الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخْيَارِي:
بإسكان الخاء وتخفيف الياء وكسر الراء، على لفظ النسبة إلى الخيار.
أسرة صغيرة من أهل بريدة، كان لهم بيت في شرق بريدة عند السور القديم.
والظاهر أنهم من الأعراب المتحضرين.
الخياط:
الخياط من أهل بريدة، جاءوا إليها من عنيزة، أول من جاء منهم الشاعر الحماسي الكبير علي بن رشيد الخياط، مغاضبًا لأمير عنيزة: زامل السليم فسكن في بريدة واشترى بها بيتًا.
منهم ابنه محمد بن علي الخياط.
وجدت الوثيقة التالية تتعلق بمحمد الخياط وأوضحت أنه خال لعلي العبد العزيز العليط، وأنه كان قد حضر عند الشيخ إبراهيم الجاسر حال كونه قاضيًا في عنيزة يطالبه علي (العليط) عند حصة أي نصيب لأب من أملاك العلي الخياط في الوادي وفي الدار التي في عنيزة وأن الشيخ ابن جاسر كان أصدر في ذلك حكمًا مذكورًا في الوثيقة.
والكاتب منصور آل علي بن زامل.
والتاريخ في ذي القعدة سنة 1324 هـ.
وهذه وثيقة أخرى تتعلق بحمد ابن الشاعر الكبير علي الخياط ومؤداها إقرار منه بأنه قد وصله من يد حمد المحمد بن خضير ثمن البسط - جمع بساط - التسعة وهي نصف البسط المذكورة في خط ابن سيف لأن الورقة تلك ادعي حمد العلي بأنه ما وجدها.
والشاهد: عبد الكريم الحمد العليط ومحمد (
…
).
والكاتب: عبد الله بن شومر.
والتاريخ 25 من شوال سنة 1293 هـ.
قال المستشرق الألماني (البرت سوسين):
أهل عنيزة صار بينهم حربية هم ابن سعود وذبحوا عسكره وطلعت حرمة تنشد عن إخوانها وأنشدت عنهم خيال واحد فشافها ما هي متغطية وجاب بها ها الغناوة وأصابها بالعين وقتلها:
واعيني إلى حاربت للنوم
…
واسهرتني بعواك يا سرحان
اللي جرى لك جار لي دوم
…
والكل منا بائت جوعان
إن كان تشكى الجوع دونك لحوم
…
صبيان عطر قرونه الريحان
سند من الوادي إلى مجروم
…
تلقى العشا شيخًا وبنت حصان
العيون من نهده ظهر مزموم
…
شُقر ذوائبها على الامتان
جتني تخطي ما عليها لوم
…
تسحب ثياب القزّ والقبلان
تبكي وتمحش دمعها بكموم
…
من فوق خد كأنه رمَّان
شبهتها بدرًا ساطع بالنجوم
…
سُبحان خلاقها عظيم الشأن
تنخا عيالًا ما يطيقون اللوم
…
صبيان يتُلون على الدخان دخان (1)
وهذه القصيدة معروفة للشاعر علي الخياط، وإن لم يذكر المستشرق اسمه.
جاء ذكر على الخياط هذا الذي هو الشاعر الشهير في وثائق في بريدة بعد أن انتقل إليها من عنيزة واتخذها دارًا له حتى مات، من ذلك وثيقة مكتوبة بخط العلامة الشيخ محمد بن عمر بن سليم، وهي ورقة مبايعة البايع فيها هو (علي بن رشيد الخياط) وهو هو الشاعر علي عبد الله آل عمر العليط نصيب بنته منيرة من زوجها عمر رحمه الله وهو الثري الشهير عمر العليط الذي سيأتي الكلام على وصيته الحافلة في حرف العين عند ذكر العليط بإذن الله، والمبيع نصيب بنته ميثا من زوجها عمر، واتضح من ذلك أنه كان قد زَوَّج ابنته ميثاء من عمر العليط.
ومع ذلك فالمبيع ليس هو كل ما وصلها من إرثها من زوجها عمر الذي أوضحت الوثيقة أنه من ثمينها من المذكور، وهو الموجود في (فيد الحميدان) بمعني ملك الحميدان، الذي يراد به النخل الذي كان ملكا للحميدان وتملكه عمر العليط.
الثمن: أربعون ريالًا (فرانسه) من تثمينهم وهو مبلغ طيب بل كثير في تلك الأزمان، وإن الثمين يكون خمسة أريل، والمراد بالثمين: الثمن الذي هو نصف الربع.
