بن عودة المحيميد المعروف بلقبه: (مطوع اللسيب).

ص: 367

والوثائق الثلاثة التالية تتكلم عن دين لحمد الخضير كان وكيله دبيان بن عبد الله الدبيان قبض من دينه على عبد الله بن عثمان الرميان 93 وزنة تمر وهو ما عبروا عنه بأنه مائة وزنة تنقص سبع وزان.

والأولى مؤرخة في عام 1303 هـ.

وشهد عليها شهود من أهل اللسيب وهم حمود الصالح (الحمود) وإبراهيم بن حصين ومحمد بن فريج.

كما جاء فيها ذكر علي العبد الله الملقب الصاهود.

والثانية في عام 1306 هـ.

والثالثة في عام 1307 هـ.

وكل ذلك كان في حياة حمد الخضير الذي عمر مائة سنة ومات في عام 1308 هـ.

ص: 369

وهذه وثيقة مشابهة وقد كتبت بعد التي قبلها بسنوات وتتضمن أنه وصل إلى أولاد حمد الخضير من صبخة الرميان والمراد بها نخيل مزدهرة في اللسيب سميت الصبخة، لأن أرضها كانت سبخة لا تصلح للزراعة ولا لغرس النخل فأزالوا السبخة وعمروها وأفادت الوثيقة بوصول تمر ونقود من الدين الذي لحمد الخضير في عام 1328 هـ.

كما وصل إليهم بعد ذلك شيء منه، وذلك هو المذكور بتاريخ كتابة هذه الورقة في عام 1331 هـ وهي بخط عبد الكريم بن عودة المحيميد مطوع اللسيب.

وهذه الوثيقة المؤرخة في 1334 هـ:

ص: 370

وحمد بن محمد الخضير واسع الثراء إلى درجة أن أبناءه وسائر ورثته ظلوا أعوامًا طويلة يقبضون من الناس ما في ذمتهم له من الديون كما في هذه الوثيقة، التي تذكر دينًا له في عام 133 هـ أي بعد وفاته بخمس عشرة سنة.

والدين المقبوض هو ألف وزنة (تمر) وقد أكد ذلك بقوله: نصفه خمسمائة تأكيدًا لذلك في رمضان عام 1323 هـ.

والشاهد على ذلك عبد الله بن عودة المحيميد وهو أخو الكاتب الشيخ عبد الكريم بن عودة المحيميد الشهير بمطوع اللسيب، والتمر المذكور دين أو من دين لحمد الخضير في ذمة عبد الله العثمان بن رميان.

وتحتها وثيقة أخرى تفيد بأنه وصل فهد بن حمد الخضير من عيال عبد الله الرميان مائة وزنة تمر إلا أربع وزان أي 96 وزنة في عام 1323 هـ والكاتب هو الأول بتاريخ 1325 هـ.

ص: 371

والوثيقة التالية تبين أن الخيل التي كان يبيع فيها حمد الخضير ويشتري هي من أصائل الخيل مثل بنت العبية الذي يقول فيها المثل على لسان حال اليربوع وهو الحيوان الصحراوي الذي يداه قصيرتان (لو يدي طول رجليَّ ما تلحقني بنت العبية)، وتقدم ذلك.

وهي بنت فرس أصلية أخرى له هي بنت الكحيلة، والكحيلة فرس أصيلة قديمة كما جاء في المثل لمن يعيش ليومه فقط، (يبيع الكحيلة بعشا ليلة).

وقد باع حمد الخضير على عقاب الفهد بن عايش المهرة الحمرا بنت الكحيلة بثمن كثير هو ثلثمائة مجيدي والمجيدي عملة فضية تركية وصل حمد الخضير منهن مائتا مجيدي عوض خمسة بعارين وعشر غازيات وصلنه من الربدي.

والباقي مائة وثلاثون مجيدي.

والشاهدان إبراهيم الربدي وإبراهيم الدخيل.

والكاتب صالح بن محمد الضبيعي.

التاريخ: 5 جمادى الثانية سنة 1293 هـ.

ص: 373

وهذه وثيقة أخرى مؤرخة في 27 ذي الحجة سنة 1299 تتعلق بفرس من نوع السبيلية اشتراها حمد الخضير من راشد الدليمي، ولكن يظهر أنها كانت مريضة لأنه جاء في الوثيقة أن الدليمي طب على حمد ووجد الفرسه ميتة، وأنه أقر بأنه ليس له دعوى على حمد (الخضير) من جهة الفرس المذكورة لا هي ولا بناتها.

والشاهد على ذلك محمد بن منيع وسعدون بن هويدي من غرير من الأسلم وهم من شمر.

والكاتب: صالح بن محمد الضبيعي.

ص: 374