(1) ديوان الشعر النبطي للجزيرة العربية في القرن التاسع عشر: 12.
إلى أن قال: أقر علي الرشيد (الخياط) وعبد الكريم آل حمد العليط بأن نصيب ميثا ونصيب (تركية) وتركية اسم امرأة كانت التسمية به كثيرة حسبما أدركناه وإقرارهما هو أن نصيب المرأتين، انتقل لعبد الله آل عمر (العليط) على تثمينهم عقارات عمر.
والشاهد عبد العزيز بن شايع المحيسني.
والتاريخ 3 ذي القعدة من عام 1290 هـ.
وتحتها وثيقة تثبت بأن علي الخياط أقر أنه باع نصيب بنته ميثا من دار عمر (العليط) دار الروضان .. الخ.
ثم ذكرت الوثيقة شيئًا مهما وهو أن تركية خالصة من حقها في الدار المذكورة و (من العجيبة) مما يدل على ما هو معروف، وسجلناه أن أملاك عبد العزيز أبا بطين وهو ابن الشيخ العلامة عبد الله أبابطين قد آلت إلى عمر العليط بالشراء لأنه ثري يستطيع شراءها ولم تذكر الوثيقة علاقة تركية بعمر العليط وربما كانت زوجة له طلقها أو ماتت قبل أن يتزوج ميثا بنت الشاعر علي الخياط.
وهذه الوثيقة المشابهة وهي مبايعة بين علي بن رشيد الخياط وعبد الله آل عمر بن عليط وبين عبد الكريم آل حمد العليط.
والمبيع دار تعرف بدويرة الجويريحية والدويرة: تصغير دار والجويريحية، اسم امرأة أي اسم أسرة امرأة لا نعرفها ومعها قليب الشعيب ولم يعرف الشعيب بأي مكان يكون والثمن لكل واحد من الدار والقليب خمسة عشر ريالًا حسب تثمينهم عقيرات عمر، وعقيرات: تصغير عقارات، وقوله تثمينهم يريد أنهم وهم أصحاب الشأن ثمنوا الدار والقليب بهذا الثمن.
ونصوا على أن علي (الخياط) باع ثمين بنته والثمين هو الثمن والمراد ما ورثته من زوجها الذي له أولاد، وهو ثمن ماله.
وقال كلمة توضح ما في الوثيقة السابقة وهي اسم (تركية) ومن هو أبوها فعرفنا أن أباها هو عمر العليط.
وتاريخ الوثيقة في ذي القعدة عام 1290 هـ.
وتحتها وثيقة إلحاقية تفيد بأن دار تركية أقر علي الرشيد الخياط بأن نصيب بنته منها وهو ثمينها ممضيه على تثمينهم بخسمة عشر ريالًا.
والوثيقتان بخط الشيخ محمد بن عمر بن سليم.
وهذه الوثيقة المكتوبة بخط الشيخ القاضي العلامة إبراهيم بن حمد بن حاسر الدي كان تولى القضاء في بريدة وعنيزة.
وتتعلق بحمد ابن الشاعر الشهير علي الخياط.
وتتضمن أن حمد آل علي الخياط والمراد بـ (آل) هنا ابن وليس كونه من أسرة اسمها علي، وقد خلص هو وعلي بن عبد العزيز العليط من جهه أصل نخل أبا الخيل.
ونحن نعرف مما سبق ومن غيره أن (علي الخياط) صاهر العلطان - جمع عليط وأن العلطان كانوا أثرياء، ولهم عقارات صار لآل الخياط هؤلاء فيها نصيب من أجل تلك المصاهرة وخط الشيخ ابن جاسر واضح ولكن ورد فيه بعض الكلمات التي تحتاج إلى إيضاح مثل قوله:(بعدما حسبوا النوائب والصبر).
فالنوائب: جمع نائبة وهي ما يلزم النخل من مال يفرض عليه فرضا من جماعة أهل القرية أو البلد لصد غزو أو لتحصيل منفعة.
والصَّبْر: بإسكانه الصاد وفتح الباء: جمع صبرة، وهي الأجسارة لمدة طويلة مثل مائة سنة ونحوها، وتكون بأجرة قليلة، ولكنها مستمرة.
وقوله: وما يلزم المكان من الولاة والضحايا والحجج.
فالمكان هذا هو حائط النخل وهو جماعة النخل والولاة: جمع وال، وهو الأمير الحاكم.
وكان الأمير الحاكم يحتاج أحيانا إلى تمويل غزو أو نحوه فيفرض على حيطان النخل فرضا من مال أو تمر والغالب أن يكون ذلك من النقود، فيأخذ من أرباب النخل ما يحتاج من ذلك.
وتاريخ الوثيقة في 12 رمضان عام 1324 هـ.
الخير الله:
اسم خير بمعنى فضل مضافًا إلى اسم الجلالة.
أسرة صغيرة جدًّا من أهل بريدة أصلها رجل إفريقي، واحد كان من الأفارقة الذين هاجروا من بلادهم في إفريقيا إلى المدينة المنورة.
وكانت له أخت ذات أولاد من زوج كان ينفق عليهم فمات زوجها وبقيت أخته مع أولادها بدون عائل.
ولم تكن أخته تستطيع أن تتكسب كما تفعل الإفريقيات الأخريات اللاتي يطلق عليهن أهل الحجاز (التكرونيات) مع أن التكارنة أو التكاررة باللغة الفصحى هي طائفة مخصوصة من أهل مالي في غرب إفريقية وليسوا كل أهل إفريقية، قالوا: ولم يجد هذا الشخص الإفريقي ما يعيله ويعيل أخته وأطفالها.
فقال لها: يا أختي أنا أبي أبيع نفسي، بيعيني أنت وخوذي ثمني، وأنا سوف ييسر الله أمري، إما أن يعتقني من يشتريني وأعود إليك ثانية، أو يفتح بما شاء.
قالوا: فوجده إبراهيم بن عبد الرحمن الشريدة من أعيان بريدة عند دلال عبيد في المدينة المنورة.
وكان هذا الإفريقي مديد القامة جدًّا، ضخم الجسم، تفرس فيه إبراهيم الشريدة أنه سيساعده عندما يصل إلى بريدة، ومثله يرغب فيه.
فاشتراه بأربعين جنيهًا من الجنيهات الذهبية وسماه (خير الله) فأخذ (خير الله) الجنيهات وأعطاها أخته قائلًا: انفقيها على أولادك، وسوف تكفيك لسنوات، إن أحسنت التدبير وحمله ابن شريدة معه متوجها من المدينة إلى بريدة.
فخرج عليهم لصوص في البرية وأخذوا ما مع ابن شريدة من إبل ومتاع وفيه نقوده، والعبد (خيرالله) كما صار لقبه (عبد) أي مملوك.
ولم يستعن به ابن شريدة لظنه أنه لا يستطيع شيئًا مع أولئك اللصوص فقال لإبراهيم الشريدة: يا عم، كيف يأخذون اللي معك؟
فقال: لأنهم أقوى مني، فقال: أتريد أن أخذه منهم؟
قال: نعم، فأخذ مصلابًا وهو كالعصا الضخمة كانوا حطبوه من أجل طبخ غدائهم وجعل يضرب اللصوص، وقد رأى أحدهم أخرج بندقًا معه فأسرع يضربه وينتزع البندق منه حتى صرع أكثرهم، ولم يسلم منهم إلَّا من هرب!
وقد عرفت (خيرالله) جسيمًا جريمًا جميل المنظر.
أعتقه إبراهيم الشريدة وأسماه (خير الله الشريدة)، ثم تزوج في بريدة، وكان له ولد في مثل سني كان درس معنا في كتاب الأستاذ محمد الوهيبي في بريدة.
قال الأستاذ ناصر العمري:
اشتري إبراهيم بن عبد الرحمن الشريدة مملوكًا من المدينة قصده يعتقه ويجعل ثواب عتقه لأخيه سليمان بن عبد الرحمن الشريدة، وخرج إبراهيم بن عبد الرحمن الشريدة ومعه إبل وعدد قليل من أصحابه ومعه المملوك خيرالله، وبعد أن ابتعدوا عن المدينة المنورة في طريقهم إلى بريدة أغار عليهم أناس من قطاع الطرق من البادية يريدون الإبل، وقد دافع عنها إبراهيم بن شريدة ومن معه حتى غلبهم البدو وأخذوا الإبل وانصرفوا بها بعد أن جرح إبراهيم بن شريدة وخير الله لا يعرف ما الذي حصل.
وبعد انتهاء المعركة الصغيرة سأل خيرالله إبراهيم الشريدة قائلًا: لماذا أخذوا بعاريننا؟ فقال إبراهيم نهبوها! فقال خيرالله: تريد أن أردها؟ قال: نعم، ردها إن استطعت، فأخذ عمود خيمة ولحق بالبدو وضرب واحدًا منهم وآخر وهو هائج صائل ورد الإبل وتخلى عنها البدو لما رأوا من شجاعة خير الله وهو رجل طويل القامة أسمر البشرة وبشجاعته الفذة استطاع رد مال سيده، وقد أعتق وبقي في حياته معززًا مكرما لدى أسرة آل شريدة يعرفون له قدره وشجاعته ثم زوجوه وصار له أولاد.
ولا شك أن خير الله لا يعرف النهب والسلب وقطع الطريق وإلا كان قاومهم في أول حركة بدت من البدو الذين يستحلون المال الحرام ويسفكون دماء الأبرياء من المسلمين في سبيل حصولهم على المال الحرام بسبب جهلهم المطبق نسأل الله السلامة والعافية، وقد عملت الدولة السعودية على قطع وسائل الاعتداء على المسافرين وعم الأمن صحراء المملكة ولله الحمد (1).
وقال الأستاذ ناصر العمري أيضًا:
سافر إبراهيم بن عبد الرحمن بن شريدة أحد التجار ومعه إبل ورجال ومن بينهم خيرالله بن عبد الله ومن المعلوم أن صحراء نجد كثيرة المواشي وقليلة موارد المياه، ولقلة موارد المياه يلجأ بعض البدو إلى تحجير بعض الموارد الشراب مواشيهم وسقياهم ويحصل زحام وخصام وقتال على الماء وهذا شيء معروف في جزيرة العرب منذ قديم الزمان قال عمرو بن كلثوم:
ونشرب إن وردنا الماء صفوًا
…
ويشرب غيرنا كدرًا وطينًا!
وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
وقد زعمتم بأن تحموا ذماركم
…
وماء بدر زعمتم غير مورود
ثم وردنا ولم نسمع لقولكم
…
حتى شربنا رواء غير تصريد
وورد ابن شريدة ومن معه على الماء في الصحراء ليشربوا ويسقوا إبلهم ويحملوا ما يحتاجونه من الماء للطريق فوجدوا جماعة من البادية وردوا الماء قبلهم ومنعوهم منه وحاول ابن شريدة بالتعقل والإقناع أن يسمح له البدو بورود الماء والسقيا منه فرفض البدو، وهنا ثار خيرالله بن عبد الله وسحب عمود
(1) ملامح عربية، ص 299.
الخيمة من فوق ظهر الجمل وجاء يهدر كالجمل وصار يضرب البدو ويخبط دون تردد أو تعقل أو تفاهم فانزاح البدو عن بئر الماء ثم تجمعوا وعادوا إليه فردهم على أعقابهم وقال، منعتمونا الماء نشرب وتشرب بعاريننا فأبعدوا عن الماء حتى نأخذ حاجتنا من الماء ونسقي بعاريننا، وتشاور البدو فيما بينهم وقال أحدهم هذا الرجل لا قدرة لكم عليه فاتركوا لهم الماء فأبعد البدو عن الماء وشرب إبراهيم بن شريدة ومن معه من رجاله وسقوا الإبل وأخذوا حاجتهم من الماء، ثم انصرفوا عنه آمنين (1).
وكتب إليَّ أحمد بن سليمان بن منصور الشريدة قصته على النحو التالي:
خيرالله: عبد الشريدة اشتراه إبراهيم الشريدة من المدينة المنورة وكان إبراهيم الشريدة يقوم من المدينة إلى القصيم بريدة، ومعه جمال وحملة بالبضائع وعندما وصل الحناكية قابله قوم حرامية يأخذون الجمال، وهناك لم يكن مع الشيخ إبراهيم الشريدة إلَّا العبد خيرالله صغير السن ولم يعرف شيء فتوثب لهم إبراهيم الشريدة وكان بينه وبينهم مناوشات بالبارود ليصدهم عن نهب الجمال فضربوه في يده بالبارود فطاح من شدة الألم فقام خيرالله وأخذ البارود من عمه وسأل "عمه" كيف أعمل فيها ليصد القوم.
فصار بينه وبين القوم مناوشات حتى صدهم خيرالله واسترجع الماشية وكان عمره لا يتجاوز 16 سنة.
ثانيا: خيرالله:
كان هو والعم إبراهيم الشريدة واردين مورد اسمه زروت، وكان معهم إبل كثيرة وكان المورد ماسكينه شرارات فقام خيرالله وقال أرووا ومعهم فايز القليش
(1) ملامح عربية، ص 158.